ﻃــﺎﻋــﺔ اﻟـﻨـﺒـﻲ ﻣــﻦ أﺻـــﻮل اﻟــﺪﻳــﻦ اﻟﺤﻨﻴﻒ

ﻻﻳـــﺴـــﺘـــﻘـــﻴـــﻢ إﻳــــــﻤــــــﺎن اﻟــــﻌــــﺒــــﺪ إﻻ ﺑــــﻄــــﺎﻋــــﺔ اﻟــــﻨــــﺒــــﻲ وﻣــــﺤــــﺒــــﺘــــﻪ وﻧـــــﺼـــــﺮﺗـــــﻪ ﺻــــــﺪﻗًــــــﺎ وﻋــــــــﺪًﻻ ﻻ ﻳــﻜــﺘــﻤــﻞ إﻳــــﻤــــﺎن ﻋـــﺒـــﺪ ﻣــﺴــﻠــﻢ ﺣـــﺘـــﻰ ﻳـــﻜـــﻮن اﻟـــﻨـ

اﻟﺪوﺣﺔ:] أﻛـــﺪ ﻓـــﻀـــﻴـــﻠـــﺔ اﻟــــﺸــــﻴــــﺦ ﻋــــﺒــــﺪاﷲ اﻟـــﻨـــﻌـــﻤـــﺔ أن ﻃــــﺎﻋــــﺔ اﻟــﻨــﺒــﻲ وﻣـــﺤـــﺒـــﺘـــﻪ وﻧـــﺼـــﺮﺗـــﻪ أﺻـــﻞ ﻋــﻈــﻴــﻢ ﻣـــﻦ أﺻـــــﻮل اﻟــﺪﻳــﻦ اﻟـــﺤـــﻨـــﻴـــﻒ ﻻ ﻳـــﺴـــﺘـــﻘـــﻴـــﻢ ﺑــﻪ إﻳــﻤــﺎن اﻟــﻌــﺒــﺪ إﻻ ﺑﺘﺤﻘﻴﻘﻬﺎ ﺻﺪًﻗﺎ وﻋﺪًﻻ، وﺣﻘﺎ وواﻗﻌﺎ

ًً ﻓـــــﻲ ﺣـــﻴـــﺎﺗـــﻪ ﻗـــــــﻮﻻ وﻋـــﻤـــﻼ واﺗـــﺒـــﺎًﻋـــﺎ وﻫــــﺪﻳًــــﺎ، وأﻧـــــﻪ ﻻ ﻳــﻜــﺘــﻤــﻞ إﻳـــﻤـــﺎن ﻋــﺒــﺪ ﻣـﺴـﻠـﻢ ﺣﺘﻰ ﻳﻜﻮن اﻟﻨﺒﻲ أﺣﺐ إﻟﻴﻪ ﻣـــﻦ ﻧــﻔــﺴــﻪ وواﻟــــــﺪه ووﻟــــﺪه واﻟﻨﺎس أﺟﻤﻌﻴﻦ.

وﻗــــــــﺎل اﻟـــﺸـــﻴـــﺦ ﻋـــﺒـــﺪاﷲ اﻟـﻨـﻌـﻤـﺔ ﻓــﻲ ﺧـﻄـﺒـﺔ اﻟﺠﻤﻌﺔ اﻟــﺘــﻲ أﻟـﻘـﺎﻫـﺎ ﺑـﺠـﺎﻣـﻊ اﻹﻣــﺎم ﻣــﺤــﻤــﺪ ﺑـــﻦ ﻋــﺒــﺪ اﻟـــﻮﻫـــﺎب: روى اﻟــﺒــﺨــﺎري ﻣــﻦ ﺣـﺪﻳـﺚ ﻋـــﺒـــﺪاﷲ ﺑـــﻦ ﻫـــﺸـــﺎم رﺿــﻲ اﷲ ﻋﻨﻪ ﻗﺎل: ﻛﻨﺎ ﻣﻊ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳـﻠـﻢ وﻫﻮ آﺧـﺬ ﺑﻴﺪ ﻋﻤﺮ ﺑـﻦ اﻟﺨﻄﺎب ﻓﻘﺎل ﻟﻪ ﻋﻤﺮ، ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ﻷﻧﺖ أﺣﺐ إﻟﻲ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺷﻲء إﻻ ﻣــﻦ ﻧـﻔـﺴـﻲ، ﻓـﻘـﺎل اﻟﻨﺒﻲ ﺻــﻠــﻰ اﷲ ﻋــﻠــﻴــﻪ وﺳـــﻠـــﻢ: ﻻ واﻟـــــﺬي ﻧــﻔــﺴــﻲ ﺑـــﻴـــﺪه، ﺣـﺘـﻰ أﻛــــــــــﻮن أﺣــــــــﺐ إﻟـــــﻴـــــﻚ ﻣــﻦ ﻧﻔﺴﻚ، ﻓﻘﺎل ﻟـﻪ ﻋﻤﺮ ﻓﺈﻧﻪ اﻵن، واﷲ ﻷﻧــﺖ أﺣــﺐ إﻟـﻲ ﻣــــﻦ ﻧـــﻔـــﺴـــﻲ، ﻓـــﻘـــﺎل اﻟــﻨــﺒــﻲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ: اﻵن ﻳــﺎ ﻋــﻤــﺮ«، أي اﻵن ﻋـﺮﻓـﺖ ﻳــﺎ ﻋـﻤـﺮ ﻓـﻨـﻄـﻘـﺖ ﺑـﻤـﺎ ﻳﺠﺐ ﻋـــﻠـــﻴـــﻚ، وﺑــــﻤــــﺎ ﻳــﻜــﺘــﻤــﻞ ﺑــﻪ إﻳـــﻤـــﺎﻧـــﻚ ﻓــــﻲ ﺗـــﻘـــﺪﻳـــﻢ ﺣــﺐ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺣﺐ اﻟﻨﻔﺲ.

وﺑﻴﻦ اﻟﺨﻄﻴﺐ أن ﻃﺎﻋﺔ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ وﻣﺤﺒﺘﻪ وﻧـﺼـﺮﺗـﻪ واﻟـﺪﻓـﺎع ﻋﻨﻪ واﺗــﺒــﺎع أﻣــﺮه واﺟﺘﻨﺎب ﻧﻬﻴﻪ واﻻﻗﺘﺪاء ﺑﻪ ﻓﻲ ﻓﻌﻠﻪ واﻻﻋﺘﺼﺎم ﺑﺴﻨﺘﻪ واﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﻬﺎ أﺻـﻞ ﻋﻈﻴﻢ ﻣـﻦ أﺻـﻮل اﻟﺪﻳﻦ اﻟﺤﻨﻴﻒ ﻻ ﻳﺴﺘﻘﻴﻢ ﺑﻪ إﻳـﻤـﺎن اﻟﻌﺒﺪ إﻻ ﺑﺘﺤﻘﻴﻘﻬﺎ، ﺻﺪًﻗﺎ وﻋﺪًﻻ، وﺣﻘﺎ وواﻗﻌﺎ

ًً ﻓـــــﻲ ﺣـــﻴـــﺎﺗـــﻪ ﻗـــــــﻮﻻ وﻋـــﻤـــﻼ واﺗـﺒـﺎًﻋـﺎ وﻫــﺪﻳًــﺎ، ﺟﻌﻠﻬﺎ اﷲ ﻋﻼﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﺒﺘﻪ وﻃﺎﻋﺘﻪ ورﺿــــــﻮاﻧــــــﻪ، ﻗــــــﺎل ﺗـــﻌـــﺎﻟـــﻰ: »ﻗـــﻞ إن ﻛـﻨـﺘـﻢ ﺗــﺤــﺒــﻮن اﷲ

ﻓـــﺎﺗـــﺒـــﻌـــﻮﻧـــﻲ ﻳــﺤــﺒــﺒــﻜــﻢ اﷲ وﻳـــﻐـــﻔـــﺮ ﻟـــﻜـــﻢ واﷲ ﻏــﻔــﻮر رﺣــﻴــﻢ«، وﻓــﻲ اﻟﺼﺤﻴﺤﻴﻦ ﻣـﻦ ﺣـﺪﻳـﺚ أﻧــﺲ رﺿــﻲ اﷲ ﻋـــﻨـــﻪ أن اﻟـــﻨـــﺒـــﻲ ﺻـــﻠـــﻰ اﷲ ﻋــﻠــﻴــﻪ وﺳـــﻠـــﻢ ﻗـــــﺎل: »ﺛـــﻼث ﻣـــــﻦ ﻛـــــﻦ ﻓـــﻴـــﻪ وﺟــــــﺪ ﺑــﻬــﻦ ﺣـــﻼوة اﻹﻳـــﻤـــﺎن: أن ﻳـﻜـﻮن اﷲ ورﺳﻮﻟﻪ أﺣﺐ إﻟﻴﻪ ﻣﻤﺎ ﺳﻮاﻫﻤﺎ وأن ﻳﺤﺐ اﻟﻤﺮء ﻻ ﻳﺤﺒﻪ إﻻ ﷲ وأن ﻳـﻜـﺮه أن ﻳــﻌــﻮد ﻓــﻲ اﻟـﻜـﻔـﺮ ﻛـﻤـﺎ ﻳـﻜـﺮه أن ﻳﻘﺬف ﻓﻲ اﻟﻨﺎر«.

