اﻷﻣﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﻴﻮم أﺣﻮج ﻣﺎ ﺗﻜﻮن إﻟﻰ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ اﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺎت
ﺗـــﻮاﺻـــﻠـــﺖ ﻟــﻠــﻴــﻠــﺔ اﻟــﺜــﺎﻧــﻴــﺔ ﻋـــﻠـــﻰ اﻟـــﺘـــﻮاﻟـــﻲ ﻣـــﺴـــﺎء أﻣـــﺲ ﻓﻌﺎﻟﻴﺎت اﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ اﻟﺮﻣﻀﺎﻧﻲ »وآﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺧـﻮف«، اﻟﺬي ﺗــﻨــﻈــﻤــﻪ وزارة اﻷوﻗــــــــﺎف واﻟــــﺸــــﺆون اﻹﺳـــﻼﻣـــﻴـــﺔ ﻋـﻠـﻰ ﻣـــﻨـــﺼـــﺎﺗـــﻬـــﺎ اﻹﻟـــﻜـــﺘـــﺮوﻧـــﻴـــﺔ وﺣـــﺴـــﺎﺑـــﺎﺗـــﻬـــﺎ ﻋـــﻠـــﻰ ﻣـــﻮاﻗـــﻊ اﻟــﺘــﻮاﺻــﻞ اﻻﺟــﺘــﻤــﺎﻋــﻲ ﺧــﻼل اﻟــﻔــﺘــﺮة ﻣـــﻦ اﻟــﺜــﺎﻧــﻲ وﺣــﺘــﻰ اﻟــــﺮاﺑــــﻊ ﻣــــﻦ ﻣـــﺎﻳـــﻮ اﻟـــﺠـــﺎري ﺑﻤﺸﺎرﻛﺔ ﻧﺨﺒﺔ ﻣـﻦ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﺗـــــﺤـــــﺖ ﻋــــــــﻨــــــــﻮان »اﻷﻣـــــــــــﻦ اﻟـﺜـﻘـﺎﻓـﻲ وأﺳــﺌــﻠــﺔ اﻟـﻤـﺮاﺟـﻌـﺔ واﻟﺘﺠﺪﻳﺪ«، وذﻟـﻚ ﻓﻲ إﻃﺎر ﻓــﻌــﺎﻟــﻴــﺎت اﻟـــﺪوﺣـــﺔ ﻋـﺎﺻـﻤـﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻹﺳﻼﻣﻲ.
وﺗــﻨــﺎوﻟــﺖ اﻟـﺠـﻠـﺴـﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻓـــﻲ ﺛـــﺎﻧـــﻲ ﻟــﻴــﺎﻟــﻲ اﻟــﺒــﺮﻧــﺎﻣــﺞ ﻣــــﺤــــﻮر اﻷﻣــــــــﺔ اﻹﺳـــﻼﻣـــﻴـــﺔ وﻗــﻀــﺎﻳــﺎ اﻟــﺘــﻨــﻮع واﻻﺧــﺘــﻼف ﺑـﻤـﺸـﺎرﻛـﺔ ﻓﻀﻴﻠﺔ اﻟـﺸـﻴـﺦ د. ﻛـــﻤـــﺎل ﻋـــﻜـــﻮد رﺋـــﻴـــﺲ ﺷـﻌـﺒـﺔ اﻟـﺒـﺤـﻮث واﻹﻓــﺘــﺎء ﻓــﻲ ﻣﻮﻗﻊ اﻟـﺸـﺒـﻜـﺔ اﻹﺳــﻼﻣــﻴــﺔ »إﺳـــﻼم وﻳﺐ« وﻓﻀﻴﻠﺔ اﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﻣــﺤــﻤــﻮد اﻟــﻤــﺤــﻤــﻮد اﻟـﺨـﺒـﻴـﺮ اﻟــﺸــﺮﻋــﻲ ﺑـــــــﻮزارة اﻷوﻗـــــﺎف وﺧــــﻄــــﻴــــﺐ ﺟـــــﺎﻣـــــﻊ اﻹﻣــــــــﺎم ﻣـــﺤـــﻤـــﺪ ﺑــــﻦ ﻋـــﺒـــﺪ اﻟــــﻮﻫــــﺎب ﺑـﺪوﻟـﺔ ﻗـﻄـﺮ، وﻣـﺤـﻮر اﻷﻣـﺔ اﻹﺳــﻼﻣــﻴــﺔ وﺳـــــﺆال اﻟــﻮﺣــﺪة ﺑــﻤــﺸــﺎرﻛــﺔ ﻛـــﻞ ﻣـــﻦ ﻓـﻀـﻴـﻠـﺔ اﻟﺸﻴﺦ د. ﻧﻮر اﻟﺪﻳﻦ اﻟﺨﺎدﻣﻲ وزﻳــــــــﺮ اﻟــــــﺸــــــﺆون اﻟـــﺪﻳـــﻨـــﻴـــﺔ ﺑﺎﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻟﺘﻮﻧﺴﻴﺔ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻋﻀﻮ اﻻﺗﺤﺎد اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻟﻌﻠﻤﺎء اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، وﻓﻀﻴﻠﺔ اﻟﺸﻴﺦ د. ﻧـــﺠـــﺎد ﻏــــﺮاﺑــــﻮس ﻣـﻔـﺘـﻲ ﺳـﻠـﻮﻓـﻴـﻨـﻴـﺎ، وﻓـﻀـﻴـﻠـﺔ اﻟﺸﻴﺦ د. ﻋﺰﻳﺰ ﺣﺴﺎﻧﻮﻓﻴﺘﺶ ﻣﻔﺘﻲ ﺟﻤﻬﻮرﻳﺔ ﻛﺮواﺗﻴﺎ.
