Al Shabiba

الرحلة الكويتية

بعد الغزو، لاحظت فرح أن مدرستها أصبحت أكثر فصلاً بين الجنسين وأنه كان هناك تأثير عميق للهوية والمحافظة الدينية على المجتمع ككل أيضاً

-

وأوضحت فرح قائلـــةً: »كانت الـــدول الخليجية نادراً ما تُذكر حتى عندما درسنا تاريخ المنطقة وكان يتم تهميشها كلمـــا تـــم التطرق إلى دراســـات الشـــرق الأوســـط. قمت بأطروحتي الجامعية وأطروحتي للتخرج في مادة التاريخ؛ وهـــو ما منحنـــي الفرصـــة للقيـــام بعمل ميدانـــي وإجراء الأبحاث في الكويت«.

وفي محاولة لمعرفة المزيد عن بلدها، أجرت فرح بحثها للحصـــول على درجة الدكتـــور­اه تحت إشـــراف المؤرخة الإيطاليــ­ـة نيليـــدا فوكارو الأســـتاذ­ة في معهد الدراســـا­ت الشـــرقية والأفريقيـ­ــة بجامعـــة لنـــدن، حيـــث حاولت فهم التغيرات الاجتماعية الحضرية في الكويت بمرور الوقت.

وتابعـــت فرح حديثهـــا قائلةً: »لا يمكننـــي أبداً أن أفصل كوني مواطنة كويتية وجزءاً من هذا المجتمع عن ما أكتبه عنه؛ لأن الأمرين مرتبطان بشـــكل وثيق دائماً. كان الكثير مما بدأت البحث والكتابـــ­ة عنه عندما كنت طالبة جامعية نابعاً من مشـــاعري وغرائزي الخاصة، ومن الأشـــياء التي كنت أراقبها من حولي كمواطنة كويتية«.

وتشـــير فـــرح إلـــى أن أول تحول اجتماعي رئيســـي في الكويـــت حدث مـــع ظهور النفط، ثم حـــدث تحول ثانٍ في تســـعينيا­ت القـــرن الفائت بعـــد الغزو العراقـــي، إذ أصبح المجتمـــع أكثر انعزالاً. ومع ذلك، تعتقد فرح أن »التغيرات التي شـــعرنا بهـــا فـــي التســـعين­يات كانت قد بـــدأت في الثمانينيا­ت، لكن الغزو عجّل بحدوث هذه التغيرات«.

وبعـــد الغزو، لاحظت فـــرح أن مدرســـتها أصبحت أكثر فصـــلاً بين الجنســـين وأنه كان هناك تأثيـــر عميق للهوية والمحافظــ­ـة الدينية على المجتمـــع ككل أيضًا، وهو تغيير تعتقد أنه حدث بســـبب قوانين الجنســـية فـــي البلاد التي ظهرت لأول مرة العام 1959. شورتكاطءرف­قيجزاءل تأقسدامســ­ـي من الكتاب والحـــوار مع فرح إلى وجود المهاجرين في الكويـــت، طوال تاريخها وحتى وقتنا الحاضر.

وأوضحت الكاتبة قائلةً: »لم يكن هناك ســـكان أصليون هنا عندما أُسســـت الكويـــت لأول مرة في القـــرن الثامن عشـــر، إذ جـــاء جميع ســـكانها مـــن أماكن أخـــرى. لذلك ازداد تعداد ســـكان البـــلاد على مدار المئتي ســـنة الأولى من تأسيســـها من خلال الهجرة أكثر من النمو الطبيعي،« مضيفـــةً أن نهضة الكويت منذ عـــام 1950 فصاعداً كانت لتكون مســـتحيلة دون وجود المغتربين كشـــركاء في بناء الوطن.

وقالت فرح، التي تحدثت -في جزء من بحثها- مع أمثال زهرة ديكســـون فريث، ابنة العميل السياســـي البريطاني الذي نشـــأ فـــي الكويت خـــلال ثلاثينيات القـــرن الفائت، بالإضافة إلى الدكتور الراحل لويس سكودر الذي عاش في الكويت خلال الأربعينيا­ت والخمسينيا­ت من القرن الفائت وكان والده أحد أطباء مستشـــفى البعثـــة الأمريكية (أول منشأة طبية حديثة في الكويت:( »أخبرني كل المسافرين الأوروبيين الذيـــن قرأت كتاباتهم، أو المقيمين المواطنين والأجانب الذين أجريت معهم مقابلات، أن الكويت ما قبل اكتشاف النفط كانت مختلطة ومرحبة بالأجانب.«

وأضافت قائلةً: »كانت الهوية التاريخية للكويت كمدينة ســـاحلية وســـوق اعتمد بشـــدة على التجارة فـــي منطقة شـــديدة التنافسية أحد الأسباب العملية أيضاً وراء ترحيب المواطنين بالأجانب وثقافاتهم في ذلك الوقت.« ال فعويداةل وإلقتى االلذجذيوأ­رصبحت المنطقة على وشـــك أن تشهد واقعاً اجتماعياً واقتصاديــ­ـاً جديداً، ترى فرح أنه من المهم أن ينظـــر المرء إلى ماضيه للمضـــي قدمًا. واختتمت فرح قائلةً: »تمجـــد الكويت تاريخها في الصيـــد باعتباره جزءًا مهمًـــا من تراثهـــا الثقافي، لكـــن الحقيقة هـــي أنها كانت وظيفة شـــاقة للغايـــة. إذا كنا نمجد هذا الجـــزء من تاريخ الكويت، فينبغي لنا أيضًا أن نتذكر أن الكويتيين كانوا من الطبقـــة العاملة لفترة طويلة مـــن تاريخنا. إذا تذكرنا هذه الجوانب من تاريخنا، سنحظى بفهم نقدي أكثر لحاضرنا«.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Oman