ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﻔﻜﺎﻫﺔ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ٨٤ أﻧــﺸــﺪ ﻋـﺒـﺪاﻟـﺤـﻤـﻴـﺪ اﻟــﺪﻳــﺐ ﻫـــﺬه اﻷﺑـــﻴـــﺎت ﻓــﻲ اﻟـﻤـﻄـﻌـﻢ ﺑـﺴـﺒـﺐ ﻣــﺎ ﻓـﻌـﻠـﻪ ﺿــﻴــﻮﻓــﻪ ﻣﻌﻪ
ﻳﺎ أﻣﺔ ﺟﻬﻠﺘﻨﻲ وﻫﻲ ﻋﺎﻟﻤﺔ
أن اﻟﻜﻮاﻛﺐ ﻣﻦ ﻧﻮري وﻣﻦ إﺷﺮاﻗﻲ أﻋﻴﺶ ﻓﻴﻜﻢ ﺑﻼ أﻫﻞ وﻻ وﻃﻦ
ﻛﻌﻴﺶ ﻣﻨﺘﺠﻊ اﻟﻤﻌﺮوف أﻓﺎق وﻟﻴﺲ ﻟﻲ ﻣﻦ ﺣﺒﻴﺐ ﻓﻲ رﺑﻮﻋﻜﻢ
إﻻ اﻟﺤﺒﻴﺒﻴﻦ: أﻗﻼﻣﻲ وأوراﻗﻲ رﻳﺸﺖ ﻟﻐﺪري ﺳﻬﺎم ﻣﻦ ﻧﻤﻴﻤﺘﻜﻢ
ﻓﺼﺎرﻋﺘﻨﻲ وﻣﺎﻟﻲ دوﻧﻬﺎ واق ﻟﻢ أدر ﻣﺎذا ﻃﻌﻤﺘﻢ ﻓﻲ ﻣﻮاﺋﺪﻛﻢ
ﻟﺤﻢ اﻟﺬﺑﻴﺤﺔ أم ﻟﺤﻤﻲ وأﺧﻼﻗﻲ؟ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺠﻮم أﻧﺎس ﻗﺪ رﻓﻌﺘﻬﻢ
إﻟﻰ اﻟﺴﻤﺎء ﻓﺴﺪوا ﺑﺎب أرزاﻗﻲ. ﻫــﻜــﺬا أﻧــﺸــﺪ ﻋـﺒـﺪاﻟـﺤـﻤـﻴـﺪ اﻟــﺪﻳــﺐ ﻫــﺬه اﻷﺑــــﻴــــﺎت ﻓـــﻲ اﻟــﻤــﻄــﻌــﻢ ﺑــﺴــﺒــﺐ ﻣـــﺎ ﻓﻌﻠﻪ ﺿﻴﻮﻓﻪ ﻣﻌﻪ.
راح اﻟﻨﺎدل ﻳﻌﺘﺬر ﻋﻦ ﺗﺮﺣﺎﺑﻪ ﺑﺎﻟﻀﻴﻮف وإﻫــﻤــﺎﻟــﻪ ﻣﻀﻴﻔﻬﻢ ﻋﺒﺪاﻟﺤﻤﻴﺪ اﻟــﺪﻳــﺐ، ﻓﺈذا ﺑﺄﺣﺪ اﻟﻀﻴﻮف ﻳﻬﻤﺲ ﻓﻲ أذن اﻟﻨﺎدل أﻻ ﻳـﻬـﺘـﻢ، ﻷن ﺻـﺎﺣـﺒـﻨـﺎ ﺧــﺮج اﻟــﻴــﻮم ﻣﻦ ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ اﻟﻤﺠﺎﻧﻴﻦ.. ﻓﻬﺰ اﻟـﺮﺟـﻞ رأﺳـﻪ ﻟﻠﻀﻴﻮف، وﻛـﺄﻧـﻪ ﻳـﺮﻳـﺪ أن ﻳـﻘـﻮل ﺑﺬﻛﺎﺋﻪ ﻛﻨﺖ أﻋﺘﻘﺪ ﻫــﺬا ﺣﻴﻨﻤﺎ دﺧﻠﺘﻢ اﻟﻤﻄﻌﻢ. ﻓـﻠـﻢ ﻳـــﺰد ﻋـﻠـﻰ اﻟــﻘــﻮل: وﻣـــﻊ ذﻟـــﻚ ﻓﺄﻧﺘﻢ
ﺗــﻨــﻜــﺮون ﻋــﻠــﻲ أن أﻫـــﺠـــﻮ أﻣــﺜــﺎﻟــﻜــﻢ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس.. وأﻧﺸﺪ ﻓﻴﻬﻢ اﻷﺑﻴﺎت اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ.
