أﻣþﺎﻟﻨﺎ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ وﺣﻴﺎﺗﻨﺎ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻴﺔ

ﺗـﺸـﻬـﺪ أﻣـﺜـﺎﻟـﻨـﺎ اﻟـﺸـﻌـﺒـﻴـﺔ ﻓــﻲ ﻫـــﺬه اﻷﻳـــﺎم اﻧـﺘـﻌـﺎًﺷـﺎ ورواًﺟـــﺎ ﻓـﻲ اﻟﺘﻌﻠﻴﻘﺎت اﻟـﻌـﺎﻣـﺔ ﻟﻤﺎ ﻧﻌﻴﺸﻪ ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﻔﺘﺮة ﻣﻦ أﺣﺪاث اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻗـﺘـﺼـﺎدﻳـﺔ وﺳﻴﺎﺳﻴﺔ أﻋـــﺎدت إﻟــﻰ اﻷذﻫــﺎن اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣـﻦ ﻣـﻘـﻮﻻت اﻷﻣـﺜـﺎل اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻛـﺎﻧـﺖ ُﻣــﺘــﺪاوﻟــﺔ ﻓــﻲ اﻟُﻤﺠﺘﻤﻌﺎت اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻣﻨﺬ اﻟﻘﺪم ﻛﻤﻮروث ﺷﻌﺒﻲ، ﻳﺮددﻫﺎ اﻟﻨﺎس ﻓــﻴــﻤــﺎ ﺑـﻴـﻨـﻬـﻢ ﻛــﻠــﻐــﺔ ﻣـــﻮﺟـــﺰة ﻳــﻌــﺒــﺮون ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻋﻦ آراﺋﻬﻢ وﺗﻌﻠﻴﻘﺎﺗﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﻮاﻗﻒ وﺳﻠﻮﻛﻴﺎت ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻓﻲ ﺗﻌﺎﻣﻼﺗﻬﻢ اﻟﺤﻴﺎﺗﻴﺔ. ﻓـﻲ ﺻﻐﺮﻧﺎ ﻛﻨﺎ ﻧﺴﻤﻊ ﻫــﺬه اﻷﻣـﺜـﺎل ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳـــﺮددﻫـــﺎ أﺟـــﺪادﻧـــﺎ وآﺑـــﺎؤﻧـــﺎ دون إدراك ﻟﻤﺎ ﺗـﺤـﻤـﻠـﻪ ﻓــﻲ ﻣـﻀـﺎﻣـﻴـﻨـﻬـﺎ ﻣــﻦ ﻣــﻌــﺎن وﻓـﻜـﺮ وﺗــﺠــﺎرب وﺧــﺒــﺮات ﺛــﺮﻳــﺔ، وﻋــﺒــﺮ ﺗﻌﻠﻴﻤﻴﺔ

وﻗﻴﻢ إﻧﺴﺎﻧﻴﺔ.

ﺗﺰﺧﺮ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎﺗﻨﺎ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﻤﻮروث ﻏﻨﻲ ﻣــﻦ اﻷﻣــﺜــﺎل اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ اﻟـﺘـﻲ ﺗُـﻌـﺪ راﻓــــًﺪا ﻣﻦ رواﻓــﺪ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ اﻟﻤﺨﺘﺰﻟﺔ ﻟﺘﺠﺎرب اﻷﺟــﺪاد اﻷوﻟـﻴـﻦ ﻓﻲ اﻟﻤﻮاﻗﻒ واﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺎت اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻛـﺎﻧـﻮا ﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻮن ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻐﺔ اﻟﺘﻠﻤﻴﺢ ﺗﺎرة واﻟﻘﺼﺺ واﻟﺤﻜﺎﻳﺎت واﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺗــﺎرة أﺧــﺮى، وﺗـﻮارﺛـﻬـﺎ اﻷﺟﻴﺎل ﺟــﻴــﻼ ﺑــﻌــﺪ ﺟــﻴــﻞ ﺑــﺼــﻮرة ُﻣــﺘــﺠــّﺬرة ﺷـّﻜـﻠـﺖ ﻟــﺪﻳــﻬــﻢ ﻣــﻌــﺎﻳــﻴــﺮ أﺧــﻼﻗــﻴــﺔ وﻣــﺮﺟــﻌــﻴــﺔ ﻟـﻬـﺎ ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ، ﻳﺴﺘﻌﻴﻨﻮن ﺑﻬﺎ ﻟﺘﺄﻛﻴﺪ آراﺋﻬﻢ ودﺣﺾ ﺧﺼﻮﻣﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻤﺜﺎل وﻟﻴﺲ اﻟﺤﺼﺮ: »ردت ﺗﺎﻛﻞ ﻋﻴﺎﻟﻬﺎ«

