اﻟﺘﻐﻴـــﺮ اﻟﻤﻨــﺎﺧـــﻲ..ﻣـــﺎ اﻟﺤـــﻞ؟

إن اﻟﺒﻴﺌﺔ اﻟـﺘـﻲ ﻧﻌﻴﺶ ﻓﻴﻬﺎ إﻧـﻤـﺎ ﻫﻲ أﻣﺎﻧﺔ ﻓﻲ رﻗﺎﺑﻨﺎ، ﻓﻤﻦ ﻋﻠﻴﻬﻢ إﻧﻘﺎذ ﻣﺎ دﻣﺮ ﻣﻨﻬﺎ وإرﺟﺎع اﻟﻌﺠﻠﺔ إﻟﻰ اﻟﻮراء، إن أﻣﻜﻦ، وﻛﻴﻒ؟ ﻓﻤﺎ ﺣﺪث ﻗﺮﻳﺒًﺎ ﻛﺤﺮاﺋﻖ اﻟﻐﺎﺑﺎت ﻓﻲ ﺗﺮﻛﻴﺎ واﻟﻴﻮﻧﺎن وﻓﻴﻀﺎﻧﺎت ﻣـــﺮوﻋـــﺔ ﻓـــﻲ أﻟــﻤــﺎﻧــﻴــﺎ ﻛــﺎﻧــﺖ ﻣـﺮﺗـﺒـﻄـﺔ ﺑﺎﻟﺘﻐﻴﺮ اﻟﻤﻨﺎﺧﻲ وأودت ﺑﺤﻴﺎة اﻟﻤﺌﺎت، ﺟﻌﻠﻨﻲ أﻓﻜﺮ ﻣﻠﻴﺎ ﺑﻌﻼﻗﺘﻨﺎ ﺑﻤﻨﺎخ اﻷرض وﺗﻐﻴﺮﻫﺎ.

ﻟﻘﺪ ﻛﺎن ﻟﻠﺜﻮرة اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺑﺪأت ﻓﻲ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﺣـﺪود ﻋﺎم ٠٦٧١ ﻟﻠﻤﻴﻼد وﻣﺎ ﺗﺒﻌﻪ ﻣﻦ زﻳﺎدة ﻓﻲ اﻟﺼﻨﺎﻋﺔ وإﺑﺎدة ﻟﻠﻐﺎﺑﺎت اﻷﺛــﺮ اﻟﺘﺮاﻛﻤﻲ اﻟﻜﺒﻴﺮ اﻟﻤﺆدي ﻟﻠﺘﻐﻴﺮ اﻟﻤﻨﺎﺧﻲ واﻻﺣـﺘـﺒـﺎس اﻟـﺤـﺮاري وﻣـــــﺎ ﻟــــﻪ ﻣــــﻦ ﺗـــﺄﺛـــﻴـــﺮات ﺣـــــﻮل اﻟــﻌــﺎﻟــﻢ ﻛﺎﻟﺘﺼﺤﺮ، واﻟـﺠـﻔـﺎف، وﻧـﻘـﺺ اﻟﻤﻴﺎه،

واﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻋﻠﻰ أﻧﻤﺎط اﻟﻄﻘﺲ اﻟﺘﻲ ﻫﺪدت اﻹﻧﺘﺎج اﻟﻐﺬاﺋﻲ.

وﻗـﺪ ﺗﻮﺻﻞ ﺗﻘﺮﻳﺮ اﻟﺘﻘﻴﻴﻢ اﻟﺨﺎﻣﺲ اﻟُﻤﻌﺪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﻔﺮﻳﻖ اﻟﺤﻜﻮﻣﻲ اﻟﺪوﻟﻲ اﻟﻤﻌﻨﻲ ﺑﺘﻐّﻴﺮ اﻟﻤﻨﺎخ إﻟﻰ أن ﺗﻐّﻴﺮ اﻟﻤﻨﺎخ ﻫﻮ ﺣﻘﻴﻘﺔ واﻗﻌﺔ، وأن اﻷﻧﺸﻄﺔ اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻫﻲ اﻟﺴﺒﺐ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻓﻲ ذﻟﻚ، ﻣﺎ ﻳﻀﻊ ﻛﻞ ﺷﻚ ﺟﺎﻧﺒﺎ، وﻧﺤﻦ ﺑﺎﻧﺘﻈﺎر ﺗﻘﺮﻳﺮ اﻟﺘﻘﻴﻴﻢ اﻟﺴﺎدس اﻟﻌﺎم اﻟﻤﻘﺒﻞ )٢٢٠٢( ﺑﺈذن اﷲ. ﻳﺬﻛﺮ ﻟﻨﺎ اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ أﻋﻼه أن ﺗﺮﻛﻴﺰ ﻏﺎزات اﻟﺪﻓﻴﺌﺔ آﺧـﺬ ﻓﻲ اﻻرﺗـﻔـﺎع، ﻣﺎ أﺛـﺮ ﻋﻠﻰ ﻣــﺘــﻮﺳــﻂ ﺣــــﺮارة اﻟــﻜــﺮة اﻷرﺿـــﻴـــﺔ وﻣــﺎ ﺗﺮﺗﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ زﻳـﺎدة اﻟﻤﺤﻴﻄﺎت دﻓﺌﺎ )واﻟﺬي ﻳﺆﺛﺮ ﺳﻠﺒﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺒﺤﺮﻳﺔ( وﻛـــﺬﻟـــﻚ ذوﺑـــــﺎن اﻟــﺠــﻠــﻴــﺪ ﺣــــﻮل اﻟــﻌــﺎﻟــﻢ اﻟـﻤـﺆدي ﻻرﺗـﻔـﺎع ﻣﺴﺘﻮى ﺳﻄﺢ اﻟﺒﺤﺎر