ﻛـﺎن ﻋﺒﺪاﻟﺤﻤﻴﺪ اﻟﺪﻳﺐ ﻳﻌﻴﺶ وﻳﺘﻨﻘﻞ ﺑﻴﻦ ﻋــﺪة أﻣﻜﻨﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﺣـﻲ اﻟﺤﺴﻴﻦ، ﺑﺎر اﻟﻠﻮاء، ﻛﻔﺮ زﻏﺎري، وﺧﺎن اﻟﺨﻠﻴﻠﻲ.. وﻓﻲ ﻛﻞ اﻷﻣﺎﻛﻦ ﻛﺎن ﻳﻬﺠﻮ ﻛﻞ ﺷﻲء.
ذات ﻣــﺮة ﻗــﺮر أﺣﻤﺪ اﻟـﺼـﺎوي ﻣﺤﻤﺪ ﺟــﻤــﻊ ﻗــﺼــﺎﺋــﺪ ﻋــﺒــﺪاﻟــﺤــﻤــﻴــﺪ اﻟـــﺪﻳـــﺐ ﻣﻦ اﻟﺼﺤﻒ واﻟﻤﺠﻼت وﻃﺒﺎﻋﺘﻬﺎ ﻓﻲ دﻳﻮان، وﻋــﺮف اﻟــﻮزﻳــﺮ ﺣﻔﻨﻲ ﻣﺤﻤﻮد ﺑﺎﻟﻘﺼﺔ، وﻛــﺎن ﻳـﻬـﻮى اﻟـﻈـﺮف وﺻـﻨـﺎﻋـﺔ اﻟﻤﻘﺎﻟﺐ، ﻓـــﻌـــﺮف ذات ﻳــــﻮم ﺑــــﺄن أﺣـــﻤـــﺪ اﻟـــﺼـــﺎوي ﻣﺤﻤﺪ ﻳﺠﻠﺲ ﻓــﻲ » ﺑــﺎر اﻟــﻠــﻮاء«، وﻃﻠﺐ ﻣﻨﻪ أن ﻳﻬﺠﻮ ﻛﺎﻣﻞ اﻟﺸﻨﺎوي ﻣﻘﺎﺑﻞ رﻳﺎل وﻣــﺸــﺮوب، ﻓـﻘـﺎل اﻟـﺪﻳـﺐ ﻋﻠﻰ اﻟــﻔــﻮر: ﺑﺎر اﻟــﻠــﻮاء ﻟـﻌـﻨـﺖ ﺑــﺎﻟــﺸــﻨــﺎوي.. ﺛــﻢ ﺗـﻠـﻔـﺖ دون ﻗﺼﺪ ﻓﻮﺟﺪ اﻟﺼﺎوي ﻓﻘﺎل: ﺑﺎر اﻟﻠﻮاء ﻟﻌﻨﺖ ﺑﺎﻟﺸﻨﺎوي، ورزﺋـﺖ ﻗﺒﻼ ﺑﺎﻟﺜﻘﻴﻞ اﻟﺼﺎوي، ﻓﻨﻬﺾ إﻟﻴﻪ اﻟﺼﺎوي وﺳﺄﻟﻪ ﻋﻦ ﺳﺮ ﻫﺠﺎﺋﻪ ﻟﻪ ﻓﻘﺎل: إﻧﻬﺎ اﻟﻘﺎﻓﻴﺔ ﻳﺎ أﺳﺘﺎذ، وأﻣﺮي ﷲ
ﻓﻲ إﻃﻼق دﻳﻮاﻧﻲ اﻟﺤﺒﻴﺲ.