وأﺿـــــﺎف: واﻋــﻠــﻢ ﻳــﺎ ﻋـﺒـﺪ اﷲ أﻧــــﻪ ﻻ ﻳــﻜــﺘــﻤــﻞ إﻳــﻤــﺎن ﻋـــﺒـــﺪ ﻣـــﺴـــﻠـــﻢ ﺣـــﺘـــﻰ ﻳـــﻜـــﻮن اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ أﺣﺐ إﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻪ وواﻟﺪه ووﻟـــــﺪه واﻟـــﻨـــﺎس أﺟــﻤــﻌــﻴــﻦ، وإن ﻣـــﺤـــﺒـــﺘـــﻪ ﺻــــﻠــــﻰ اﷲ ﻋــﻠــﻴــﻪ وﺳـــﻠـــﻢ ﻟــﻴــﺴــﺖ ادﻋــــﺎء واﺑـــﺘـــﺪاﻋـــﺎ وإﻧـــﻤـــﺎ ﻫـــﻲ اﺗــﺒــﺎع واﻗــﺘــﺪاءً وﺣـﻘـﻴـﻘـ

ٌﺔ واﻧــﺘــﻤــﺎ ٌء،

ﻫﻲ ﻓﻲ ﺣﻘﻴﻘﺘﻬﺎ: ﺗﺼﺪﻳﻘﻪ ﻓــﻴــﻤــﺎ أﺧــﺒــﺮ وﻃــﺎﻋــﺘــﻪ ﻓـﻴـﻤـﺎ أﻣــﺮ واﺟـﺘـﻨـﺎب ﻣــﺎ ﻧـﻬـﻰ ﻋﻨﻪ وزﺟــــﺮ، وأﻻ ﻳـﻌـﺒـﺪ اﷲ ﻋﺰ وﺟـــﻞ إﻻ ﺑــﻤــﺎ ﺟـــﺎء ﺑــﻪ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋــﻠــﻴــﻪ وﺳــﻠــﻢ ووﺿــﺤــﻪ وﺑــــﻴــــﻨــــﻪ ﻷﻣـــــﺘـــــﻪ، ﺟــــــﺎء ﻓــﻲ اﻟــﺤــﺪﻳــﺚ اﻟـﻤـﺘـﻔـﻖ ﻋـﻠـﻴـﻪ ﻋﻦ أﻧـــﺲ رﺿـــﻲ اﷲ ﻋــﻨــﻪ ﻗــﺎل:

