Al Raya

ﺗﻮاﺻﻞ اﻟﺴﻠﻄﺔ ﺧﺴﺎرة رﺻﻴﺪﻫﺎ ﻟﺪى ﺷﻌﺒﻨﺎ.. واﺳﺘﻤﺮار اﻟﻌﻤﻞ ﺑﻌﻜﺲ ﺗﻄﻠﻌﺎﺗﻪ ﻗﺪ ﻳﻀﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻮاﺟﻬﺘﻪ ﻳﻮﻣﺎ ﻣﺎ

- أﺣﻤﺪ اﻟﻜﻮﻣﻲ

ﻟﻨﻜﻦ واﻗﻌّﻴﻴﻦ وﻧﺰﻳﻞ اﻟﺪﻫﺸﺔ، ﻓﻤﺎ ﻓﻌﻠﺘﻪ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨّﻴﺔ ﺑﺈﻋﻼﻧﻬﺎ ﻋﻮدة اﻟﻌﻼﻗﺎت ﻣﻊ اﻻﺣﺘﻼل اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ إﻟﻰ ﺳﺎﺑﻖ ﻋﻬﺪﻫﺎ، ﻫﻮ ﻣﺎ ﻛﺎن ﻳﺠﺐ، وﻣﻦ ﻛﺎن ﻻ ﻳﺘﻮﻗﻊ ذﻟﻚ ﻓﻬﻮ ﻻ ﻳﻌﺮف ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﻲ ﺳﻘﻔﻬﺎ أوﺳﻠﻮ، وإﻻ ﻓﺈن ﻗﻮﻟﻨﺎ اﻟﻴﻮم إﻧﻬﺎ »ﻧﺰﻟﺖ ﻋﻦ اﻟﺸﺠﺮة ذﻟﻴﻠﺔ« ﻓﻬﻮ ﻟﻘﻨﺎﻋﺘﻨﺎ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ راﻏﺒﺔ ﻓﻲ اﻟﺼﻌﻮد ﻣﻦ أﺳﺎﺳﻪ، ﻟﻜﻦ ﻫﻨﺎك ﺟﺪﻳﺪا ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺮة.

اﻧﻘﻠﺒﺖ اﻟﺴﻠﻄﺔ أوﻻ ﺑﺠﺮأة أﻛﺒﺮ ﻋﻠﻰ اﻹﺟﻤﺎع اﻟﻮﻃﻨﻲ اﻟﻜﺎﻣﻞ وﻣﺨﺮﺟﺎت اﻷﻣﻨﺎء اﻟﻌﺎﻣﻴﻦ وﻗــﺮارات اﻟﻤﺠﻠﺴﻴﻦ اﻟﻤﺮﻛﺰي واﻟﻮﻃﻨﻲ، وﺗﻌﻤﻞ ﻣﻨﻔﺮدة، وﻣــﻦ ﺛـﻢ ﻓﻬﻲ ﻻ ﺗﻤﺜﻞ اﻟﻤﺠﻤﻮع اﻟﻮﻃﻨﻲ وﻻ اﻟﻤﻮﻗﻒ اﻟﺸﻌﺒﻲ اﻟــﺬي أﺑـﺪى ﺳﺨﻄﻪ ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﺨﻄﻮة.

وﺣﻴﻦ ﺗﻌﻠﻦ اﻟﺴﻠﻄﺔ وﺣﺮﻛﺔ ﻓﺘﺢ ﻋﻦ ﻫـﺬا اﻟﻤﻮﻗﻒ ﺑﺎﻟﺘﺰاﻣﻦ ﻣﻊ وﺟﻮد ﺣـﻮار ﺟـﺎر ﻣﻊ ﺣﺮﻛﺔ ﺣﻤﺎس ﺑﺮﻋﺎﻳﺔ ﻣﺼﺮﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻫﺮة ﺑﺸﺄن اﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ، ﻓﻬﺬا ﻳﻌﻨﻲ أن اﻟﺴﻠﻄﺔ اﺧﺘﺎرت ﻣﺴﺎرﻫﺎ اﻟﻜﺎرﺛﻲ وﻻ ﺗﺰال ﺗﺘﻤﺴﻚ ﺑﻪ، وﻫﻲ ﺑﺬﻟﻚ ﺧﺎدﻋﺔ وﻣﺨﺪوﻋﺔ ﻓﻲ وﻗﺖ واﺣﺪ.

