ﻣﺼﺎﻓﺤـــﺔ أﻓﻐـــﺎﻧﻴـــﺔ ﺗﺎرﻳﺨﻴـــﺔ ﻋـــﻠﻰ أرض اﻟﺪوﺣـﺔ

اﻷﻓﻐﺎن ﻣﻄﺎﻟﺒﻮن ﺑﺎﻟﺘﻮﺻﻞ ﻟﺘﺴﻮﻳﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺗﺤﻘﻖ آﻣﺎل وﻃﻤﻮﺣﺎت ﺷﻌﺒﻬﻢ ﻗﻄﺮ ﺗﺆﻣﻦ ﺑﻘﺪرة اﻷﻓﻐﺎن ﻋﻠﻰ إﻧﻬﺎء ﺻﺮاع اﻣﺘﺪ ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٠٤ ﻋﺎﻣﺎ

اﻟﻤﺼﺎﻓﺤﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺣﺪﺛﺖ ﻓﻲ اﻟﺪوﺣﺔ ﻣﺴﺎء أﻣﺲ ﺑﻴﻦ رﺋﻴﺴﻲ وﻓﺪي اﻟـﺤـﻜـﻮﻣـﺔ اﻷﻓـﻐـﺎﻧـﻴـﺔ ﺑــﺮﺋــﺎﺳــﺔ اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﻟﻠﻤﺼﺎﻟﺤﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻋﺒﺪ اﷲ ﻋﺒﺪ اﷲ وﺣـﺮﻛـﺔ ﻃﺎﻟﺒﺎن ﺑﺮﺋﺎﺳﺔ اﻟﻤﻼ ﻋﺒﺪ اﻟﻐﻨﻲ ﺑﺮادار ﺗُﻌﺪ ﻧﺼًﺮا دﺑﻠﻮﻣﺎﺳًﻴﺎ ﺟﺪﻳًﺪا ﻳﻀﺎف إﻟﻰ ﺳﺠﻞ دوﻟﺔ ﻗﻄﺮ اﻟﺤﺎﻓﻞ ﻓﻲ ﻧﺠﺎح ﺟﻬﻮدﻫﺎ ﻟﻠﻮﺳﺎﻃﺔ وإﻧﻬﺎء اﻷزﻣﺎت، ﻓــﻴــﻮم أﻣــــﺲ اﺗــﻔــﻖ وﻓــــﺪا اﻟــﻤــﻔــﺎوﺿــﺎت اﻷﻓــﻐــﺎﻧــﻴــﺔ ﻓـــﻲ اﻟــــﺪوﺣــــﺔ ﻋــﻠــﻰ ﺗـﺴـﺮﻳـﻊ ﻣﻔﺎوﺿﺎت اﻟﺤﻞ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺿﻤﻦ ﻣﺴﺎر اﻟﺪوﺣﺔ، وﻗﺪ ﺛﻤﻨﺎ ﺟﻬﻮد ﻗﻄﺮ اﻟﺠﺒﺎرة

