ﻣﻦ أوراق اﻟﺴﺎدات »٣«
رد ﻓـﻌـﻞ اﻟﺴﻮﻓﻴﻴﺖ ﺑـﻄـﻲء وﻻ ﻳـﺘـﺨـﺬون أي ﻗـــﺮار إﻻ ﺑـﻌـﺪ ﻣـﻨـﺎﻗـﺸـﺎت ﻋـﻠـﻰ ﻛــﻞ اﻟﻤﺴﺘﻮﻳﺎت
ﺗﻈﻞ ﻣﺴﺄﻟﺔ اﻻﺗـﺤـﺎد اﻟﺴﻮﻓﻴﻴﺘﻲ ﺣﺪﺛًﺎ ﻋﺎﻟﻘﺎ ﻓﻲ ﺣﻴﺎة أﻧﻮر اﻟﺴﺎدات، ﻓﺈذا راﺟﻌﺖ ﻛﺘﺎب »اﻟــﺴــﺎدات ﻓـﻲ رﺣﻴﻞ ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ وﺧــﻤــﺲ ﺳــﻨــﻮات ﻣــﻦ اﻟــﻤــﻌــﺎﻧــﺎة » -اﻟﺬي ﺑـﻼ اﺳــﻢ وﻻ ﻧﺎﺷﺮ- ﺗﺠﺪ أن أﻏﻠﺐ ﺧﻄﺒﻪ ﺗـﺪور ﺣـﻮل أزﻣــﺎت ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ واﻻﺗﺤﺎد اﻟـﺴـﻮﻓـﻴـﻴـﺘـﻲ، وﻳـــﺮى اﻟــﺴــﺎدات ﻓــﻲ ﻛﺘﺎب أﻧــﻴــﺲ ﻣــﻨــﺼــﻮر »ﻣــــﻦ أوراق اﻟـــﺴـــﺎدات« اﻟـــﺼـــﺎدر ﻋــﻦ دار اﻟــﻤــﻌــﺎرف أن ﻣــﻮاﻗــﻒ اﻟﺴﻮﻓﻴﻴﺖ ﻣﻊ ﻣﺼﺮ داﺋًﻤﺎ ﻣﺘﺤّﻮﻟﺔ وﻏﻴﺮ ﺛﺎﺑﺘﺔ.
ﻓﻲ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺗﻤﻮﻳﻞ اﻟﺴﺪ اﻟﻌﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻤﺜﺎل ﻳﺼﻒ اﻟـﺴـﺎدات ﺗﻌﺎﻣﻞ اﻟﺴﻮﻓﻴﻴﺖ ﻣﻊ ﻫـﺬا اﻟﺘﻤﻮﻳﻞ ﺑﻌﺪ اﻻﻧﺘﻬﺎء ﻣﻦ دراﺳـﺔ اﻟــﻤــﺸــﺮوع ﻓــﻲ ﺳـﻨـﺔ ٦٥٩١، واﻟـﺒـﺤـﺚ ﻋﻦ اﻟﺘﻤﻮﻳﻞ، ﺣﻮاﻟﻲ ٠٠٤ ﻣﻠﻴﻮن ﺟﻨﻴﻪ، وﻛﺎن ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﻣﺴﺎﻋﺪة اﻟﺒﻨﻚ اﻟﺪوﻟﻲ وأﻣﺮﻳﻜﺎ وﺑـﺮﻳـﻄـﺎﻧـﻴـﺎ، ورد اﻟـﺒـﻨـﻚ اﻟــﺪوﻟــﻲ ﺑـﺄﻧـﻪ إذا ﺳﺎﻫﻤﺖ أﻣﺮﻳﻜﺎ ﻓﺴﻮف ﻳﺴﺎﻫﻢ ﻣﺒﺎﺷﺮة، وإﻧﺠﻠﺘﺮا ﻗﺎﻟﺖ إذا اﺷﺘﺮﻛﺖ أﻣﺮﻳﻜﺎ ﻓﺴﻮف ﻧﺸﺘﺮك أﻳﻀﺎ.
أي أﻧﻪ إذا أرادت أﻣﺮﻳﻜﺎ اﻧﻔﺘﺢ اﻟﻄﺮﻳﻖ
أﻣﺎم ﻣﺼﺮ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺷﻲء.
أﻣﺎ ﻣﺴﺎﻫﻤﺔ إﻧﺠﻠﺘﺮا ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻤﺸﺮوع ﻓﻘﺪ أﻋﻠﻨﺖ أﻧﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻌﺪاد ﻟﺪﻓﻊ ﺧﻤﺴﺔ ﻣﻼﻳﻴﻦ ﺟﻨﻴﻪ!
وﻫــﻮ ﻣﺒﻠﻎ ﺗـﺎﻓـﻪ ﺟــــﺪا.. وﻟـﻜـﻦ إﻧﺠﻠﺘﺮا ﺗﺮﻳﺪ أن ﺗﺴﺎﻫﻢ ﻣﻦ أﺟﻞ أن ﺗﻀﻊ ﻗﺪﻣﻬﺎ ﻓــﻲ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺑــﺼــﻮرة أو ﺑــﺄﺧــﺮى. وﻫــﺬا ﻳﺬﻛﺮﻧﺎ ﺑﻤﺎ ﻓﻌﻠﻪ دزراﺋـﻴـﻠـﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ دﺧﻞ ﺑﻜﻞ ﻗﻮﺗﻪ ﻓﻲ ﺷــﺮاء أﺳﻬﻢ ﻗﻨﺎة اﻟﺴﻮﻳﺲ ﻋﻨﺪ إﻧﺸﺎﺋﻬﺎ واﻓﺘﺘﺎﺣﻬﺎ!
وﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ ﻛﻨﺎ ﻧﺘﺠﻪ إﻟﻰ أﻣﺮﻳﻜﺎ، وﻛـﺎن داﻻس ﻳﺤﺎور وﻳـﻨـﺎور.. ﺗـﺎرة ﻳﻘﻮل: إﻧﻪ ﻳـﺪرس، وﺗـﺎرة ﻳﻄﻠﺐ اﻟﺘﺄﻧﻲ واﻟﺼﺒﺮ.. وأﺻـﺒـﺢ واﺿــﺤــﺎ ﻟﺪﻳﻨﺎ أﻧــﻪ ﻳﻜﺴﺐ اﻟﻮﻗﺖ وﻳــﻀــﻴــﻌــﻪ ﻋــﻠــﻴــﻨــﺎ.. أﻧـــﻪ ﻳـﺴـﺘـﻌـﺪ ﻟــﺸــﻲء ﻟﻢ ﻧﻌﺮﻓﻪ ﺑـﻮﺿـﻮح. ﻟﻜﻦ ﻻ ﻧﺴﺘﺒﻌﺪ وﻗﻮﻋﻪ، ﺣﺘﻰ ﻛﺎن ﻳﻮم ٩١ ﻳﻮﻟﻴﻮ ﺳﻨﺔ ٦٥٩١ وأﺻﺪر ﺑﻴﺎﻧﻪ اﻟﺸﻬﻴﺮ اﻟﺬي ﺷّﻬﺮ ﻓﻴﻪ ﺑﻤﺼﺮ ﻣﻌﻠﻨًﺎ إﻓﻼﺳﻬﺎ وﻋﺠﺰﻫﺎ ﻋﻦ ﺑﻨﺎء اﻟﺴﺪ، واﻣﺘﻨﺎع
أﻣﺮﻳﻜﺎ ﻋﻦ اﻟﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﺑﺸﻲء.. وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ: ﺗـﺂﻣـﺮت ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ وﻓـﺮﻧـﺴـﺎ وإﺳـﺮاﺋـﻴـﻞ اﻟﺒﻨﻚاﻟﺪوﻟﻲوﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ! ﻋﻠﻰﻣﺼﺮ،وﺟــﺎءاﻟــﻌــﺪواناﻟﺜﻼﺛﻲ.وﻗﺪ
