ﺷﻴﺮﻳﻦ أﺑﻮ ﻋﺎﻗﻠﺔ ﻓﻲ ﺳﺠﻞ اﻟﺨﺎﻟﺪﻳﻦ

ﺟــﻴــﺶ اﻻﺣـــﺘـــﻼل اﻹﺳــﺮاﺋــﻴــﻠــﻲ ﻗـﺘـﻠـﻬـﺎ ﻏــــــﺪرًا واﻧــﺘــﻘــﺎًﻣــﺎ ﻷﻧــﻬــﺎ ﻛــﺸــﻔــﺖ ﺟــﺮاﺋــﻤــﻪ ﻟـﻠـﻌـﺎﻟـﻢ

ﻗـﺘـﻠـﻮﻫـﺎ ﻣـﺜـﻠـﻤـﺎ ﺗـﻘـﺘـﻞ اﻟـﺤـﻤـﺎﺋـﻢ ﻓﻲ اﻟــــﻘــــﺪس، ﺟــﺮﻳــﻤــﺔ ﻗــﺘــﻞ ﺷــﻴــﺮﻳــﻦ أﺑــﻮ ﻋـﺎﻗـﻠـﺔ ٢٢٠٢«اﻟــﺘــﻲﻧـﻔـﺬﻫـﺎ ﺟﻴﺶ اﻻﺣﺘﻼل اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ ﻋﻦ ﻗﺼﺪ وﻋــﻤــﺪ، ﺣـﺴـﺐ ﺷــﻬــﺎدة ﻣــﺮاﺳــﻞ ﺷﺒﻜﺔ ﻗـﻨـﺎة اﻟـﺠـﺰﻳـﺮة اﻟــﺬي ﻛــﺎن ﻣـﺮاﻓـًﻘـﺎ ﻟﻬﺎ وﻗﺖ اﻟﺤﺎدث، ﺗﻜﺸﻒ أﻧﻨﺎ أﻣﺎم ﻣﺤﺘﻞ ﻳـﺮﻳـﺪ اﻟـﺨـﻼص ﻣـﻦ ﻛـﻞ اﻟـﺬﻳـﻦ ﺷﻬﺪوا ﺟــﺮاﺋــﻤــﻪ اﻟـــﻨـــﻜـــﺮاء، وﺷــﻴــﺮﻳــﻦ ﺗــﺸــﻬــﺪ ﻋﻠﻰ ﺟﺮاﺋﻤﻬﻢ ﻣﻨﺬ ﻋــﺎم ٧٩٩١، ﻋﺎم اﻟﺘﺤﺎﻗﻬﺎ ﺑﺎﻟﺠﺰﻳﺮة.

وﻣــﻨــﺬ ذاك اﻟــﻴــﻮم أﺿــﺤــﺖ ﺷـﻴـﺮﻳـﻦ ﻣﺸﺮوع ﺷﻬﻴﺪة ﺣﺘﻰ ارﺗﻘﺖ ﺑﺎﻷﻣﺲ ﺑــﺮﺻــﺎﺻــﺔ ﻓـــﻲ اﻟـــــﺮأس وأﺧـــــﺮى ﻓـﻲ اﻟﺮﻗﺒﺔ ﻣﻦ ﻋﺴﻜﺮي إﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ ﻻ ﻳﺆﻣﻦ ﺑــﺤــﻖ اﻟـﺼـﺤـﻔـﻲ ﻓــﻲ ﻧــﻘــﻞ اﻟـﻤـﻌـﻠـﻮﻣـﺔ، وﻛـــﻴـــﻒ ﻳــــﺆﻣــــﻦ ﺑـــﺤـــﻖ اﻟــﺼــﺤــﻔــﻲ ﻓـﻲ ﻧﻘﻞ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺔ وﻫـﻮ اﻟـﺬي اﺣﺘﻞ أرض اﻟــﻤــﻌــﻠــﻮﻣــﺔ وﺻــﺎﺣــﺒــﻬــﺎ وﻫــــﺠــــﺮه ﻣـﻦ دﻳﺎره واﺳﺘﻮﻟﻰ ﻋﻠﻰ أرﺿﻪ.

