الآخر والكتابة باللون

تُق``دّم الكتاب``ة الأدبي``ة الحديث``ة Uص``ورةً مهم``ةً ع``ن مفه``وم الآخ``ر المتûص``كّلع``نعلاق``اتمùص``تمرةم``عال``ذات

وياخ``ذ مüصطل``ح الآخ``ر اأTص``كال متنوع``ة في علاقات``ه المختلف``ة، و«يرتب``ط بûص``كل وثيق بالهُوي``ة والختلاف، حيث اإنّ الهُوي``ة مح``دّدة في ج``زء منه``ا كاخت``لاف ع``ن الآخ``ر، اأن``ا ذك``ر لأنن``ي لùص``تُ اأنث``ى، اأن``ا رج``لٌ Sص``ويّ جنùص``يا لأنن``ي لùص``تُ مثلي``ا، اأن``ا اأبي†``ض لأنني لùص``تُ اأSص``ود...». (معجم الدراSص``ات الثقافي``ة، U``ض53( ويمك``ن ق``راءة مüصطل``ح الآخ``ر في «اإط``ار العلاق``ات الثقافي``ة عل``ى مùص``توى الûص``عوب الى العلاق``ات م``ا ب``ن الجنùص``ن، فيتح``دّد الآخ``ر على المùص``توى الجنوSص``ي )الجن``در )ليüص``رالذكراخرالأنثىوالعكù``ض.كما يمكن ل`«الآخر» اأنْ يتحدّد على المùص``توى الجتماعي ليüصر «الآخ``ر» مَ``ن يختل``ف لون``ه اأو Sص``حنته اأو دين``ه اأو اهتمامات``ه الجنùص``ية: الأSص``ود «اآخ``ر» الأبي†``ض، والمùص``يحي اآخر المùص``لم». )الختلاف الثقافي وثقافة الختلاف، Uض36) ويع``رّف دلي``ل الناق``د الأدبي مüصطلح الآخ``ر بانه «الآخر في اأك``ر معانيه Tص``يوعا يعني Tص``خüصا اآخ``ر او مجموعة مغايرة من البûصر ذات هوية موحدة، وبالمقارنة مع ذاك الûصخüض اأو المجموعة اأSص``تطيع اأو نùص``تطيع تحديد اختلافي اأو اختلافنا عنه``ا. وفي مث``ل ه``ذه ال†صدي``ة ينط``وي ه``ذا التحدي``د عل``ى التقلي``ل م``ن قيم``ة الآخ``ر، واإع``لاء قيم``ة ال``ذات اأو الهُوية». )دلي``ل الناق``د الأدب``ي، Uض23( ويمكننا في ه``ذه المقالة قراءة الآخ``ر في نüصوU``ض Tص``عرية قائم``ة عل``ى التميي``ز الل``وني في مواجهة الآخر مع الذات، التي تتûصكّل Vصمن Uصراع مùصتمر ب``ن اللون``ن كقيم``ة يق``وم عليها النü``ض الأدب``ي عموما، وفي ه``ذه الق``راءة اأق``ف عل``ى نüص``ن Tص``عرين قادمن م``ن الأدب الإفريقي نûص``رتهما مجلة نزوى في العدد )99(، جاء النüض الأول بعن``وان )اأTص``كرك ي``ا اإله``ي( للûص``اعر الإفريق``ي برنارد داديه من الكوت ديفوار، يقول فيه: اأTصكرك يا اإلهي لأنك خلقتني اأSصود الأبي†ض لون للمناSصبات الأSصود لون لكل الأيام منذ فجر الزمن واأنا اأحمل العالم. وفي الليل، Vصحكي على العالم هو الذي يüصنع النهار. )مجلة نزوى، العدد 99، Uض210) يقوم النüض الûص``عري على مفردة )الفتخار( باللون الأSصود كون``ه قيم``ة تح``دّد هوي``ة الإنùص``ان، وعل``ى مف``ردة )الثن``اء والûص``كر( للخال``ق عل``ى ه``ذه النعم``ة. اإنّ الûص``اعر في خطاب``ه ال``دللي يُعل``ي م``ن قيم``ة لون``ه وبûص``رته وSص``حنته مقاب``ل الل``ون الآخ``ر، وه``و اإع``لاء في ظاه``ره تبجي``ل ورِفع``ة، ولكنه في م†صمرات``ه الداخلي``ة يكûص``ف ع``ن Uص``راع مùص``تمر، وهُوية يح``اول الûص``اعر الرف``ع منه``ا، ويتّ†ص``ح ذل``ك دللي``اً Vصم``ن قول``ه: )من``ذ فج``ر الزم``ن واأن``ا اأحمل الع``الم، والأSص``ود لون لكل الأيام(. اإنّ الüص``راع هن``ا قائ``م عل``ى تميي``ز عنüص``ري/ ل``ونيّ يح``اول كل واح``د في مواجهت``ه الآخ``رَ اإثب``ات التف``وق، واإب``راز قي``م كل هُوي``ة بم``ا يقابله``ا م``ن هُوي``ات اأخ``رى، اإن``ه Uص``راعٌ لم يùص``تطع الخط``اب الûص``عري في ممارSص``اته الطويل``ة اإخف``اء اأيديولوجيته اأو طمùض ملامح تمييزه. وفي النüض الآخر الذي نûصرته مجلة نزوى من العدد نفùصه نق``راأ قüصي``دة )اأب``دا ل``ن يüص``ر الأبي†``ض زنجي``ا( للûص``اعر الإفريقي ليون كونتراSض داماSض من غوبانا، اإذ يقول: اأبدا لن يüصر الأبي†ض زنجيا لأنّ الجمال اأSصود والكلمة Sصوداء والتحمل اأSصود والûصجاعة Sصوداء