ﻣﺜﻞ اﺷﺘﻬﺮ ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎﺗﻨﺎ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﺣﻜﻤﺔ ﺗﺤﻤﻞ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﻌﺎﻧﻲ، وﻣﺪﻟﻮﻟﻪ ﻣﺮﺗﺒﻂ ﺑــُﻤــﻤــﺎرﺳــﺔ ﺑــﻌــﺾ اﻟـــﺤـــﻴـــﻮاﻧـــﺎت اﻟـــﺘـــﻲ ﺗــﺄﻛــﻞ أوﻻدﻫــﺎ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﻮاﻗﻒ ﻏﻴﺮ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ، ﻛـﺎﻟـﻘـﻄـﺔ ﻣــﺜــًﻼ، ووّﻇــﻔــﺖ ﻫــﺬه اﻟــﻌــﺒــﺎرة ﻓﻲ اﻟﻤﻮروث اﻟﺸﻌﺒﻲ ﻟﻠﺘﻮﺑﻴﺦ واﻟﻌﺘﺐ ﺑﻴﻦ أﻓﺮاد اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺼﺪر ﻣﻦ أﺣﺪﻫﻢ ﺗﺼﺮف ﻏﻴﺮ ﻣﺤﻤـــــﻮد اﻟﻌﺎﻗﺒـــــﺔ ﻋﻠﻰ ﺷــــﺨﺺ آﺧـــﺮ ﻻ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﻣﻨﻪ ﻫﺬا اﻟﺘﺼﺮف. »ﻣﻦ ﺧﻼ ﻧﻔﺴﻪ ﺳﺒﻮس ﻟﻌﺒﺖ ﺑﻪ اﻟﺪﺟﺎج« وﻳﻘﺎل ﻫـﺬا اﻟﻤﺜﻞ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺠﻌﻞ اﻟﺸﺨﺺ ﻧـﻔـﺴـﻪ أﻟـﻌـﻮﺑـﺔ ﻓــﻲ ﻳــﺪ اﻵﺧــﺮﻳــﻦ ﻳﺘﻘﺎذﻓﻮﻧﻪ وﻓـﻘـﺎ ﻟﺮﻏﺒﺎﺗﻬﻢ وأﻫـﻮاﺋـﻬـﻢ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ، ﻛﻤﺎ ﻳﺘﻘﺎذف اﻟﺪﺟﺎج ﻗﺸﻮر اﻟـﺮز واﻟﻨﺨﺎﻟﺔ وﻫﻲ

أﺿﻌــــــﻒ اﻟﻄﻴـــــﻮر، أي ﻣــــﻦ ﻻ ﻳﻜﺮم ﻧﻔﺴﻪ ﻻ ﻳﻜﺮم. »اﻟﺤﻘﻮق ﺗﺒﻲ ﻟﻬﺎ ﺣﻠﻮق« وﻳﻘﺎل ﻫﺬا اﻟﻤﺜﻞ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺴﻜﺖ أﺻﺤﺎب اﻟﺤﻖ ﻋﻦ اﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺤﻘﻮﻗﻬﻢ اﻟﺘﻲ أﻗﺮﺗﻬﺎ ﻟــﻬــﻢ اﻟــﺪﺳــﺎﺗــﻴــﺮ واﻟــﻘــﻮاﻧــﻴــﻦ، وﻋــﻨــﺪﻣــﺎ ﻳﺘﻢ اﺳـﺘـﻐـﻔـﺎﻟـﻬـﻢ واﻟــﻤــﻤــﺎﻃــﻠــﺔ ﻓــﻲ ﻣـﻨـﺤـﻬـﻢ ﻫـﺬه اﻟﺤﻘﻮق.

وﺗـﺮاﺛـﻨـﺎ ﻏـﻨـﻲ ﺑﺎﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣــﻦ اﻷﻣـﺜـﻠـﺔ ذات اﻟﻤﺪﻟﻮﻻت واﻟﻤﻌﺎﻧﻲ اﻟﻐﻨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺸﻜﻞ أﺣﺪ أﺳــﺎﻟــﻴــﺐ اﻟـﺘـﺮﺑـﻴـﺔ واﻟـﺘـﻮﺟـﻴـﻪ واﻹرﺷـــــﺎد اﻟﺘﻲ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻴﻬﺎ أﻓﺮاد اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻓﻲ ﻏﺮس ﻗﻴﻢ اﻷﺧﻼق واﻟﺼﻔﺎت اﻟﺤﻤﻴﺪة ﻟﻤﺎ ﻳﺘﻀﻤﻨﻪ ﻣﻦ ﺣﻜﻢ وﺧﻼﺻﺔ ﻟﻠﺘﺠﺮﺑﺔ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ.