رﺳﺎﺋﻞ ﺳﻮداﻧﻴﺔ إﻟﻰ ﻣﻦ ﻳﻬﻤﻪ اﻷﻣﺮ

وﻋـــــﻲ اﻟـــﺸـــﺒـــﺎب واﻟ ـــﻜ ـــﻨ ـــﺪاﻛ ـــﺎت ﻫــــﻮ اﻟـــﻀـــﺎﻣـــﻦ ﻟــﻠــﺘــﺤــﻮل اﻟـــﺪﻳـــﻤـــﻮﻗـــﺮاﻃـــﻲ

ﻛـﻨـﺖ ﺷـﺪﻳـﺪ اﻟـﻘـﻠـﻖ ﻣــﻦ اﻷﺣــــﺪاث اﻟﺘﻲ ﺷﻬﺪﻫﺎ اﻟــﺴــﻮدان ﻳــﻮم اﻟﺨﻤﻴﺲ اﻟـﺤـﺎدي واﻟـﻌـﺸـﺮﻳـﻦ ﻣــﻦ أﻛـﺘـﻮﺑـﺮ ١٢٠٢، وﺧﻮﻓﻲ ﻛﺎن ﻣﻨﺒﻌﻪ أن ﻳﺴﺘﻐﻞ اﻟﻤﻜﻮن اﻟﻌﺴﻜﺮي وﺧـــﻔـــﺎﻓـــﻴـــﺶ اﻟــــﻈــــﻼم وﻛـــﺘـــﺎﺋـــﺐ اﻟــﻈــﻞ اﻻﺣــﺘــﺸــﺎد اﻟـــﺬي ﺗـﺸـﻬـﺪه ﺷــــﻮارع اﻟــﻤــﺪن، ﺧــﺎﺻــﺔ اﻟــﻌــﺎﺻــﻤــﺔ اﻟـﻤـﺜـﻠـﺜـﺔ اﻟــﺨــﺮﻃــﻮم.. ورﻏـﻢ ذﻟﻚ اﻟﺨﻮف واﻟﺮﻳﺒﺔ ﻣﻦ أﺣﺪاث ﻻ ﺗﺤﻤﺪ ﻋﻘﺒﺎﻫﺎ، وأن ﺗـﺤـﺪث ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﺑﻴﻦ اﻷﻃﺮاف اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ اﻟﺸﻮارع، وأن ﻳﺴﻘﻂ اﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻘﺘﻠﻰ، وأن ﻳﺘﺴﺎﻗﻂ ﺷــﻬــﺪاء ﺟـــﺪد، ﺑـﻌـﺪ أن ُﺧــّﻀــﺒــْﺖ اﻷرض ﺑـــﺪﻣـــﺎء اﻷﺑــــﺮﻳــــﺎء ﻓـــﻲ ﻣـــﺠـــﺰرة اﻋــﺘــﺼــﺎم اﻟﻘﻴﺎدة اﻟﻌﺎﻣﺔ.

