ﻣﺴﻠﺴﻞ أﻛﺎذﻳﺐ ﺳﻌﻮدﻳﺔ

ﻣﻦ اﻟﻤﺆﺳﻒ أن ﺗﻮاﺻﻞ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ﻣﺴﻠﺴﻞ اﻷﻛﺎذﻳﺐ واﻟﻤﺮاوﻏﺔ وﺗﻀﻠﻴﻞ اﻟـﺮأي اﻟﻌﺎم اﻟﺨﻠﻴﺠﻲ واﻟﺪوﻟﻲ، ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺤﻖ اﻟﻘﻄﺮﻳﻴﻦ واﻟﻤﻘﻴﻤﻴﻦ ﺑﺪوﻟﺔ ﻗﻄﺮ ﻓﻲ أداء ﻣﻨﺎﺳﻚ اﻟـﺤـﺞ ﻟﻠﻌﺎم اﻟـﺜـﺎﻧـﻲ ﻋﻠﻰ اﻟــﺘــﻮاﻟــﻲ، وﺗــﺮﻓــﺾ ﻣﻊ وزارة اﻷوﻗــﺎف وﻣﻘﺎوﻟﻲ اﻟﺤﺞ ﻟﻠﺘﻨﺴﻴﻖ ﺑﺸﺄن ﺗﺮﺗﻴﺒﺎت ﺣﺞ اﻟﻘﻄﺮﻳﻴﻦ وﺗﺪﻋﻲ زورا وﺑﻬﺘﺎﻧﺎ أﻧﻬﺎ وﺿﻌﺖ اﻟﺘﺮﺗﻴﺒﺎت ﻻﺳـﺘـﻘـﺒـﺎل اﻟــﺤــﺠــﺎج اﻟـﻘـﻄـﺮﻳـﻴـﻦ، وﻫـــﻲ ﺗــــﺪرك أﻧــﻬــﺎ ﻫﻲ اﻟﻤﻌﺮﻗﻞ واﻟﻤﻌﻮق اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﻗﻀﻴﺔ اﻟﺤﺠﺎج اﻟﻘﻄﺮﻳﻴﻦ، وﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈن اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺼﺪرﻫﺎ ﻣﻦ وﻗﺖ ﻵﺧﺮ وزارة اﻟﺤﺞ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ﺑﻬﺬا اﻟﺨﺼﻮص ﻣﺎ ﻫﻲ إﻻ ﻣﺠﺮد ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻟﺘﻀﻠﻴﻞ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟــﺪوﻟــﻲ ﺑـﺸـﺄن اﻟـﻤـﻮﻗـﻒ ﻣــﻦ اﻟﺤﺠﺎج اﻟﻘﻄﺮﻳﻴﻦ وﺗﺤﺴﻴﻦ ﺻﻮرﺗﻬﺎ وإﻇﻬﺎرﻫﺎ ﺑﻤﻈﻬﺮ اﻟﻤﺘﻌﺎون دون أن ﻳﻜﻮن ﻟﻤﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﻤﻮاﻗﻒ أﺳﺎس ﻋﻠﻰ أرض اﻟﻮاﻗﻊ أو آﻟﻴﺎت واﺿﺤﺔ وﻣﺤﺪدة ﻟﻮﺿﻌﻬﺎ ﻣﻮﺿﻊ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬ.