واﻟـﻤـﺤـﻴـﻄـﺎت. وﻧـﺠـﺪ اﻻرﺗــﺒــﺎط ﺑـﻴـﻦ ﻣﺎ ﻳــﻘــﻮم ﺑــﻪ ﻗـــﻮم ﻓــﻲ ﺟـﻬـﺔ ﻣــﻦ اﻟﺒﺴﻴﻄﺔ ﻛﻘﻄﻊ اﻷﺷﺠﺎر أو إﻧﺘﺎج ﻧﺴﺐ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺛﺎﻧﻲ أﻛﺴﻴﺪ اﻟـﻜـﺮﺑـﻮن ذي ﺗﺄﺛﻴﺮ واﺿـﺢ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺳﻮاه ﻓﻲ ﻣﻜﺎن آﺧﺮ ﻋﻠﻰ اﻷرض. واﻷﺷـﻨـﻊ ﻣـﻦ ذﻟــﻚ ﻛﻠﻪ ﻫـﻮ ﻣـﺎ ﺗﻨﺒﺄت ﺑﻪ ﻣﻨﻈﻤﺔ اﻟﺼﺤﺔ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺑﺄن ﻳﺆدي ﺗﻐّﻴﺮ اﻟـﻤـﻨـﺎخ ﺑـﺤـﻴـﺎة ﻣــﺎ ﻳــﻘــﺎرب ﻣــﻦ ٠٠٠٠٥٢ ﺷﺨﺺ ﻛﻞ ﺳﻨﺔ ﺑﻴﻦ ﻋﺎﻣﻲ ٠٣٠٢ و٠٥٠٢ ، ﺑﺴﺒﺐ ﻣــﺮض اﻟـﻤـﻼرﻳـﺎ وﺳــﻮء اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ واﻹﺳﻬﺎل واﻹﺟﻬﺎد اﻟﺤﺮاري، ﻛﻠﻬﺎ ﺑﺴﺒﺐ ﺗﻐﻴﺮ اﻟﻤﻨﺎخ. ﻓﻤﺎذا ﻧﺤﺘﺎج ﻟﻠﻮﺻﻮل إﻟﻰ ﻧﺘﺎﺋﺞ ُﻣﺮﺿﻴﺔ ﺑﺨﺼﻮص ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺗﻐّﻴﺮ اﻟﻤﻨﺎخ؟ وﻫﻞ ﺟﻤﻴﻌﻨﺎ ﻣﺴﺆوﻟﻮن وﻗﺎدرون ﻋـﻠـﻰ إﺣــــﺪاث اﻟـﺘـﻐـﻴـﻴـﺮ؟ ﻋـﻠـﻰ اﻟــﻜــﻞ وﻣـﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﻓﺌﺎت اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، ﺑـﻞ وﻣـﻦ أﻗﺼﻰ

أرﺟـــﺎء اﻟﻤﻌﻤﻮرة أﺧــﺬ ﻫــﺬه اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ ﻋــﻠــﻰ ﻋــﺎﺗــﻘــﻬــﺎ، ﻟـﻠـﺘـﻜـﺎﺗـﻒ ﻹﻧــﻘــﺎذ ﻋﺎﻟﻤﻨﺎ ﻣـﻦ ﻣﺼﻴﺮ ﻣﺸﺘﺮك ﺗﺘﺸﺎرك ﻓﻴﻪ ﻫﺬه اﻷﺳﺮة -أﺳﺮة ﺑﻨﻲ آدم- اﻟﺘﻲ أراد ﻟﻬﺎ اﷲ أن ﺗﺘﺤﺪ ﻓﻲ اﻟﺴﺮاء واﻟﻀﺮاء وﺑﺎﻷﺧﺺ ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﻤﺤﻨﺔ اﻟﺘﻲ ﺳﺘﺠﺒﺮ أﻓﺮادﻫﺎ أن ﻳّﺘﺤﺪوا ﻟﻤﺎ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ آﺛﺎر ﺟﺴﻴﻤﺔ وﺷﺎﻣﻠﺔ ﻷﺟــﻴــﺎل ﻗــﺎدﻣــﺔ. ﻓـﻤـﻦ ﻫــﻢ اﻟـﻤـﺴـﺆوﻟـﻮن ﻋـﻦ إﺣــﺪاث اﻟﺘﻐﻴﻴﺮ واﻟﺘﻜﺎﺗﻒ ﻣـﻦ أﺟﻞ ﻣﺼﻴﺮ أﻓﻀﻞ وإﻟﻰ أي ﻓﺌﺔ ﻳﻨﺘﻤﻮن؟ ﻧﺤﻦ ﺟﻤﻴﻌﺎ، وﻗﺎدة اﻟﻔﻜﺮ واﻟﺪﻳﻦ واﻟﺴﻴﺎﺳﺔ، وﻛﻞ ﺻﺎﺣﺐ ﺻﻨﻌﺔ ﺑﺼﻨﻌﺘﻪ، ورب ﺑﻴﺖ وﻣﺪﻳﺮ ﻋﻤﻞ ﺑﺤﺴﻦ إدارﺗﻪ.