رﻏــــﻢ ﻗــﻠــﻘــﻲ وﺧـــﻮﻓـــﻲ ﻣـــﻦ ﻣــﺜــﻞ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﺂﻻت، إﻻ أﻧﻨﻲ ﻛﻨﺖ ﻋﻠﻰ ﻳﻘﻴﻦ أن وﻋﻲ اﻟﺸﺒﺎب واﻟﻜﻨﺪاﻛﺎت اﻟﺬﻳﻦ ﻓـﺠـﺮوا ﺛﻮرة دﻳﺴﻤﺒﺮ اﻟـﺒـﺎذﺧـﺔ، واﻋﺘﻤﺎدﻫﻢ اﻟﺴﻠﻤﻴﺔ ﺷــﻌــﺎًرا راﺋـــًﺪا أﺳـﻘـﻄـﻮا ﺑـﻪ ﻧـﻈـﺎم اﻟﻤﺨﻠﻮع اﻟـﺒـﺸـﻴـﺮ، وزﺑـﺎﻧـﻴـﺘـﻪ ﻣــﻦ اﻟﻘﺘﻠﺔ واﻟـﻔـﺴـﺪة واﻟـﻠـﺼـﻮص، ﺳﺘﻜﻮن ﻫـﻲ ﺻـﻤـﺎم اﻷﻣــﺎن ﻟـﺤـﻤـﺎﻳـﺔ ﻫــﺬا اﻟــﻴــﻮم اﻟـﻤـﺸـﻬـﻮد اﻟـــﺬي ﻇﻞ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﺄﺳﺮه ﻳﺘﺎﺑﻌﻪ ﻣﻌﻨﺎ ﻟﺤﻈﺔ ﺑﻠﺤﻈﺔ ﻋﺒﺮ اﻟـﻔـﻀـﺎء اﻟﻤﻔﺘﻮح ووﺳــﺎﺋــﻞ اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻟﻤﺘﻌﺪدة.

١٢ أﻛﺘﻮﺑﺮ ١٢٠٢ ﺧﻂ ﺻﻔﺤﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﻓــﻲ ﺗــﺎرﻳــﺦ اﻟــﺜــﻮرة اﻟــﺴــﻮداﻧــﻴــﺔ اﻟـﻤـﺠـﻴـﺪة، ووﺣﺪ اﻟﺼﻔﻮف وﺟﻌﻞ اﻟﺮؤى ﺗﺘﻼﺣﻢ ﻓﻲ ﻣﺴﻴﺮات ﻫﺎدرة ﺟﺎﺑﺖ ﻛﻞ ﻣﺪن اﻟﺴﻮدان ﺑــﻼ اﺳـﺘـﺜـﻨـﺎء، وأودع ﻫــﺬا اﻟــﻴــﻮم اﻟﻤﺠﻴﺪ ﻓــﻲ ﺻــﻨــﺎدﻳــﻖ ﺑــﺮﻳــﺪ اﻟــﻤــﻜــﻮن اﻟـﻌـﺴـﻜـﺮي ﻓــﻲ ﻣﺠﻠﺲ اﻟــﺴــﻴــﺎدة، وﺟـﻤـﺎﻋـﺔ ﺟﺒﺮﻳﻞ إﺑــﺮاﻫــﻴــﻢ وﻣــﻨــﻲ أرﻛــﻮﻣــﻨــﺎوي وآﺧــﺮﻳــﻦ،

ّدة ﱢﺮ

اﻟــ رﺳﺎﺋﻞ واﺿﺤﺔ وﺟﻠّﻴﺔ، وﻫـﻲ أن ﻣﺴﺘﺤﻴﻠﺔ.

ﻛﻢ ﻧﺘﻤﻨﻰ أن ﻳﺴﺘﻮﻋﺐ ﻫﺆﻻء وأوﻟﺌﻚ وﺑﻘﻴﺔ ﺑﻴﺎدق ﻟﻌﺒﺔ اﻟﺸﻄﺮﻧﺞ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻣﻦ أﻣﺜﺎل: اﻟﺘﻮم ﻫﺠﻮ، واﻟﺠﺎﻛﻮﻣﻲ واﻟﻨﺎﻇﺮ ﺗــــﺮك، أن اﻟــﺸــﻌــﺐ اﻟــﺴــﻮداﻧــﻲ ﺑــﻌــﺪ ﺛــﻮرة دﻳﺴﻤﺒﺮ َﻋ ِﺼﻲ ﻋﻠﻰ اﻻﻧﻜﺴﺎر، وﻋﺼﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺮوﻳﺾ، وأن وﻋﻴﻪ ﻫﻮ اﻟــﺬي ﻳﺤﺼﻨﻪ ﻣــﻦ ﻛــﻞ أﻻﻋــﻴــﺐ اﻟـﻌـﺴـﻜـﺮ وﻣــﺆاﻣــﺮاﺗــﻬــﻢ اﻟﺼﻐﻴﺮة، وأن اﻟﻄﺮﻳﻖ ﺑﺎﺗﺠﺎه اﻟﺘﺤﻮل اﻟﺪﻳﻤﻮﻗﺮاﻃﻲ ﻻ رﺟﻌﺔ ﻋﻨﻪ، ﻓﻬﻮ اﻟﻄﺮﻳﻖ اﻟــــﺬي اﺧــﺘــﺎرﺗــﻪ اﻟـــﺜـــﻮرة اﻟـﻤـﺠـﻴـﺪة ﺿﻤﻦ ﺷﻌﺎراﺗﻬﺎ اﻟﺸﺎﻣﺨﺔ: ﺳﻼم، ﺣﺮﻳﺔ، ﻋﺪاﻟﺔ، واﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﺧﻴﺎر اﻟﺸﻌﺐ.