ﻓــﻲ إﺣـــﻼل اﻟــﺴــﻼم ﺑـﺄﻓـﻐـﺎﻧـﺴـﺘـﺎن، ﺣﻴﺚ ﺗﻌﻬﺪ اﻟﻄﺮﻓﺎن ﺑﺎﻹﺳﺮاع ﻓﻲ اﻟﻤﻔﺎوﺿﺎت ﻟـﻠـﺘـﻮﺻـﻞ ﻟـﺤـﻞ ﻋــــﺎدل، ﻣــﺸــﺪدﻳــﻦ ﻋﻠﻰ أﻧـﻬـﻤـﺎ ّﺳﻴﺠﺘﻤﻌﺎن ﻣــﻦ ﺟــﺪﻳــﺪ وأﺻـــﺪرا ﺗﻌﻠﻴﻤﺎﺗﻬﻤﺎ ﻟﻺﺳﺮاع ﺑﺎﻟﻤﻔﺎوﺿﺎت، وأﻛﺪا ﻋﻠﻰ اﻻﻟﺘﺰام ﺑﻤﻮاﺻﻠﺔ اﻟﻤﻔﺎوﺿﺎت ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى رﻓﻴﻊ ﺣﺘﻰ اﻟﻮﺻﻮل ﻟﺘﺴﻮﻳﺔ ﺗﻠﺒﻲ ﻣﺼﺎﻟﺢ اﻷﻓﻐﺎن، ﻛﻤﺎ اﺗﻔﻘﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺪﻳﻢ اﻟـﻤـﺴـﺎﻋـﺪات اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻓـﻲ ﺟﻤﻴﻊ أﻧﺤﺎء أﻓـﻐـﺎﻧـﺴـﺘـﺎن، وﻫــﺬا اﻷﻣــﺮ ُﻳﻌﺘﺒﺮ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﺣــﺴــﻦ ﻧــﻮاﻳــﺎ ﻣــﻦ اﻟـﻄـﺮﻓـﻴـﻦ ﻟـﻼﻧـﺨـﺮاط ﺑﻤﻔﺎوﺿﺎت ﺟﺪﻳﺔ ﺗﻨﻬﻲ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٤ ﻋﻘﻮد ﻣــﻦ اﻟــﺼــﺮاع اﻟــﺪﻣــﻮي ﻓــﻲ أﻓـﻐـﺎﻧـﺴـﺘـﺎن. ﻟــﻄــﺎﻟــﻤــﺎ آﻣـــﻨـــﺖ ﻗــﻄــﺮ ﺑــﺎﻟــﺪﺑــﻠــﻮﻣــﺎﺳــﻴــﺔ واﻟــﺤــﻮار اﻟــﺒــّﻨــﺎء واﻟـُﻤـﺒـﺎﺷـﺮ ﺑـﻴـﻦ أﻃــﺮاف اﻟـــﻨـــﺰاع ﻛـﻮﺳـﻴـﻠـﺔ ﻓــﻌــﺎﻟــﺔ ﻟــﺤــﻞ اﻷزﻣــــﺎت واﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻟﻌﺎﻟﻘﺔ واﻟﺼﺮاﻋﺎت اﻟﻤﻌﻘﺪة، وﻣــــﻦ ﻫــﻨــﺎ ﺟـــــﺎءت اﺳــﺘــﻀــﺎﻓــﺔ ﺟـــﻮﻻت ﻣﻔﺎوﺿﺎت اﻟﺴﻼم اﻷﻓﻐﺎﻧﻴﺔ ﺑﺎﻟﺪوﺣﺔ، ﻓﺎﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ ﻣﺴﺎﻋﻴﻬﺎ اﻟﺪؤوﺑﺔ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﻻﺳـﺘـﻘـﺮار ﻓـﻲ أﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎن وﻗﻔﺖ ﻗﻄﺮ داﺋــًﻤــﺎ ﺧـﻠـﻒ اﻷﺷــﻘــﺎء اﻷﻓــﻐــﺎن ﻣــﻦ أﺟـﻞ اﻟﺘﻮﺻﻞ ﻟﺤﻞ ﻳﻨﻬﻲ ﻫﺬا اﻟﺼﺮاع اﻟﻤﺮﻳﺮ، وﻳﺠﻌﻞ أﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎن ﺗــﺰدان ﺑﺤﻠﺔ اﻷﻣـﻦ

واﻟـﺴـﻼم، ﻟـﺬا ﻓـﺈن اﻻﺗـﻔـﺎق اﻟــﺬي ﺗﻮﺻﻞ إﻟﻴﻪ اﻟﻤﻔﺎوﺿﻮن اﻷﻓـﻐـﺎن ﻓﻲ اﻟﺪوﺣﺔ، ُﻳــﺸــﻜــﻞ ﻋــﻼﻣــﺔ ﺑـــــﺎرزة ﻓــﻲ ﻣــﻔــﺎوﺿــﺎت اﻟﺴﻼم اﻷﻓﻐﺎﻧﻴﺔ، وﻻ ﺷﻚ أن ﻫﺬا اﻟﺘﻘﺪم اﻟﻤﻬﻢ ﻳﻈﻬﺮ أن اﻷﻃﺮاف اﻷﻓﻐﺎﻧﻴﺔ ﺟﺎدة وﻗﺎدرةُ ﻋﻠﻰ ﺗﺠﺎوز اﻟﺨﻼﻓﺎت واﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣــﻊ اﻟـﻘـﻀـﺎﻳـﺎ اﻟـﺼـﻌـﺒـﺔ، ﻓـﻤـﺎ ﺗــﻢ ﺗﺤﻘﻴﻘﻪ ﻋـﻠـﻰ أرض دوﺣـــﺔ اﻟــﺴــﻼم واﻻﺳــﺘــﻘــﺮار ﻓﻲ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻳﺒﻌﺚ اﻷﻣﻞ ﻓﻲ أن اﻷﺷﻘﺎء اﻷﻓﻐﺎن ﻗــﺎدرون ﻋﻠﻰ ﺣﻠﺤﻠﺔ اﻟﻤﻮاﻗﻒ اﻟﺸﺎﺋﻜﺔ وﺻــﻮﻻ إﻟـﻰ اﻟﺘﺴﻮﻳﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟـﻤـﻨـﺘـﻈـﺮة ﻟــﻬــﺬا اﻟــﺼــﺮاع اﻟــﺪاﻣــﻲ اﻟــﺬي

أﻧﻬﻚ أﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎن وﺷﻌﺒﻬﺎ اﻟﻄﻴﺐ اﻟﻤﺴﺎﻟﻢ.

