Al Shabiba

ﺻﻔﺎﺀ ﺍﻟﻬﺎﺷﻢ ﻭﻋﻤﺎﻥ.. ﺣﺐ ﺑﻼ ﺣﺪﻭﺩ

- Ali.matani2@gmail.com

ﻟﻄﺎﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﺭﺗﺒﺎﻁ ﺍﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻜﻮﻳﺘﻴﺔ ﺍﻟــﺴــﺎﺑـ­ـﻘــﺔ، ﺻــﻔــﺎﺀ ﺍﻟــﻬــﺎﺷـ­ـﻢ ﺑﺎﻟﺴﻠﻄﻨﺔ

ًٍ ﻭﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻌﻤﺎﻧﻲ ﺍﺭﺗﺒﺎﻃﺎ ﺭﻭﺣﻴﺎ ﻭﻭﺟﺪﺍﻧﻴﺎ

ًّ ﻧﺎﺑﻌﺎ ﻣﻦ ﻧﻴﺎﻁ ﻗﻠﺐ ﻣﺤﺐ ﻟﻌﻤﺎﻥ ﻭﺷﻌﺒﻬﺎ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺃﺑﺪﺍ ﻭﺩﻭﻣﺎ ﻣﻌﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﻀﺮﺍﺀ ﻣﻨﺬ ﺃﻭﻝ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﻟﻬﺎ ﻟﻠﺴﻠﻄﻨﺔ ﻋﺎﻡ ،1999 ﻭﻣﻨﺬ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻋﻘﺪﺕ ﻣﻌﻨﺎ ﻣﻴﺜﺎﻗﺎ ﻣﻤﻬﻮﺭﺍ ﺑﺎﻟﻮﻓﺎﺀ ﺍﻟـﺼـﺎﺩﻕ ﻭﺍﻟﻨﺒﻴﻞ، ﺇﺫ ﺗﻮﺍﺻﻠﺖ ﺯﻳﺎﺭﺍﺗﻬﺎ ﻟﻠﺴﻠﻄﻨﺔ، ﻭﺳﺠﻞ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺻﺤﺎﺋﻔﻪ ﻗﻮﻟﺘﻬﺎ ﺍﻟﺸﻬﻴﺮﺓ )ﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﺸﺎﻫﺪ ﺍﻟﺴﻠﻄﻨﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺸﺎﻫﺪ ﻧﺼﻒ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ( ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﺳﺘﻘﺮ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻤﻄﺎﻑ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻬﺎ ﻣﻜﺎﻥ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻟﺘﻜﻮﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﻗﺮﺑﺎ ﻭﻭﺟﺪﺍﻧﺎ ﻭﻣﻜﺎﻧﺎ.

ﻭﻷﻥ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﻓـﻲ ﺣـﺪ ﺫﺍﺗـﻬـﺎ ﻻ ﺗﻌﺒﺮ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻋﻦ ﻓﺤﻮﺍﻫﺎ ﻭﻣﻌﻨﺎﻫﺎ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺍﺭﺗﺒﻄﺖ ﺑﻔﻌﻞ ﻳﻤﺸﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ، ﻭﻳـﺮﻯ ﺑﺎﻟﻌﻴﻦ ﺍﻟﻤﺠﺮﺩﺓ، ﻓﺼﻔﺎﺀ ﻭﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺣﺒﻬﺎ ﻟﻌﻤﺎﻥ ﻭﺃﻫﻠﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﺘِﻒ ﺑﺎﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﻟﺘﻌﺒﺮ ﺑﻬﺎ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﺟﺪ، ﺑﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﻤﺎﻣﺎ، ﻓﻬﻲ ﻭﻟﻜﻲ ﺗﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻠﻄﻨﺔ ﻣﺤﺎﻓﻈﺎٍﺕ ﻭﻭﻻﻳﺎٍﺕ ﻭﻗﺮﻯ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﺰﻳﺎﺭﺓ ﻟﻤﻌﻈﻢ ﻭﻻﻳﺎﺗﻨﺎ ﺑﺪﺀﺍ ﻣﻦ ﺻﻼﻟﺔ، ﻓﻌﻠﺖ ﺫﻟﻚ ﻭﻫﻲ ﺗﻘﻮﺩ ﺳﻴﺎﺭﺗﻬﺎ ﺍﻟﻼﻧﺪﺭﻭﻓﺮ ﺑﻨﻔﺴﻬﺎ، ﻭﻋﺒﺮ ﺃﻟﻒ ﻛﻴﻠﻮﻣﺘﺮ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺔ ﺍﻟﻔﺎﺻﻠﺔ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﻣﺴﻘﻂ ﻭﺻـﻼﻟـﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﻮﻗﻒ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﺤﻄﺎﺕ ﻭﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﻭﺍﻟﻘﺮﻯ ﺗﺘﺤﺪﺙ ﻟﻠﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ، ﺻﻐﺎﺭﺍ ﻭﻛﺒﺎﺭﺍ، ﺷﻴﺒﺎ ﻭﺷﺒﺎﺑﺎ، ﻧﺴﺎﺀ ﻭﺭﺟـﺎﻻ، ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻟﻜﻲ ﺗﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻷﻋﻤﺎﻕ ﻻ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻄﺢ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻲ ﻓﻘﻂ.