ﻟﻴﺘﻬﻢ ﻳﺴﺘﻮﻋﺒﻮن اﻟــﺪرس وﻳﻌﻠﻤﻮا أن »اﻋﺘﺼﺎم اﻟﺒﺮﻫﺎن وﺣﻤﻴﺪﺗﻲ اﻟﻤﺼﻨﻮع« أﻣــــــﺎم اﻟــﻘــﺼــﺮ اﻟـــﺠـــﻤـــﻬـــﻮري ﻓـــﻲ وﺳــﻂ اﻟـــﺨـــﺮﻃـــﻮم ﻟـــﻦ ﻳــﺤــﻘــﻖ ﻟــﻬــﻢ ﺷــﻴــﺌــﺎ وأن اﻟﻠﻌﺒﺔ ﺑﺎﺗﺖ ﻣﻜﺸﻮﻓﺔ، وأن اﻷﻣــﻮال اﻟﺘﻲ ﻳﺄﺗﻲ ﺑﻬﺎ أردول وﺑﻘﻴﺔ اﻟﻘﻴﺎدات اﻷﻫﻠﻴﺔ، ﻟــﻦ ﺗـﺤـﺪث ﻓــﺎرﻗــﺎ، ﻓـﺎﻟـﺬﻳـﻦ ﺧــﺮﺟــﻮا إﻟﻰ اﻟــﺸــﻮارع ﻫــﺎدرﻳــﻦ ﻟــﻢ ﻳـﻜـﻮﻧـﻮا ﻳﻨﺘﻈﺮون ﺳﻨﺪوﻳﺘﺸﺎت اﻟﻄﺤﻴﻨﻴﺔ أو ﻗﻄﻊ اﻟﻠﺤﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻠﻘﻰ إﻟﻴﻬﻢ ﻓﻲ ﺧﻴﺎم اﻟﺪﻋﻢ اﻟﺴﺮﻳﻊ وﻋــﻠــﻰ ﺿــﻔــﺎف ﺷـــﺎرع اﻟـﻨـﻴـﻞ اﻟـــﺬي ﻟـﻮﺛـﻮه ﺑﻤﻤﺎرﺳﺎﺗﻬﻢ اﻟﻼإﻧﺴﺎﻧﻴﺔ، وإﻧـﻤـﺎ ﺧﺮﺟﻮا ﻹﺣﺴﺎﺳﻬﻢ، أن ﻟﻬﻢ ﻗﻀﻴﺔ ﻳﺪاﻓﻌﻮن ﻋﻨﻬﺎ وﻳﺆﻣﻨﻮن ﺑﻤﺒﺎدئ ﻧﺒﻴﻠﺔ ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻬﺎ ﻣﺜﻞ ﻫﺆﻻء اﻟﻘﻮم.

ﺣﺪﺛﻨﻰ أﺣـﺪ اﻹﺧــﻮان أن اﻟﺒﺮﻫﺎن ﻗﺪ ﺻـﺪق رؤﻳــﺔ أﺑﻴﻪ ﻣﻦ أﻧـﻪ ﺳﻴﻜﻮن رﺋﻴﺴﺎ ﻟــﻠــﺴــﻮدان، وﻟــﻜــﻦ ﻓــﺎت ﻋﻠﻴﻪ أن ﻳﺨﺒﺮه ﻛﻴﻒ ﺳﺘﻜﻮن اﻟـﻨـﻬـﺎﻳـﺔ، وﻫــﻲ أن اﻟـﺪوﻟـﺔ ﺳــﺘــﻜــﻮن ﻣــﺪﻧــﻴــﺔ وأن ﻻ ﻋـــــﻮدة ﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﻌﺴﻜﺮ إﻻ ﻋﻠﻰ ﺟﺜﺜﻨﺎ.

ﻗـــﺎﺋـــﻤـــﺔ اﻟـــﻤـــﻄـــﺎﻟـــﺐ اﻟـــﺘـــﻲ ﻳـــﻨـــﻌـــﻖ ﺑـﻬـﺎ ﻣــﻨــﻲ أرﻛـــﻮ ﻣــﻴــﻨــﺎوي اﻟــﻤــﺮﻳــﺾ -ﺑﺼﻮرة ﻣﺄﺳﺎوﻳﺔ- ﺑﺤﺐ اﻟـﻈـﻬـﻮر، واﻟـــﺬي ﻳـﺮدد ﻛﺎﻟﺒﺒﻐﺎء ﻛﻠﻤﺎت ﺑﺎﺋﺴﺔ وﻓﻘﻴﺮة وﻣﻤﻠﻮءة ﺑــﺎﻷﺧــﻄــﺎء.. ﻗـﺎﺋـﻤـﺘـﻪ ﺗﺘﻀﻤﻦ اﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺤﻞ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ، وﺗﻮﺳﻴﻊ ﻗﺎﻋﺪة اﻟـﻤـﺸـﺎرﻛـﺔ دون ﻣــﺮاﻋــﺎة ﻻﺗــﻔــﺎق اﻟـﺴـﻼم وﻟــﻠــﻮﺛــﻴــﻘــﺔ اﻟــﺪﺳــﺘــﻮرﻳــﺔ اﻟــﻤــﺘــﻔــﻖ ﻋـﻠـﻴـﻬـﺎ، واﻟﻤﻮدﻋﺔ ﻧﺴﺨﺘﻬﺎ اﻷﺻﻠﻴﺔ ﻟﺪى اﻻﺗﺤﺎد اﻹﻓــﺮﻳــﻘــﻲ واﻻﺗـــﺤـــﺎد اﻷوروﺑــــــﻲ واﻷﻣـــﻢ اﻟﻤﺘﺤﺪة.

ﻳﺘﺠﺎوز اﻟﺮﺟﻞ ﻛﻞ ذﻟﻚ وﻳﺘﺤﺪث ﻋﻦ ﻏﺮف ﻣﻈﻠﻤﺔ ﻳﺠﺮي ﻓﻴﻬﺎ اﻹﻋﺪاد ﻟﺘﺰوﻳﺮ اﻻﻧــﺘــﺨــﺎﺑــﺎت ﻗـﺒـﻞ ﻋـﺎﻣـﻴـﻦ ﻣــﻦ ﻣـﻮﻋـﺪﻫـﺎ وﻟــﻢ ﻧﺴﻤﻌﻪ ﻳﻄﺎﻟﺐ ﺑﺘﺴﻠﻴﻢ ﻗﺘﻠﺔ أﻫﻠﻪ، اﻟــﺬﻳــﻦ ﻧــﺼــﺐ ﺣــﺎﻛــﻢ ﻋـﻠـﻴـﻬـﻢ ﻟﻠﻤﺤﻜﻤﺔ اﻟﺠﻨﺎﺋﻴﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﻗﺼﺎﺻﺎ ﻷرواح اﻟﺸﻬﺪاء واﻟﻀﺤﺎﻳﺎ، اﻟﺬﻳﻦ اﻋﺘﺮف اﻟﻤﺨﻠﻮع اﻟﺒﺸﻴﺮ أن ﻋــﺪدﻫــﻢ ﻻ ﻳــﺘــﺠــﺎوز اﻟــﻌــﺸــﺮة آﻻف، وﻛﺄﻧﻬﻢ َﺳْﻘُﻂ ﻣﺘﺎع ﻻ ﻗﻴﻤﺔ ﻟﻬﻢ، إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺟﺮاﺋﻢ اﻻﻏﺘﺼﺎب وﺣﺮق اﻟﻘﺮى.

ﺳﻌﻴُﺖ ﻃﻮﻳًﻼ ﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻣﺎ اﻟـﺬي ﻳﺮﻳﺪه ﻫـــﺆﻻء اﻟــﻨــﺎس اﻟــﺬﻳــﻦ اﺟـﺘـﻤـﻌـﻮا ﻓــﻲ ﻗﺎﻋﺔ اﻟـــﺼـــﺪاﻗـــﺔ، وﻗـــﺎﻟـــﻬـــﺎ ﺟــﺒــﺮﻳــﻞ إﺑــﺮاﻫــﻴــﻢ ﺻـــﺮاﺣـــﺔ: إﻧــﻬــﻢ ﻳـــﺮﻳـــﺪون أن ﻳـﺤـﻜـﻤـﻮا اﻟـــﺴـــﻮدان وﻻ ﺑـــﺄس ﻓــﻲ ذﻟـــﻚ وﻟــﻜــﻦ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺤﺮة واﻟﻨﺰﻳﻬﺔ، اﻟﺘﻲ ﺳﻴﺸﻬﺪ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑـﺄﺳـﺮه وﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻷدوار اﻟﻤﻠﺘﺒﺴﺔ وﻫﻮ اﻷﻣﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺧﺰﻳﻨﺔ اﻟﺪوﻟﺔ وأﻣــﻮال اﻟﻔﻘﺮاء ﻣﻦ أﺑﻨﺎء اﻟﺸﻌﺐ اﻟﺴﻮداﻧﻲ، اﻟﺬي ﻋﺎﻧﻰ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻋﻠﻰ اﻣـﺘـﺪاد ﺛﻼﺛﻴﻦ ﻋـﺎﻣـﺎ ﻣـﻦ اﻟــﺬل واﻟﻤﻬﺎﻧﺔ واﻟﻬﻮان.

ﺟــﻤــﻴــﻌــﻬــﻢ ﺑــــﻼ اﺳــﺘــﺜــﻨــﺎء ﻻ ﻳـــﺮﻳـــﺪون أي وﺟـــﻮد ﻓــﺎﻋــﻞ ﻟﻠﺠﻨﺔ إزاﻟــــﺔ اﻟﺘﻤﻜﻴﻦ واﺳــﺘــﺮداد اﻷﻣــﻮال اﻟﻤﻨﻬﻮﺑﺔ وﻫـﻲ ﻟﺠﻨﺔ دﺳــﺘــﻮرﻳــﺔ ﻳـﺤـﻤـﻴـﻬـﺎ اﻟــﻘــﺎﻧــﻮن وﻳـﻌـﺘـﺒـﺮﻫـﺎ اﻟﺸﺎرع اﻟﺴﻮداﻧﻲ ﺧﻄﺎ أﺣﻤﺮ، ﻳﺠﺐ أن ﻻ ﻳﺘﺠﺎوزه أﺣﺪ أو ﻳﻘﻔﺰ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻻدﻋﺎء أﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺘﺴّﻠﻢ دوﻻًرا واﺣًﺪا ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﻠﺠﻨﺔ، اﻟﺘﻲ آﻟﺖ ﻛﻞ ﻣﺴﺘﺮداﺗﻬﺎ إﻟﻰ وزارة اﻟﻤﺎﻟﻴﺔ واﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﻻﻗﺘﺼﺎدي، اﻟﺘﻲ ﻳﺠﻠﺲ ﻋﻠﻰ ﻫﺮﻣﻬﺎ ﺟﺒﺮﻳﻞ إﺑﺮاﻫﻴﻢ.

