Oman Daily

Tشهيدة الكلمة الحرة

عاTشت Tشيرين لفلùشطين، ولم تفرق بين رام الله وغزة، فرثتها فتح وحماSس، وكاأنّها روح واحدة بين اخوين لجùشد واحد، فاكرمتها رام الله بجنازة عùشكريّة مهيبة، ح†شرها الرئيùس الفلùشطيني محمود عبّاSس

- بدر العبري كاتب عماني مهتم والتفاهم وموؤلف كتاب «فقه التطرف» بق†شايا

في Uشباح الأربعاء الماVشي، الحادي عûشر من مايو، انتûشر خبر اأSشود هز العالم اأجمع، Tشرقا وغربا، وانتف†شت له وSشائل التواUشل الجتماعي، وTشعر الجميع بالحزن والماأSشاة لهذه الحادثة الأليمة، التي ل يكاد تنطفئ اإل وتùشمع اخرى، مع القتل والقمع لعûشرات من الأطفال يوميًا، في اأرVض مغتüشبة لعقود م†شت، من قبل كيان ل يكاد يعرف غير لغة القوة، ونزعت منه حتى اإنùشانية الحرب، فلم يùشلم طفل ول امراة ول Tشيخ كبير هرم، اأخذ منه العمر مبلغه.

هذه ال†شحية اليوم لüشحفية Vشحت لعقدين من الزمن في Sشبيل وUشول الكلمة الحرة اإلى العالم عن طريق Tشبكة قناة الجزيرة، بعد عقود قيدت هذه الكلمة، واأبعد الإعلام عن ذكر ما يحدث هناك، اإل Tشذرات مما ينûشره الأحرار على حقيقته، ومقتطفات متناثرة في وSشائل الإعلام العربية، واما دوليا فكما يقول اإSشرائيل Tشاحاك -معاUشر- في كتابه مع نورتون ميزفينùشكى -معاUشر- بعنوان: «الأUشولية اليهودية في اإSشرائيل»؛ في تحكم اإSشرائيل بما ينûشر دوليا، وان كان في معرVض اخر، حيث يقول: «وهذه الحقائق نادرا ما تذكر اأو توUشف بدقة في التغطية الإعلامية الهائلة لإSشرائيل في الوليات المتحدة، وفي اماكن اأخرى».

التحقت الüشحفية Tشيرين ابو عاقلة بûشبكة الجزيرة العربية عام 1997م، وهي في اأواخر العقد الثالث من عمرها، وقبلها Tشاركت في موؤSشùشات ووكالت اعلامية عربية ودولية، اإل انها اSشتقر بها المقام لنûشر حقيقة ما يحدث في الواقع الفلùشطيني مع قناة الجزيرة لعقدين من الزمن، لما تدركه من اأهمية مüشداقية الرSشالة الإعلامية، ولما تعلمه من المعاناة التي يعيûشها الûشعب الفلùشطيني من تكتيم اعلامي لعقود خلت، فكانت خير Sشفير لفلùشطين في اإيüشال الكلمة الحرة لأكبر مùشاحة في العالم، فاTشتهرت منذ انتفاVشة فلùشطين عام 2000م، واSشتطاعت بت†شحية وذكاة كùشر حاجز الüشمت الدولي والعربي، ليوؤثر Uشوتها في ملايين العرب والباحثين عن الكلمة الحرة في Tشرق الأرVض وغربها، ليûشاركوا الûشعب الفلùشطيني ن†شالهم، وحقهم الإنùشاني، بل وتجاوز ذلك اإلى العالم الآخر الذي Vشلل في حقيقة الكلمة، فاأUشبحت الق†شية الفلùشطيني­ة بهذا الإعلام الحر الذي اأSشهمت Tشيرين في كùشره؛ ليùشت ق†شية عربية قومية، واإSشلامية فحùشب؛ بل ق†شية اإنùشانية تعاطف معها عûشرات الموؤSشùشا­ت الدولية والمدنية والإنùشاني­ة الحرة، بجانب ملايين الأحرار في العالم، في بمختلف قومياتهم وتوجهاتهم واأديانهم.

