Oman Daily

زيارة لافروف لمùسقط.. التاريخ والمùستقبل

في الحالة العمانية، فان مبدا التوازن بين موSشكو وواTشنطن القائم على المüشالح المتبادلة بما يخدم تحقيق روؤية ٢٠٤٠، هو المùشار الذي يحقق لها تحقيق كل غاياتها المعاUشرة، ويامن لها هواجùشها التاريخية

- د. عبدالله باحجاج

عندم``ا كن``ت اتابع المحطات التي زارها Sس``يرجي لفروف وزير الخارجي``ة الروSس``ي قب``ل زي``ارة لùس``لطنة عم``ان ي``وم الخميù``س الماVس``ي، تùس``اءلت ه``ل هن``اك م``ن رواب``ط بينه``ا؟ قب``ل الجزائر كانت محطته بكن، وبعد الجزائر مùسقط، ثلثة عواUسم قد دفعت موSسكو اإلى اإرSسال وزير خارجيتها اليها، وهي في حربها عل``ى اأوكراني``ا للûس``هر الثال``ث عل``ى الت``والي، وال``كل يتùس``اءل لم``اذا مùس``قط؟ ولم``اذا في ه``ذا التوقي``ت؟ وتùس``اوؤلتهم منطقي``ة، فمع``روف ع``ن بك``ن باأنها الحليف الوجودي لموSس``كو، وتوؤSسù``س الجزائ``ر الآن بعده``ا الSس``تراتيجي ال``دولي م``ع موSس``كو ع``ر Tسراكة اSستراتيجي­ة جديدة Sسيتم توقيعها قريبا تحت مùسمى «الûسراكة الSستراتيج­ية المعمقة». وه``ذه الûس``راكة ه``ي عب``ارة ع``ن وثيق``ة تح``دد بدق``ة اأه``داف ومج``الت التع``اون ب``ن البلدي``ن في قطاع``ات عدي``دة، م``ع تحدي``د اج``ال زمني``ة لتنفيذه``ا تمت``د غالب``ا بن 4 و‪S 5‬ س``نوات، وق``د تمخ†``س عنه``ا وه``ي ل ت``زال كمûس``روع، ق``رارات وUسفقات نفذه``ا الجانب``ان، خاUس``ة في مùس``الة الديون المùس``تحقة لموSس``كو ل``دى الجزائ``ر، وTس``راء كميات من الأSس``لحة الحربي``ة المتطورة على راأSسها Sسرب مقاتلت «Sسوخي 28» الروSسية، وهذا يوVسح لن``ا مùس``تقبل العلق``ات الجزائري``ة الروSس``ية التي توSسù``س من رحم الحرب على اأوكرانيا. واللفت اأن لفروف لم يبحث في محطته في الجزائر ق†سايا معاUسرة متوقعة مثل الغاز الجزائري واإمكانية اSستفادة اأوروبا من``ه، واإنم``ا جل تركيزه كان على مùس``تقبل العلق``ات الثنائية، فهل يمكننا ان نùس``قط النهج نفùس``ه على زيارة لفروف لمùسقط خاUس``ة واأن Sس``لطنة عم``ان ق``د عرVس``ت بي``ع نفطه``ا وغازه``ا لأوروبا بعد ما رفعت من مùستويات اإنتاجها منهما؟ تحتم``ل ه``ذه الزي``ارة الأجل``ن الزمني``ن «الآني والمùس``تقبل، وه``ى تتعل``ق لمرحلة ما بعد الحرب على اأوكرانيا، فهذه المرحلة Sستûس``كل خارط``ة الحلف``اء الدولي``ن والإقليمي``ن م``ن منظ``ور الüسدي``ق او الع``دو، حùس``ب مواق``ف ال``دول م``ن ط``رفي الحرب، من هنا تعمل الدبلوماSس``ية الروSس``ية ذكاءها في تاأSسيù``س هذه المرحلة اأثناء الحرب، وتùس``توقفني هنا اإTس``ادة لفروف بموقف Sس``لطنة عم``ان م``ن ه``ذه الح``رب، ومطالبت``ه له``ا بالعم``ل عل``ى ع``ودة Sس``وريا عربي``ا، ومع``روف اأن مùس``قط ليùس``ت كغيره``ا من الدول التي تقربت كثيرا من موSسكو قبل الحرب بعد التراجع الأمريك``ي عن المنطق``ة، ووراء تقربها الجديد برغماتية تغلب عل``ى الùسياSس``ة، تكم``ن في الSس``تفادة م``ن الق``درات العùس``كرية والإمكان``ات النووي``ة الروSس``ية الت``ي اأUسبح``ت تقدمها موSس``كو ل``كل م``ن يطلبها، بخلف مùس``قط التي اتخ``ذت موقف الحياد م``ن الح``رب دون برغماتية اأو لحùس``ابات تاريخي``ة ابان الحقبة الùسوفييتي­ة. وه``ذا يûس``كل لمùس``قط عامل ق``وة في بناء علقاته``ا الجديدة مع موSس``كو، والتùس``اوؤل الذي يûس``غلني ليù``س في ماذا تريد موSس``كو م``ن مùس``قط ؟ واإنم``ا ماذا تريد مùس``قط من موSس``كو؟ وهو هل تملك مùسقط روية لمرحلة ما بعد الحرب الروSسية على كييف؟ والتùس``اوؤل الأخ``ير يبن``ى عل``ى التراج``ع الأمريك``ي في الخلي``ج، وتخليه``ا ع``ن حلفائه``ا التاريخي``ن في اأTس``د الحاج``ة اإليه``ا،

وانكûس``اف عم``ق اأمنه``م من جماعة مùس``لحة، وكذلك موؤTس``رات التح``ولت الأوروبي``ة ع``ن اأمري``كا، واحتم``الت اأن يùس``فر ع``ن الحرب على اأوكرانيا تفاهمات SسياSسية واأمنية روSسية اأوروبية ذات طابع موؤSسùسي بعيدا عن حلف الناتو. وهن``ا ينبغ``ي اأن ن†سي``ف عام``ل اآخ``ر ومهم``ا كذل``ك، وه``و م``ا يح``دث الآن لريطاني``ا العظم``ى م``ن تراج``ع نفوذه``ا العالم``ي، وم``ن اإمكاني``ة تقليü``س حجمه``ا بع``د ف``وز ح``زب Tس``ن ف``ن الإيرلن``دي القومي للم``رة الأولى منذ 100 عام في النتخابات المحلي``ة على خùس``ارة قاSس``ية للح``زب الموالي للن``دن، وكذلك ما يح``دث في داخله``ا م``ن اSس``تياءات اجتماعي``ة متüساعدة بùس``بب موج``ة الغ``لء، فلن``دن تûس``هد الآن Uسدم``ات معيûس``ية ل``كل الريطاني``ن توث``ر على مقوم``ات حياتهم البûس``رية، كالطعام مثل.. اإلخ. وفي ظ``ل ه``ذه المتغ``يرات الك``رى، ل ينبغ``ي لل``دول الùس``ت دون اSس``تثناء اأن تث``ق في اي حلي``ف تاريخ``ي مهم``ا كان``ت التفاقيات مع``ه، والûس``واهد تاريخي``ة ومعاUس``رة، فل``و فتح``ت ناف``ذة Uسغ``يرة ج``دا عل``ى التاري``خ، فهن``ا تùس``اوؤل بùس``يط في مفردات``ه، وعمي``ق دللت``ه، لب``د ان يط``رح وه``و: م``ن تام``ر عل``ى تفكي``ك الإمراطوري``ة العماني``ة؟ كم``ا ل``و فتح``ت ناف``ذة معاUس``رة مماثلة، فامامنا انùسحاب واTسنطن/ بايدن من الخليج، تاركة حلفائه``ا يواجه``ون المخاط``ر كم``ا ان م``ا يواجه``ه الغ``رب م``ن تحديات عالمية، قد توثر على قيادته العالمية، ومخاطر داخلية قد توثر على وحدته، تكفي باإن†ساج عدم الثقة فيهم، وترSس``خ مفه``وم الüس``يرورة التاريخية التي ترف``ع دول وتنهي اأو تخرج دول عن العالمية. م``ن هن``ا اأرى، اأن مùس``تقبل المüسلح``ة العماني``ة في ظروفه``ا الدولي``ة المعاUس``رة، تكمن في Uسناعة التوازن الSس``تراتيجي في علقاتها مع واTسنطن وموSسكو، وتتاح لها الآن هذه الإمكانية بüسورة مثالية، فمùسقط المتجددة تحتاج لموSسكو بقدر حاجتها لواTس``نطن، وتحتاج لكل الفاعلن الإقليمين والدولين، ولن اأكون منحازا اإذا ما قلت اأن حاجة مùسقط لموSسكو والüسن اأكر م``ن واTس``نطن، على واTس``نطن التي حاجتها لمùس``قط متعاظمة، وتتج``دد الآن وف``ق روي``ة اSس``تراتيجية من منطل``ق دور الموانئ العماني``ة في تعزي``ز الدع``م اللوجùس``تي الأمريكي في المحيطن الهندي والهادي، وكذلك من حùسابات اقتüسادية اأخرى. ول يتüس``ور خ``روج موSس``كو مهزوم``ة م``ن حربها عل``ى اأوكرانيا كم``ا تتمن``اه واTس``نطن، وكل م``ن يوؤSسù``س علقت``ه بمي``ل جام``ح موث``ر لأح``دى ط``رفي الح``رب وحلفائهم``ا، Sس``تحكم علقات``ه الSستراتيج­ية المùستقبلي­ة Sسلبا اأو اإيجابا، بمعنى اأدق، ان الحرب توSسù``س الآن لموSس``كو وواTس``نطن منظوم``ة الأع``داء والأUسدقاء الج``دد في الع``الم، ول``كل منهم``ا - اي موSس``كو وواTس``نطن - ادواته``ا في المنطق``ة الت``ي يمك``ن اأن تùس``تخدمها، فموSس``كو ق``د وثق``ت علقته``ا الSس``تراتيجية م``ع اي``ران، واأUسحب``ت طه``ران مüسالحها الSس``تراتيجية تميل نحو موSس``كو وبكن، وطهران دول``ة مج``اورة، ومعن``ا معه``ا ح``دود مûس``تركة، كم``ا اأن لهم``ا - اأي طه``ران