ﻗـﺘـﻠـﻬـﺎ ﺟــﻴــﺶ اﻻﺣـــﺘـــﻼل اﻹﺳــﺮاﺋــﻴــﻠــﻲ ﻏــﻴــﻠــﺔ وﻏــــــﺪرا واﻧــﺘــﻘــﺎﻣــﺎ ﻷﻧــﻬــﺎ ﻛﺸﻔﺖ ﺟـﺮاﺋـﻤـﻪ ﻟـﻠـﻌـﺎﻟـﻢ ﻛــﻠــﻪ، ﻳــﺒــﺮر اﻟﺼﻬﺎﻳﻨﺔ ﺟــﺮﻳــﻤــﺘــﻬــﻢ اﻟـــﺮﻋـــﻨـــﺎء ﺑــﺄﺳــﺒــﺎب واﻫــﻴــﺔ

ﺳﺎﻣﻲ ﻛﻤﺎل اﻟﺪﻳﻦ

وﻳﻠﻘﻮن ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﻴﻦ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻫﻨﺎك ﺣﺮب وﻻ ﻣﻮاﺟﻬﺔ، وﻻ أﺣﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﻬﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻳﻄﻠﻖ اﻟﻨﺎر أو ﺣﺘﻰ ﻳﻘﺬﻓﻬﻢ ﺑﺎﻟﺤﺼﻰ، ﺣﺘﻰ ﻳﻄﻠﻘﻮا اﻟﻨﻴﺮان ﻓﻲ ﻣﻮاﺟﻬﺘﻪ ﻟﻴﺘﻘّﻮﻟﻮا ﻣﺜًﻼ إن ﻧﻴﺮاﻧﻬﻢ أﺧﻄﺄت وأﺻﺎﺑﺖ اﻟﻤﺮاﺳﻠﺔ اﻟﺼﺤﻔﻴﺔ!

اﺳـﺘـﻬـﺪﻓـﻮا أﺑــﻮ ﻋـﺎﻗـﻠـﺔ وﻫــﻲ ﺗـﺮﺗـﺪي ﺳــــﺘــــﺮة اﻟـــﺼـــﺤـــﺎﻓـــﺔ أﺛـــــﻨـــــﺎء اﻟــﺘــﻐــﻄــﻴــﺔ اﻟــﺼــﺤــﻔــﻴــﺔ اﻟــﺘــﻲ ﺗــﻘــﻮم ﺑــﻬــﺎ ﻻﻗــﺘــﺤــﺎم ﻣﺨﻴﻢ ﺟﻨﻴﻦ، وﻗﺒﻞ ذﻟـﻚ ﻧﻘﻠﺖ ﺧﺒﺮ ﻣـﺌـﺎت اﻟـﺸـﻬـﺪاء اﻟـﺬﻳـﻦ ارﺗــﻘــﻮا، وﻓﺠﺄة ارﺗــﻘــﺖ ﺷـﻴـﺮﻳـﻦ ﻟـﺘـﺼـﺒـﺢ ﺧــﺒــﺮا ﻣﺜﻠﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺷﺎﺷﺔ اﻟﺠﺰﻳﺮة.

ﺻﻮﺗﻬﺎ ﻻ ﻳﺒﺎرح أذﻧﻲ ﻣﻨﺬ ﺳﻤﻌﺖ ﻧﺒﺄ اﻏﺘﻴﺎﻟﻬﺎ: »ﺷﻴﺮﻳﻦ أﺑﻮ ﻋﺎﻗﻠﺔ اﻟﺠﺰﻳﺮة رام اﷲ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ.. اﻟﻘﺪس اﻟﻤﺤﺘﻠﺔ«.. ذﻟــﻚ اﻟــﺼــﻮت اﻟـﺤـﺮ اﻟـــﺬي ﺣـــﺎول ﻧﻘﻞ اﻟــﺤــﻘــﻴــﻘــﺔ وﻛـــﺸـــﻒ ﺟـــﺮاﺋـــﻢ اﻻﺣـــﺘـــﻼل ﻓــــﻲ اﻟــــﻌــــﺎﻟــــﻢ ﻛــــﻠــــﻪ، ﻓـــﻜـــﺎﻧـــﺖ ﻋــﻼﻣــﺔ ﻣﻤﻴﺰة وﻛــﺎن اﺳﻤﻬﺎ ﻳﻨﺒﺊ ﻋﻦ ﺻﻮت ﻛــﻞ ﺿـﺤـﻴـﺔ أو ﻣـﻈـﻠـﻮم ﻓــﻲ اﻷراﺿـــﻲ اﻟـــﻤـــﺤـــﺘـــﻠـــﺔ، ﺑـــﺴـــﻄـــﺖ ﻟـــﻬـــﺎ اﻟـــﺠـــﺰﻳـــﺮة ﻣــﺴــﺎﺣــﺘــﻬــﺎ اﻟـــﺘـــﻲ ﺗــﺴــﺘــﺤــﻖ وﺗــﺮﻛــﺘــﻬــﺎ ﺗـــــﺪور ﻓــــﻮق اﻷراﺿـــــــﻲ اﻟـﻔـﻠـﺴـﻄـﻴـﻨـﻴـﺔ

