دور اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ اﻹﻳﺠﺎﺑﻲ ﻓﻲ ﺣﻞ اﻟﻤﺸﺎﻛﻞ

إّن ﻛﺘﺐ اﻟﺘﺤﻔﻴﺰ واﻟﺘﻔﻜﻴﺮ اﻹﻳﺠﺎﺑﻲ ﻛﻠﻬﺎ ﺗﺆّﻛﺪ ﻋﻠﻰ ﻧﻘﻄﺔ واﺣـﺪة وﻫﻲ أن اﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﺑﻮاﺑﺔ ﺗﻘﻮدﻧﺎ إﻟﻰ اﻟﺨﻴﺮ واﻟــﺮﻓــﺎﻫــﻴــﺔ ﺑــﺸــﺮط أن ﻧـﺒـﺘـﻌـﺪ ﻋــﻦ إﻳــﺠــﺎد اﻟــﻤــﺴــﻮﻏــﺎت واﻷﻋـــﺬار وﺗﻮﺳﻴﻊ داﺋــﺮة اﻟﻤﺸﺎﻛﻞ، وﺑﻌﺾ اﻟـﻨـﺎس ﻳﺮى ﻓﻲ اﻷزﻣﺎت ﻣﺨﺎرج ﻣﻦ اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﺮاﻫﻨﺔ إﻟﻰ ﺣﺎﻟﺔ أﺣﺴﻦ ﻣﻨﻬﺎ، واﻟﻬﺠﺮة ﻟـﺮﺳـﻮل اﷲ - ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ - ﻛﺎﻧﺖ ﻇﺎﻫﺮﻳﺎ واﻗﻌﺔ ﺣﺰﻳﻨﺔ وﻟﻜﻦ اﻟﺨﺮوج ﻣﻦ ﻣﻜﺔ ﻓﺘﺢ أﻣــﺎم اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻣﻔﺎﺗﻴﺢ اﻟﺨﻴﺮ واﻟﺒﺮﻛﺔ وﺗـﺎرﻳـﺦ اﻷﻣـﻢ، واﻟﺸﻌﻮب ﻛﻠﻬﺎ ﺗﺮﺳﺦ ﻣﺒﺪأً أﺳﺎﺳًﻴﺎ أّن ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﺑـــﺮوح اﻹﻳـﺠـﺎﺑـﻴـﺔ واﻟــﺮﺟــﺎء ﺑـﺎﻟـﻌـﻮن ﻣــﻦ اﷲ ﺗﻔﺘﺢ آﻓــﺎق اﻟﺴﻌﺎدة. ﻟﻜﻦ ﻟﻤﺎذا - أﺣﻴﺎﻧﺎ - ﻧﻌﺠﺰ ﻋﻦ ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ؟.. ﻷﻧﻨﺎ ﻗﺪ ﺗﻌﻮدﻧﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ اﻟﻤﺸﺎﻛﻞ اﻟﺘﻲ ﻧﻮاﺟﻬﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ، وﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ﻓﻘﻂ ﻳﻔﻜﺮون ﻓﻲ اﻟﺤﻠﻮل ﻟﻸزﻣﺎت اﻟﺘﻲ ﻳﻮاﺟﻬﻮﻧﻬﺎ. أﻧﺖ ﺗﻮاﺟﻪ ﻣﺸﻜﻠﺔ وﺗﻔﻜﺮ ﻋﻠﻰ ﻣــﺪار اﻟﺴﺎﻋﺔ ﻓﻴﻬﺎ، ﻓﻤﺎ ﻫﻲ اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ؟ دﻣﺎﻏﻚ اﻟــﺬي ﻻ ﻳﺤﺐ ﻫﺬا اﻟﻨﻤﻂ ﻣﻦ اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻳﺼﺒﺢ ﺿﻌﻴﻔﺎ ﻓﻲ اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ واﻟـﺒـﺼـﻴـﺮة، وﻳﺠﻌﻠﻚ ﺷﺨﺼﺎ ﻻ رﺟــﺎء ﻣـﻨـﻪ، وﻻ ﺳﺒﻴﻞ ﻟﻠﺨﺮوجﻣـﻦاﻟــﻤــﺄ ًأﻧــﺖﻓﻴﻪ،وﻣـﺎدﻣـﺖﺗﺴﺘﻤﺮ

ِزق اﻟــﺬي ﺑﺎﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓـﻲ اﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﻓــﺈن ﻋﻘﻠﻚ اﻟـﺒـﺎﻃـﻦ ﻳـﺄﺑـﻰ ﻗﺒﻮل ﻓﻜﺮة اﻟﺤﻠﻮل وﻳﺠﻌﻠﻚ ﺗـﺪور ﺣﻮل داﺋـﺮة اﻟﻤﺸﺎﻛﻞ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻨﺘﻬﻲ أﺑﺪا!.

إذن ﻣــﺎ اﻟــﺤــﻞ؟.. اﻛــﺘــﺐ ﻋــﻦ اﻟـﻤـﺸـﺎﻛـﻞ اﻟــﺘــﻲ ﺗﻮاﺟﻬﻬﺎ وﻣــﻦ ﺛــﻢ اﻛـﺘـﺐ ﻋــﻦ اﻟـﺤـﻠـﻮل اﻟـﺘـﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﺑـﻬـﺎ اﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ اﻷزﻣــﺎت اﻟﻤﺤﻴﻄﺔ ﺑﻚ، وﻋﻠﻴﻚ أن ﺗﻔﻜﺮ ﺑﺎﻟﺤﻠﻮل ﻓﺘﺠﺪ أﻣــﺎﻣــﻚ ﺧــﻴــﺎرات ﻋــﺪة ﻛـﻨـﺖ ﺑـﻌـﻴـًﺪا ﻋﻨﻬﺎ واﺧـﺘـﺮ اﻟﺤﻞ اﻟﻤﻨﺎﺳﺐ أو اﻟﺤﻠﻮل، وﻧﻔﺬ ﻗﺮارك ﻓﺴﺘﺮى أﻣﺎﻣﻚ أﺑـﻮاﺑًـﺎ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ وﻣﺘﻨّﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟـﻔـﺮص، واﻟـﺪﺧـﻮل ﻓﻴﻬﺎ ﺳﻴﻐﻴﺮ ﺣﻴﺎﺗﻚ. ﻻ ﺷﻚ أن ﻟﻜﻞ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺣﻼ ﻛﻤﺎ أن ﻟﻜﻞ داء دواء، ﻗﺎل اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻰ: ِﱠ »واﻟـﺬﻳـﻦﺟﺎﻫﺪوا

ََ ًْ ﻓﻴﻨﺎ ﻟﻨﻬﺪﻳﻨﻬﻢ ﺳﺒﻠﻨﺎ وإن اﷲ ﻟﻤﻊ اﻟﻤﺤﺴﻨﻴﻦ« ﺳﻮرة اﻟﻌﻨﻜﺒﻮت اﻵﻳﺔ )٩٦(.