ﺣﺎﺟﺔ ﻣﺎﺳﺔ ﻟﻠﺘﺨﺼﺼﺎت اﻟﻔﻨﻴﺔ واﻟﺘﻘﻨﻴﺔ
أﻛـــــﺪ اﻟـــﺨـــﺒـــﻴـــﺮ اﻟـــﺘـــﺮﺑـــﻮي اﻷﺳـــــــﺘـــــــﺎذ ﻣـــﺤـــﻤـــﺪ ﺻـــﺎﻟـــﺢ اﻟــــﻤــــﻨــــﺎﻋــــﻲ، ُﻣـــــﺪﻳـــــﺮ ﻫــﻴــﺌــﺔ اﻟــﺘــﻌــﻠــﻴــﻢ اﻟـــﻌـــﺎﻟـــﻲ اﻷﺳـــﺒـــﻖ، أن ﻣــﺒــﺎدرة وزارة اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟــــــــﺨــــــــﺎﺻــــــــﺔ ﺑـــــــــﺎﻹرﺷـــــــــﺎد اﻷﻛــﺎدﻳــﻤــﻲ اﻟــُﻤــﺒــﻜــﺮ ﻟﻄﻠﺒﺔ اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻹﻋﺪادﻳﺔ ﻟﺠﺬﺑﻬﻢ ﻟﻠﺘﺨﺼﺼﺎت اﻟﻌﻠﻤّﻴﺔ ُﺧﻄﻮة ﻛــــﺎﻧــــﺖ ُﻣــــﻨــــﺘــــﻈــــﺮة، وﻣــــﻦ اﻟــﺠــﻴــﺪ أن ﺗــﻌــﻤــﻞ اﻟــــــﻮزارة ﻋﻠﻰ ﺗﻄﺒﻴﻘﻬﺎ ﻓﻲ ﻋـﺪد ﻣﻦ اﻟــــﻤــــﺪارس ﺗــﺠــﺮﻳــﺒــًﻴــﺎ اﻟــﻌــﺎم اﻟﺪراﺳﻲ اﻟ ُﻤﻘﺒﻞ. وﺷ ّﺪد ﻋﻠﻰ ﺿــﺮورة أن ﻳﻜﻮن اﻟﺘﻄﺒﻴﻖ ﻟﺘﻠﻚ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻣﺪروﺳﺎ وﺗﻢ اﻹﻋﺪاد ﻟﻪ ﺑﺸﻜﻞ ﺟﻴﺪ، وأن ﻳﻜﻮن ﻗﺪ ﺗﻢ ﺗﺪرﻳﺐ اﻟﻜﻮادر ﺑﺸﻜﻞ ﺟﻴﺪ ﺣﺘﻰ ﻻ ﺗﺤﺪث ﻧــﺘــﺎﺋــﺞ ﻋــﻜــﺴــّﻴــﺔ، داﻋـــًﻴـــﺎ ﻓﻲ ﻫـــﺬا اﻹﻃـــــﺎر إﻟـــﻰ أن ﺗـﻘـﻮم ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻹرﺷــﺎد ﻋﻠﻰ دراﺳﺔ اﺣـــﺘـــﻴـــﺎﺟـــﺎت اﻟـــﺒـــﻠـــﺪ وﺳــــﻮق اﻟﻌﻤﻞ ﻣﻦ اﻟـﻜـﻮادر اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺨﺼﺼﺎت واﻟﻤﺠﺎﻻت اﻟﻌﻠﻤّﻴﺔ واﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺔ.
وأﻛﺪ أن اﻟﺘﻌﺎون ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺟـﻤـﻴـﻊ اﻟــﺠــﻬــﺎت اﻟﻤﺨﺘﺼﺔ واﻟــــﻤــــﺸــــﺎرﻛــــﺔ واﻟــــﺪاﻋــــﻤــــﺔ ﻟـﻠـُﻤـﺒـﺎدرة ﻳﻀﻤﻦ ﻧﺠﺎﺣﻬﺎ، ﻷن ﺗــﻜــﺎﺗــﻒ اﻟــﺠــﻬــﻮد ﻣﻬﻢ وﻳـﺤـﻘـﻖ اﻟـﻨـﺘـﺎﺋـﺞ اﻟـﻤـﺮﺟـﻮة، ُﻣــــــــــﺤــــــــــﺬرا ﻣــــــــﻦ إﻫـــــﻤـــــﺎل اﻟﺘﺨﺼﺼﺎت اﻟﻔﻨﻴﺔ واﻟﺘﻘﻨﻴﺔ اﻟـﺘـﻲ ﺳـﻴـﻜـﻮن ﻫـﻨـﺎك ﺣﺎﺟﺔ ﻣــﺎّﺳــﺔ ﻟــﻬــﺎ ﻓــﻲ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ، ُﻣــــــــﺸــــــــﺪدا ﻋــــﻠــــﻰ ﺿــــــــﺮورة اﻻﺳـــﺘـــﺜـــﻤـــﺎر ﻓــــﻲ اﻷﺟــــﻴــــﺎل اﻟــﻨــﺎﺷــﺌــﺔ ﺑــﻤــﺎ ﻳــﺤــﻘــﻖ رؤﻳـــﺔ ﻗﻄﺮ اﻟﻮﻃﻨّﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳُﻌّﺪ أﺑﻨﺎء ﻗﻄﺮ أﻫﻢ ﻟﺒﻨﺔ ﻣﻦ ﻟﺒﻨﺎﺗﻬﺎ. وﻗــــﺎل: ﺳــﺘــﻮاﺟــﻪ اﻟـﻘـﺎﺋـﻤـﻴـﻦ ﻋــــﻠــــﻰ ﺗـــﻄـــﺒـــﻴـــﻖ اﻟـــﺘـــﺠـــﺮﺑـــﺔ ﺑﻌﺾ اﻟﺼﻌﻮﺑﺎت وﻫــﻮ أﻣﺮ ﻃﺒﻴﻌﻲ وﻣﺘﻮﻗﻊ، ﻟﻜﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﺼﻌﻮﺑﺎت ﻳﻤﻜﻦ ﻣﻮاﺟﻬﺘﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻧﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻦ ﺗــﺠــﺎرب اﻟــــﺪول اﻟـﻤـﺘـﻘـﺪﻣـﺔ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺴﻴﺎق.
وﻧـــــــﻮه ﺑـــﺄﻧـــﻪ ﺑــــﺎت ﻋــﻨــﺪﻧــﺎ ﺗــﺨــﺼــﺼــﺎت ﻋـﻠـﻤـﻴـﺔ ﻣـﻬـﻤـﺔ ودﻗــﻴــﻘــﺔ ﻛـــﺪراﺳـــﺎت اﻟﺒﻴﺌﺔ واﻟـــﺘـــﺨـــﺼـــﺼـــﺎت اﻟــﺪﻗــﻴــﻘــﺔ واﻟـــﻤـــﺘـــﻨـــﻮﻋـــﺔ ﻓــــﻲ اﻟـــﻌـــﻠـــﻮم اﻟﻄﺒﻴﺔ وﺣـﺴـﺎب اﻟﻜﻤﻴﺎت، وﻫــﻮ ﺗﺨﺼﺺ ﻧـﻮﻋـﻲ دﻗﻴﻖ وﻣــﻬــﻢ ﻓــﻲ ﺑــﻨــﺎء اﻟـﻤـﺸـﺎرﻳـﻊ ﺑـــﺸـــﻜـــﻞ ﻋـــﻠـــﻤـــﻲ ﻣـــــــﺪروس، ﻻﻓـــﺘًـــﺎ إﻟـــــﻰ أﻧـــﻨـــﺎ داﺋــــًﻤــــﺎ ﻣـﺎ ﻧـﺤـﺘـﺎج إﻟــﻰ ﺗﺨﺼﺼﺎت ﻓﻲ اﻟـﻌـﻠـﻮم واﻟــﻄــﺎﻗــﺔ، وﻣــﻦ ﺛﻢ ﻻ ﺑﺪ أن ﺗﻜﻮن ﻟﺪﻳﻨﺎ ﻛـﻮادر ﻣــﺆﻫــﻠــﺔ، وﻻ ﺑــﺪ أن ﻧــﻮﺟــﻪ ﻃﻼﺑﻨﺎ ﻣﺒﻜًﺮا ﻟـﺪراﺳـﺔُ ﺗﻠﻚ اﻟــﺘــﺨــﺼــﺼــﺎت ﻋـــﺒـــﺮ ﺧــﻄــﺔ إرﺷﺎد أﻛﺎدﻳﻤﻲ اﺣﺘﺮاﻓﻴﺔ.