إن ﻋﻼﻗَﺔ اﻟﺴﻠﻄﺔ ﻣﻊ اﻻﺣـﺘـﻼل، ﺑﻴﻦ ﻣﺴﻠﺴﻞ اّدﻋــﺎء اﻟﻘﻄﻴﻌﺔ ﺛـﻢ إﻋﺎدﺗﻬﺎ وﻫﻜﺬا، ﺗﻘﺪم ﻧﻮﻋﺎ ﺟﺪﻳﺪا ﻣﻦ أﻧﻮاع اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑﻴﻦ اﻟﻜﻴﺎﻧﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ، ﺗﻘﺎس ﺑﻄﻮل اﻟﻌﺸﺮة، ﻻ ﺗﻈﻞ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺴﻠﻄﺔ ﻋﺪوا ﺣﺘﻰ إﻟﻰ ﻓﺘﺮة ﻣﺤﺪودة، ﺣﻴﺚ ﻟﻢ ﺗﻤﺾ ﺳﺘﺔ أﺷﻬﺮ ﻋﻠﻰ إﻋﻼن ﻣﻨﻈﻤﺔ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ وﻗﻒ اﻟﺘﻨﺴﻴﻖ واﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺎت ﻣﻊ »إﺳﺮاﺋﻴﻞ«.

ﻟﻘﺪ اﺳﺘﻨﻔﺪت اﻟﺴﻠﻄﺔ رﺻﻴﺪﻫﺎ ﻣﻦ اﻟﻜﺬب، ﻓﻠﻢ ﺗﻌﺪ ﻗـﺎدرة ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺪﻳﻢ أﻋﺬار ﻳﻘﺒﻠﻬﺎ اﻟﻌﻘﻞ، ﺣﺘﻰ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻌﻮدة ﻫﺬه اﻟﻤﺮة ﻋﺒﺮ »ورﻗﺔ« أﻋﻠﻦ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﻐﺮﻳﺪة ﻟﻌﻀﻮ اﻟﻠﺠﻨﺔ اﻟﻤﺮﻛﺰﻳﺔ ﻟﻔﺘﺢ ﺣﺴﻴﻦ اﻟﺸﻴﺦ، ﻋﺒﺮ ﺣﺴﺎﺑﻪ ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻊ »ﺗﻮﻳﺘﺮ« واﻋﺘﺒﺮﻫﺎ »اﻧﺘﺼﺎًرا ﻛﺒﻴًﺮا« ﻟﺸﻌﺒﻨﺎ، وﻫﺬا ﻳﺠﻌﻠﻨﺎ ﻧُﺴّﻠﻢ ﺑﺄن اﻷزﻣﺔ، اﻟﺘﻲ ﺗﺤّﻠﻬﺎ ورﻗﺔ، ﻣﺸﻜﻮٌك ﻓﻲ ﺻّﺤﺘﻬﺎ.

ﺗﻮاﺻﻞ اﻟﺴﻠﻄﺔ ﺧﺴﺎرة رﺻﻴﺪﻫﺎ ﻟـﺪى ﺷﻌﺒﻨﺎ، واﺳﺘﻤﺮار ﻫـﺬا اﻟﺘﺠﺎﻫﻞ أو اﻟﻌﻤﻞ ﺑﻌﻜﺲ ﺗﻄﻠﻌﺎت ﺷﻌﺒﻨﺎ، ﻗﺪ ﻳﻀﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻮاﺟﻬﺘﻪ ﻳﻮﻣﺎ ﻣﺎ، ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ اﻟﻨﺎﺷﻂ اﻟﺒﺎرز ﺿﺪ اﻟﻔﺴﺎد ﻓﻲ اﻟﻀﻔﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻧﺰار ﺑﻨﺎت: »ﻣﻦ اﻋﺘﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﺠﻠﻮس ﻋﻨﺪ اﻟﻌﺘﺒﺔ، ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻪ اﻟﺠﻠﻮس ﻃﻮﻳﻼ ﻓﻲ ﺻﺪر اﻟﻤﺠﻠﺲ«. واﻷﺧﻄﺮ، أن ﺗﻮﻗﻴﺖ إﻋﻼن اﻟﺴﻠﻄﺔ ﻫﺬه اﻟﻤﺮة وﻓﻖ ﺳﺎﻋﺔ اﻟﺒﻴﺖ اﻷﺑﻴﺾ،

َُ ﻻ ﻳﻤﻨﺤﻬﺎ ﺣﻖ اﻻﻋﺘﺮاض أو رﻓﺾ اﻟﺘﻄﺒﻴﻊ، ﺑﻞ إن ﺣﺴﻴﻦ اﻟﺸﻴﺦ ﺑﺈﻋﻼﻧﻪ ﻋﻮدة اﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﻊ اﻻﺣـﺘـﻼل، وﻇـﻒ ﻧﻔﺴﻪ ﻟـﺪى اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺮوﻳﺞ ﻹﻗﺎﻣﺔ ﻋﻼﻗﺎت ﻣﻊ اﻟﻜﻴﺎن، ﺣﺘﻰ إﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻤﺮ ﻳﻮم ﻛﺎﻣﻞ ﻋﻠﻰ إﻋﻼن ذﻟﻚ، ﺣﺘﻰ أﺗﺒﻌﺘﻪ اﻟﺴﻠﻄﺔ ﺑﺈﻋﻼن ﺛﺎن ﺑﺈﻋﺎدة ﺳﻔﻴَﺮﻳﻬﺎ إﻟﻰ اﻹﻣﺎرات واﻟﺒﺤﺮﻳﻦ، ﻓﻲ ﺧﻄﻮة وﺻﻔﺘﻬﺎ ﻗﻨﺎة »ﻛﺎن« اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ »ﺗﻬﺪف ﻟﻠﻮﺻﻮل إﻟﻰ ﻗﻠﺐ ﺑﺎﻳﺪن«.

وﻣﻊ إﻋﻼن ﺣﺴﻴﻦ اﻟﺸﻴﺦ، ﺑﺪأ ﺗﺪاول اﻟﺤﺪﻳﺚ ﺑﺸﻜﻞ واﺳﻊ ﻋﻦ رواﺗﺐ ﻛﺎﻣﻠﺔ وﺳﺪاد ﻣﺴﺘﺤﻘﺎت اﻟﻤﻮﻇﻔﻴﻦ، وإﻋﻼن وزارة اﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﺣﻜﻮﻣﺔ اﺷﺘﻴﺔ ﺳﺮﻳﻌﺎ ﻋـﻦ »أوﻟــﻮﻳــﺎ­ت إﻧـﻔـﺎق« ﺑﻌﺪ اﺳﺘﺌﻨﺎف ﺗﺤﻮﻳﻞ أﻣــﻮال اﻟﻤﻘﺎﺻﺔ. وﻫــﺬا ﺗﺰاﻣﻦ ﻣﻘﺼﻮد وﻣﺘﻌّﻤﺪ ﻧﻌﺮف وﻧﻔﻬﻢ أﺳﺒﺎﺑﻪ ﺟﻴًﺪا، وﻋــﺎدة درﺟـﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ﻟﻠﺘﻐﻄﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﺬوذ ﺳﻴﺎﺳﻲ، ﻣﻊ ﻗﻨﺎﻋﺘﻨﺎ ﺑﺄن ﺗﻮﻓﻴﺮ اﻟﺮواﺗﺐ واﻟﺤﻴﺎة اﻟﻜﺮﻳﻤﺔ ﻟﺸﻌﺒﻨﺎ ﺗﺮﺗﻘﻲ ﻷن ﺗﻜﻮن ﻣﻬﻤﺔ وﻃﻨﻴﺔ ﻓﻲ واﻗﻌﻨﺎ، ﻟﻜﻦ دون أي ﺗﻮﻇﻴﻒ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻟﻬﺎ أو أن ﺗﺴﺘﻌﻤﻞ ﻛﺮﺷﻮة ﻟﺘﻨﺎزﻻت ﺧﻄﻴﺮة، وﻻ ﻣﺠﺎل ﻫﻨﺎ ﻟﻠﻌﺎﻃﻔﺔ؛ ﻷّن اﻟﻤﺎل ﻳﺠﺐ، ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺘﻨﺎ، أﻻ ﻳﺸﺘﺮي ﻛﻞ ﺷﻲء.