وموSس``كو- نف``وذا اSس``تراتيجيا مùس``تداما في اليمن الûس``قيق المج``اور، وه``ذه اأدوات ق``د تûس``كل Uسدوع``ا اإقليمية بعد الح``رب الروSس``ية عل``ى اوكراني``ا حùس``ب مواق``ف دول المنطق``ة منه``ا، كم``ا لواTس``نطن اأدوات في المنطق``ة، وه``ى متج``ذرة وق``د تùس``تغلها، وفي كل الأح``وال Sستùس``تغلها واTس``نطن مهم``ا منح``ت من امتيازات وحقوق.. فعلقاتها مع دول المنطقة قائمة على البتزاز القتüسادي والمالي من خلل اأدوات SسياSسية Vساغطة. والمتاأم``ل في الدبلوماSس``ية الروSس``ية الت``ي تجùس``دها جول``ة لف``روف الأخ``يرة، انه``ا تعم``ل وف``ق نùس``ق دول``ة عالمي``ة ك``رى منتüس``رة في الح``رب قب``ل اوانه، مما يبدو هاجùس``ها الآن يتجه نحو التاأطير الùسياSسي لمواقف الدول من حربها على اأوكرانيا بهدف كùسب حلفاء جدد داخل منطقة الغرب التقليدية. واأي``ة دول``ة خليجي``ة ل``ن تكون في مùس``توى اSس``تحقاق الثورتن التكنولوجي``ة والüسناعي``ة الرابع``ة، والSس``تفادة كغيره``ا م``ن الإمكاني``ات النووي``ة للأغراV``س الùس``لمية، ول``ن تحق``ق اSس``تراتيجياته­ا الجدي``دة اإذا م``ا ظل``ت تمي``ل مي``ل اأمريكيا اأو غربيا كما كانت طوال العقود الماVسية. وفي الحالة العمانية، فاإن مبداأ التوازن بن موSسكو وواTسنطن القائ``م عل``ى المüسال``ح المتبادل``ة بم``ا يخ``دم تحقي``ق روؤي``ة 2040، ه``و المùس``ار ال``ذي يحق``ق له``ا تحقي``ق كل غاياته``ا المعاUس``رة، ويام``ن له``ا هواجùس``ها التاريخي``ة، فحياده``ا خ``لل حقبته``ا الùسياSس``ية الجدي``دة مرتب``ط بمب``داأ الت``وازن في علقاته``ا م``ع موSس``كو وواTس``نطن خاUسة في مرحلة ما بعد الحرب الروSس``ية عل``ى اوكراني``ا، وه``ذا الت``وازن Sس``يمكنها م``ن التعامل م``ع بقية القوى العالمية الأخرى بمنطق اSس``تدامة المüسالح مع اSس``تقرار العلق``ات، وه``ذا ينùس``جم مع موقعها الجيواSس``تراتيجي، ومع توجهاته``ا القتüسادي``ة الجدي``دة، وم``ع كل الحتم``الت الت``ي Sستنجم عن الحرب الروSسية الأوكرانية. وروؤية مùس``قط ملتقى لكل المüسالح العالمية والإقليمية يتحقق م``ن خ``لل مبداأ التوازن كذلك مع كل الفرقاء بمنطق تغليب المüسلح``ة الوطني``ة، وه``ذه البيئ``ة ه``ي الت``ي يمكن م``ن خللها تحقي``ق كام``ل اأجن``دات روؤي``ة عم``ان 2040، بحمولته``ا الثقيل``ة، التكنولوجي``ة والüسناعي``ة، لذل``ك، فه``ي تتطل``ب ديموم``ة الSس``تقرار في العلق``ات وفي المüسال``ح، خاUس``ة واأن هن``اك مüسالح تاSسùس``ها مùس``قط منفردة عن دول المنطقة، بل ومعظم دول الع``الم، وتحت``م ه``ذا الن``وع م``ن الSس``تقرار، كالقتüس``اد الهيدروجين``ي، وق``د اطلق``ت تحالف``ا وطني``ا م``ن «13» Tس``ركة حكومي``ة وخاUس``ة لترSس``يخ مكان``ة الب``لد عل``ى خارط``ة اإنت``اج الهيدروج``ن الأخ†س``ر واSس``تخداماته عالمي``ا، وتق``ول المüس``ادر اإن مùس``قط تخطط لبناء واحد من اأكر مüسانع الهيدروجن الأخ†س``ر بالع``الم، وSس``تüسبح دولة مüسدره له لأوروبا واآSس``يا.. من هنا يتعاظم مبدا التوازن لمùسقط كخيار اSستراتيجي عالمي واإقليم``ي، تملي``ه عليه``ا مüسالحه``ا القتüسادي``ة والجتماعي``ة الجديدة.

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Oman