وﻓــﺠــﺄة -وﻫﺬا ﺷــﻲء ﻏـﺮﻳـﺐ وﻋﺠﻴﺐاﺷﺘﺮﻛﺖ ﻓﻴﻪ ﻫﺬه اﻟـﺪول اﻟﺜﻼث ﻷﺳﺒﺎب اﻟﺘﻘﻂ اﻻﺗﺤﺎد اﻟﺴﻮﻓﻴﻴﺘﻲ اﻟﻜﺮة، وأﻋﻠﻦ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ.. وإن ﻛــﺎن اﻟــﻬــﺪف ﻓــﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻣﻮاﻓﻘﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﻤﻮﻳﻞ وﺑـﻨـﺎء اﻟﺴﺪ اﻟﻌﺎﻟﻲ. واﺣﺪا. وأﻗﻮل: ﻏﺮﻳﺐ وﻋﺠﻴﺐ، ﻷن اﻟﺮوس ﻋﺎدة اﻟــــﻌــــﺪوان اﻟــﺜــﻼﺛــﻲ ﻗـــﻀـــﻰ ﻋــﻠــﻰ ﺳــﻼح ﻟﻴﺲ ﻋﻨﺪﻫﻢ رد ﻓﻌﻞ ﺳﺮﻳﻊ. وإﻧﻤﺎ رد اﻟﻔﻌﻞ اﻟﻄﻴﺮان اﻟﻤﺼﺮي ﺗﻤﺎﻣﺎ.. وﺣــﺎول ﺟﻤﺎل ﻋﻨﺪﻫﻢ ﺑﻄﻲء ﺟﺪا وﻻ ﻳﺘﺨﺬون أي ﻗﺮار ﻋـﺒـﺪ اﻟـﻨـﺎﺻـﺮ إﻗــﻨــﺎع اﻟــﻨــﺎس ﺑــﺄن اﻟــﻌــﺪوان إﻻ ﺑﻌﺪ ﻣﻨﺎﻗﺸﺎت وﻣــﺸــﺎورات وﻗـــﺮارات اﻟﺜﻼﺛﻲ ﻗﺪ ﺣﻄﻢ اﻟﻄﺎﺋﺮات اﻟﻬﻴﻜﻠﻴﺔ ﻋـﻠـﻰ ﻛــﻞ اﻟـﻤـﺴـﺘـﻮﻳـﺎت، وﺗـــﺮدد وﺗـﺸـﻜـﻚ.. وﻟﻴﺲ ﻫــﺬا ﺻﺤﻴﺤﺎ، ﻓﻘﺪ ﺳﺤﻘﻮا ﻛﻞ وﻟﻜﻨﻬﻢﻫﺬهاﻟﻤﺮةﻗﺮرواﺑﺴﺮﻋﺔ. اﻟﻄﺎﺋﺮاتﺣﺴﺐﺗﻌﺒﻴﺮاﻟﺴﺎدات.
وﺗﺠﺮﺑﺘﻲ اﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ﻣﻌﻬﻢ، واﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺰال وﺟـــﻤـــﺎل ﻋــﺒــﺪ اﻟــﻨـــﺎﺻــﺮ ﻗـــﺪ أﻋـــﻠـــﻦ أﻧــﻪ ﻣﺴﺘﻤﺮة، ﺗﺆﻛﺪ ﻟﻲ أﻧﻬﻢ ﻳﻨﺘﻈﺮون ﻋﺎدة رأى ﻣـﻦ ﻓـﻮق ﺑﻴﺘﻪ أﻧــﻮاع اﻟـﻄـﺎﺋـﺮات اﻟﺘﻲ ﺑﺎﻟﺴﻨﻮات دون أن ﻳﻔﻌﻠﻮا ﺷﻴﺌﺎ. وﻗﺪ ﺷﻜﺎ ﻫﺎﺟﻤﺘﻨﺎ.. ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ إﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ وﻓﺮﻧﺴﻴﺔ، ﺟﻤﺎل ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ ﻛﺜﻴﺮا ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﺘﺒﺎﻃﺆ وﻟﺬﻟﻚ ﻋﺮف ﻣﻦ اﻟـﺬي ﻳﺤﺎرﺑﻨﺎ ﻓﺄﺻﺪر ﻓﻲ اﻟﻔﻌﻞ ورد اﻟﻔﻌﻞ، وأﻧﺎ ﻗﺪ ﻋﺎﻳﺸﺖ ﻫﺬه ﻗــﺮار اﻻﻧـﺴـﺤـﺎب اﻟـﻤـﺸـﻬـﻮر.. وﻛــﺎن ﻗــﺮارا اﻟﺘﺠﺎرب