Al Shabiba

البلوشية: الـهدر محلـياً يتجـاوز النسـب العالمـية

- مسقط- خالد عرابي

يناهـــز فاقد الميـــاه، في بعـــض محافظات الســـلطنة، قرابـــة %40، ما يشـــكل تحدياً رئيسياً على المستوى الوطني.

وخلصت دراســـة، أجرتهـــا الباحثة في كلية الشـــرق الأوســـط منال البلوشية، إلى أن »نســـبة هدر المياه في السلطنة تناهز 40 .«%

واتخذت الدراســـة، التي فـــازت بالمركز الأول لمسابقة »الباحثين العُمانيين الشباب في مجـــال الميـــاه 2017«، عينتها البحثية من ولاية الســـيب، واســـتندت إلى مقابلات ميدانية، وغطت الفترة الزمنية الممتدة من عام 2010 إلى 2014.

وقالـــت الباحثـــة البلوشـــي­ة، أمـــام »الشـــبيبة«، إن »هـــدر الميـــاه واحـــد من المشـــكلا­ت والتحديـــ­ات الكبـــرى التـــي تواجههـــا الســـلطنة، ويتجـــاوز النســـب العالمية المسجلة في هذا المجال«.

ورأت البلوشـــي­ة أن »أفضـــل الحلـــول، التي توصلت إليها في دراســـتها، تتمثل في اللجوء إلى تقنيات الكشـــف عن تســـريب المياه، واعتمادها على المستوى الوطني«.

وتستند تقنيات الكشف عن التسرب إلى منظومة إلكترونيــ­ـة مرتبطة بغرفة عمليات مركزية، تعطي إشارات عن وجود اختلالات في مكان محدد من شبكات التوزيع.

وذات اتجاه، رأى رئيس دائرة الأبحاث في مركز الشـــرق الأوسط لأبحاث تحلية المياه »مدريـــك« د. جواد الخراز، أن »المياه تمثل تحدياً مستقبلياً كبيراً، وهو ما يوليه المركز أهمية كبرى«.

وأشـــار الخراز إلى أن »دراســـة البلوشية عن ولاية السبب يمكن تعميمها على ولايات الســـلطنة، وإن كان ذلك بنســـب متفاوتة، لكنها تظل نسبا مرتفعة جداً«.

ودعـــا الخراز إلـــى »العمل على تحســـين إدارة المـــوارد المائيـــة بشـــكل تشـــاركي، والبحـــث عـــن ســـبل لتقليل الطلـــب على المياه عبر حملات توعوية تشـــمل مختلف الفئات العمرية في السلطنة.«

ويتجـــاوز التفكيـــر فـــي حلـــول مشـــكلة هدر الميـــاه -وفق د. الخـــراز- ما جاءت به الدراســـة، وصولاً إلى حلول جذرية لمعالجة أزمة الميـــاه، منها معالجة الميـــاه الرمادية (ميـــاه الصرف الصحي) والاســـتف­ادة منها الري الزراعي.

ونبّه د. الخراز إلى مشكلات مائية متعددة تعانيها السلطنة، من بينها »استهلاك %80 من المياه في الزراعة نتيجة أســـاليب الري القديمـــة، ما يقلص العائـــد المتوقع مقارنة بحجم الري .«

وطالـــب الخـــراز »باتبـــاع طـــرق الزراعة الحديثة، واستخدام صور الأقمار الصناعية، وملاحقة عمليـــة تطوير تقنية تحلية المياه، والتقليـــ­ل فـــي كلفـــة التحلية باســـتخدا­م الطاقة المتجددة«.

ولفت إلى »فاقد المياه في الشبكة،، وقال إنه »نتيجة للتسريبات واختلالات العدادات، الأمر الـــذي يمكن معالجته من خلال أنظمة الاستشعار والإدارة السليمة للمياه والعمل على تحديث العدادات بشكل دوري«.

وذات اتجاه، توقـــف مدير مركز أبحاث المياه بجامعة السلطان قابوس د. عثمان عبدالخالــ­ـق عبدالله عند تحـــدي المياه، ليـــس في الســـلطنة والشـــرق الأوســـط فقط، بل في العالم أجمع، معتبرا أن أهم أسبابه »الزراعة«.

وزاد د. عبدالله »الزراعة هي المســـتهل­ك الأكبـــر للمياه، خاصـــة الزراعـــة التقليدية، التي تتبع أســـاليب الري بالغمر، ما يتسبب بفقدان الكثير من المياه«.

واعتبر أن »شـــبكات الميـــاه في مختلف أرجاء العالم تعاني من مشـــكلة الفاقد، وإن كان ذلك بنســـب متفاوتة تختلف من مكان إلى آخر وفق الأساليب والأنظمة المتبعة«.

ولفـــت عبدالله إلـــى جملة مـــن الأبحاث العلميـــة المتخصصـــ­ة فـــي وســـائل تقليل الفاقـــد والهدر في شـــبكات الميـــاه، مبينا أن »معـــدلات التبخر فـــي المناطق الحارة، مثل الســـلطنة وعمـــوم دول الخليج، تفوق معدلات هطول الأمطار، الأمر الذي يتسبب بعجز في موارد المياه، ما يدفع المختصين إلى البحث عن حلول متنوعة«.

ودعـــا د. عبداللـــه إلـــى »حلـــول نوعيـــة لمعالجـــة الفاقد وتقليل اســـتهلاك المياه، وإيجـــاد مصـــادر جديـــدة، وتخفيض كلفة التحليـــة، والاســـتف­ادة من ميـــاه الصرف الصحـــي بصـــورة آمنـــة«، مشـــددا علـــى أهميـــة »اتبـــاع الأســـالي­ب الحديثة في ري المزروعـــ­ات، وهـــو مـــا ســـيلمس فائدتـــه المـــزارع أولاً، إذ أن التقنيات الحديثة تزيد الإنتـــاج الزراعـــي وترفـــع كفاءة الأســـمدة وتقلل القوى العاملة«.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Oman