Al Shabiba

بدأ جمع مقتنياته قبل خمس سنوات ويطمح لامتلاك معرض خاص بها

- حاوره - سعيد الهنداسي

يشعر مطر المقبالي من عبري بسعادة غامرة وهـو يجلس بين مقتنياته التراثية الجميلة، يشرح عنها للزوار والمهتمين، فهي كما يراها ليست مجرد قطع قديمة بل هي كنز من الكنوز النادرة والغالية التي لا تقدر بثمن. يبلغ عدد مقتنيات مطر أكثر من 160 قطعة أثرية وفي الحوار الآتي اقتربنا منه أكثر لنتعرف على هذا العشق الجميل، والحب الأجمل لتراث بلد تـــــاريخ­ه ضارب في الجذور. ا ن ا لتعراثلبود­اقياصت ةواملابلدف­اتياهتلقيا­م بهذا العمل يقول مطر المقبالي: »بدايتي كانت قبل 5 سنوات عندما وجدت بعض المقتنيات مرمية في المنازل القديمة (بيوت الطين)، ولا أحد يهتم بها أو يأخذها للحفاظ عليها، وأتذكر تلك اللحظة كأنها أمامي الآن عندما انتقلنا من منازلنا القديمة إلـى المنازل الحديثة، حين أُهملت هذه الأغراض حملتها ووضعتها في صناديق وحفظتها من الاندثار والضياع، ومن هذه الأغـراض أوانٍ مختلفة وسـلال مصنوعة من الـخـوص، وسعفيات وجلود وأدوات قديمة تستعمل في المنزل، وبعضها للاهتمام بالماشية إلــى جانب مقتنيات من الفضة ونقود قديمة ومعدات حراثة ومعدات صناعة البارود«.

وحول طريقة جمعه للمقتنيات والأماكن التي جلبها منها يقول مطر: »أنا كثير السفر والترحال، ويمكنني القول إنني زرت جميع أرجــاء السلطنة مـن مسقط إلـى حاسك وخـصـب ومــن مـحـوت إلــى صـــور، بعض رحلاتي تكون للسياحة والبعض الآخر يكون مخصصاً للعمل، ومن خلال تجوالي اقتنيت الكثير من التحف والمقتنيات الأثرية التي تجاوز عـــــــدد­ها -كما قلت- أكثر من 160 قطعة أثرية«. ا لنواعدرن اولأالسمبا­ميب زالتي جعلته يختار هذا النوع من التراثيات يواصل المقبالي حديثه قائلاً: »اخترت هذا النوع للحفاظ عليه ولأهميته ونـدرتـه، فهو كنز من الكنوز الـنـادرة منذ زمـن الآبـاء والأجــداد، وهـي قطع لن تتكرر مرة أخرى إذا اندثرت، ولذلك أخذت هذه الأغراض وجمعتها في صناديق وحفظتها من الأمطار بغطاء بلاستيكي حفاظاً عليها من التلف، ولبقائها أطول فترة ممكنة«. ق يلامينةا ظرلآثمارطر للقيمة المادية لهذه القطع بقدر ما ينظر للقيمة المعنوية والإنسانية لها، وحول ذلك يقول: »كانت هذه القطع بنظر من كانوا يستخدمونها مصدراً للرزق والاعتماد على النفس، وبـذلـك هـي بالفعل لا تقدر بالأثمان حتى لو لم نكن نستخدمها بالوقت الحـاضر، فهي غالية وتحمل رائحة الأجداد«. ح وضحوورل الممشاعرار­كاتهضفي المعارض يقول: »أول مشاركة فعلية لي كانت من خلال مهرجان عبري السياحي الذي أقيم في حصن عبري، قبل 4 سنوات تقريباً، ومـن هناك بدأت الانطلاقة الفعلية بعد أن أخذ الجميع يشيد بعملي ويمنحني الدعم المعنوي، وهو ما أعطاني الدافع الكبير لمشاركات أخرى.«

ويضيف: »جاءت بعدها مرحلة أخرى من خلال الفرق الأهلية والرياضية والمدارس، وتوالت المعارض والمشاركات وبفضل الله كانت لي مشاركات خارج ولاية عبري، فقد شاركت بمهرجان ينقل السياحي ومهرجان ضنك السياحي وأيضاً شاركت بمهرجان صلالة السياحي قبل عامين، واستفدت كثيراً من المشاركات والمعارض بتعريف الناس والسياح بهذا التراث الجميل.«

وحول تفاعل الزوار معه يقول مطر: »في الحقيقة الجميع متفاعل بشكل إيجابي مع الأشياء المعروضة، وبعضهم يقول لي إن أكثر هذه الأشيــاء لم تكن معروفة لهم، ولم يروها أبداً من قبل، ولا يعــــــــ­رفون استخداماته­ا«. متوححــفول­خاأهمصية أن يـكـون هـنـاك متحف يحفظ هذه التراثيات من الاندثار يقول مطر المقبالي: »الحقيقة، لا يوجد لـدي مبنى خاص أو مكان لعرض هذه القطع، ولذلك يقتصر العرض على مدة معينة ثم أُرجعها إلى الصناديق مرة أخرى، ومن هنا أتمنى لو يكون هناك متحف خاص لعرض مثل هذه الأشياء الثمينة، وتعريف المجتمع والجيل الحالي بطريقة صناعتها واستخدامات­ها وأنواعها«.ويختم مطر بالتمني: »أتمنى وأحلم بأن يكون لدي متحف خاص أرحب فيه بـالـزوار والـسـيـاح، وأقــوم بــدوري في التعريفهم بثراث بلدي العريق، وأقدم لهم نبذة عن مقتنيات الآباء والأجداد الجميلة.« ك لويمقةدشمك­رطر المقبالي كلمة شكر لمن وقف معه بقوله: »أولاً أشكر والدَي العزيزين على دعمهم لـي، وأشكر جميع من وقـف معي وشجعني ومن قدم معي عملاً أو شاركني في معرض بلا تحديد سواء أشخاص أو فرق أو مدارس أو جهات حكومية أو جهات خاصة، أشكرهم جميعاً«.

وينهي المقبالي حديثه معنا بتوجيه رسالة إلى المعنيين بالتراث يقول فيها: »رسالتي إلى الجهات المعنية أن يُخصص متحف أو يُستأجر مبنى لعرض المقتنيات الثمينة، ويُفتح لـلـزوار والسياح، ويكون في قلب بلدتي العزيزة »بات«، أتمنى أن تبقى قطعي معروضة ليستمتع بمشاهدتها كل الناس، وأن لا تعود إلى الصناديق مرة أخرى«.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Oman