اﻟﻤﺮﻳﺮة.. ﻓﻠﻢ ﻳﺤﺪث ﻗﻂ ﺷﻲء راﺋﻌﺎ أدى إﻟﻰ إﻧﻘﺎذ ﺛﻠﺜﻲ اﻟﻘﻮات اﻟﻤﺼﺮﻳﺔ، ﻛﻬﺬا اﻟﺬي ﻓﻌﻠﻪ اﻟﺮوس ﻫﺬه اﻟﻤﺮة واﻟﻤﺮة وﻛـــﺎن ﻫـــﺬا اﻟــﻘــﺮار »ﺿــﺮﺑــﺔ ﺣـــﻆ«. ﻓﻘﺪ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ.«... ﺻــﺎدﻓــﻪاﻟــﺤــﻆاﻟـﺴـﻌـﻴـﺪﻓــﻲذﻟــــﻚ..وﻟـﻢ
اﻟﻤﻘﺎﻻت اﻟﻤﻨﺸﻮرة ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻦ آراء أﺻﺤﺎﺑﻬﺎ ﻓﻘﻂ وﻻ ﺗﻌﺒﺮ ﺑﺎﻟﻀﺮورة ﻋﻦ رأي اﻟﺠﺮﻳﺪة ﻳﻜﻦ ﻗﺮاره ﻣﺜﻞ ذﻟﻚ اﻟﻘﺮار اﻟﺬي أﺻﺪره اﻟـﻤـﺸـﻴـﺮ ﻋـﺒـﺪ اﻟـﺤـﻜـﻴـﻢ ﻋــﺎﻣــﺮ ﺳـﻨـﺔ ٧٦٩١ ﻧــﻤــﻮذﺟــﺎ ﻟــﻼﺿــﻄــﺮاب واﻟـــﻔـــﻮﺿـــﻰ، ﻓﻘﺪ ﺗﺤﻘﻖ ﻟﺠﻤﺎل ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ اﻻﻧﺴﺤﺎب ﻓﻲ ﺛﻼﺛﺔ أﻳﺎم.
وﻟــﻜــﻦ اﻟــﺼــﺤــﻒ اﻟــﻤــﻌــﺎدﻳــﺔ أﻋــﻠــﻨــﺖ أن اﻟﺠﻴﺶ اﻟﻤﺼﺮي ﻛﻠﻪ ﻗـﺪ أﺑﻴﺪ ﺗـﻤـﺎﻣـﺎ، أو أﻧــﻪ إذا ﻛـﺎﻧـﺖ ﻫـﻨـﺎك ﻗــﻮات ﻓﻬﻲ رﻣـﺰﻳـﺔ. »وﻟـــﺬﻟـــﻚ دﻋـــﻮﻧـــﺎ اﻟــﻤــﻠــﻚ ﺳــﻌــﻮد واﻟــﻤــﻠــﻚ ﺣﺴﻴﻦ إﻟـﻰ ﻋـﺮض ﻋﺴﻜﺮي ﻓﻲ أﻟﻤﺎﻇﺔ. وﻋﺮﺿﻨﺎ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﻓﺮﻗﺔ ﻣﺪرﻋﺎت ﻛﺎﻣﻠﺔ.. ﺗﻜﺬﻳﺒﺎ ﻟﻤﺎ ﺗﻘﻮﻟﻪ دول اﻟﻌﺪوان اﻟﺜﻼﺛﻲ ﻣﻦ أﻧﻬﻢ ﻗﺪ ﻗﻀﻮا ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻧﻬﺎﺋﻴﺎ وإﻟﻰ اﻷﺑﺪ«!
وﻫﻨﺎ ﻛﺎن ﻟﻠﺮوس ﻣﻮﻗﻒ ﻧﺬﻛﺮه ﻟﻬﻢ.. ﻓــﺎﻟــﻌــﺪوان اﻟـﺜـﻼﺛـﻲ ﻟــﻢ ﻳﻔﻠﺢ ﻓــﻲ اﻟﻘﻀﺎء ﻋﻠﻴﻨﺎ وﻟﻢ ﻳﺤﻄﻢ ﺗﻠﻚ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺠﺪﻳﺪة ﺑﻴﻨﻨﺎ وﺑﻴﻦ اﻟﺮوس. وﺑﺴﺮﻋﺔ أﻳﻀﺎ، ﺑﺎع ﻟﻨﺎ اﻻﺗﺤﺎد اﻟﺴﻮﻓﻴﻴﺘﻲ أﺳﻠﺤﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﺗﻌﻮﻳﻀﺎ ﻋﻦ اﻟﺘﻲ ﺧﺴﺮﻧﺎﻫﺎ.