إﻋﻼﻣﻲ ﻣﺼﺮي

@samykamaleldeen اﻟﻤﺤﺘﻠﺔ وﺗــﻘــﺎوم ﺑﺎﻟﻜﻠﻤﺔ دﻓــﺎﻋــﺎ ﻋﻦ أﻫـﻠـﻬـﺎ اﻟــﺬﻳــﻦ ﻋــﺎﺷــﺖ ﺑﻴﻨﻬﻢ وﺷـﻬـﺪت ﻟﺤﻈﺎت اﻟﻈﻠﻢ ﻣﻌﻬﻢ، ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺻﻮﺗﺎ ﻧــــــﺎدر اﻟـــﺘـــﻜـــﺮار ﻧـــﻘـــﻞ ﺻـــــﻮت اﻟــﺸــﻌــﺐ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ودﻓــﻊ ﻋﻨﻪ اﻟﻈﻠﻢ ﺑﻜﺸﻒ اﻻﻋﺘﻘﺎل واﻟﻘﺘﻞ اﻟﺬي ﻳﻤﺎرﺳﻪ اﻟﻜﻴﺎن اﻟـﺼـﻬـﻴـﻮﻧـﻲ، ﻛـﻤـﺎ ﺗـﺮﺳـﺨـﺖ ﺻـﻮرﺗـﻬـﺎ، ﺣﻴﺚ ﻛـﺎﻧـﺖ أﻣــﺎ ﺻﻠﺒﺔ رﻋــﺖ أﻃﻔﺎﻟﻬﺎ ﺑـﻌـﺪ وﻓـــﺎة زوﺟــﻬــﺎ ورﺑـﺘـﻬـﻢ وﻣــﺎرﺳــﺖ ﻣﻬﺎم ﻋﻤﻠﻬﺎ ﺑﺎﺣﺘﺮاﻓﻴﺔ وﻧـﺠـﺎح، وﻫﺎ ﻫﻮ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻳﺼﻨﻊ ﻣﻦ ﺻﻮرﺗﻬﺎ أﻳﻘﻮﻧﺔ أﻣـــﺎم أوﻻدﻫــــﺎ وأﻣـــﺎم اﻟــﻌــﺎﻟــﻢ ﻛـﻠـﻪ ﻓﻲ ﻣـﻴـﺘـﺘـﻬـﺎ وﺣــﻴــﺎﺗــﻬــﺎ وﻳــﻌــﺮض ﺗﺠﺮﺑﺘﻬﺎ اﻟﻤﻬﻨﻴﺔ واﻹﻧـﺴـﺎﻧـﻴـﺔ وﻳـﻨـﻌـﺎﻫـﺎ اﻟﺤﻜﺎم واﻟﻤﻠﻮك واﻟﻤﺴﺆوﻟﻮن وزﻣـﻼؤﻫـﺎ ﻓﻲ ﻛـﻞ ﺻﺤﻒ وﻣـﻮاﻗـﻊ وﻗـﻨـﻮات اﻟـﻌـﺎﻟـﻢ.. ﻟﻜﻦ ﻫﻞ ﻧﻜﺘﻔﻲ ﺑﻬﺬا؟

ﻻ ﻳــﺠــﺐ أﺑـــــﺪا اﻟــﺘــﻮﻗــﻒ ﻋـــﻦ ﻛـﺸـﻒ ﺟﺮاﺋﻢ اﻻﺣﺘﻼل، ﻟﻘﺪ ﻋﺮﺗﻬﻢ ﺷﻴﺮﻳﻦ أﺑــــﻮ ﻋــﺎﻗــﻠــﺔ ﺣــﻴــﺔ وﻣـــﻴـــﺘـــﺔ، ﻟــــﺬا ﻳـﺠـﺐ أن ﻧــﻨــﺘــﻬــَﺞ أﺳــﻠــﻮﺑــﻬــﺎ وﻧــﺘــﺒــﻊ ﻃـﺮﻳـﻘـﺘـﻬـﺎ وﻧـــﻤـــﺸـــﻲ ﺑــــﻤــــﺤــــﺎذاة ﺗـــﺎرﻳـــﺨـــﻬـــﺎ ﺣــﺘــﻰ ﺗﺘﻮﻗﻒ ﺟﺮﻳﻤﺔ اﻹﻓــﻼت ﻣـﻦ اﻟﻌﻘﺎب اﻟــﺘــﻲ ﻳـﻨـﺘـﻬـﺠـﻬـﺎ ﻣــﻘــﺎﻣــﺮو اﻟــﻌــﺎﻟــﻢ ﻓـﻲ