وﻗــــﺪ أﻛــــﺪ ﻓـﻀـﻴـﻠـﺔ اﻟـﺸـﻴـﺦ ﻣــﺤــﻤــﺪ ﻣــﺤــﻤــﻮد اﻟــﻤــﺤــﻤــﻮد اﻟــﺨــﺒــﻴــﺮ اﻟـــﺸـــﺮﻋـــﻲ ﺑـــــــﻮزارة اﻷوﻗﺎف واﻟﺸﺆون اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ وﺧــــﻄــــﻴــــﺐ ﺟـــــﺎﻣـــــﻊ اﻹﻣــــــــﺎم ﻣـﺤـﻤـﺪ ﺑــﻦ ﻋــﺒــﺪاﻟــﻮﻫــﺎب أن اﻷﻣـــﺔ اﻹﺳــﻼﻣــﻴــﺔ اﻟــﻴــﻮم ﻫﻲ
أﺣـــﻮج ﻣــﺎ ﺗــﻜــﻮن إﻟــﻰ اﻟﺒﺤﺚ ﻋـﻦ اﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺎت ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﺎ - وﻫــﻲ ﻛﺜﻴﺮة ﺟــﺪا واﻟﺤﻤﺪ ﷲ - ﻟــﻤــﻮاﺟــﻬــﺔ اﻟــﺘــﺤــﺪﻳــﺎت، ﻓـــﻤـــﺎ أﺣــــﻮﺟــــﻨــــﺎ اﻟـــــﻴـــــﻮم إﻟـــﻰ اﻟــﺘــﻮﺣــﺪ واﻟـــﺘـــﻌـــﺎون وﺗــﻮزﻳــﻊ اﻷدوار وﻗﺒﻮل ﺑﻌﻀﻨﺎ ﺑﻌﻀﺎ، واﻻﺟــﺘــﻤــﺎع ﻋـﻠـﻰ ﻣــﺎ ﻳﺠﻤﻌﻨﺎ ﻣﻦ اﻟﺜﻮاﺑﺖ واﻟﻤﻮاﻗﻒ وﻋﺪم إﺛﺎرة اﻻﺧﺘﻼﻓﺎت.
وﺷــــــــــﺪد ﻋــــﻠــــﻰ ﺿــــــــﺮورة أن ﺗـﺠـﺘـﻤـﻊ أﻣــﺘــﻨــﺎ ﻗـــﺎﺋـــًﻼ: ﻻ ﺑـــﺪ ﻷﻣــﺘــﻨــﺎ أن ﺗــﺠــﺘــﻤــﻊ ﻋﻠﻰ ﻣــﺸــﺮوع اﺳـﺘـﺮاﺗـﻴـﺠـﻲ واﺿــﺢ اﻟـــﻤـــﻌـــﺎﻟـــﻢ واﻟــــﺨــــﻄــــﻮط ﻣــﻦ ﺧـــﻼل ﻋـﻠـﻤـﺎﺋـﻬـﺎ وﻣـﻔـﻜـﺮﻳـﻬـﺎ وﻣـــﺼـــﻠـــﺤـــﻴـــﻬـــﺎ ﻟـــﻤـــﻮاﺟـــﻬـــﺔ ﺗـــــﺤـــــﺪﻳـــــﺎت اﻟــــﻤــــﺸــــﺮوﻋــــﺎت اﻟﻐﺎزﻳﺔ، وﻟﻴﺲ أﺳﻮأ وﻻ أﻛﺜﺮ ﺟــﻨــﺎﻳــﺔ ﻋــﻠــﻰ اﻟــﺤــﻘــﻴــﻘــﺔ ﻣـﻦ اﻟــﺨــﺼــﻮﻣــﺎت واﻟــﻤــﺤــﺎﻛــﻤــﺎت اﻟـــﺘـــﻲ ﻻ ﺗـــــﺪع ﻟــﻠــﻤــﻮﺿــﻮﻋــﻴــﺔ واﻟــﺘــﻌــﻘــﻞ ﻣــﻮﺿــ ًﻌــﺎ، وﺗــﺤــ ﱢﻮل اﻟﻤﺘﺤﺎورﻳﻦ إﻟــﻰ ﻣﺘﺒﺎرزﻳﻦ ﻓﻲ ﺣﻠﺒﺔ ﻣﺼﺎرﻋﺔ، ﻓﻴﺠﻌﻞ اﻟـﻔـﺮد ﻧﻔﺴﻪ ﻓــﻮق اﻵﺧـﺮﻳـﻦ، وﻳﻨﻘﺪﻫﻢ ﻣﻦ ﺑﺮﺟﻪ اﻟﻌﺎﻟﻲ، وﻳــﺼــﻢ اﻵﺧـــﺮﻳـــﻦ ﺑــﺎﻟــﺒــﻼدة، ﻛــﻤــﺎ دﻋـــﺎ إﻟـــﻰ اﻟــﺘــﻔــﺮﻗــﺔ ﺑﻴﻦ اﺧـــﺘـــﻼف ﻣــﺠــﺘــﻬــﺪﻳــﻦ ﻣـﺒـﻨـﻲ ﻋـﻠـﻰ ﺣـﺠـﺔ ﺻﺤﻴﺤﺔ وﻧﻈﺮ ﺻﺤﻴٍﺢ وﺗـﺠـﺮد ﻣـﻦ اﻟﻬﻮى، واﺧــﺘــﻼف ﻧـﺎﺟـﻢ ﻋــﻦ ﻏــﺮض ﺷﺨﺼﻲ أو ﺷﻬﺮة أو ﻋﺼﺒﻴﺔ أو ﻧـﺤـﻮﻫـﺎ، ﻓـــﺎﻷول ﻣﺤﻤﻮد واﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﺬﻣﻮم.
ﻫــــﺬا وﺗـــﺤـــﺪث اﻟــﻌــﻠــﻤــﺎء اﻟﻜﺒﺎر ﻓﻲ ﺑﺚ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺼﺎت اﻟــــــــﻮزارة ﺿــﻤــﻦ اﻟــﺒــﺮﻧــﺎﻣــﺞ، ﺣﻴﺚ ﺗـﺤـﺪث ﻓﻀﻴﻠﺔ اﻟﺸﻴﺦ ﻧـــــﻮر اﻟــــﺪﻳــــﻦ اﻟـــﺨـــﺎدﻣـــﻲ ﻋـﻦ اﻟــــﻮﺣــــﺪة، اﻟــﺘــﻲ ﻫـــﻲ ﻣﻄﻠﺐ إﺳﻼﻣﻲ وﻫﻲ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺟﺎرﻳﺔ ﻓـﻲ ﻧـﺼـﻮص اﻟــﻘــﺮآن واﻟﺴﻨﺔ اﻟﻨﺒﻮﻳﺔ.
وذﻫﺐ إﻟﻰ أن اﻹﺷﻜﺎﻟﻴﺎت اﻟﻜﺒﺮى واﻟﻀﺨﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻮاﺟﻪ اﻷﻣــﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓـﻲ ﺳﻴﺎﻗﻬﺎ اﻟــﺤــﻀــﺎري ﺗـﺘـﻄـﻠـﺐ اﻟــﻮﺣــﺪة وﻫﻲ ﻋﻤﻞ ﻣﻀﺎﻋﻒ وﻟﻜﻦ ﻣﻊ ذﻟﻚ ﻫﻨﺎك ﺗﺤﺪﻳﺎت ﺿﺨﻤﺔ وإﺷﻜﺎﻟﻴﺎت ﺟﻤﺔ، ﻣﻨﻮﻫﺎ ﺑﺄن ﻫﻨﺎك أﺳﺌﻠﺔ ﺟﺪﻟﻴﺔ ﻓﻠﺴﻔﻴﺔ وأﺳـــﺌـــﻠـــﺔ ﻋــﻤــﻠــﻴــﺔ وﻇــﻴــﻔــﻴــﺔ اﻷﺻـــــــﻞ أن ﻣـــﺠـــﻤـــﻮع أﺑـــﻨـــﺎء اﻷﻣـــﺔ ﻣـﻌـﻨـﻴـﻮن ﺑـــﺄن ﻳﻌﺎﻟﺠﻮا ﻫﺬه اﻟﺘﺤﺪﻳﺎت واﻹﺷﻜﺎﻟﻴﺎت وﻣــﺄﻣــﻮرون ﺑــﺄن ﻳﺠﻴﺒﻮا ﻋﻦ ﻫـــــﺬه اﻷﺳــــﺌــــﻠــــﺔ، ﻛــــﻞ ﺣـﺴـﺐ اﺧﺘﺼﺎﺻﺎﺗﻪ وﺻﻼﺣﻴﺎﺗﻪ.