ﻛــﻤــﺎ ﻛــــﺎن »ﺑــــﺎر اﻟــــﻠــــﻮاء« ﻣــﻘــﺮ ﻣــﻌــﺎرك ﺳـﺎﺧـﻨـﺔ ﺑـﻴـﻦ اﻟـﺸـﺎﻋـﺮ ﻋﺒﺪاﻟﺤﻤﻴﺪ اﻟـﺪﻳـﺐ اﻟﻌﺴﻜﺮي- واﻟﺸﻴﺦ أﺣﻤﺪ أﺣﺪ ﺷﻴﻮخ اﻷزﻫﺮ اﻟﺸﺮﻳﻒ وﻗﺪ ﻧﺸﺮت ﺟﺮﻳﺪة ﻓﺘﻰ اﻟﻨﻴﻞ - ﻓﻲ ٨١ ﻳﻮﻧﻴﻮ ٩٣٩١ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ اﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﺑﻴﻦ ﺟــﻬــﺎﺑــﺬة وﻧــﺠــﻮم اﻷدب واﻟــﺼــﺤــﺎﻓــﺔ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ﺑﻘﻮﻟﻬﺎ:
» ﻓـــﻲ إﺣـــــﺪى ﻟــﻴــﺎﻟــﻲ اﻷﺳـــﺒـــﻮع ﻧﺸﺒﺖ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﻋﻨﻴﻔﺔ ﺣﺎﻣﻴﺔ اﻟﻮﻃﻴﺲ ﺑﻴﻦ اﻷﺳﺘﺎذ اﻟﺸﻴﺦ أﺣﻤﺪ اﻟﻌﺴﻜﺮي وﺑﻴﻦ اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﺒﺎﺋﺲ اﻷﺳﺘﺎذ ﻋﺒﺪاﻟﺤﻤﻴﺪ اﻟﺪﻳﺐ اﺳﺘﻌﻤﻠﺖ ﻓﻴﻬﺎ اﻟـﻜـﺮاﺳـﻲ واﻷﻛــــﻮاب واﻷﻇــﺎﻓــﺮ واﻷﻧــﻴــﺎب، وﻗـﺪ أﺳـﻒ اﻟﺤﺎﺿﺮون ﺑﺒﺎر اﻟـﻠـﻮاء وﺟﻠﻬﻢ ﻣــﻦ اﻟـﺼـﺤـﻔـﻴـﻴـﻦ واﻷدﺑـــــﺎء ﻟــﺤــﺪوث ﻫـﺬه اﻟـﻤـﻌـﺮﻛـﺔ ﺑـﻴـﻦ ﺷـﺨـﺼـﻴـﻦ ﻣـﻌـﺮوﻓـﻴـﻦ ﻓﻲ ﺑـﻌـﺾ اﻷوﺳـــــﺎط اﻷدﺑـــﻴـــﺔ، وﺣــــﺎول ﺑﻌﺾ اﻟﺤﺎﺿﺮﻳﻦ اﻟﺘﺪﺧﻞ ﻟﻔﺾ اﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﻓﺎﻧﺒﺮى اﻷﺳـﺘـﺎذ ﻛﺎﻣﻞ اﻟـﺸـﻨـﺎوي اﻟﻤﺤﺮر ﺑﺠﺮﻳﺪة اﻷﻫﺮام ﻓﻨﺼﺢ اﻟﻤﻮﺟﻮدﻳﻦ ﺑﻌﺪم اﻟﺘﺪﺧﻞ
وأن ﻳﻠﺘﺰﻣﻮا اﻟﺤﻴﺎد اﻟﺘﺎم، ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﺻــﺪاﻗــﺔ اﻟـﻄـﺮﻓـﻴـﻦ، وأن ﻳـﺘـﺮﻛـﺎ وﺷﺄﻧﻬﻤﺎ ﻟﺘﺄﺧﺬ اﻟﻘﻮة ﻣﺠﺮاﻫﺎ، ﻓﺄﺧﺬ اﻟﺤﺎﺿﺮون ﺑﻨﺼﻴﺤﺔ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻛﺎﻣﻞ اﻟﺸﻨﺎوي، وداﻣـﺖ اﻟـﻤـﻌـﺮﻛـﺔ ﺳــﺠــﺎﻻ ﺑـﻴـﻦ اﻟـﻄـﺮﻓـﻴـﻦ إﻟـــﻰ أن زﻟـــﺖ ﻗـــﺪم اﻟــﺸــﻴــﺦ اﻟــﻌــﺴــﻜــﺮي أﺛــﻨــﺎء اﻟـﻜـﺮ واﻟــﻔــﺮ ﻓـﺎﻧـﻘـﺾ ﻋﻠﻴﻪ اﻟــﺪﻳــﺐ وأﻧــﺸــﺐ ﻓﻴﻪ أﻧــﻴــﺎﺑــﻪ وأﻇـــــﺎﻓـــــﺮه، وﻛـــــﺎد أن ﻳــﻔــﺘــﻚ ﺑــﻪ، وﻫـﻨـﺎ رأى اﻟــﺤــﺎﺿــﺮون أن وﻗــﺖ اﻟﺘﺪﺧﻞ ﻗــﺪ ﺣــﺎن ﻓـﺤـﺎﻟـﻮا ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻗـﺒـﻞ أن ﺗﺤﺪث اﻟــﻜــﺎرﺛــﺔ اﻟــﻜــﺒــﺮى، وﻗـــﺪ اﻧـﺠـﻠـﺖ اﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ إﺻﺎﺑﺎت ﺑﻮﺟﻪ وﻋﻨﻖ اﻟﻄﺮﻓﻴﻦ ﻋﻠﻰ أﺛﺮ »اﻟﺨﺮﺑﺸﺔ« وﻛﺎﻧﺖ اﻟﺨﺴﺎرة ﻓﻲ اﻟـﻤـﻼﺑـﺲ ﻃﻔﻴﻔﺔ ﺑﻔﻀﻞ ﺣــﺬر اﻟﻄﺮﻓﻴﻦ وﺟﻠﺲ ﻇـﺮﻓـﺎء »ﺑــﺎر اﻟـﻠـﻮاء« ﻳﻔﻜﺮون ﻓﻲ ﻗــﺼــﻴــﺪة ﺗــﺼــﻒ ﻫـــﺬه اﻟــﻤــﻌــﺮﻛــﺔ اﻟـﺤـﺎﻣـﻴـﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﺼﻌﻠﻮك وﺑﻴﻦ اﻟﺸﻴﺦ اﺷﺘﺮك ﻓﻴﻬﺎ اﻟـﺸـﺎﻋـﺮان ﻋﻠﻲ ﻣﺤﻤﻮد ﻃـﻪ وﻛﺎﻣﻞ اﻟــﺸــﻨــﺎوي، أﻣـــﺎ ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ ﻓـﻘـﺪ ﻧـﻈـﻤـﻪ أﺣـﺪ رﺟﺎل اﻟﺴﻴﻒ واﻟﻘﻠﻢ.. وﻛﺎﻧﺖ اﻟﻘﺼﻴﺪة ﻣﻦ
وﺣﻲ ﻣﻌﺮﻛﺔ »ﺑﺎر اﻟﻠﻮاء« وﻣﻨﻬﺎ: ﻃﻌﻦ اﻟﺪﻳﺐ ﺣﺘﻰ ﻟﻢ ﻳﺮاع اﻟﻤﺨﺎﻃﺮ وأﻧﺸﺐ ﻓﻲ ﺟﻴﺪ اﻟﻬﺰﺑﺮ اﻷﻇﺎﻓﺮ وﺣﻄﻢ رأس اﻟﺸﻴﺦ واﻟﺸﻴﺦ ﻣﻨﺠﻢ ﻳﻀﻢ اﻟﺘﻘﻰ واﻟﺤﻖ ﺳﺮا وﻇﺎﻫﺮا وأﻫﻮى ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻷﻛﻒ وﻣﺎ درى ﺑﺄن »ﻗﻔﺎ« اﻷﺳﺘﺎذ ﻧﺤﻮي ﺟﻮاﻫﺮا...«. ﻓـــﺮد ﻋـﻠـﻴـﻬـﻢ اﻟــﺪﻳــﺐ ﻓــﻲ ﻗـﺼـﻴـﺪة ﻗـﺎل ﻓﻴﻬﺎ: ﺧﻠﻴﻠﻲ ﻟﻢ أﻇﻠﻢ وإن ﺑﺖ ﻇﺎﻓﺮا وﻗﺪ ﺗﻀﻌﻒ اﻷﺿﻔﺎن ﻣﻦ ﻛﺎن ﻗﺎدرا أﻟﻢ ﺗﺮﻳﺎ ذا اﻟﺸﻴﺦ ﻓﻲ ﻃﻮل ﻧﺨﻠﺔ ﻋﺮﻳﺾ اﻟﻘﻔﺎ ﻓﻴﻨﺎن ﻛﺎﻟﻔﺮع ﻧﺎﺿﺮا ﻓﻼ ﺗﻠﻮﻣﺎﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﻊ وﺟﻬﻪ ﻓﺬﻟﻚ وﺟﻪ ﻳﻘﺒﻞ اﻟﺼﻔﻊ ﺻﺎﻏﺮا«. وﻛـــﺎن ﻃﺒﻴﻌﻴﺎ ﻋـﻠـﻰ رﺟــﻞ ﻣـﺘـﺸـﺮد ﻓﻲ اﻟﺸﻮارع ﻣﻦ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ دورﻳﺎت اﻟﺸﺮﻃﺔ - أن ﻳـﻠـﻘـﻰ ﻓــﻲ اﻟـﺴـﺠـﻦ أﻛــﺜــﺮ ﻣــﻦ ﻣــﺮة، - ﻓﺬات ﻣﺮة ﻳﻀﺒﻄﻮﻧﻪ ﺳﻜﻴﺮا ﻓﻲ اﻟﺸﺎرع، وأﺧﺮى ﺑﺴﺒﺐ ﻣﺸﺎﺣﻨﺔ وﻣﻀﺎﻳﻘﺔ اﻟﻨﺎس،
وﻏﻴﺮﻫﺎ دﻳﻮن ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺳﺪادﻫﺎ.
ﻇــﻞ اﻟﻤﺴﻜﻴﻦ ﻳـﺒـﺤـﺚ ﻋــﻦ ﻋـﻤـﻞ ﺣﺘﻰ وﺟـــﺪ وﻇـﻴـﻔـﺔ ﻋـﻨـﺪ أﺣـــﺪ اﻟــﺪﺟــﺎﻟــﻴــﻦ وﻫـﻲ ﺗﺴﻮﻳﻖ ﺳﻤﻌﺔ اﻟـﺪﺟـﺎل وﻗـﺪرﺗـﻪ ﻋﻠﻰ ﺣﻞ ﻣﺸﺎﻛﻞ اﻟﺰﺑﺎﺋﻦ.
ذات ﻳﻮم ﺗﻮﺳﻂ ﻟﻪ أﺣﺪ اﻷﺻﺪﻗﺎء ﻋﻨﺪ ﻋﺒﺪاﻟﺤﻤﻴﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻖ ﺑﺎﺷﺎ، وزﻳﺮ اﻟﺸﺆون اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، وﻛــﺎن أدﻳــﺒًــﺎ وﻇـﺮﻳـًﻔـﺎ، وﺑﻌﺪ أن ذﻫــﺐ اﻟـﺪﻳـﺐ ﻟﺘﺴﻠﻢ ﻋﻤﻠﻪ وﺟــﺪ إدارة اﻟﻤﺴﺘﺨﺪﻣﻴﻦ ﺗﻄﺎﻟﺒﻪ ﺑﻤﺴﻮﻏﺎت اﻟﺘﻌﻴﻴﻦ ﻓﻜﺘﺐ ﻟﻠﻮزﻳﺮ: أﺗﻠﺒﺴﻨﻲ ﺗﺎج اﻟﻜﺮاﻣﺔ ﻻﻣﻌﺎ
وﺗﻨﺰﻋﻪ أﻳﺪ ﻟﻌﺪﻟﻚ ﺗﺠﺤﺪ أﺗﺸﻬﺮﻧﻲ ﺳﻴﻔﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺪﻫﺮ ﺻﺎرﻣﺎ
وﻳﻮﺷﻚ ﻣﻦ ﺑﺆﺳﻲ ﻳﻔﻞ وﻳﻐﻤﺪ ﻟﻘﺪ ﻫﺪدوﻧﻲ »ﺑﺎﻟﻤﺴﻮغ« واﻧﺒﺮى
ﻳﻨﺎوﺋﻨﻲ ﻣﻨﻬﻢ وﺿﻲء وأرﺑﺪ ﻣﺎ دام ﻟﻲ »رد اﻋﺘﺒﺎر« ﻓﺈﻧﻨﻲ
أرى ﺷﺮﻓﻲ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺴﺎﻛﻴﻦ ﻳﺼﻌﺪ أﻋﺎده اﻟﻮزﻳﺮ ﻟﻴﺘﺴﻠﻢ وﻇﻴﻔﺘﻪ وﻣﻦ ﺳﻮء ﺣﻈﻪ ﻟﻢ ﻳﺠﺪ ﻣﻜﺘﺒﺎ ﻟﻴﺠﻠﺲ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻜﺘﺐ: ﺑﺎﻷﻣﺲ ﻛﻨﺖ ﻣﺸﺮدا أﻫﻠﻴﺎ واﻟﻴﻮم ﺻﺮت ﻣﺸﺮدا رﺳﻤﻴﺎ.