لأنّ الüصبر اأSصود والحديد اأSصود والجاذبية Sصوداء والûصعر اأSصود والإيقاع اأSصود والفن اأSصود والحركة Sصوداء لأنّ ال†صحك اأSصود والمرح اأSصود والùصلام اأSصود وSصوداء هي الحياة. )مجلة نزوى، العدد99، Uض209) ينطل``ق الûص``اعر هن``ا م``ن دللت العن``وان، الأم``ر ذات``ه ال``ذي انطل``ق من``ه الûص``اعر الùص``ابق، اإذ انّ العن``وان بواب``ة مهم``ة في تûص``كيل النü``ض الûص``عري لديهم``ا، فالûص``اعر الأول يدخل اإلى نüصه من بوابة الûصكر والثناء على الله على Uصبغته الùصوداء، والث``اني يدخ``ل م``ن نف``ي المûص``ابهة اي مûص``ابهة الأبي†``ض بالزنج``ي، فيق``وم بحûص``د دللت التف``وق اللوني``ة في نüص``ه معتم``دا عل``ى مظاهر مختلفة في البيئة، يُقدّمها وفق روؤيته لها في الùصياق الûصعري. كم``ا يقودن``ا النüص``ان اإلى Uصراع``ات ع``دة مث``ل: Uص``راع الآخر في مواجه``ة ال``ذات، وUصراع``ات الهُوي``ة، وUص``راع الأنùص``اق الم†صم``رة، وه``ي Uصراع``ات تُ``دّد مفاهي``م مهم``ة في Sص``ياق الكتابة الثقافية. وتتحدّد Uصورة الآخر هنا من ثقافة قائمة في اأيديولوجيتها عل``ى الرف†``ض والتميي``ز والتüصني``ف، فيüصب``ح الخط``اب الûص``عري محملا باأنùص``اق متجذّرة في التاريخ البûص``ري، اإنها ثقاف``ة الخت``لاف الت``ي اعتمد عليه``ا الûص``اعران الإفريقيان في تاأSصيùض نüصيهما، والرد على الآخر )المتخيّل( في تبنيهما Uصبغ``ة لوني``ة، ف``كل ط``رف يوؤSصù``ض لثقافة لوني``ة يفتخر بها ويفاخر.

يلج``ا لي``ون كونتراS``ض داماS``ض في قüصيدت``ه )اب``دا لن يüصر الأبي†``ض زنجي``ا( الى التكرار والSص``تعادة؛ فيقوم النüض على تكرار المفردة في اأكر من موVصع وذلك لأهميتها ولمركزيتها في النü``ض، فالل``ون ط``اغٍ عل``ى ال``دللت النüصي``ة، فنج``د اأنّ لفظ``ة الùص``واد ق``د تك``رّرت خمù``ض عûص``رة م``رة من اUصل Sص``تة عûص``ر Sص``طرا Tص``عريا. في هذا التكرار ما يحيل على الأهمية وج``ذب انتب``اه الق``ارئ. كم``ا يقوم النü``ض على الSص``تعادة، اأي اSص``تعادة بن``اء وتكوي``ن الأTص``ياء وف``ق روي``ة الûص``اعر، فيعم``د اإلى خل``ق المرئي``ات Vصم``ن زاويت``ه اللونية، ونج``ده يüصنع من الùص``واد مرك``زا ينطل``ق منه في الحي``اة، ف`)الجم``ال والحكمة والتحم``ل والûص``جاعة والüص``بر والحديد والجاذبية والûص``عر والإيق``اع والف``ن والحرك``ة وال†صح``ك والم``رح والùص``لام( كلها تكتùص``ي بالùص``واد، ب``ل اإنّ الحي``اة في نظ``ره كلها Sص``وداء، وهذه في ذاته``ا اإحال``ة موVصوعي``ة تعله يربط الحي``اة في كوارثها واأزماته``ا بالùص``واد الطاغ``ي فيه``ا عل``ى البûص``ر وذل``ك لإقن``اع القارئ بحجته التي يقüصدها. اإنّ في النüص``ن الùص``ابقن ازمت``ن م†صمرت``ن؛ اأزم``ة ولّدتها الثقاف``ة الإنùص``انية متمثل``ة في التمييز والتقùص``يم العنüصري تقوم عليها الذات في Uصراعها مع الآخر، وازمة هُوية ناتة ع``ن Uص``راع داخل``ي م``ع ال``ذات نفùص``ها جعله``ا تُحي``ل الüص``راع المتخيّ``ل م``ع الآخ``ر في الùص``ياق، مُحاول``ة اإثب``ات ذاتها في هذا الüص``دام، واإثب``ات هويته``ا المهمّûص``ة التي اأوجدته``ا الثقافة في زمنية تكوينها. كان يُمك``ن للَّ``ونِ اأن يُل``وّن الûص``عر ويمنح``ه طابع``ا فني``ا كم``ا تلوّن``ت الحي``اة الت``ي نعيûص``ها بالأل``وان، لك``نّ الأل``وان هن``ا Uصنعت من مخيلة الإنùص``ان ثقافة ومركزا تùص``تند اإليهما في بناء الثقافة البûصرية فكانت جزءا من نüض Tصعري ياأخذ من الüصراعات الثقافية اولويات تûصكّله الûصعري.

ùصرديات

خالد المعمري