وﻣــﻦ ﻫﻨﺎ ﻓــﺈن إرﺳـــﺎل اﻟﻬﻴﺌﺔ اﻟـﺪوﻟـﻴـﺔ ﻟﻤﺮاﻗﺒﺔ إدارة اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ﻟﻠﺤﺮﻣﻴﻦ رﺳﺎﻟﺔ إﻟﻰ ﻣﺠﻠﺲ ﺣﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن ﻓﻲ ﺟﻨﻴﻒواﻟﺒﺮﻟﻤﺎناﻷوروﺑﻲﻟﺤﺜﻬﻤﺎﻋﻠﻰﻣﻨﺎﻗﺸﺔاﻻﻧﺘﻬﺎﻛﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺮﺗﻜﺒﻬﺎ إدارة اﻟـﺮﻳـﺎض ﻓﻲ اﻟﻤﺸﺎﻋﺮ اﻟﻤﻘﺪﺳﺔ ﻓﻲ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ﺗﻤﺜﻞ رﺳﺎﻟﺔ دوﻟﻴﺔ واﺿﺤﺔ ﻟﺮﻓﺾ ﻣﻤﺎرﺳﺎت اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎر أﻧﻬﺎ ﺗﻤﺲ ﺣﺮﻳﺔ اﻟﺪﻳﻦ واﻟﻤﻌﺘﻘﺪ ﺑﺸﻜﻞ ﺻــﺎرخ، وﻟـﺬﻟـﻚ ﻓﻤﻦ اﻟﻤﻬﻢ أن ﻳﺘﻮﻟﻰ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﺪوﻟﻲ ﻫﺬا اﻟﻤﻠﻒ وﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻓﺘﺢ ﺗﺤﻘﻴﻖ دوﻟﻲ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺸﺄن ﺧﺎﺻﺔ أن اﻟﻤﻤﺎرﺳﺎت اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ﻟﻢ ﺗﺨﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺠﺎج واﻟﻤﻌﺘﻤﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﻗﻄﺮ ﻓﺤﺴﺐ وإﻧﻤﺎ ﺷﻤﻠﺖ ﻣﻮاﻃﻨﻲ دول ﺑﺄﻛﻤﻠﻬﺎ ﺑﺴﺒﺐ ﺧﻼﻓﺎﺗﻬﺎ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻣﻊ ﺣﻜﻮﻣﺎﺗﻬﻢ ﺣﻴﺚ إن اﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﻇﻠﺖ ﺗﺴﺘﺨﺪم ﻣﻠﻒ اﻟﻌﺒﺎدات اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻣﺜﻞ اﻟﺤﺞ واﻟﻌﻤﺮة ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻣﻜﺎﺳﺐ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ.

إن اﻻﻧﺘﻬﺎﻛﺎت اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ﺿﺪ دوﻟﺔ ﻗﻄﺮ ﺷﻤﻠﺖ ﺗﺤﻮﻳﻞ ﺷﻌﻴﺮة اﻟﺤﺞ ﻻﺑـﺘـﺰاز ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺗﺮﺗﻴﺐ ﺷﺆون اﻟﺤﺞ وﻣﻨﺢ ﺗﺼﺎرﻳﺢ ﻟﺪﺧﻮل اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ، ﻛﻤﺎ اﺳﺘﻐﻠﺖ اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ اﻟﺮاﻏﺒﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﺤﺞ ﻛﻮرﻗﺔ ﺿﻐﻂ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ وﻃﻮﻟﺖ اﻹﺟﺮاءات اﻟﻤﺘﺒﻌﺔ ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺄﺷﻴﺮة، وﻋﺪم اﻟﺴﻤﺎح ﻟﺤﻤﻼت اﻟﺤﺞ واﻟﻌﻤﺮة اﻟﻘﻄﺮﻳﺔ ﺑﺈدارة ﺷﺆون اﻟﺸﻌﻴﺮة ﻟﻤﻮاﻃﻨﻲ ﻗﻄﺮ، اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻳﺸﻜﻞ اﻧﺘﻬﺎﻛﺎ ﻟﻠﻤﻮاﺛﻴﻖ واﻷﻋﺮاف اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ أن ﺣﺠﺎج ﻗﻄﺮ ﻗﺪ ﺗﻌﺮﺿﻮا ﻟﻤﻤﺎرﺳﺎت ﺗﻤﻴﻴﺰﻳﺔ ﻗﺒﻞ اﻟﺤﺼﺎر اﻟﺠﺎﺋﺮ.

وﻟﺬﻟﻚ ﻓﻤﻦ اﻟﻤﺴﺘﻐﺮب أن ﺗﺼﺮ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻀﻠﻴﻞ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟــﺪوﻟــﻲ ﺑـﺸـﺄن ﺣـﻘـﻮق اﻟﻤﻮاﻃﻨﻴﻦ واﻟﻤﻘﻴﻤﻴﻦ ﺑﺪوﻟﺔ ﻗﻄﺮ ﻓﻲ ﻣﻤﺎرﺳﺔ اﻟﺸﻌﺎﺋﺮ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﻲ اﻷراﺿﻲ اﻟﻤﻘﺪﺳﺔ وﻋﻠﻴﻬﺎ أن ﺗﺪرك أن ﻣﺤﺎوﻻت اﺳﺘﺨﺪام ﻣﻮﺳﻢ اﻟﺤﺞ ﻟﻬﺬا اﻟﻌﺎم ﻛﺄﺣﺪ وﺳﺎﺋﻞ اﻟﻀﻐﻂ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ واﻻﺑﺘﺰاز ﻋﻠﻰ ﻗﻄﺮ ﻏﻴﺮ ﻣﻘﺒﻮﻟﺔ وﻻ ﻳﺠﺐ اﻟﺴﻤﺎح ﺑﻬﺎ.