اإن ما قدمته Tشيرين اأبو عقلة، وهي امراأة Vشحت باأSشرتها ووقتها، واTشترت اأثمن عقود حياتها لأجل هذه الق†شية، وكان يمكنها ان تمكث في بيتها، وتتùشلى باأطفالها وذاتها، ولكنها اأدركت امانة الرSشالة التي كُتمت حينا من الدهر، واTشترت بذلك مدركة اأن ثمنه Sشيكون عمرها ذاته، ففي اأي وقت قد تنالها يد الغدر اأو الùشجن اأو النفي اأو حتى الموت، وهذا ما حدث، فلم يûشفع لها انوثتها، ول Sشترتها الüشحفية؛ لأن العدو ل يفهم هذه اللغة، وهي تدرك ذلك جيدا، واSشتعدت له منذ لحظتها الأولى في عملها الرSشالي، فارتفع حاجز الخوف عنها؛ لأن قبرها بنته منذ عقود، وTشهادتها لأجل الكلمة الحرة اTشترتها منذ زمن تنتظره، ول تهاب منه.

لقد التحقت Tشيرين اليوم بمئات الûشهداء الذين غطت لهم، واأوUشلت حقيقة معاناتهم اإلى العالم اأجمع، فلن ينùشى مخيم جنين ما قامت به Tشيرين في كùشر حاجز الüشمت لمعاناتهم منذ 1953م، من فقر وتûشريد وحüشار، ليزيدهم األما عام 2002م من اجتياح اإSشرائيلي، وهدم للمباني وتûشريد وتجويع وقتل، فكانت Tشيرين الüشوت الناطق لكùشر هذه المعاناة، لعل العالم يلتفت اليهم بعين الرحمة والنüشرة، ويدرك حقيقة ما يحدث.

كما لن تنùشى غزة ما قامت به Tشيرين لأكثر من غارة على هذه البقعة من الأرVض، مع حüشار وتجويع لùشنين م†شت، وقتل وتûشريد واإبادة جماعية، ولول ت†شحيات Tشيرين ومثيلاتها من الإعلاميين الأحرار، فاألهبت قلوب الملايين؛ لكانت غزة اليوم اأكبر مقبرة في العüشر الحديث.

بل لن تنùض فلùشطين برمتها هذه المناVشلة الإعلامية، Sشتذكرها رام الله وبيت لحم وغزة ونابلùض والخليل وخان يونùض واأريحا وقلقيلية وجنين والرملة ويافا وطولكرم والناUشرة والقدSض

وجميع تراب فلùشطين، وSشتذكرها الأجيال كقüشة خالدة ل تتجزاأ في الن†شال الفلùشطيني، وتûشهد لها المùشاجد والكنائùض وجميع دور العبادة كحمامة حب وSشلام بينهم، واأنهم Sشواء في ارVض واحدة، وق†شية واحدة، ل يفرقهم اختلاف دين وفكر وتوجه، فهذه الأرVض احتوت حبا وSشلاما الأديان لمئات الùشنين، وعûشقها الأنبياء والقديùشون والفلاSشفة، وعاTشوا في ترابها، وارتووا من مائها، ونûشقوا من هوائها العذب، ليجعلهم اأمة واحدة، في Uشور واأديان كلهم Sشواء في هذه الأرVض الطاهرة.

ومما يدل على هذا ان هذا الûشعب الذي اعتاد Uشوت الأذان، كما اعتاد اأجراSض الكنائùض، ليعانق المùشجد الأقüشى كنيùشة القيامة، وتعانق القدSض بيت لحم، هذه اللحمة الجميلة تجلت Uشورتها مع الفلùشطيني­ين وهم يودعون ويزفون Tشيرين اأبو عقلة اإلى مثواها الأخير، ليûشكلوا لوحة بهيجة في وقت اظلمت عليهم الدنيا بفراقها، ليحمل جنازتها المùشلمون قبل المùشيحيين، ويûشارك فيها اأطياف اأخرى من اديان ومذاهب، يحملونها في اأكتافهم متحملين ال†شرب من قبل بع†ض الûشرطة الإSشرائيل­ية وهم يخرجون من مùشتûشفى القديùض يوSشف، راف†شين اأن تùشقط باأي Sشبيل كان، وفي اأي حالة كانت.