اﻟـﺬﻳـﻦ ﺗﻮﻫﻤﻨﺎ أﻧـﻬـﻢ ﻣـﻊ اﻟــﺜــﻮار اﻧﻘﻠﺒﻮا ﻋـﻠـﻰ اﻟـﺸـﻌـﺐ ﺣـﺘـﻰ أن )أرذل زول( ﺑـﺪأ ﻣﺒﻜﺮا ﺑﺎﻟﺘﻼﻋﺐ ﺑﺄﻣﻮال اﻟﺸﻌﺐ وﻫﻮ ﻳﺘﺒﻮأ أﺣــﺪ ًأﻫــﻢ اﻟﻤﻨﺎﺻﺐ ﻓـﻲ وزارة اﻟﺘﻌﺪﻳﻦ واﻟﻤﻌﺎدن.

ﻓــﻬــﻢ إن ﻛــﺎﻧــﻮا ﻳــﺘــﻮﻫــﻤــﻮن أﻧــﻨــﺎ ﺟﻬﻠﺔ وأﻏـــﺒـــﻴـــﺎء وﻟــﻴــﺴــﺖ ﻟــﻨــﺎ ذاﻛـــــــﺮة ﺗــﺨــﺘــﺰن ﻣﺨﺎزﻳﻬﻢ ﻓﻬﻢ واﻫﻤﻮن.

إن رﻫﺎﻧﻨﺎ اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻋﻠﻰ وﻋﻲ وﻳﻘﻈﺔ ﺷﺎﺑﺎت وﺷﺒﺎب اﻟﺜﻮرة اﻟﺘﻲ ﻓﺠﺮوﻫﺎ ﺣﺘﻰ ﻳﻔﺘﺤﻮا ﻛـﻮة ﻟﻠﻀﻮء، ﻟﺒﻨﺎء ﺳــﻮدان ﺟﺪﻳﺪ ﻧﺤﻠﻢ ﺑﻪ، ﺳﻮدان ﻳﺴﻌﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﺑﻼ إﻗﺼﺎء أو ﻋﻨﺼﺮﻳﺔ -وﻟﻢ ﻳﻔﺖ اﻷوان ﺑﻌﺪ- وﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﻧﻠﺠﺄ ﻟﻠﺤﻮار اﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻲ اﻟـﺒـﻨـﺎء، وأن ﻧﺒﺘﻌﺪ ﻋــﻦ دواﺋـــﺮ اﻟﺘﺨﻮﻳﻦ ﻟﻨﻨﺘﺸﻞ ﻫﺬا اﻟﻮﻃﻦ، وأن ﻧﻌﻤﻞ ﻣﻌﺎ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ واﻟﺒﻨﺎء، ﺳﻮاء ﻟﺪارﻓﻮر أو ﺷﺮق اﻟﺴﻮدان أو ﺑﻘﻴﺔ أﻗﺎﻟﻴﻤﻪ، ﻓﺎﻟﻤﻬﻢ أن ﻳﻜﻮن ﻟﻨﺎ وﻃﻦ ﻧﻔﺘﺨﺮ ﺑﻪ، ﻧﻮّرﺛﻪ ﻷﺟﻴﺎﻟﻨﺎ اﻟﻘﺎدﻣﺔ ﺳﻠﻴًﻤﺎ ﻣﻌﺎﻓﻰ ﻳﺤﺒﻪ اﻷﺻـﺪﻗـﺎء وﻳﺨﺎﻓﻪ اﻷﻋــﺪاء وﻫﻢ ﻛﺜﺮ.