ﺟــﺮاﺋﻢ اﻻﺣﺘـﻼل اﻹﺳﺮاﺋﻴــﻠﻲ وأﺣـﺰان ﻋﻴـﺪ اﻟﻔﻄـﺮ اﻗــﺘــﺤــﺎماﻷﻗـــﺼـــﻰوﻗــﺘــﻞاﻟـﻔـﻠـﺴـﻄـﻴـﻨـﻴـﻴـﻦﻳـﺘـﻄـﻠـﺐﻣــﻮﻗــ ًﻔــﺎدوﻟـــﻴًـــﺎﺣـﺎﺳـ ًﻤـﺎ
ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أّن ﺣﻠﻮل ﻋﻴﺪ اﻟِﻔﻄﺮ اﻟﻤﺒﺎرك ُﻳﻤّﺜﻞ ُﻣﻨﺎﺳﺒًﺔ ُﻣﻔﺮﺣًﺔ ﻟﺠﻤﻴﻊ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﺸﺎرق اﻷرض وﻣﻐﺎرﺑﻬﺎ ﺑــﻌــﺪ اﻧـــﻘـــﻀـــﺎء ﺷــﻬــﺮ اﻟـــﺼـــﻴـــﺎم واﻟـــﻘـــﻴـــﺎم، ﻓﻄﻬﺮت ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ وﺟﻌﻠﺘﻬﻢ ﻳﺴﺘﻘﺒﻠﻮن اﻟــﻌــﻴــﺪ ﺑــﺤــﻔــﺎوة، إﻻ أن ﻋــﻴــﺪ ﻫـــﺬا اﻟــﻌــﺎم ﻳـﻬـﻞ وﻓﻠﺴﻄﻴﻦ اﻟـﻤـﺤـﺘـﻠـﺔ ﺗﺸﻬﺪ ﻣـﺂﺳـﻲ وﺟــﺮاﺋــﻢ ﻳـﻨـﻔـﺬﻫـﺎ اﻻﺣــﺘــﻼل، ﺗﻨﻮﻋﺖ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ اﻗﺘﺤﺎم اﻷﻗﺼﻰ وﺗﺪﻧﻴﺲ اﻟﻤﻘﺪﺳﺎت وﻣﺼﺎدرة اﻷراﺿﻲ واﻟﻘﺘﻞ اﻟﻤﺘﻌﻤﺪ ﺿﺪ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﻴﻦ ﻓـﻲ ﻗـﻄـﺎع ﻏــﺰة واﻟﻀﻔﺔ، ﺣﺘﻰ ﺑﻠﻎ ﻋﺪُد اﻟﺸﻬﺪاء ﻓﻲ اﻟﻘﻄﺎع وﺣﺪه ٦٥ ﺷــﻬــﻴــًﺪا، ﺑﻴﻨﻬﻢ ٤١ ﻃــﻔــًﻼ، و٥ ﻧـﺴـﺎء،
و٥٣٣ ﻣــﺼــﺎﺑــﺎ ﺑــﻌــﻀــﻬــﻢ ﺑــﺤــﺎﻟــﺔ ﺧـﻄـﺮة ﺑــﺴــﺒــﺐ ُاﻟــــﻐــــﺎرات اﻹﺳــﺮاﺋــﻴــﻠــﻴــﺔ، وﻟــﺬﻟــﻚ ﻓـــــﺈن إﺳـــﺮاﺋـــﻴـــﻞ ﺣـــﻮﻟـــﺖ ﻓــﺮﺣــﺔ اﻟـﺸـﻌـﺐ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ واﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ اﻟﻌﺮﺑﻲ واﻹﺳﻼﻣﻲ ﺑﻌﻴﺪ اﻟﻔﻄﺮ اﻟـﻤـﺒـﺎرك إﻟــﻰ ﺣـــﺰن ﻋﻤﻴﻖ
ٍَ ِّ ﻓﺘﺢ ﺟﺮﺣﺎ ﻣﻦ اﻟﺼﻌﺐ أن ﻳﻠﺘﺌﻢ.