ﻗـــﺎل رﺳــــﻮل اﷲ ﺻــﻠــﻰ اﷲ ﻋـــﻠـــﻴـــﻪ وﺳــــﻠــــﻢ: »ﻻ ﻳــﺆﻣــﻦ أﺣـــﺪﻛـــﻢ ﺣــﺘــﻰ أﻛـــــﻮن أﺣــﺐ إﻟــــﻴــــﻪ ﻣـــــﻦ واﻟـــــــــﺪه ووﻟــــــﺪه واﻟﻨﺎس أﺟﻤﻌﻴﻦ«، وﻫﺬا ﻣﺎ دﻓـــﻊ ﺑــﺎﻟــﺼــﺤــﺎﺑــﺔ رﺿـــﻲ اﷲ ﻋﻨﻬﻢ إﻟﻰ ﻣﺤﺒﺔ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ وﺗﻌﻈﻴﻤﻪ، ﺿﺮﺑﻮا أروع اﻷﻣﺜﻠﺔ وأﻋﻠﻰ اﻟــــﻨــــﻤــــﺎذج ﻓــــﻲ ﺣــــﺐ اﻟــﻨــﺒــﻲ ﺻـــﻠـــﻰ اﷲ ﻋـــﻠـــﻴـــﻪ وﺳـــﻠـــﻢ، ﺑــﺬﻟــﻮا أرواﺣـــﻬـــﻢ ودﻣــﺎءﻫــﻢ وأﻣــﻮاﻟــﻬــﻢ ﻓــﻲ ﺳــﺒــﻴــﻞ اﷲ، ﺟـــﺎءوا إﻟــﻰ اﻟـﻨـﺒـﻲ ﺻـﻠـﻰ اﷲ ﻋـﻠـﻴـﻪ وﺳــﻠــﻢ ﻳـﺤـﻜـﻤـﻮﻧـﻪ ﻓﻲ أﻣـــﻮاﻟـــﻬـــﻢ وأﻧــﻔــﺴــﻬــﻢ وﻫــﻢ ﻳﻘﻮﻟﻮن: »ﻫـﺬه أﻣﻮاﻟﻨﺎ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻚ ﻳﺎ رﺳـﻮل اﷲ ﻓﺎﺣﻜﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻤﺎ ﺷﺌﺖ وﻫﺬه ﻧﻔﻮﺳﻨﺎ ﺑـﻴـﻦ ﻳــﺪﻳــﻚ، ﻟــﻮ اﺳـﺘـﻌـﺮﺿـﺖ ﺑﻨﺎ اﻟﺒﺤﺮ ﻟﺨﻀﻨﺎه ﻣﻌﻚ، ﻣﺎ ﺗـﺨـّﻠـﻒ ﻣـﻨـﺎ أﺣــﺪ، إﻧــﺎ ﻟـُﺼـﺒُـﺮ ﻓـــــﻲ اﻟــــﺤــــﺮب ُﺻـــــــُﺪق ﻋــﻨــﺪ اﻟـﻠـﻘـﺎء ﻓـﺎﻣـﺾ ﺑـﻨـﺎ ﻳــﺎ رﺳــﻮل ﺣﻴﺚ ﺷـﺌـﺖ«، وﻫـﺎ ﻫـﻮ ﻋﻠﻲ ﺑــﻦ أﺑـــﻲ ﻃــﺎﻟــﺐ ﻳــﺼــﻒ ﺣـﺐ اﻟـــﺼـــﺤـــﺎﺑـــﺔ ﻟـــﻠـــﺮﺳـــﻮل ﺻــﻠــﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ ﻓﺤﻴﻦ ُﺳﺌﻞ رﺿـﻲ اﷲ ﻋﻨﻪ: »ﻛﻴﻒ ﻛﺎن ﺣــﺒــﻜــﻢ ﻟـــﺮﺳـــﻮل اﷲ ﺻـﻠـﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ، ﻓﻘﺎل: ﻛﺎن واﷲ أﺣﺐ إﻟﻴﻨﺎ ﻣﻦ أﻣﻮاﻟﻨﺎ

وأوﻻدﻧـــﺎ وآﺑـﺎﺋـﻨـﺎ وأﻣـﻬـﺎﺗـﻨـﺎ، وﻣــــــﻦ اﻟــــﻤــــﺎء اﻟـــــﺒـــــﺎرد ﻋــﻠــﻰ اﻟﻈﻤﺄ« ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺣﺒًﺎ ﺻﻮرﻳًﺎ ﺑـــﻞ ﻛــــﺎن ﺣــﻘــﻴــﻘــﺔ وواﻗــــﻌــــﺎ، ﺗﺠﺴﺪ ﻓـﻲ اﺗﺒﺎﻋﻪ واﻻﻗـﺘـﺪاء ﺑـــﻪ واﻻﻓــــﺘــــﺪاء ﺑــﺎﻟــﻨــﻔــﺲ ﻟــﻪ، ﻓﻬﺎ ﻫـﻮ أﺣـﺪﻫـﻢ ﻳﻘﻊ أﺳـﻴـﺮا ﻓﻴﺴﺄﻟﻪ أﺑـﻮ ﺳﻔﻴﺎن ﻓﻴﻘﻮل: »أﻧــــﺸــــﺪك ﺑــــﺎﷲ أﺗـــﺤـــﺐ أن ﻣـﺤـﻤـﺪا اﻵن ﻋـﻨـﺪﻧـﺎ ﻣﻜﺎﻧﻚ ﻧـــﻀـــﺮب ﻋــﻨــﻘــﻪ، وأﻧـــــﻚ ﻓـﻲ أﻫﻠﻚ؟ ﻗﺎل اﻟﺼﺤﺎﺑﻲ: واﷲ ﻣﺎ أﺣﺐ أن ﻣﺤﻤﺪا اﻵن ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻧﻪ اﻟﺬي ﻫﻮ ﻓﻴﻪ ﺗﺼﻴﺒﻪ ﺷــﻮﻛــﺔ ﺗــﺆذﻳــﻪ وأﻧــــﻲ ﺟـﺎﻟـﺲ ﻓﻲ أﻫﻠﻲ! ﻓﻘﺎل أﺑﻮ ﺳﻔﻴﺎن: ﻣــﺎ رأﻳــــﺖ ﻣــﻦ اﻟــﻨــﺎس أﺣـــﺪا ﻳـﺤـﺐ أﺣـــﺪا ﻛـﺤـﺐ أﺻـﺤـﺎب ﻣﺤﻤٍﺪ ﻣﺤﻤﺪا«.

