اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻟﻦ ﻳﺘﺼﻞ.. وﻟﻦ ﻳﺘﺒﺴﻢ ﻣ ـﺜ ـﻞ ﻫـــﺬا اﻟــﺘــﺼــﺮف ﻻ ﻳــﺄﺗــﻲ اﻋــﺘــﺒــﺎﻃــﺎ ﻣــﻦ رﺋــﻴــﺲ دوﻟ ـــﺔ ﻛ ـﺒ ـﻴ ـﺮة وﺳــﻴــﺎﺳــﻲ ﻋﺮﻳﻖ

اﻟﺨﺒﺮ اﻷﻛﺜﺮ ﺗـﺪاوﻻ ﺑﻌﺪ اﻧﺘﻬﺎء ﻣﺮاﺳﻢ ﺗﻨﺼﻴﺐ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻷﻣـﺮﻳـﻜـﻲ، وﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﻘﺮارات اﻟﺘﻲ اﺗﺨﺬﻫﺎ ﻣﻦ ﻓﻮره ﻓﻲ اﻷﻳﺎم اﻷوﻟــــﻰ ﻣــﻦ وﻻﻳــﺘــﻪ، واﻟــﺘــﻲ ﺟـﻠـﻬـﺎ ﻳﻮﻗﻒ ﻗـــﺮارات ﺳﺎﺑﻘﺔ ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﺗﺮاﻣﺐ، وﺻـــﻮﻻ ﻟﺨﺒﺮ ذﻫـــﺎب اﻟـﺮﺋـﻴـﺲ اﻟﻤﻨﺘﺨﺐ ﻟﻠﻤﻨﺘﺠﻊ اﻟــﺬي ﺳﻴﻘﻀﻲ ﻓﻴﻪ أول ﻋﻄﻠﺔ ﻧﻬﺎﻳﺔ أﺳــﺒــﻮع ﻟــﻪ، ﻫــﻮ ﺧﺒﺮ ﻋــﺪم اﺗﺼﺎﻟﻪ ﺑﻨﺘﻨﻴﺎﻫﻮ ﺿﻤﻦ ﻣﻦ اﺗﺼﻞ ﺑﻬﻢ ﻣﻦ رؤﺳﺎء اﻟـﺪول ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺣﻠﻴﻔﺔ وﺻﺪﻳﻘﺔ وﻣﻨﺎﻓﺴﺔ ﺑﻠﻎ ﺗـﻌـﺪادﻫـﻢ إﺣـــﺪى ﻋـﺸـﺮة دوﻟـــﺔ. وﻫﻮ ﻣــﺎ أﺛـــﺎر ﺟـــﺪﻻ وﺗﺴﺒﺐ ﻓــﻲ ذﻋــﺮ ﻧﺘﻨﻴﺎﻫﻮ ﺑــﺪرﺟــﺔ أن ﺗــﻄــﻮع ﺑـﻌـﺾ رﺟــــﺎل اﻷﺧـﻴـﺮ ﺑـﺎﻻﺳـﺘـﻔـﺴـﺎر ﻣــﻦ اﻹدارة اﻟــﺠــﺪﻳــﺪة ﻋﻦ اﻷﻣﺮ ﺑﺪرﺟﺔ اﻟﺘﺬﻛﻴﺮ ﺑﺮﻗﻢ ﻫﺎﺗﻒ ﻧﺘﻨﻴﺎﻫﻮ اﻟﻤﺘﻮﻓﺮ ﺑﺪاﻫﺔ ﻟﺪى اﻟﺒﻴﺖ اﻷﺑﻴﺾ. ﻻ ﺑﻞ إن اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﻤﻨﺘﺨﺐ ﻟﻢ ﻳﻘﺒﻞ ﺗﻠﻘﻲ اﺗﺼﺎل ﻣﻦ ﻧﺘﻨﻴﺎﻫﻮ ﻟﻠﻤﺒﺎرﻛﺔ ﺑﻔﻮزه اﻟــﺬي ﺗﺄﺧﺮ ﺑﻈﻦ ﻧﺘﻨﻴﺎﻫﻮ أن اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺠﺪﻳﺪ ﺳﻴﺘﺼﻞ ﺑـﻪ ﺣﺘﻤﺎ. ورﻓــﺾ ﺗﻠﻘﻲ ﻣﻜﺎﻟﻤﺔ اﻟﺘﻬﻨﺌﺔ ﺑــﺮرﻫــﺎ ﻣـﻮﻇـﻔـﻮ اﻟــﺮﺋــﺎﺳــﺔ ﺑــﻜــﻮن اﻟﺮﺋﻴﺲ »ﻣﻨﺸﻐﻼ ﺑﻮﺑﺎء اﻟﻜﻮروﻧﺎ وأﻣـﻮر أﺧـﺮى«.. وﻫﻮ رد ﻳﻤﻜﻦ ﻗﺒﻮﻟﻪ ﻓﻘﻂ ﻟﻮ ﻛﺎن ﺑﺎﻳﺪن ﻃـﺒـﻴـﺒـﺎ ﻳـﻌـﻤـﻞ داﺧــــﻞ ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ ﺑﻤﺮﺿﻰ ﻛـﻮروﻧـﺎ ﻻ أﻗــﻞ ﻟــﺪى ورود اﻻﺗــﺼــﺎل. وﻣﺎ ﻳـﻨـﻔـﻲ ﻋـــﺬر اﻻﻧــﺸــﻐــﺎل اﻟـﻔـﻀـﻔـﺎض ورود ﺧﺒﺮ ﻻﺣﻖ ﺑﺄن اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻛﺴﺮت ﺳﺎﻗﻪ أﺛﻨﺎء »ﻟﻌﺒﻪ ﻣﻊ ﻛﻠﺒﻪ« .

ﻣـﺜـﻞ ﻫـــﺬا اﻟـﺘـﺼـﺮف ﻻ ﻳــﺄﺗــﻲ اﻋﺘﺒﺎﻃﺎ ﻣﻦ رﺋﻴﺲ دوﻟــﺔ ﻛﺒﺮى وﺳﻴﺎﺳﻲ ﻋﺮﻳﻖ. ﻓﻔﻲ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻻﻣـﺘـﻨـﺎع ﻋـﻦ ﻓﻌﻞ ﻣﺘﻮﻗﻊ وﺑﺎﻷﺣﺮى ﺑﺪﻫﻲ دارج، ﻫﻮ ﻓﻌﻞ ﺑﺤﺪ ذاﺗﻪ.

وﻻ أﻧﺴﻰ ﻣﻨﺬ ﻛﻨﺖ ﻃﺎﻟﺒﺔ ﺟﺎﻣﻌﻴﺔ أدرس اﻷدب اﻹﻧﺠﻠﻴﺰي وﻟـﻴـﺲ ﻋـﻠـﻮم اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﻨﺖ أﻣﻘﺘﻬﺎ، ﻣﺜﺎل اﺳﺘﻌﻤﻠﻪ ﻟﺘﻌﺰﻳﺰ ﺷﺮح أدﺑﻲ أﺳﺘﺎذ اﺳﻜﺘﻠﻨﺪي ﻋﻤﻴﻖ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻣﻔﺎده أن ﺳﻔﻴﺮي اﻟﻜﻮرﻳﺘﻴﻦ دﻋﻴﺎ ﻟﺤﻔﻞ، ﻓﺴﺌﻞ أﺣﺪﻫﻤﺎ )وﻻ أذﻛﺮ وﻻ ﻳﻬﻢ أﻳﻬﻤﺎ( إن ﻛـﺎن ﺳﻴﺬﻫﺐ ﻟﻠﺤﻔﻞ، ﻓﻜﺎﻧﺖ إﺟﺎﺑﺘﻪ »ﺳﺄذﻫﺐ وﻟﻜﻦ ﻟﻦ أﺗﺒﺴﻢ« .. وﻣﺎ ﻳﻔﻌﻠﻪ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﺑﺎﻳﺪن ﻫﻨﺎ ﻫﻮ أﻧـﻪ ﻻ ﻳﺬﻫﺐ وﻻ ﻳﺴﺘﻘﺒﻞ وﻻ ﻳﺘﺒﺴﻢ، ﺑـﻞ وﻻ ﻳﻌﻨﻰ ﺑﺎﻟﺮد ﻋﻠﻰ اﻟﺴﺆال.. ورد ﻣﻮﻇﻔﻴﻪ ﺑﺄﻧﻪ ﻗﺪ ﻳﺘﺼﻞ ﺑﻨﺘﻨﻴﺎﻫﻮ ﺧــﻼل أﺳـﺎﺑـﻴـﻊ ﻳﻠﺰﻣﻨﺎ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﻟﻸﺳﺎﺑﻴﻊ ﻏﻴﺮ اﻟﻤﺤﺪدة اﻟﻘﺎدﻣﺔ ﻟﻨﺮى ﻣﺎ اﻟﺬي ﺳﻴﺘﻐﻴﺮ ﻓﻴﻬﺎ.