ﻭﻓﻲ ﺳﻴﺎﻕ ﺫﻟﻚ ﻻ ﻧﺠﺪ ﺷﺒﺮﺍ ﻟﻢ ﺗﻄﺄه ﻗـﺪﻣـﺎﻫـﺎ، ﻓﻘﺪ ﻃـﺎﻓـﺖ ﻭﻻﻳـــﺎﺕ ﺍﻟﺴﻠﻄﻨﺔ ﻣـﻦ ﺷﻤﺎﻟﻬﺎ ﺇﻟــﻰ ﺟﻨﻮﺑﻬﺎ، ﻭﻣــﻦ ﺷﺮﻗﻬﺎ ﺇﻟـﻰ ﻏﺮﺑﻬﺎ، ﻓﻲ ﺗﺮﺣﺎﻝ ﺟـﺎﺩ ﻟﻼﺳﺘﻤﺘﺎﻉ ﺑﺠﻤﺎﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻤﺘﻨﻮﻋﺔ، ﻭﺍﻟﻤﻘﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﺍﻟﻀﺎﺭﺑﺔ ﻓﻲ ﺃﻋﻤﺎﻕ ﺍﻟـﻘـﺪﻡ ﻭﺍﻷﺻــﺎﻟــ­ﺔ، ﺗﺠﺎﻟﺲ ﺍﻟﺒﺴﻄﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻯ ﻭﺍﻷﺣﻴﺎﺀ، ﻭﺗﺘﺠﺎﺫﺏ ﻣﻌﻬﻢ ﺃﻃﺮﺍﻑ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻛﻮﺍﺣﺪﺓ ﻣﻨﻬﻢ، ﻭﺑﻠﻬﺠﺘﻬﺎ ﺍﻟﻜﻮﻳﺘﻴﺔ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ﺗﻀﻔﻲ ﻃﺎﺑﻌﺎ ﻳﻤﺘﺰﺝ ﺑﻴﻦ ﺧﻔﺔ ﺍﻟــﺮﻭﺡ ﻭﻋـﺬﻭﺑـﺔ ﺍﻷﺳـﻠـﻮﺏ ﻭﺍﻹﻃـــﺮﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺷــﻲﺀ ﺗـﻘـﻠـﻴـﺪﻱ ﺗـــﺮﺍه ﻳــﻤــﺎﺭﺱ ﻣــﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻷﻫﺎﻟﻲ، ﻓﻬﻲ ﻛﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺑﺮﻟﻤﺎﻧﻴﺔ ﻣﺤﻨﻜﺔ ﺗﻌﻠﻢ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻘﺪﺭ ﺑﺜﻤﻦ ﻟﻠﻤﻮﺭﻭﺛﺎﺕ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻭﻟﻠﻘﻰ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻳﺔ.

