Al Shabiba

جامعة مسقط.. حلم يتحقق

-

عندما تفتتح جامعات وكليات فذاك حدث يثلج صدورنا جميعا، فنحن في أمس الحاجة للمزيد من منارات العلم والـمـعـرف­ـة، فـهـذه المحاضن العلمية والتربوية تسهم في رفد جهود الدولة الرامية أبدا لإرسـاء مؤسسات التعليم العالي في البلاد وتمكينها اجتماعيا وواقعيا، فهي بالقطع تعني قيمة مضافة عالية لأبنائنا المتعطشين إلى الاستزادة من هـذه المنابع الصافية في بلادهم ووسط أهلهم وذويهم.

وعند افتتاح جامعة مسقط أضيفت زمــردة تخطف الأبصار لتضاف لعقد الجامعات العُمانية، وبـذلـك يكتمل الحلم الذي راود حضرة صاحب الجلالة السلطان قـابـوس بـن سعيد المعظم -حـفـظـه الـلـه- بـإنـشـاء جـامـعـات في بلاده، تحظى باهتمام الدولة من جميع الجوانب والتسهيلات التي تتطلبها مثل هذه المؤسسات الأكاديمية التي تبدأ صغيرة كأمر طبيعي وتكبر بمرور الوقت لتنهض بمسؤولياته­ا العلمية والتربوية وترسخ مكانتها وتصبح قلاعا علمية يشار إليها بالبنان إن شاء الله.

هــكــذا بـــدأت ونـهـضـت الـجـامـعـ­ات الأوروبية والأمريكية التي يناهز عمرها مئات السنين، وقـد عم صيتها اليوم أرجـاء وأصقاع المعمورة، الأمـر الذي يتطلب أن نعزز هـذه الجامعات بكل الطرق والوسائل التي تمكنها من النمو بمرور الأيام وتوالي السنين لتبحر في مجالات العلوم الإنسانية والتطبيقية ولسد ما تحتاج إليه البلاد من كفاءات علمية وفنية لرفد التنمية المستدامة في البلاد.

ولا شك أن انطلاق جامعة مسقط في فضاءات العلم بعد مخاضات عاشتها إزاء بلورة مؤسسة تعليمية جامعية تؤكد على مكانة مسقط العامرة، ومسقط الألـق المضيء عبر التاريخ وكعاصمة للبلاد، ذلك كان حلما راود كل المهتمين بالعلم وكل الحادبين على الوطن وكل رجالات الأعمال الذين ثابروا وعملوا في صمت وتجرد حتى تمت إزاحة الستار عن هذه القلعة العلمية الراسخة رسوخ جبال مسقط الشاهقات.

اليوم تحقق هذا الحلم وأمسى واقعا حيا ولنقولها بكل صدق بأن الغايات النبيلة والـجـهـود المخلصة والنوايا الطيبة لم تذهب سدى، خاصة إذا كان هدفها خدمة هذا الوطن في مجال يعد مـن أهــم الـمـجـالا­ت على الإطــلاق في عالم اليوم وهو العلم الذي يعول عليه وحـده في بنـاء الأوطــان وارتـقـاء الأمم والشعوب.

اليوم تكمل جامعة مسقط المطلة فـي شموخ بـشـارع السلطان قابوس تكمل عقد الجامعات العُمانية الأخرى صحار ونـزوى وظفار والشرقية، هذه القلاع العلمية سيكون لها شأن عظيم في ترسيخ العلوم والبحوث والتأسيس لمنظومة تعليم جامعي مميز وخاص في هذا الوطن، وليثري مجالات البحوث والدراسات في كل المجالات التطبيقية والإنسانية، وتلك هي مقومات ديمومة التقدم في عالم اليوم.

ولنعيد بذلك اجترار ذكريات الحضارة العُمانية الـضـاربـة فـي عمق التاريخ عبر بوابة العلم، من بعد أن نبدع في الابتكارات والاختراعا­ت والاكتشافا­ت، وتلك هي وحدها الوسائل التي تسهم في النهوض والارتـقـا­ء، باعتبار أن أي تطور لن يتأتى إلا من خلال ذلك، تلك هـي الحقيقة المثلى فـي عالم اليوم ونحن نعمل بالتأكيد لتحقيقها عبر مؤسساتنا الجامعية المنطلقة بقوة صوب الأهداف المرجوة.

فـالإسـهـا­مـات المنتظرة والمأمولة من هـذه الجامعات كبيرة بعد الدعم السخي والاهتمام غير العادي بها من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعـــاه- الــذي تكفل ووجــه الحكومة بمنح كل جامعة خاصة في المحافظات 17 مليون ريال لإقامة وإنشاء المرافق الأكاديمية والمنشآت التي تمكنها من أداء رسالتها العلمية والأكاديمي­ة على الوجه الأكمل، فضلا عن توفير الأراضي ومنح الإعفاءات وغيرها من المزايا التي تتوج هـذا الاهتمام السامي بالتعليم العالي.

إن جامعة مسقط غاياتها وأهدافها كبيرة بحجم وكـبـر مسقط العامرة ومسقط العاصمة في أعين أبناء هذا الوطن، فالاسم الـذي تحمله الجامعة يعد في حد ذاته مسؤولية كبيرة يتعين عكسه وترسيخه على أرض الواقع من خلال تعزيز الجوانب الأكاديمية وتجويد الدراسات العلمية وإثراء البحوث ورفد المجتمع بما يسهم في تطوره، ولا نشك أن هذه المهام الكبار والجسام سيتم الوفاء بها في أروقة الجامعة.

بالطبع الطريق أمـام جامعة مسقط وغيرها ليس مفروشا بالورود والرياحين دومـــا، إذ لابــد مـن التيقن مـن وجـود صعاب ومشاق هنا وهناك، وهـذا أمر لابــد منه فـي كـل المشاريع العلمية العملاقة، ونحن نعول على عزيمة لا تلين تكتنز في صدور القائمين عليها، وإذ هم يعلمون بـأن المنافسات العلمية بين الجامعات في العالم باتت واضحة، وكل جامعة تسعى بكل الجد والجهد لأن تنال مركزا متقدما في صحائف الجامعات المرموقة عالميا.

تمنياتنا بالتوفيق والــســدا­د لكل القائمين على جامعة مسقط لتبقى عـــامرة كالمحـــــ­ــافظة التي تنتمي إلـيـهـا، وأن تـسـاهـم مــع شقيقاتها الـجـامـعـ­ات الحكومية والـخـاصـة في النهوض بالتعليم العالي بالبلاد ولتلبية كـل التطلعات المشروعة التي ترنو لرؤيـــــة وطن قائم على أعمده العلم، تلك هي في الــــــوا­قع أحــــــلا­م باني عُمان الحديثة حضرة صاحب الجـــــــ­لالة السلطان قـابـوس بـن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- في أن يرى جامعات بلاده وقـــــــد وصل صيتها المحمود إلى كل أصقاع الأرض.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Oman