لقد انتف†شت Tشيرين لنتفاVشة عام 2000م، وها هو الûشعب الفلùشطيني اليوم يرد الجميل بعد اثنين وعûشرين عاما، لينتف†شوا لجنازتها، ويûشاركوا اخوانهم المùشيحيين في كنيùشة البûشارة للروم الكاثوليك في حارة النüشارى في القدSض، فتقرع اأجراSض الكنيùشة مرحبة بالجميع، واأنهم جميعا امة واحدة، يجمعهم تراب وماهية وق†شية واحدة، وكاأن يùشوع )عيùشى( المùشيح يùشتقبلهم، كما اSشتقبل من قبلهم الùشامريين ومن لحق به من الفريùشيين والüشدوقيي­ن والآSشينيي­ن ومن الأغيار، فجعلهم اأمة واحدة، معلنا: «المجد لله في الأعالي، وعلى الأرVض الùشلام، وبالناSض المùشرة» -لوقا: الإUشحاح 2/ اآية 14.-

لقد عاTشت Tشيرين لفلùشطين، ولم تفرق بين رام الله وغزة، فرثتها فتح وحماSض، وكاأنها روح واحدة بين اخوين لجùشد واحد، فاكرمتها رام الله بجنازة عùشكرية مهيبة، ح†شرها رئيùض منظمة التحرير الفلùشطيني­ة محمود عباSض، كما اأدانت حماSض هذه الجريمة، واعتبرتها Tشهيدة الكلمة الحرة، بجانب ت†شامن وادانة جميع الجبهات الفلùشطيني­ة، اليùشارية واليمينية معا، حيث وحدت Tشيرين جميع الفüشائل والأحزاب الفلùشطيني­ة؛ لأن رSشالتها كانت واحدة، هي التراب الفلùشطيني الذي يùشع الجميع.

هذه الرSشالة الواحدة تجùشدت في جيل فلùشطين الحالي، وهم اآلف من الفتيان والفتيات، متحملين معاناة الحواجز الأمنية الإSشرائيل­ية، والتي حاولت منعهم من المûشاركة، هوؤلء الفتيان جمعتهم روح واحدة، ليûشيعوا Tشيرين اإلى عالمها الآخر في مقبرة جبل Uشهيون بالخليل في القدSض، لتودعهم وهي في قبرها مرSشلة لهم اأن القوة في الوحدة، والتنوع حالة طبيعية وUشحية لأنه من مûشكاة واحدة، وتراب واحد، }مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً اُأخْرَى{ طه/ 55.

عاTشت Tشيرين اأبو عاقلة في بيوتنا عûشرين عاما، فلم نلتفت الى دينها ولم تلفتنا اليه؛ لأنها عاTشت بيننا باإنùشانيت­ها وق†شيتها، فلم يهمنا يوما دينها ومùشلكها؛ لأن الإنùشانية تùشع الجميع، والبûشر جميعا ابناء بيت واحد، ما ي†شر بع†شهم ي†شر الجميع، وما يùشعد بع†شهم يبهج الكل، ومن قتل نفùشا بغير حق فكانما قتل البûشر جميعا، ومن اأحيا نفùشا اأمنا وتعليما وحرية فكاأنما اأحيا الناSض جميعا.

هذه الرحمة وSشعت الناSض جميعا، بفطرتهم وماهيتهم الإنùشانية الواSشعة، فقتلت Tشيرين، فتعاطف لإنùشانيته­ا الجميع، فلم يعنِهم دينها ول مذهبها ول توجهها، بقدر ما كانت تعنيهم اإنùشانيته­ا، وما قدمته من ن†شال، ولإدراكهم رحمة الله وعدله الذي ل يظلم اأحدا، فùشبحان من خلق، وSشبحان مطلق العدل والرحمة، ول يظلم ربك اأحدا.

التقارب

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Oman