ﻭﺇﺫﺍ ﻛﻨﺎ ﻧﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﺍﻹﻳﺠﺎﺑﻲ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭه ﻫﺪﻓﺎ ﻣﻦ ﺃﻫـﺪﺍﻑ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻓﺈﻥ ﺻـﻔـﺎﺀ ﻛـﺎﻧـﺖ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻭﻣﻴﺪﺍﻧﻴﺔ ﻓـﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺗﺠﺎه، ﺇﺫ ﻟﻬﺎ ﺇﺳﻬﺎﻣﺎﺕ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﺍﻹﻳﺠﺎﺑﻲ ﺩﺍﺧــﻞ ﺍﻟﺴﻠﻄﻨﺔ ﺇﺫ ﻫﻲ ﻓﺨﻮﺭﺓ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺑﻨﺖ ﻟﻬﺎ ﻣﻨﺰﻻ ﺑﺎﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﻣﺴﻘﻂ، ﻟﺘﻨﻄﻠﻖ ﻣﻨﻪ ﻛﻤﻮﺍﻃﻨﺔ ﻋﻤﺎﻧﻴﺔ ﻣﺮﺣﺐ ﺑﻬﺎ ﻟﺘﻘﺪﻡ ﺇﺳﻬﺎﻣﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﺍﻟـﺬﻱ ﺍﺧﺘﺎﺭﺗﻪ ﻭﻟﺘﻘﺪﻳﻢ ﻣﺸﺮﻭﻋﺎﺕ ﻣﺘﻜﺎﻣﻠﺔ ﺗﻔﻴﺪ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﻌﻤﺎﻧﻲ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﻋﻦ ﻋﻤﻞ، ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺸﺮﻑ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﻨﻔﺴﻬﺎ.

ﻭﻟﻦ ﻧﻨﺴﻰ ﻟﻬﺎ ﺃﺑـًﺪﺍ ﺃﻧّﻬﺎ ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻧﺎﺋﺒﺔ ﺑﺎﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻥ ﺍﻟﻜﻮﻳﺘﻲ ﻭﺑﺎﻟﻔﺼﺎﺣﺔ ﻭﺍﻟﺒﻼﻏﺔ ﺍﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻠﻔﻈﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﺒﺎﻫﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻬﺎ، ﻛﺎﻧﺖ ﺃﺑﺪﺍ ﺗﻀﺮﺏ ﺍﻷﻣﺜﺎﻝ ﺑﻌﻤﺎﻥ ﻓﻲ ﺟﻤﺎﻝ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻓﺔ ﻭﺣﺴﻦ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ، ﺣﺘﻰ ﺃﻧّﻬﺎ ﺃﺷﺎﺩﺕ ﺑﺎﺣﺘﺮﺍﻡ ﻗﻮﺍﻧﻴﻦ ﺍﻟﻤﺮﻭﺭ ﻓـﻲ ﺍﻟﺴﻠﻄﻨﺔ، ﻭﻛﻴﻒ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﻞ ﻳﺤﺘﺮﻡ ﺍﻟﻤﺒﺪﺃ ﺍﻟﻤﺮﻭﺭﻱ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ ﺑﺄﺣﻘﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﺩﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻟــﺪﻭﺍﺭﺍﺕ، ﻭﻛﻴﻒ ﺃﻥ ﺳﻮﺍﺣﻞ

ﺍﻟﺴﻠﻄﻨﺔّ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﺔ ﺭﺍﺋﻌﺔ ﻭﺟﻤﻴﻠﺔ ﻭﻧﻈﻴﻔﺔ، ﻭﻛﻴﻒ ﺃﻥ ﺣﺪﺍﺋﻘﻬﺎ ﻏﻨﺎﺀ ﻭﻧﺎﻃﻘﺔ ﺑﺎﻻﺧﻀﺮﺍﺭ ﻭﺍﻟــﺠــﻤـ­ـﺎﻝ ﺍﻟـــﺬﻱ ﻳـﺴـﺮ ﺍﻟـﻨـﺎﻇـﺮﻳ­ـﻦ، ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺸﻴﺪ ﺑﺎﻟﺴﻠﻄﻨﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻞ، ﻭﺗﻌﺘﺒﺮﻫﺎ ﻧﻤﻮﺫﺟﺎ ﻟﻤﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺸﺪ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﻭﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻤﻔﻀﻲ ﻟﺪﻭﻟﺔ ﻋﺼﺮﻳﺔ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻛﻤﺎ ﺃﺭﺍﺩ ﻟﻬﺎ ﺍﻟــﺮﺍﺣــﻞ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﻗﺎﺑﻮﺱ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻫﻮ ﺫﺍﺗﻪ ﺍﻟﻨﻬﺞ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺎﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﺟﻼﻟﺔ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﻫﻴﺜﻢ ﺑﻦ ﻃﺎﺭﻕ - ﺣﻔﻈﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺭﻋﺎه .

ﻭﻓـﻲ ﺍﻷﺯﻣــﺔ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺮﺿﺖ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺻﻔﺎﺀ ﻭﻋﺒﺮ ﺣﺴﺎﺑﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺗﺸﻴﺪ ﺩﻭﻣﺎ ﻭﻋﺎﻟﻴﺎ ﺑﺎﻻﻟﺘﻔﺎﻑ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻲ ﻭﻏﻴﺮ ﺍﻟﻌﺎﺩﻱ ﻟﻠﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﻣـﻊ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﻌﻀﺎ، ﻭﻛﻴﻒ ﺃﻧّﻬﻢ ﻗّﺪﻣﻮﺍ ﻣﺜﺎﻻ ﺭﺍﺋﻌﺎ ﻟﺸﻌﻮﺏ ﻛﻮﻛﺒﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻠّﻤﺎﺕ ﻭﺍﻟُﺨﻄﻮﺏ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﺾ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﺗﺄﺻﻴﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺐ ﺍﻟﺠﺎﺭﻑ ﻟﻮﻃﻨﻬﻢ، ﻭﺍﻻﺭﺗﻜﺎﺯ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ، ﻓﻬﻮ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﻀﺎﺭﺑﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺠﺰ ﺍﻟﻤﻠﻤﺎﺕ ﻋﻦ ﺍﻹﻳﻘﺎﻉ ﺑﻬﺎ، ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺗﺴﺘﻤﺪ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﻗﻮﺗﻬﺎ ﻭﺻﻼﺑﺘﻬﺎ.

ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺻﻔﺎﺀ ﺣﺮﻳﺼﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺾ ﺍﻷﻣﻬﺎﺕ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﻌﻤﺎﻧﻴﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﻣﻬﻦ ﺍﻵﺑﺎﺀ ﻭﺍﻷﺟﺪﺍﺩ، ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﺗﺮﺍﺛﺎ ﻳﻌﺘﺪ ﺑــﻪ، ﻭﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻨﺪﺛﺮ ﺑــﺄﻱ ﺣــﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻷﺣــﻮﺍﻝ، ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺒﻌﺚ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺭﺗﻴﺎﺡ ﻟـﻬـﺬﺍ ﺍﻟﺘﻌﺎﻃﻲ ﺍﻹﻳـﺠـﺎﺑـﻲ ﻣـﻦ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻛﻮﻳﺘﻴﺔ ﻣﺮﻣﻮﻗﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﻭﺳــﺎﻁ ﺍﻟﺨﻠﻴﺠﻴﺔ ﻋـﺮﻓـﺖ ﺑﻤﻮﺍﻗﻔﻬﺎ ﺍﻟـﺤـﺎﺯﻣـﺔ ﺗﺠﺎه ﻗﻀﺎﻳﺎ ﻭﻃﻨﻬﺎ ﻭﺃﻣﺘﻬﺎ ﻭﻻ ﺗـﻌـﺮﻑ ﺍﻟﻤﺠﺎﻣﻠﺔ ﺃﻭ ﺃﻧﺼﺎﻑ ﺍﻟﺤﻠﻮﻝ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺃﺑﺪﺍ ﺻﺎﺩﻗﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﻣﺸﺎﻋﺮﻫﺎ ﻭﺃﻓﻜﺎﺭﻫﺎ ﺑﺪﻭﻥ ﺃﻱ ﺗﻮﺟﺲ ﺃﻭ ﻣـﺪﺍﺭﺍﺓ ﻷﺣﺪ، ﻓﻠﻬﺎ ﻣﻨﺎ ﺍﻟﺘﺤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺮ ﻭﻋﻈﻴﻢ ﺍﻻﻣﺘﻨﺎﻥ.