ﻟــﻘــﺪ آن اﻷوان ﻟــﻜــﻲ ﻳـﻨـﻌـﻢ اﻷﻓــﻐــﺎن ﺑﺎﻷﻣﻦ ﻟﻴﻘﻄﻔﻮا ﺛﻤﺎر اﻟﺴﻼم ﻣﻦ أﺟﻞ ﺑﻨﺎء ﺑﻠﺪﻫﻢ ﺑﻌﻴﺪا ﻋﻦ اﻟﺤﺮوب واﻟﺼﺮاﻋﺎت واﻟﺘﻬﺠﻴﺮ وﻣﻈﺎﻫﺮ اﻟﺪﻣﺎر، ﻓﻘﻄﺮ ﺗﺆﻛﺪ داﺋﻤﺎ أن دروس وﺗﺠﺎرب اﻟﺘﺎرﻳﺦ أﺛﺒﺘﺖ أن اﻟﻘﻮة اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﺤﺴﻢ أي ﺻــﺮاع ﻓـﻲ أﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎن، وأن اﻟﺴﺒﻴﻞ اﻟﻮﺣﻴﺪ ﻟﺬﻟﻚ ﻫﻮ اﻟﻮﻗﻒ اﻟﻔﻮري واﻟﺪاﺋﻢ ﻹﻃـــﻼق اﻟــﻨــﺎر وﻓـﺘـﺢ ﺳـﺒـﻞ اﻟــﺤــﻮار اﻟـﺒـﻨـﺎء ﻣﻦ ﺧـﻼل ﻃﺎوﻟﺔ اﻟﻤﻔﺎوﺿﺎت ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺗــﺴــﻮﻳــﺔ ﺳــﻴــﺎﺳــﻴــﺔ ﺷــﺎﻣــﻠــﺔ ﺑــﻴــﻦ ﺟـﻤـﻴـﻊ

أﻃــﻴــﺎف اﻟـﺸـﻌـﺐ اﻷﻓــﻐــﺎﻧــﻲ، ﻓـﻘـﻄـﺮ ﻟﻦ ﺗﺪﺧﺮ ﺟﻬًﺪا ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺎون ﻣﻊ اﻟُﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﻷﻫﺪاف اﻟﻤﺮﺟﻮة ﻣﻦ ﻫـــﺬه اﻟــُﻤــﻔــﺎوﺿــﺎت وﺗـﺤـﻘـﻴـﻖ ﺗـﻄـّﻠـﻌـﺎت اﻟــﺸــﻌــﺐ اﻷﻓــﻐــﺎﻧــﻲ اﻟـﺸـﻘـﻴـﻖ ﻓــﻲ اﻷﻣــﻦ واﻻﺳــﺘــﻘــﺮار واﻟــﺴــﻼم، ﻟــﺬا ﻓــﺈن اﻟـﻜـﺮة ﻓــﻲ ﻣﻠﻌﺐ اﻷﻓــﻐــﺎن أﻧﻔﺴﻬﻢ ﻣــﻦ أﺟـﻞ اﻟـﻮﺻـﻮل إﻟـﻰ ﺗﺴﻮﻳﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻋـﺎدﻟـﺔ ﻻ ﺗـﻘـﺼـﻲ أي ﻃــﺮف وﺗـﺠـﻌـﻞ أﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎن ﻟــﻜــﻞ اﻷﻓــــﻐــــﺎن ﻟــﻜــﻲ ﻳـــﺘـــﺤـــﺪوا ﺟــﻤــﻴــﻌــﺎ وﻳـﺸـﺮﻋـﻮا ﻓـﻲ ﺑـﻨـﺎء دوﻟـﺘـﻬـﻢ اﻟـﺘـﻲ ﺗﻠﺒﻲ ﻃﻤﻮﺣﺎﺗﻬﻢ وآﻣﺎﻟﻬﻢ.