ﺗﺪﺷــﻴﻦ ﻛﺘﺎب اﻟﻨﺴـــﻖ اﻟﻘــﺮآﻧﻲ وﻣﺸـــﺮوع اﻹﻧﺴـــــﺎن

اﻟــــﺪوﺣــــﺔ - :] دﺷـــﻦ اﻟــــﺪﻛــــﺘــــﻮر ﺟــــﺎﺳــــﻢ ﺳـــﻠـــﻄـــﺎن، اﻟـﻤـﺪﻳـﺮ اﻟــﻌــﺎم ﻟـﻤـﺮﻛـﺰ وﺟــﺪان اﻟــــﺤــــﻀــــﺎري، ﻛـــﺘـــﺎﺑـــﻪ اﻟــﺠــﺪﻳــﺪ » اﻟــﻨــﺴــﻖ اﻟـــﻘـــﺮآﻧـــﻲ وﻣــﺸــﺮوع اﻹﻧـــــــــﺴـــــــــﺎن«، وذﻟــــــــــﻚ ﺿــﻤــﻦ ﻓﻌﺎﻟﻴﺎت ﺗﺪﺷﻴﻦ اﻟﻜﺘﺐ ١٢٠٢، اﻟﺘﻲ ﺗﻘﺎم ﺑﻘﺎﻋﺔ ﺑﻴﺖ اﻟﺤﻜﻤﺔ ﻓﻲ وزارة اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ واﻟﺮﻳﺎﺿﺔ، وﻗــــــﺎل اﻟـــﺪﻛـــﺘـــﻮر ﺳـــﻠـــﻄـــﺎن إن اﻟﻜﺘﺎب ﻳﻮﺿﺢ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻢ واﻷﻓــــﻜــــﺎر اﻟــﻤــﺘــﻌــﻠــﻘــﺔ ﺑــﺎﻟــﺪﻳــﻦ اﻹﺳـــﻼﻣـــﻲ ﺑـــﻨـــﺎء ﻋــﻠــﻰ اﻟــﻘــﺮآن اﻟﻜﺮﻳﻢ ﻓﻲ ﺻﻮرﺗﻪ اﻟﻤﺘﻜﺎﻣﻠﺔ، ﺣﻴﺚ إﻧـﻪ ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎك أي ﻧﺺ ﻗــــﺮآﻧــــﻲ ﻳـــﻔـــﺮق ﺑـــﻴـــﻦ اﻟــﺠــﻨــﺲ واﻟـﻌـﺮق واﻟﺒﻠﺪ، ﻓﺎﻟﻘﻴﻢ اﻟﻌﻠﻴﺎ

واﻟــــﻤــــﺒــــﺎدئ اﻟـــﺘـــﻲ ﺟــــــﺎءت ﻓـﻲ اﻟﻨﺺ اﻟﻘﺮآﻧﻲ ﺗﺴﻬﻞ اﻟﺘﻔﺮﻳﻖ ﺑﻴﻦ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻜﻼم ﻋﻦ اﻟﺤﺮب واﻟﺘﻌﺎﻳﺶ وﺑﻴﻦ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻜﻼم ﻋﻦ اﻟﺪﻋﻮة. وأوﺿﺢ أن اﻟﻨﺴﻖ اﻟــــﻌــــﺎم ﻓــــﻲ اﻟـــــﻘـــــﺮآن ﻳــﻤــﻜــﻨــﻨــﺎ ﻣــــﻦ ﺑــــﻨــــﺎء ﺻـــــــﻮرة ﻣــﺘــﻜــﺎﻣــﻠــﺔ ﻟـﻤـﺎ ﻳـﺤـﺘـﻮﻳـﻪ اﻟــﻘــﺮآن ﻓــﻲ أرﺑــﻊ ﻣــﺴــﺎﺣــﺎت ﻣــﻬــﻤــﺔ، اﻟــﻤــﺴــﺎﺣــﺔ اﻷوﻟﻰ ﻫﻲ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻌﻤﻖ اﻟﺬي ﻳﺸﺘﻤﻞ ﻋـﻠـﻰ اﻟـﻠـﺒـﻨـﺎت اﻟـﻜـﺒـﺮى اﻟـــﺘـــﻲ ﺗــﺸــﻜــﻞ اﻟــــﺪﻳــــﻦ، أﻫــﻤــﻬــﺎ إﻗﺎﻣﺔ اﻟﻘﺴﻂ وﻫﻮ ﺳﺒﺐ ﻧﺰول اﻟﺮﺳﺎﻻت وﻫﻮ ﻳﺸﻤﻞ ﻛﻞ اﻟﺒﺸﺮ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ أﻧﺤﺎء اﻟﻌﺎﻟﻢ، وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻮﺿﺤﻪ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: »وﻣﺎ أرﺳﻠﻨﺎك إﻻ رﺣﻤﺔ ﻟﻠﻌﺎﻟﻤﻴﻦ«،