ﺗﻌﺮف ﻗﻴﺎدة اﻟﺴﻠﻄﺔ أن ﻫـﺬه أﺻﺒﺤﺖ ورﻗــﺔ ﻣﺤﺮوﻗﺔ وﻻ ﺗﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ اﺳﺘﺨﺪاﻣﻬﺎ، ورﺑـﻤـﺎ ﺗــﺪرك أن اﻟﻌﻘﺪ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ اﻟــﺬي ﻳﺮﺑﻄﻬﺎ ﺑﺎﻟﻨﺎس ﻟﻢ ﻳﻌﺪ اﻟﺘﺄﻳﻴﺪ اﻟﺸﻌﺒﻲ أو ﺑﺮﻧﺎﻣﺠﻬﺎ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺑﻞ ﻫﻲ اﻟـﺮواﺗـﺐ، وﻫــﺬا اﺳﺘﻐﻼل ﺣﻘﻴﺮ ﻟﺤﺎﺟﺎت اﻟﻨﺎس وﻣﻌﺎﻧﺎﺗﻬﻢ، وﻻ ﻳﻌﻜﺲ أي رﺿﺎ أو اﺣﺘﺮام ﻟﺴﻴﺎﺳﺎت اﻟﺴﻠﻄﺔ وﻻ ﻣﻮاﻓﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻗﺘﻬﺎ اﻟﻤﺤّﺮﻣﺔ ﻣﻊ اﻻﺣﺘﻼل، واﻷﺧﻄﺮ أﻧﻪ ﻳﺜّﺒﻂ أو ﻳﻌﻄﻞ وﻳﺤﺎرب أي اﺟﺘﻬﺎدات ﻟﻬﺬه اﻟﺠﺒﻬﺔ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ اﻟﻌﺮﻳﻀﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ﻧﺤﻮ ﻗﻀﺎﻳﺎﻫﺎ اﻟﻮﻃﻨّﻴﺔ. ﻟﺬﻟﻚ؛ ﻓﺈن اﻟﺴﻠﻄﺔ ُﻣﺨﻄﺌﺔ ﺑﻞ ﺳﺎذﺟﺔ إذا ﺗﻌﺎﻣﻠﺖ ﻣﻊ ﻣﻮاﻓﻘﺔ اﻟﻀﺎﺑﻂ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ »ﻛﻤﻴﻞ أﺑﻮ رﻛﻦ« وإﻋﻼن اﻟﺘﺰام ﺣﻜﻮﻣﺘﻪ ﺑﺘﺤﻮﻳﻞ أﻣﻮال اﻟﻤﻘﺎﺻﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﺗﻨﺎزل أو ﺗﺮاﺟﻊ إﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ؛ ﺑﻞ ﻷن »إﺳﺮاﺋﻴﻞ« ﺗﺪرك ﺑﺄن اﻟﻤﺎل ﺧﺎدم ﺟﻴﺪ.

ﻧﻘﻼ ﻋﻦ ﻣﻮﻗﻊ »ﻋﺮﺑﻲ ١٢«

 ??  ??
 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Qatar