ﻫﺬه ﺍﻟﻨﻤﺎﺫﺝ ﺍﻟﻤﺘﻤﻴﺰﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﺣﺐ ﺑﻼﺩﻧﺎ ﻫﻲ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻦ ﻓـﺮﺍﻍ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻤﺘﺴﻊ ﺷﺮﻗﺎ ﻭﻏﺮﺑﺎ، ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺠﺎﺫﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺡ ﻭﺍﻟﺰﻭﺍﺭ ﻭﻳﻮﻓﺮ ﺇﻗﺎﻣﺎﺕ ﻭﺗﺴﻬﻴﻼﺕ، ﻭﻟﻜﻦ ﺣﺐ ﺻﻔﺎﺀ ﺍﻟﻬﺎﺷﻢ ﻟﻠﺴﻠﻄﻨﺔ ﻭﺷﻌﺒﻬﺎ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻼﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﺃﻭ ﺍﻹﻗﺎﻣﺔ، ﻓﻬﻲ ﻣﻮﺍﻃﻨﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ، ﻭﻟﻌﻞ ﺷﻐﻔﺘﻬﺎ ﻋﻤﺎﻥ ﻭﺷﻌﺒﻬﺎ ﺣﺒﺎ، ﻭﺃﺣﺒﺖ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺴﻠﻄﻨﺔ ﺑﻠﺪﻫﺎ ﻛﺎﻟﻜﻮﻳﺖ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺏ ﺍﻟﻌﻤﺎﻧﻴﻴﻦ ﻭﻛﻞ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ، ﻟﻤﺎ ﻳﺘﻤﻴﺰ ﺑﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻣﻦ ﺩﻣﺎﺛﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻠﻖ، ﻭﻋﻔﻮﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻭﻛـــﺮﻡ ﻓــﻲ ﺍﻟـﻀـﻴـﺎﻓـ­ﺔ ﻭﺑـﺸـﺎﺷـﺔ ﺍﻟـﻮﺟـﻮه ﻭﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﻴﺎ ﺗﺘﺴﺎﺑﻖ ﺑﺎﻟﺘﺮﺣﺎﺏ ﺑﻨﺎ ﻛﻌﻤﺎﻧﻴﻴﻦ، ﻭﻣﺎ ﺻﻔﺎﺀ ﺇﻻ ﻧﻤﻮﺫﺝ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺸﻘﻴﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺘﻮﺍﻧﻰ ﺃﻥ ﻳﻘﻒ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﻤﺎﻧﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺴّﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﻀّﺮﺍﺀ.

ﻓﺎﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻋﻦ ﺻﻔﺎﺀ ﺍﻟﻬﺎﺷﻢ ﻣﺎﻫﻲ ﺇﻻ ﻧﻘﻄﺔ ﻓﻲ ﺑﺤﺮ ﻟﺮﺩ ﺍﻟﺠﻤﻴﻞ ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻷﺟﻤﻞ ﻣﻨﻪ، ﻭﻣﻬﻤﺎ ﻛﺘﺒﻨﺎ ﻟﻦ ﻧﻮﻓﻴﻬﺎ ﺣﻘﻬﺎ ﻭﺍﻣﺘﻨﺎﻧﻬﺎ ﻟﻌﻤﺎﻥ ﻭﺃﻫﻠﻬﺎ، ﻟﻜﻦ ﺃﺭﺩﻧﺎ ﺗﺴﺠﻴﻞ ﻣﻮﻗﻒ ﻣـﺸـﺮﻑ ﻳﻌﻜﺲ ﻓــﻲ ﺍﻟـﻤـﻘـﺎﺑـ­ﻞ ﻣــﺎ ﻳﻜﻨﻪ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻌﻤﺎﻧﻲ ﻟﻬﺎ ﻭﻟﻠﻜﻮﻳﺖ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﻭﺷـﻌـﺒـﺎ، ﻭﺳﻴﻈﻠﻮﻥ ﺩﺍﺋــﻤــﺎ ﻓـﻲ ﺣﺪﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ ﻭﺭﻗــﺔ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﻭﻟﻬﺠﺎﻥ ﺍﻷﻓـﺌـﺪﺓ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻜﻮﻳﺖ ﻭﺃﻫﻠﻬﺎ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻓﻲ ﺧﻴﺮ ﻭﺍﺯﺩﻫﺎﺭ.

ﻧﺄﻣﻞ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻫﺬه ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﻭﺍﻷﺳﻄﺮ ﻣــﺎﻫــﻲ ﺇﻻ ﺧـﻠـﺠـﺎﺕ ﺧــﻄــﺮﺕ ﻓــﻲ ﺑﺎﻟﻨﺎ ﻟﺘﺴﻄﻴﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﻫﺬه ﺍﻟﻌﺠﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻦ ﺗﻮﻓﻲ ﺻﻔﺎﺀ ﺍﻟﻬﺎﺷﻢ ﻭﺍﻟﻜﻮﻳﺖ ﻭﺷﻌﺒﻬﺎ.

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Oman