أﻣـــــﺎ اﻟــﻤــﺴــﺎﺣــﺔ اﻟــﺜــﺎﻧــﻴــﺔ ﻓـﻬـﻲ اﻟـﺘـﻌـﺎﻳـﺶ، ﺣﻴﺚ وﺿــﻊ اﻟـﻘـﺮآن ﻧـﺴـﻘـﺎ ﻳــﺤــﺪد ﻃـﺮﻳـﻘـﺔ اﻟﺘﻌﺎﻳﺶ ﻣـﻦ ﺧــﻼل ﻗﺎﻋﺪﺗﻴﻦ ﻛﺒﻴﺮﺗﻴﻦ أﺳﺎﺳﻴﺘﻴﻦ ﻫﻤﺎ: اﻟﺒﺮ واﻟﻘﺴﻂ،

واﻟـــــﺮﻛـــــﻦ اﻟــــﺜــــﺎﻟــــﺚ اﻷﺳــــﺎﺳــــﻲ اﺣــﺘــﺮام اﻟــﺘــﻌــﺎﻗــﺪات، ﺛــﻢ ﺗﺄﺗﻲ ﻗــﻀــﻴــﺔ ﻣـــﺠـــﺎل اﻟـــﺪﻋـــﻮة وﻫــﻲ ﻗﻀﻴﺔ ﻣـﻦ أﻫــﻢ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻟﺘﻲ ﺟــــﺎءت ﻓــﻲ اﻟـــﻘـــﺮآن ﻟـﻜـﻨـﻬـﺎ ﻟﻢ ﺗـﻠـﻖ اﻫــﺘــﻤــﺎًﻣــﺎ ﻛــﺒــﻴــًﺮا ﻣــﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﻤﻔﺴﺮﻳﻦ، واﻟﻨﻘﻄﺔ اﻷﺧﻴﺮة اﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ اﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻛﻮن اﻟـﺪﻳـﻦ اﻹﺳـﻼﻣـﻲ دﻳـﻨًـﺎ واﻗﻌًﻴﺎ، ﺣــﻴــﺚ ﺗـــﻨـــﺎول اﻟـــﺤـــﺮوب اﻟــﺘــﻲ ﻛـﺎﻧـﺖ ﺑﺴﺒﺐ اﻻﺧــﺘــﻼﻓــﺎت، ﻛﻞ اﻟـﻤـﺴـﺘـﻮﻳـﺎت اﻷرﺑــﻌــﺔ ﻣﺘﻜﺎﻣﻠﺔ وﺗـﺸـﻜـﻞ ﻧـﺴـًﻘـﺎ ﻳـﻤـّﻜـﻦ اﻹﻧــﺴــﺎن ﻣـــﻦ رؤﻳـــــﺔ اﻟـــﺪﻳـــﻦ اﻹﺳـــﻼﻣـــﻲ ﻛﻮﺣﺪة ﻏﻴﺮ ﻣﺘﺠﺰﺋﺔ.

