Oman Daily

الرحمة المُحتكرة

- محمد الûشحري

تظه``ر في خ†ص``م الأح``داث كتابات وتعليقات Tص``خüصية لأناS``ض اأدمن``وا اإط``لاق ال``كلام عل``ى عوان``ه بلا ه``دى ول نü``ض مبن، فيمنح``ون اأنفùص``هم ح``ق اإUص``دار الأح``كام، ومüص``ادرة حق``وق الآخري``ن في اب``داء ال``راأي، والتعب``ر عم``ا فاVص``ت ب``ه العق``ول والقل``وب، وكاأنه``م حراS``ض للحواS``ض او وكلاء للخال``ق عل``ى الخلائ``ق. وق``د ظه``ر ذل``ك جليً``ا بع``د اSصتûص``هاد الإعلامي``ة الفلùص``طينية Tص``رين ابوعاقل``ة، الت``ي ترح``م عليه``ا الملاي``ن م``ن نûص``طاء وSص``ائل التواUص``ل الجتماع``ي، وقُوب``ل الترح``م باSص``تهجان م``ن البع†``ض بذريع``ة اأن``ه ل ت``وز الرحم``ة لغ``ر المùص``لم، مطلق``ن اأحكامً``ا على ام``راأة عربية فلùص``طينية قُتلت وه``ي تق``اوم بالح``بر والخ``بر والüص``وت والüص``ورة الحت``لال الüصهي``وني لبلده``ا فلùص``طن، فم``ن ه``و الûص``هيد ان لم يك``ن المداف``ع ع``ن اأرVص``ه وعرVص``ه، المراب``ط عل``ى خطوط الن``ار Vصد الع``دو المغتüص``ب، وهو حال الإنùص``ان الفلùص``طيني المقاوم مهما كانت ديانته اأو مرجعيته الأيديولوج­ية. اإن اثارة النقاT``ض حول الترحم على غر المùص``لم ليùص``ت وليدة اللحظة، فقد Sصبقت هذه الجريمة حالت اخرى منها ترحم الûص``يخ يوSص``ف القرVص``اوي عل``ى بابا ال``روم الكاثولي``ك يوحنا بولüض الثاني حن وفاته Sصنة 2005 بقوله: «ندعو الله تعالى اأن يرحمه ويثيبه بقدر ما قدّم من خر للاإنùصاني­ة، وما خلف من عمل Uصالح اأو اأثر طيب»( معتز الخطيب، موقع الجزيرة ن``ت(، وه``و ما اأثار الكثر من الSص``تهجان وردود الأقوال على القرVص``اوي، مم``ا يعن``ي ان الترحم لغر المùص``لم مرفوVض من قب``ل البع†``ض، مهما كان قائله Sص``واء رجل من الدهماء او من الفقهاء. اإن الباحث عن منزلة الرحمة في الوجود Sصيجدها Uصفة من Uصفات الخالق عز وجل فهو الرحمن الرحيم الواSصعة رحمته لكل Tص``يء بûص``رًا وحجرًا، ناهيك عن اأن لفظة الرحمة قد ورد ذكرها في القراآن الكريم )268( مرة، ففي Sص``ورة المائدة الآية (82( يق``ول الله تع``الى: « ولتج``دن اأقربهم مودة للذين اآمنوا الذي``ن قال``وا اإن``ا نüص``ارى ذل``ك ب``اأن منه``م قùصيùص``ن ورهبان``ا واأنه``م ل يùص``تكبرون». وتاأت``ي الرحم``ة بعدة مع``ان منها المودة والعط``ف والجن``ة والنب``وة، وتاتي بمعنى الق``ران الكريم فهو رحم``ة للناS``ض، والرحمة تعني المطر وال``رزق والنعمة، بمعنى العفو والمغفرة. تتجل``ى عظم``ة الرحم``ة في انه``ا مفت``اح الدخ``ول الى الجن``ة، فالناS``ض ل يدخل``ون الجن``ة بافعاله``م، وانم``ا برحم``ة رب العالم``ن، وهن``ا نُذك``ر بحديث الرSص``ول «Uصل الله عليه وSص``لم» )في كل كب``د رطب``ة اج``ر( في خت``ام حديث``ه ع``ن الرج``ل ال``ذي Sص``قى الكل``ب فغف``ر الله وTص``كره، واأي†ًصا وق``وف النبي Uصل الله عليه وSصلم لجنازة اليهودي احترامًا لآدميته واإنùصانيت­ه. ان م``ن يüص``در اأحكامً``ا تُح``رم الترح``م عل``ى البûص``ر، يظه``ر جهل``ه بفه``م النüصوU``ض، فيظه``ر الكراهي``ة وينûص``ر البغ†ص``اء ب``ن الناS``ض، فقüص``وره المع``رفي يمنع``ه م``ن التعم``ق في المع``اني الإنùص``انية للدي``ن الإSص``لامي، وينح``و ب``ه الى ح``دود التعüصب وعمى البüصر والبüصرة ونكران الواقع. لق``د تعايûص``ت الطوائ``ف والإثني``ات في المنطق``ة العربي``ة جنبً``ا اإلى جن``ب تح``ت ظ``ل دول واإمارات اإSص``لامية، حافظت خلالها المكون``ات العرقي``ة والإثني``ة عل``ى العه``ود ورواب``ط الج``وار والتفاه``م، وق``د ق``اوم الع``رب المùص``لمون منه``م والنüص``ارى التدخلات في المنطقة من التتريك الى الSص``تعمار الأوروبي، وخليفت``ه الكي``ان الüصهي``وني، ولذل``ك نط``رح تùص``اوؤلت م``ن قبي``ل: ه``ل يج``وز لن``ا الترح``م على فارS``ض الخ``وري والحكيم ج``ورج حبû``ض، والمناVص``ل ودي``ع ح``داد، وتري``زا هلùص``ه، واآلف الûص``هداء المùص``يحين الذي``ن اSصتûص``هدوا دفاعً``ا ع``ن الأم``ة العربي``ة، اأو غره``م م``ن الûص``خüصيات الت``ي اأبدع``ت واأج``ادت في العدي``د م``ن المج``الت الثقافي``ة والفكري``ة والجتماعي``ة والقتüصادي``ة والعلمي``ة وغره``ا. لذلك فاإن مح``اولت اإفراغ المنطق``ة العربي``ة م``ن مكوناته``ا العرقي``ة والإثني``ة ل تخ``دم اإل الكي``ان الüصهي``وني، ليج``د Tص``رعية وتبري``ر في الحتف``اظ بفلùص``طن وطن``ا لليه``ود، تح``ت ذريع``ة وج``وده في محي``ط طائف``ي. اأخ``رًا نق``ول لمن ل يجد في ذات``ه رحمة لغر طائفته ب``اأن الرحم``ة تُطل``ب م``ن الله الرحم``ن الرحي``م، فرحمت``ه قد وSصعت كل Tصيء.

- كاتب وروائي عماني

Newspapers in Arabic

Newspapers from Oman