أول ﻣـــﺎ ﻳــﺴــﺘــﻮﻗــﻔــﻨــﺎ ﻫـــﻮ ﺣــﻘــﻴــﻘــﺔ أن اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ﻓﻲ إﺳﺮاﺋﻴﻞ اﻟﺘﻲ ﺳﺘﺆدي ﻟﻠﺮﺋﺎﺳﻴﺔ، ﺳﺘﻌﻘﺪ ﺑﻌﺪ أﻳﺎم ﻗﻠﻴﻠﺔ وﺗﺤﺪﻳﺪا ﻓﻲ اﻟﺜﺎﻟﺚ واﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻣﻦ اﻟﺸﻬﺮ اﻟــﺠــﺎري، وﻧﺘﺎﺋﺠﻬﺎ ﺳﺘﺤﺴﻢ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻣﻦ ﻳﺘﻮﻟﻰ رﺋﺎﺳﺔ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ. وﻣﺎ ﺗـﺴـﺒـﺐ ﻓــﻲ اﻧــﺘــﺨــﺎﺑــﺎت ﻧـﻴـﺎﺑـﻴـﺔ ﻫــﻮ رﻓـﺾ اﻟﻜﻨﻴﺴﺖ إﻗــــﺮار ﻣــﻮازﻧــﺔ اﻟــﻌــﺎم اﻟـﻤـﺎﺿـﻲ واﻟـــــﺤـــــﺎﻟـــــﻲ. وﻫــــــــﺬا اﻟـــــﺮﻓـــــﺾ ﻣـــﻌـــﺮوف اﻟـﻨـﺘـﺎﺋـﺞ ﺟـــﺎء ﻓــﻲ ٢٢ دﻳـﺴـﻤـﺒـﺮ اﻟـﻤـﺎﺿـﻲ، أي ﺑـﻌـﺪ أن ﺣـﺴـﻢ ﻓــﻮز ﺑــﺎﻳــﺪن ﺑﺎﻟﺮﺋﺎﺳﺔ اﻷﻣـﺮﻳـﻜـﻴـﺔ. وﺑـــﺬات أﻫﻤﻴﺔ ﻣــﻦ ﻓـــﺎز، ﺑﻞ وﺑﺄﻛﺜﺮ ﻣﻨﻬﺎ، ﺗﺄﺗﻲ ﺧـﺴـﺎرة ﺗـﺮاﻣـﺐ اﻟﺘﻲ ﻳﻌﺮف اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﻮن أن ﻻ أﻣﻞ أن ﺗﻨﺠﺢ وﺳﺎﺋﻞ ﺗﺮاﻣﺐ اﻟﻐﻮﻏﺎﺋﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﻮدﺗﻪ، ﺑﻞ ﻫـﻲ ﺳﺘﺤﺘﻢ ﻣﺴﺎءﻟﺘﻪ ورﻳـﻤـﺎ ﻣﺤﺎﻛﻤﺘﻪ. وﻟـــﻜـــﻮن أﻋـــﻀـــﺎء اﻟـﻜـﻨـﻴـﺴـﺖ ﻳــﻌــﺮﻓــﻮن أن ﻣــﺠــﻠــﺴــﻬــﻢ ﺳــﻴــﻌــﺎد ﺗــﺸــﻜــﻠــﻪ ﺑــﻌــﺪ رﻓــﺾ اﻟـﻤـﻮازﻧـﺔ، ﻳﻌﻨﻲ أﻧـﻬـﻢ وﺿـﻌـﻮا ﻣﺼﻴﺮﻫﻢ ﻓﻲ ﻛﻔﺔ ﺗﻠﺰم ﺑﺎﻟﺘﻐﻴﻴﺮ. وﻫﺬا ﻫﻮ ﺟﻮﻫﺮ ﻣــﺎ ﻫــﺪﻓــﺖ ﻟــﻪ إدارة ﺑــﺎﻳــﺪن، وﻳـﻔـﻴـﺪ ﻓﻲ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻗﻴﺎدة إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻟﻘﻴﺎدة ﺗﻘﺒﻠﻬﺎ إدارة اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﻴﻦ، وﻋﻠﻰ ﻳﺪ ذات اﻟﻨﺎﺧﺒﻴﻦ اﻹﺳــﺮاﺋــﻴــﻠــﻴــﻴــﻦ وﻋــﻠــﻰ ﻳـــﺪ اﻟـــﻘـــﺎدة اﻟــﺬﻳــﻦ ﺳﻴﻨﺘﺨﺒﻮﻧﻬﻢ وﻓـﻲ ﺑﺎﻟﻬﻢ رﺿـﺎ ﺣﻠﻴﻔﺘﻬﻢ أﻣﺮﻳﻜﺎ. وﻫـﺬا ﻣﺎ ﺷﺠﻊ اﻻﻧﻘﺴﺎﻣﺎت ﻋﻠﻰ اﻟـﻠـﻴـﻜـﻮد، وإﺟـــــﺮاءات ﻓــﻲ أﺣـــﺰاب ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻗﻮﻳﺖ ﻣﺎ ﻳﺮﺟﺢ ﺧﺴﺎرة ﻧﺘﻨﻴﺎﻫﻮ ﻟﻠﺮﺋﺎﺳﺔ. وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻘﻠﺺ ﻣﺴﺎﺣﺔ اﻟﻔﻌﻞ اﻟﺤﺎﺳﻢ اﻟﺬي ﺗﻨﺘﻮﻳﻪ اﻹدارة اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة.. أي إن إدارة ﺑﺎﻳﺪن ﻗــﺮرت أن ﻻ ﺗﺬﻫﺐ وﻻ ﺗﺴﺘﻘﺒﻞ وﻻ ﺗﺘﺒﺴﻢ أو ﺗـﺰﺟـﺮ، ﺑـﻞ ﺗﺘﺮك ﻟـﻺﺳـﺮاﺋـﻴـﻠـﻴـﻴـﻦ ﻋـــﺰل ﻧـﺘـﻨـﻴـﺎﻫـﻮ. وﻫـــﻮ رد أﺑﻠﻎ وأﻛـﺜـﺮ إﻳـﻼﻣـﺎ ﻣـﻦ أن ﺗﺘﻮﻟﻰ أﻣﺮﻳﻜﺎ ﻋﻘﺎﺑﻪ، ﻓﺒﻤﺠﺮد ﺧﺴﺎرة ﻧﺘﻨﻴﺎﻫﻮ ﻟﻤﻨﺼﺒﻪ ﺳﺘﺠﺮي ﻣﺤﺎﻛﻤﺘﻪ ﺑﺘﻬﻢ ﻓﺴﺎ ٍد ﻛﺒﻴ ٍﺮ ﺣﺘ ًﻤﺎ، وﻫﻨﺎﻟﻚ ﺳﺎﺑﻘﺔ ﻟﻤﺤﺎﻛﻤﺔ وﺳﺠﻦ رﺋﻴﺲ وزراء إﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ ﻫﻮ أوﻟﻤﺮت، أﻳﻀﺎ ﺑﺘﻬﻢ ﻓﺴﺎد أﺻﻐﺮ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻤﺎ ﻳﻮﺟﻪ ﻟﻨﺘﻨﻴﺎﻫﻮ.