أﻣــــﺎ اﻟــﻘــﻀــﻴــﺔ اﻟــﺜــﺎﻧــﻴــﺔ ﻓـﻬـﻲ ﻗــﻀــﻴــﺔ اﻟـــــﻮﻻء وﻗــﻀــﻴــﺔ إدارة اﻟـــﻌـــﻼﻗـــﺔ ﻣــــﻊ اﻵﺧــــﺮﻳــــﻦ اﻟــﺘــﻲ ﻳــﻨــﻈــﻤــﻬــﺎ اﻟــــﻘــــﺮآن ﻣـــﻦ ﺧــﻼل ﺑﻌﺾ اﻵﻳــﺎت، ﺣﻴﺚ إن داﺋـﺮة اﻟــــﺤــــﻘــــﻮق ﻻ ﺗـــﻨـــﺘـــﻔـــﻲ ﺑــﺴــﺒــﺐ اﺧﺘﻼف اﻟﺪﻋﻮة. وأﻛﺪ اﻟﺪﻛﺘﻮر ﺳــﻠــﻄــﺎن أﻧـــﻪ ﺗــﻌــﻤــﺪ أن ﻳـﻜـﻮن اﻟﻜﺘﺎب ﺻﻐﻴﺮ اﻟﺤﺠﻢ وﻣﻮﺟﺰا ﺣــﺘــﻰ ﻻ ﻳـﺘـﺸـﺘـﺖ ﻓــﻬــﻢ اﻟــﻘــﺎرئ ﻟــﻠــﺘــﺸــﺮﻳــﻌــﺎت، وﻳــﺴــﺎﻋــﺪه ﻋﻠﻰ ﻓﻬﻢ اﻟﺼﻮرة ﻓﻲ ﺷﻜﻠﻬﺎ اﻟﻌﺎم، ﻓﻤﻦ ﻳـﺮﻏـﺐ ﻓـﻲ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻧﺴﻖ اﻟـــﻘـــﺮآن واﻟــﻤــﺸــﺮوع اﻹﻧــﺴــﺎﻧــﻲ اﻟـﺬي ﻳﺪﻋﻮ ﻟﻪ اﻟﻜﺘﺎب ﺳﻴﻜﻮن ﻫــﺬا اﻟﻜﺘﻴﺐ دﻟﻴﻠﻪ وﻣــﺮﺷــﺪه. ودﻋﺎ اﻟﺪﻛﺘﻮر ﺟﺎﺳﻢ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﺘﺪﺷﻴﻦ، اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ واﻟﻌﺮب إﻟـــﻰ ﺗــﺠــﺎوز ﻓــﻜــﺮة اﻟــﻤــﺆاﻣــﺮة

وﻛﻮﻧﻨﺎ ﻣﺴﺘﻬﺪﻓﻴﻦ، ﻷن ﻫﺬه اﻟـــﻔـــﻜـــﺮة ﺗــﺠــﻌــﻠــﻨــﺎ ﻓــــﻲ ﻣــﻮﻗــﻊ دﻓــﺎﻋــﻲ ﻧــﺮﻛــﺰ ﻓـﻴـﻪ ﻋـﻠـﻰ ﻣــﺎ ﻻ ﻧــﺮﻳــﺪه ﺑـــﺪل اﻟـﺘـﺮﻛـﻴـﺰ ﻋـﻠـﻰ ﻣﺎ ﻧﺮﻳﺪه وﻣﺤﺎوﻟﺔ اﻟﻨﻈﺮ ﻟﻸﺷﻴﺎء ﺑــﺼــﻮرة ﻛــﺎﻣــﻠــﺔ وﺷــﺎﻣــﻠــﺔ ﺑــﺪل اﻟـﺘـﺮﻛـﻴـﺰ ﻓــﻲ اﻟــﺠــﺰﺋــﻴــﺎت اﻟـﺘـﻲ ﺗﺴﺒﺐ اﻟـﺼـﺮاﻋـﺎت واﻟﻤﺸﺎﻛﻞ، ﻓــــﺎﻟــــﻘــــﺮآن آﺧــــــﺮ اﻟـــــﺮﺳـــــﺎﻻت اﻟــﺴــﻤــﺎوﻳــﺔ رﻛـــﺰ ﻋـﻠـﻰ اﻟـﻘـﻀـﺎﻳـﺎ اﻟــﻜــﺒــﺮى ﺣـﻴـﺚ ﻻ ﻳـﻤـﻜـﻦ ﻓﻬﻢ اﻟـــﺠـــﺰﺋـــﻴـــﺎت إﻻ ﺑــﺎﻟــﻨــﻈــﺮ إﻟــﻰ اﻟﺼﻮرة اﻟﺸﺎﻣﻠﺔ، وأﺷﺎد ﺑﺠﻬﻮد اﻷﺷـــــﺨـــــﺎص اﻟــــﺬﻳــــﻦ ﻳــﻌــﻤــﻠــﻮن ﻋﻠﻰ ﺗﺒﺴﻴﻂ اﻷﻓﻜﺎر ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ودﻋــﺎﻫــﻢ إﻟـــﻰ ﺗـﻌـﺪﻳـﻞ اﻟـﺘـﺼـﻮر اﻟﺴﻠﺒﻲ ﻟﻺﺳﻼم.

ﻏﻼف اﻟﻜﺘﺎب

د. ﺟﺎﺳﻢ ﺳﻠﻄﺎن