اﻟـﻘـﻀـﻴـﺔ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ﺗــﺸــﻜــﻞ ﻗﻀﻴﺔ اﻟــﻌــﺮب واﻟـﻤـﺴـﻠـﻤـﻴـﻦ اﻷوﻟــــﻰ، وﻳــﺠــﺐ أﻻ ﻳـﻜـﻮن ﻫـﻨـﺎك ﺗــﻬــﺎوٌن أو ُﻣــﺴــﺎوﻣــٌﺔ ﻓﻴﻬﺎ، وإن دوﻟــﺔ ﻗﻄﺮ ﻗﺪ أﻛــﺪت ﻓﻲ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣـﻨـﺎﺳـﺒـﺔ أن ﻫــﺬه اﻟﻘﻀﻴﺔ ﻫــﻲ ﻗﻀﻴﺘﻬﺎ اﻟـﻤـﺮﻛـﺰّﻳـﺔ اﻷوﻟـــﻰ وأﻧــﻬــﺎ ﺗﻘﻒ ﺑﻜﻞ ﻗــﻮة وﺻــــﺪق وﻣــﺴــﺆوﻟــﻴــﺔ ﻣــﻦ أﺟـــﻞ اﺳــﺘــﻌــﺎدة اﻟﻘﺪس اﻟﺤﺒﻴﺒﺔ وإﻋﺎدة اﻟﻤﺴﺠﺪ اﻷﻗﺼﻰ اﻟﻤﺒﺎرك إﻟﻰ اﻟﺤﻀﻦ اﻟﻌﺮﺑﻲ واﻹﺳﻼﻣﻲ، وإﻗــﺎﻣــﺔ اﻟــﺪوﻟــﺔ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ اﻟﻤﺴﺘﻘﻠﺔ ﻋـﻠـﻰ ﺣـــﺪود ٤ ﻳـﻮﻧـﻴـﻮ ٧٦٩١ وﻋﺎﺻﻤﺘﻬﺎ اﻟﻘﺪس اﻟﺸﺮﻳﻒ. ﻣﻦ اﻟُﻤﻬﻢ أن ُﻳﺪرَك اﻟﻌﺮب واﻟﻤﺴﻠﻤﻮن أﻧﻪ ﻻ ﺳﺒﻴﻞ ﻟﻤﻮاﺟﻬﺔ اﻻﺣــــﺘــــﻼل ُاﻹﺳـــﺮاﺋـــﻴـــﻠـــﻲ إﻻ ﺑــﺎﻟــﺘــﻀــﺎﻣــﻦ وﺗــﻮﺣــﻴــﺪ اﻟــﺼــﻔــﻮف، وﺣــﺸــﺪ اﻟــﻄــﺎﻗــﺎت اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ واﻹﺳﻼﻣﻴﺔ وﺑﻠﻮرة ﻣﻮﻗﻒ ﻋﺮﺑﻲ إﺳﻼﻣﻲ ﻣﻮﺣﺪ وﻗﻮي، ﻣﻦ أﺟﻞ اﺳﺘﻌﺎدة اﻟﺪور اﻟﻌﺮﺑﻲ واﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﻤﻔﻘﻮد، وﻗﻮة ﺗﺄﺛﻴﺮه ﻓـﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟــﺪوﻟــﻲ، وإﻧــﻪ ﻋﻠﻰ اﻟــﺠــﻤــﻴــﻊ أن ﻳﺪرك- ﻛــﻤــﺎ أﻛـــــﺪت ﻗـﻄـﺮ وﺗﻜﺮارا- ﻣﺮارا أن زﻣﻦ اﻟﺸﺠﺐ واﻹداﻧﺔ واﻻﺳﺘﻨﻜﺎر ﻗﺪ ﻣﻀﻰ وﺟـﺎء وﻗﺖ اﻟﻌﻤﻞ اﻟـــﺠـــﺎد واﻟــــﺼــــﺎدق، اﻟــﻤــﻠــﺘــﺰم ﺑــﺎﻟــﺜــﻮاﺑــﺖ اﻟــﻌــﺮﺑــﻴــﺔ واﻟــﻘــﻴــﻢ اﻹﺳــﻼﻣــﻴــﺔ، ﻣــﻦ أﺟــﻞ ﺣﻤﺎﻳﺔ ّاﻟﻘﺪس واﻟ
ُﻤﻘّﺪﺳﺎت ودﻋﻢ ﺻﻤﻮد أﺷـﻘـﺎﺋـﻨـﺎ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨّﻴﻴﻦ اﻟــﺬﻳــﻦ ُﻳـﻘـّﺪﻣـﻮن ﺣــﺎﻟــﻴــﺎ أروع ﺻـــﻮر اﻟــﺒــﻄــﻮﻟــﺔ واﻟــﺘــﻤــّﺴــﻚ ﺑـــﺎﻷرض واﻟــﺪﻓــﺎع ﻋــﻦ ﺣـﻘـﻮﻗـﻬـﻢ، وﻓـﻲ ﻣـﻘـﺪﻣـﺘـﻬـﺎ ﺣـﻘـﻬـﻢ اﻟــﻤــﺸــﺮوع ﻓــﻲ إﻗـﺎﻣـﺔ دوﻟﺘﻬﻢ اﻟُﻤﺴﺘﻘﻠﺔ، وإن ذﻟﻚ ﻟﻦ ﻳﺘﺤّﻘﻖ إﻻ ﺑـــﺈرﻏـــﺎم اﻻﺣـــﺘـــﻼل اﻹﺳــﺮاﺋــﻴــﻠــﻲ ﻋﻠﻰ اﻻﻣــﺘــﺜــﺎل ﻟـــﻘـــﺮارات اﻟــﺸــﺮﻋــﻴــﺔ اﻟــﺪوﻟــﻴــﺔ وﺗﻨﻔﻴﺬ ﺗﻌﻬﺪاﺗﻬﺎ واﻟﺘﺰاﻣﺎﺗﻬﺎ.
ﻣـﻦ اﻟـﻤـﺆﺳـﻒ أن ﻳﺘﻔﺮج اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻋﻠﻰ ﻣــﺄﺳــﺎة اﻟـﺸـﻌـﺐ اﻟـﻔـﻠـﺴـﻄـﻴـﻨـﻲ، ﺑـﻌـﺪ ﻓﺸﻞ ﻣــﺠــﻠــﺲ اﻷﻣـــــﻦ ﻓـــﻲ اّﺗــــﺨــــﺎذ أي ﺧــﻄــﻮة ﻟﺤﻤﺎﻳﺘﻬﻢ ﻣـﻦ ﺟـﺮاﺋـﻢ اﻻﺣــﺘــﻼل، اﻷﻣـﺮ اﻟـــﺬي ﻳــﺆﻛــﺪ أن اﻟـﻤـﻨـﻈـﻤـﺎت اﻟــﺪوﻟــﻴــﺔ ﻗﺪ ﺣــــــﺎدت ﻋــــﻦ ﻃـــﺮﻳـــﻖ اﻟــــﺤــــﻖ وأﺻــﺒــﺤــﺖ ﻣﻄّﻴﺔ ﻟــﺪول ﻛـﺒـﺮى ﺗﺴﺘﺨﺪﻣﻬﺎ ﻟﺨﺪﻣﺔ ﻣـﺼـﺎﻟـﺤـﻬـﺎ، وﻟــﺬﻟــﻚ ﻛــﺎن اﻟـﻔـﺸـُﻞ ﺣﻠﻴَﻒ ﻫــــــﺬه اﻟـــﻤـــﻨـــﻈـــﻤـــﺎت اﻟــــﺘــــﻲ ﻇـــﻠـــﺖ ﺗــﻜــﻴــﻞ ﺑﻤﻜﻴﺎﻟﻴﻦ ﻟﻠﻘﻀﺎﻳﺎ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ واﻹﺳﻼﻣﻴﺔ، وﻋﻠﻰ َاﻟﻌﺮب واﻟ
ُﻤﺴﻠﻤﻴﻦ أن ُﻳـﺪرﻛـﻮا أّن إﺳـﺮاﺋـﻴـﻞ ﻇﻠﺖ ﺗﺴﺘﻐﻞ ﺗﺸﺘﺖ ﻣﻮاﻗﻔﻬﻢ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺘﺒﺮﻳﺮ ﻟﻌﺪواﻧﻬﺎ.
إن اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻹﺳﻼﻣﻲ وﻫﻮ ﻳﺤﺘﻔﻞ ﺑﺤﻠﻮل ﻋﻴﺪ ّاﻟﻔﻄﺮ اﻟﻤﺒﺎرك اﻟﻴﻮم ﺑﺤﺎﺟﺔ ﻣﺎﺳﺔ ﻟـُﻤـﺮاﺟـﻌـﺔ اﻟـﻨـﻔـﺲ، ﺧــﺎﺻــﺔ أن اﻷزﻣـــﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻮاﺟﻪ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ اﻟﻌﺮﺑﻲ واﻹﺳﻼﻣﻲ، وﻓـــﻲ ُﻣـﻘـّﺪﻣـﺘـﻬـﺎ اﻟـﻘـﻀـﻴـﺔ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ، ﺗــﺤــﺘــﻢ ﻋــﻠــﻰ ﻗــــﺎدة اﻟــﻌــﺮب واﻟـﻤـﺴـﻠـﻤـﻴـﻦ أن ﻳـﺘـﺨـﺬوا ﻣــﻦ اﺣﺘﻔﺎﻟﻬﻢ ﺑﻌﻴﺪ اﻟﻔﻄﺮ اﻟﻤﺒﺎرك ﻣﺪﺧﻼ ﻟﻠﺘﻌﺎون اﻟﺠﺎد ﻣﻦ أﺟﻞ إﻧﻘﺎذ اﻟﻘﺪس اﻟﺸﺮﻳﻒ واﻟﻤﺴﺠﺪ اﻷﻗﺼﻰ وﺣﻤﺎﻳﺔ اﻟﺸﻌﺐ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ اﻷﻋـﺰل ﻣﻦ ﺟــﺮاﺋــﻢ اﻟــﺤــﺮب واﻹﺑــــﺎدة اﻟـﺘـﻲ ﺗﻤﺎرﺳﻬﺎ إﺳــﺮاﺋــﻴــﻞ ﺗــﺤــﺖ ﺳــﻤــﻊ وﺑــﺼــﺮ اﻟـﻤـﺠـﺘـﻤـﻊ اﻟﺪوﻟﻲ.
اﻟــﻌــﺎﻟــﻢ اﻹﺳـــﻼﻣـــﻲ ﻓــﻲ ﺣــﺎﺟــﺔ ﻣــﺎﺳــﺔ ﻟــﻤــﺮاﺟــﻌــﺔ اﻟــﻨــﻔــﺲ ﻣــﻊ اﻷﻗــﺼــﻰ