ﺿﻴﺎع ﺣﻖ اﻟﻤﻈﻠﻮم وﺗﻘﻴﻴﺪ اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ﺿـــﺪ ﻣــﺠــﻬــﻮل ﻟـــﻌـــﺪم ﻛــﻔــﺎﻳــﺔ اﻷدﻟـــــﺔ، ﺷﻴﺮﻳﻦ اﻟﺘﻲ أوﻗـﻒ ﺟﺴﺪﻫﺎ اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ اﻟــﺘــﻲ ﻛــﺎد أن ﻳـﺮﺗـﻜـﺒـﻬـﺎ اﻟـﺼـﻬـﺎﻳـﻨـﺔ ﻓﻲ ﻣﺨﻴﻢ ﺟﻨﻴﻦ، ﺑﻌﺪ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﻔﺪاﺋﻴﺔ اﻷﺧــﻴــﺮة اﻟـﺘـﻲ ﻳﻨﺘﻤﻲ أﺑﻄﺎﻟﻬﺎ ﻟﺠﻨﻴﻦ ﻣﺜﻠﻤﺎ اﻗﺘﺤﻤﺖ اﻟﻤﺨﻴﻢ ﻗﺒﻞ ذﻟﻚ ﻋﺎم ٢٠٠٢، ﻳـﺠـﺐ أن ﻳـﺨـﻠـﺪ اﺳـﻤـﻬـﺎ ﺑﻌﺪﻣﺎ دﻓـﻌـﺖ ﺑﺠﺴﺪﻫﺎ ﻟﻴﺤﻤﻲ ﻫــﺬا اﻟﺸﻌﺐ اﻷﻋﺰل اﻟﺬي ُﻳﺪاُس ﺑﺎﻟﺪﺑﺎﺑﺎت وُﻳﻌﺘﻘُﻞ ﺑﺸﻜﻞ داﺋﻢ.

ﺣــﺎوﻟــﺖ ﺷــﻴــﺮﻳــﻦ أﺑـــﻮ ﻋــﺎﻗــﻠــﺔ ﺗـﻐـﻴـﻴـﺮ اﻟـﻌـﺎﻟـﻢ ﻟـﻸﺣـﺴـﻦ، ﻟـﻸﻓـﻀـﻞ، ﻟﻸﺟﻤﻞ، ﻋﺎﻟﻢ ﻳﺴﻮده اﻟﺴﻼم واﻷﻣـﻦ واﻷﻣـﺎن، وﻳـــــﺘـــــﻮﻗـــــﻒ اﻹﺳــــﺮاﺋــــﻴــــﻠــــﻲ ﻋـــــﻦ ﻗــﺘــﻞ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲُ ﻓﻴﻪ، وﻋﻨﺪﻣﺎ أدرﻛﺖ أﻧﻬﺎ ﻗﺪ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ذﻟﻚ ﻗﺎﻟﺖ »ﻟﻴﺲ ﺳﻬﻼ رﺑﻤﺎ ﻟﻦ أﻏﻴﺮ اﻟﻮاﻗﻊ ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ ﻛﻨﺖ ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ إﻳﺼﺎل ذﻟﻚ اﻟﺼﻮت ﻟــﻠــﻌــﺎﻟــﻢ«.. وﺻــﻞ ﺻــﻮﺗــﻚ ﻳــﺎ ﺷـﻴـﺮﻳـﻦ، وﺳﻴﻈُﻞ اﺳﻤﻚ ﻣﺜﻞ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺪرة ﻓﻲ ﺳﺠﻞ اﻟﺨﺎﻟﺪﻳﻦ، ﻛﺎن وﻣﺎ زال ﻓﻴﺪﻳﻮ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺪرة ذاﻛﺮة ﻻ ﺗﺒﺮﺣﻨﺎ، وﻓﻴﺪﻳﻮ اﺳﺘﺸﻬﺎدك أﻳﻀﺎ ذاﻛﺮة ﻟﻦ ﺗﺒﺮﺣﻨﺎ.