أﻣـﺎ ﻟﻤﺎذا ﺗﻔﻌﻞ اﻹدارة اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة ﻫﺬا، ﻓﻠﻪ ﺣﺘﻤﺎ ﺻﻠﺔ ﺑﺎﻹﺧﺘﻼف اﻟﻜﺒﻴﺮ ﺑﻴﻦ ﺳﻴﺎﺳﺔ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﻴﻦ ﻣﻨﺬ ﻓـــﻮز أوﺑـــﺎﻣـــﺎ ﻋــﻦ ﺳـﻴـﺎﺳـﺔ اﻟـﺠـﻤـﻬـﻮرﻳـﻴـﻦ ﺑـــﺪءا ﻣــﻦ إدارة آل ﺑــﻮش وﺑــﺎﻟــﺬات ﺑﻮش اﻻﺑـــﻦ وﻣــﺠــﺎزرﻫــﺎ ﻓــﻲ ﻣﻨﻄﻘﺘﻨﺎ، ﻓﻴﻤﺎ ﻣـﺜـﻠـﺖ ﻗــﻤــﺔ ﻣــﺴــﺎوﺋــﻬــﺎ اﻟــﺪاﺧــﻠــﻴــﺔ وﻗـﻤـﺔ ﻫﺰﻟﻴﺘﻬﺎ ﻓـﻮز ﺗﺮاﻣﺐ ﺑـــﺎﻹدارة. واﻟﺠﺎﻣﻊ اﻷﻫـــــﻢ ﻟـــﻺدارﺗـــﻴـــﻦ اﻟــﺠــﻤــﻬــﻮرﻳــﺘــﻴــﻦ ﻫـﻮ اﻟﺴﻮﻳﺔ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ اﻟﻤﻌﻠﻨﺔ ﺑﻔﺠﺎﺟﺔ ﻣﻦ اﻟـﺮﺋـﻴـﺴـﻴـﻦ، ﻣــﻦ أﻋــﻠــﻦ أﻧـــﻪ ﻗـــﺎد ﺣﻤﻼت اﺑﺘﺰاز دوﻟﻲ ﺑﻞ وﻫﺠﻮم وﺗﻘﺮﻳﻊ، ﺑﻬﺪف ﺻﺮﻳﺢ ﻣﻌﻠﻦ ﻫﻮ ﺟﻤﻊ اﻟﻤﺎل. ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻛﻤﺎ ﻣﺜﻠﺖ إدارة أوﺑﺎﻣﺎ ﺳﻴﺎﺳﺔ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﻴﻦ ﻣـﻘـﺪﻣـﺔ أﻳــًﻀــﺎ أﻧــﻤــﻮذًﺟــﺎ ﻗـﻤـﺔ ﻟــﻢ ﺗﺼﻠﻬﺎ ﻣـﻦ ﻗﺒﻞ أﻳــﺔ إدارة دﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ ﺳﺎﺑﻘﺔ. واﻷﻫﻢ أن أﻧﻤﻮذج أوﺑﺎﻣﺎ ﻟﻘﻲ ﻗﺒﻮﻻ داﺧﻞ وﺧــﺎرج أﻣﺮﻳﻜﺎ، أﺧﻼﻗًﻴﺎ ﺑـﺪاﻳـﺔ وأﺣﻴﺎﻧًﺎ ﻣــﺼــﺎﻟــﺤــﻴــﺎ ﻛــــﻮن اﻟــﺴــﻴــﺎﺳــﺔ ﺗـــﻘـــﻮم ﻋـﻠـﻰ اﻟﻤﺼﺎﻟﺢ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ أي ﺷﻲء آﺧـﺮ. وﻟﻜﻦ اﻟﻤﺼﻠﺤﺔ اﻟﻤﺤﻘﺔ واﻟﺸﺎﻣﻠﺔ ﻟﻘﻄﺎﻋﺎت ﺑﺸﺮﻳﺔ أﻛﺒﺮ ﺗﺼﺒﺢ أﺧـﻼﻗـﻴـﺔ. ﻫــﺬا ﻋﻦ اﻹﻃﺎر اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ اﻟﻌﺎم، وﻟﻜﻦ ﺗﺎرﻳﺦ ﻋﻼﻗﺔ إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﺑﺸﺨﻮص ﻗﻴﺎدات أﻣﺮﻳﻜﺎ ﺗﻈﻞ ﻣـﺤـﺮﺟـﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﺧــﺎص ﻟـﻸﺧـﻴـﺮﻳـﻦ ﻛـﻮن إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﺗﺘﺼﺮف ﻛﺪوﻟﺔ راﻋﻴﺔ أﻛﺜﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺮﻋﻴﺔ، ﺑﺨﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻓﺘﺮة ﺣﻜﻢ اﻟﻠﻴﻜﻮد وﻧـﺘـﻨـﻴـﺎﻫـﻮ. وﻫـــﻲ اﻋــﺘــﺒــﺮت ﻣﻬﻴﻨﺔ ﺣﻴﻦ وﺻﻞ اﻷﻣﺮ ﻟﺘﺠﺎوز اﻟﺮﺋﻴﺲ أوﺑﺎﻣﺎ وﻧﺎﺋﺒﺔ ﺑـﺎدﻳـﻦ ﻟﻤﺨﺎﻃﺒﺔ اﻟﻜﻮﻧﺠﺮس دون أذن ﻣـﻦ اﻷﺧـﻴـﺮﻳـﻦ..ﻣـﺎ ﻳـﻮﺟـﺐ وأﻳــﻀــﺎ ﻳﺴﻌﺪ اﻟﺮﺟﻠﻴﻦ رد ﺻﺎﻋﻪ ﺑﺼﺎﻋﻴﻦ، واﻟﺘﺴﺒﺐ ﺑــﺨــﺴــﺎرة ﻧﺘﻨﻴﺎﻫﻮ اﻟــﺮﺋــﺎﺳــﺔ وﻣﺤﺎﻛﻤﺘﻪ ﻟﺴﺠﻨﻪ. ﻟﻬﺬا ﻫـﺬه اﻹدارة ﻟـﻦ ﺗﻔﺴﺢ أي ﻣــﺠــﺎل ﻟﻨﺘﻨﻴﺎﻫﻮ ﻟـﺘـﻮﻇـﻴـﻒ اﺳـﻤـﻬـﺎ ﻃـﻮق ﻧﺠﺎة ﻟﻪ وﻟﻮ ﺑﻤﻜﺎﻟﻤﺔ ﺑﺮوﺗﻮﻛﻮﻟﻴﺔ. وﻫﻮ ﻣﺎ دأب ﻧﺘﻨﻴﺎﻫﻮ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻐﻼﻟﻪ ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﺑﻮﺿﻊ ﺻﻮرﺗﻪ ﺑﺮﻓﻘﺔ ﺗﺮاﻣﺐ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺑﻪ وأزال اﻟـــﺼـــﻮرة ﻓــﻘــﻂ ﺑــﻌــﺪ ﺗــﺄﻛــﺪ ﻏـﻴـﺎب ﻓـﺮص ﺗﺮاﻣﺐ ﺑﺎﻟﻔﻮز أو ﺑﻘﻴﺎدة اﻧﻘﻼب ﻓـﻲ أﻣـﺮﻳـﻜـﺎ.. ﺑـﻞ أﻳـًﻀـﺎ ﻫﻮاﺳﺘﻐﻞ دﻋﺎﺋًﻴﺎ زﻳــﺎراﺗــﻪ وﻣـﻜـﺎﻟـﻤـﺎﺗـﻪ ﻣــﻊ ﺳـﺎﺳـﺔ دوﻟﻴﻴﻦ آﺧﺮﻳﻦ، واﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻳﻔﺼﺢ ﻋﻦ ﻓﺤﻮاﻫﺎ.