وﻗــــــــــــــﺎل: أﺗــــــﻤــــــﻨــــــﻰ ﻣــﻦ اﻟـــﻤـــﺴـــﺆوﻟـــﻴـــﻦ ﻓـــــﻲ وزارة اﻟــﺘــﻌــﻠــﻴــﻢ أﻻ ﻳـــﺘـــﻢ ﺗــﻘــﻴــﻴــﻢ اﻟﻄﺎﻟﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻨﺔ اﻟﻨﻬﺎﺋﻴﺔ ﻓـــــﻲ اﻟـــﻤـــﺮﺣـــﻠـــﺔ اﻟـــﺜـــﺎﻧـــﻮﻳـــﺔ »اﻟـﺸـﻬـﺎدة اﻟـﺜـﺎﻧـﻮﻳـﺔ« ﻓﻘﻂ، وأن ﻳـــﻌـــﺎد ﺗــﺼــﻤــﻴــﻢ ﻧــﻈــﺎم اﻟﺘﻘﻴﻴﻢ، ﺑﺤﻴﺚ ﻳﻜﻮن ﻋﻠﻰ ﻛـــﺎﻣـــﻞ اﻟــﻤــﺮﺣــﻠــﺔ اﻟــﺜــﺎﻧــﻮﻳــﺔ »٣ ﺳــــﻨــــﻮات«، وذﻟـــــﻚ ﻷن ﺑﻌﺾ اﻟﻄﻠﺒﺔ اﻟُﻤﺘﻔّﻮﻗﻴﻦ ﻗﺪ ﻳﻮاﺟﻬﻮن ﻇﺮوًﻓﺎ ﺗﺆّدي إﻟﻰ ﺗﺪﻫﻮر ُﻣﻌّﺪﻻت ﺗﺤﺼﻴﻠﻬﻢ أو ﻧـــﺘـــﺎﺋـــﺠـــﻬـــﻢ ﻓــــــﻲ ﺳــﻨــﺔ اﻟﺸﻬﺎدة اﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺗﻔﻮﻗﻬﻢ اﻟﻤﺸﻬﻮد ﻓﻴﻤﺎ
ﻗﺒﻠﻬﺎ ﻣـﻦ ﺻـﻔـﻮف، ﻣـﺆﻛـﺪا أن ﻫـﺬا اﻟﻨﻈﺎم ﻓﻲ اﻟﺘﻘﻴﻴﻢ ﺳــﻴــﺤــﻤــﻲ اﻟــﻄــﺎﻟــﺐ إذا ﻣــﺮ ﺑــﻈــﺮوف أدت إﻟــﻰ ﺗـﺪﻫـﻮر وﺿﻌﻪ اﻟــﺪراﺳــﻲ. وأﺿــﺎف: اﻟــــﺠــــﺎﻣــــﻌــــﺎت اﻷﻣـــﺮﻳـــﻜـــﻴـــﺔ ﺗـﻄـﻠـﺐ درﺟــــﺎت آﺧـــﺮ ﺛـﻼث ﺻــﻔــﻮف ﺗــﻌــﻠــﻴــﻤــﻴــﺔ درﺳــﻬــﺎ اﻟــﻄــﺎﻟــﺐ وﻳـــﺘـــﻢ ﻣـــﻦ ﺧــﻼل ﻧـﺘـﺎﺋـﺠـﻪ ﻓــﻲ ﺗـﻠـﻚ اﻟـﺼـﻔـﻮف اﻟﺜﻼﺛﺔ اﺳﺘﺨﻼص ﻣﺘﻮﺳﻂ اﻟــﻤــﺴــﺘــﻮى اﻷﻛـــﺎدﻳـــﻤـــﻲ ﻟــﻪ، ﻣـــﻌـــّﺒـــًﺮا ﻋـــﻦ أﻣـــﻠـــﻪ ﻓـــﻲ أن ﻳـــﺘـــﻢ إﻣـــــﻌـــــﺎن اﻟـــﻨـــﻈـــﺮ ﻓــﻲ ﻫــﺬا اﻟـُﻤـﻘـﺘـﺮح اﻟـــﺬي ﻳُﺤﻘﻖ ﻣـﺼـﻠـﺤـﺔ اﻟـــﻄـــﻼب. وﺷــــﺪد ﻋــﻠــﻰ ﺿــــــﺮورة أن ﻳـــﺮاﻋـــﻲ اﻹرﺷـــــﺎد اﻷﻛــﺎدﻳــﻤــﻲ ﻣـﻴـﻮل اﻟﻄﺎﻟﺐ وﺷﺨﺼﻴﺘﻪ، ﻣﺆﻛﺪا أن ﺗﻠﻚ اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﻤﺆﺛﺮة ﻓﻲ ﺗﻮﺟﻬﺎت اﻟﻄﺎﻟﺐ ﻻ ﻳﻜﺘﺸﻔﻬﺎ إﻻ اﻟــــﻤــــﺮﺷــــﺪ اﻷﻛــــﺎدﻳــــﻤــــﻲ اﻟﻜﻒء.