وأردف اﻟــﺨــﻄــﻴــﺐ: وﻗــﺪ روى اﻹﻣــــــــــﺎم ﻣـــﺴـــﻠـــﻢ ﻓــﻲ ﺻــﺤــﻴــﺤــﻪ ﻋـــﻦ أﺑـــﻲ ﻫــﺮﻳــﺮة رﺿــــﻲ اﷲ ﻋــﻨــﻪ أن رﺳـــﻮل اﷲ ﺻــﻠــﻰ اﷲ ﻋـﻠـﻴـﻪ وﺳـﻠـﻢ ﻗــــﺎل: »ﻣــــﻦ أﺷـــﺪ أﻣــﺘــﻲ ﻟـﻲ ﺣــﺒــﺎ: ﻧـــﺎس ﻳــﻜــﻮﻧــﻮن ﺑــﻌــﺪي، ﻳــﻮد أﺣـﺪﻫـﻢ ﻟـﻮ رآﻧــﻲ ﺑﺄﻫﻠﻪ وﻣــــﺎﻟــــﻪ«، ﻓـــﻬـــﺬا ﺑـــﻴـــﺎن ﻣـﻨـﻪ ﺻــﻠــﻰ اﷲ ﻋـﻠـﻴـﻪ وﺳــﻠــﻢ ﻓﻲ ﺣــــﺐ ﻣــــﻦ ﻳـــﺄﺗـــﻲ ﻣــــﻦ أﻣــﺘــﻪ ﺑـــﻌـــﺪه وﺗـــﻮﻗـــﻴـــﺮه وﺗــﻌــﻈــﻴــﻢ أﻣﺮه وﺷﺄﻧﻪ.

وأوﺿـــــﺢ اﻟــﺸــﻴــﺦ ﻋــﺒــﺪاﷲ اﻟﻨﻌﻤﺔ أن اﻟﻤﺤﺒﺔ اﻟﺼﺎدﻗﺔ ﻟﺮﺳﻮل اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳـﻠـﻢ ﻟـﻴـﺴـﺖ ﻓــﻲ اﻟﻤﻈﺎﻫﺮ واﻟــــﺸــــﻜــــﻠــــﻴــــﺎت واﻟــــــﺪﻋــــــﻮى واﻻﺣـــــــــﺘـــــــــﻔـــــــــﺎﻻت، وﻧــــﻈــــﻢ اﻷﺷﻌﺎر واﻟﻤﺪاﺋﺢ، وإﻧﻤﺎ ﻫﻲ ﻃﺎﻋﺘﻪ وﺗﻌﻈﻴﻤﻪ واﻟﺘﺤﺎﻛﻢ إﻟـــﻰ ﺷـﺮﻳـﻌـﺘـﻪ واﺗــﺒــﺎع ﻫـﺪﻳـﻪ وﺳــﻨــﺘــﻪ وﺗــﻮﻗــﻴــﺮه واﻟـــﺪﻓـــﺎع ﻋــﻨــﻪ وﻧــﺼــﺮﺗــﻪ ﺣــًﻴــﺎ وﻣــﻴــﺘًــﺎ واﻟــﺜــﻨــﺎء ﻋـﻠـﻴـﻪ ﺑـﻤـﺎ ﻫــﻮ أﻫـﻠـﻪ وﻛﺜﺮة ذﻛـﺮه واﻟﺼﻼة ﻋﻠﻴﻪ واﻟـﺘـﺄدب ﻣـﻊ ﺳﻨﺘﻪ وﺣﺪﻳﺜﻪ واﻟـــﺘـــﺄﺳـــﻲ ﺑـــﻪ ﻓـــﻲ ﺷــﻤــﺎﺋــﻠــﻪ وﻧــــﺸــــﺮ ﺳــــﻴــــﺮﺗــــﻪ وﺣـــﺪﻳـــﺜـــﻪ ﻟﻴﺘﺨﺬوه ﻗـﺪوة ﻟﻬﻢ وأﺳﻮة ﻓــــﻲ ﺣــﻴــﺎﺗــﻬــﻢ وﻋـــﺒـــﺎداﺗـــﻬـــﻢ »ﻟــﻘــﺪ ﻛـــﺎن ﻟــﻜــﻢ ﻓــﻲ رﺳــﻮل اﷲ أﺳـــﻮة ﺣـﺴـﻨـﺔ ﻟـﻤـﻦ ﻛـﺎن ﻳـــﺮﺟـــﻮ اﷲ واﻟــــﻴــــﻮم اﻵﺧـــﺮ وذﻛﺮ اﷲ ﻛﺜﻴﺮا«.