ﺛﻢ ﻳﻤﻀﻲ اﻟﺴﺎدات ﻣﻨﺎﻗًﺸﺎ ﻫﺬه اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻐﺮﻳﺒﺔ ﻣﻊ اﻟﺴﻮﻓﻴﻴﺖ »ﻧﺤﻦ داﺋﻤﺎ أﻣﺎم ﻟﻐﺰ ﻻ ﻧﻌﺮف ﻟﻪ أوﻻ وﻻ آﺧﺮ. ﻓﻤﺮة ﻧﺤﺲ أن ﻛﻞ ﺷﻲء اﻧﺘﻬﻰ. أن اﻟﺠﻠﻴﺪ اﻟـﺬي ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻗﺪ ذاب. وﻟﻜﻦ ﻳﺒﺪو أن اﻟﺠﻠﻴﺪ ﻳﺘﺰﺣﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻨﺎس وﻳﺠﻌﻠﻮﻧﻪ ﻛﺮات ﻳﻠﻌﺒﻮن ﺑﻬﺎ.. ﻣﺎ ﺗــﺰال ﻟﻪ ﺻـﻮر أﺧــﺮى ﻳﺼﻌﺐ ﻓﻬﻤﻬﺎ.. وﻟــﻜــﻦ أﺑــﻨــﺎء اﻟـﺠـﻠـﻴـﺪ، وﺧــﺼــﻮﺻــﺎ اﻟــﺮوس ﻳﺠﻴﺪون اﻟﻠﻌﺐ ﺑﻬﺎ وﻋﻠﻴﻬﺎ.. ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻟﻌﺒﺔ أﺧــﺮى ﻻ أﻋــﺮف ﻛﻴﻒ أﺳﻤﻴﻬﺎ. وإن ﻛﻨﺖ أﺧﺘﺎر ﻟﻬﺎ اﺳًﻤﺎ ﻣﺆﻗًﺘﺎ ﻫﻮ »ﻏﻠﻴﺎن اﻟﺠﻠﻴﺪ«.
ﻓﺎﻟﻠﻌﺒﺔ ﺑﻴﻨﻨﺎ وﺑﻴﻦ اﻟﺴﻮﻓﻴﻴﺖ ﻫﻲ أﻧﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺤﺎوﻟﻮن أن ﻳﻘﺪﻣﻮا ﻟﻨﺎ اﻟﺠﻠﻴﺪ وﻫﻮ ﻳــﻐــﻠــﻲ.. ﺷـــﻲء ﻏــﺮﻳــﺐ ﻓـﻬـﻮ ﺟـﻠـﻴـﺪ، وﻟـﻜـﻦ ﻳــﺮﻳــﺪون أن ﻳﺠﻌﻠﻮه ﻳﻐﻠﻲ وﻳﺤﺘﻔﻆ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ ﺑﻜﻞ ﺻﻔﺎت اﻟﺠﻠﻴﺪ اﻟﺒﺎردة.. ﻛﻴﻒ؟ ﻫﺬه ﻫﻲ ﺑﺮاﻋﺘﻬﻢ ﻓﻲ إﺑﻘﺎء اﻟﺠﻠﻴﺪ ﺟــﻴــﺪا، وﻓــﻲ ﻧﻔﺲ اﻟــﻮﻗــﺖ ﻳﻐﻠﻲ دون أن ﻳﺬوب وﻫﻲ ﻟﻌﺒﺔ ﻣﻦ أﻗﺴﻰ ﻣﺎ ﻋﺮﻓﺖ ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑﻴﻦ ﻣﻮﺳﻜﻮ واﻟﻘﺎﻫﺮة.
ﻫﻨﺎ ﻳﺒﺪأ اﻟـﺴـﺎدات ﻓـﻲ دق ﻣﺴﻤﺎر ﻓﻲ ﻣﺼﺪاﻗﻴﺔ ﺟﻤﺎل ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ.