اﻟﺠﻨـــﺔ ﻫـــﻲ ﺛــــﻮاب اﻟﺤـــﺞ اﻟﻤﺒــﺮور
ﻗــــﻠــــﺔ اﻟـــــــــــــﻮازع اﻟــــﺪﻳــــﻨــــﻲ وراء ﻏـــﻔـــﻠـــﺔ اﻟــــــﻨــــــﺎس ﻋــــــﻦ اﻟـــﺤـــﺞ د. ﻣـﺤـﻤـﺪ اﻟـــﻤـــﺮي: اﻻﺳــﺘــﻄــﺎﻋــﺔ اﻟــﻴــﻮم ﺗـﺸـﻤـﻞ اﻟـﺘـﺼـﺮﻳـﺢ واﻟــﺘــﺬﻛــﺮة واﻹﻗــﺎﻣــﺔ
ﻟﻔﻆ اﷲ ﻣﻌﻨﺎه اﻹﻟُﻪ؛ أي اﻟﻤﻌﺒﻮد ﺛﱠﻢ ﺟﻌﻞ اﻟﻠﻔﻆ ﻋﻠﻤﺎ ﻋﻠﻰ اﻻﺳــﻢ اﻷﻋﻈﻢ )اﷲ( ﻣــﻌــﺮﻓــﺎ، ﻣــﻦ ﺣﻴﺚ اﻟﻠﻔﻆ اﻹﻟــﻪ أﺻــﺒــﺤــﺖ اﻟـــــﻼم ﻻزﻣــــــﺔ، ﻟـــﻮ ﻗــﻠــﺖ إﻟــﻪ ﺗـﺮﺟـﻌـﻬـﺎ إﻟـــﻰ أﺻـﻠـﻬـﺎ ) َو ُﻫـــــ َﻮ اﻟﱠــــ ِﺬي ِﻓـﻲ اﻟ ﱠﺴ َﻤﺎء إِﻟَ ٌﻪ َو ِﻓﻲ ا ْﻷَ ْر ِض إِﻟَ ٌﻪ َو ُﻫ َﻮ ا ْﻟ َﺤ ِﻜﻴ ُﻢ ا ْﻟ َﻌﻠِﻴ ُﻢ( ٤٨ اﻟﺰﺧﺮف. ﺻﺎرت اﺳﻢ ﺟﻨﺲ ﻟــﻜــﻦ اﷲ اﺳـــﻢ ﻋــﻠــﻢ ﺑــﻬــﺬه اﻟـﻮﺿـﻌـﻴـﺔ. واﻟـــﻤـــﺸـــﺮﻛـــﻮن اﺳـــﺘـــﺨـــﺪﻣـــﻮا ﻛــﻠــﻤــﺔ إﻟــﻪ واﺳﺘﺨﺪﻣﻮا ﻛﻠﻤﺔ اﷲ )ﻣـﺎ ﻧﻌﺒﺪﻫﻢ إﻻ
َْْ َُ ﻟﻴﻘﺮﺑﻮﻧﺎ إﻟﻰ اﷲ زﻟﻔﻰ(٣ اﻟﺰﻣﺮ. )وﻟﺌﻦ
ََ ﺳﺄﻟﺘﻬﻢ ﻣـﻦ ﺧﻠﻖ اﻟـﺴـﻤـﺎوات واﻷرض
ﱠﱠ ﻟﻴﻘﻮﻟﻦ اﷲ( ٨٣ اﻟﺰﻣﺮ.
أﻣــﺎ ﻛﻠﻤﺔ اﻟـــﺮب ﻓﻤﻌﻨﺎﻫﺎ ﻓــﻲ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻤﺮﺑﻲ وﻫﻮ اﻟﻤﻮّﺟﻪ واﻟﻤﺮﺷﺪ واﻟﻘّﻴﻢ واﻟـــــﺮازق وﻟــﺬﻟــﻚ ﻛﻠﻤﺔ رب ﺣـﺘـﻰ ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ ﻳﻘﺼﺪ ﺑﻬﺎ ﻏﻴﺮ اﷲ أﻳﻀﺎ )اذﻛﺮﻧﻲ ﻋـﻨـﺪ رﺑـــﻚ( ﻳــﻮﺳــﻒ. ) َﻗـــــﺎ َل ا ْر ِﺟـــــ ْﻊ إِﻟَـــﻰ َرﺑﱢــ َﻚ َﻓـﺎ ْﺳـﺄَْﻟـ ُﻪ َﻣـﺎ ﺑَــﺎ ُل اﻟـﻨﱢـ ْﺴـ َﻮ ِة( ﻳﻮﺳﻒ. ﻳـﺠـﻮز أن ﻳـﻘـﺎل رب اﻟﺒﻴﺖ ورب اﻟــﺪار
وﺗﻀﺎف أﻳﻀﺎ ﻓﻴﻘﺎل رب اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ، رب اﻟﺴﻤﺎوات.
وﻟﻔُﻆ اﻟﺠﻼﻟﺔ )اﷲ( ﻫﻮ اﻟﻠﻔﻆ اﻟﻌﺎّم ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ وﻳُﺬﻛﺮ ﻫﺬا اﻟﻠﻔﻆ داﺋًﻤﺎ ﻓﻲ ﻣــﻘــﺎم اﻟﺘﻜﻠﻴﻒ أواﻟــﺘــﻬــﺪﻳــﺪ. أﻣـــﺎ ﻛﻠﻤﺔ اﻟـــــﺮّب ﻓــﺘــﺄﺗــﻲ ﺑـﺼـﻔـﺔ اﻟــﻤــﺎﻟــﻚ واﻟــﺴــّﻴــﺪ واﻟـﻤـﺮﺑـﻲ واﻟــﻬــﺎدي واﻟـﻤـﺮﺷـﺪ واﻟﻤﻌﻠﻢ وﺗﺄﺗﻲ ﻋﻨﺪ ذﻛـﺮ ﻓﻀﻞ اﷲ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎس ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻣﺆﻣﻨﻴﻦ وﻏـﻴـﺮ ﻣﺆﻣﻨﻴﻦ ﻓﻬﻮ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ اﻟﻤﺘﻔﻀﻞ ﻋﻠﻴﻬﻢ واﻟﺬي أﻧﺸﺄﻫﻢ وأوﺟـــﺪﻫـــﻢ ﻣــﻦ ﻋـــﺪم وأﻧــﻌــﻢ ﻋﻠﻴﻬﻢ. واﻟﺨﻄﺎب ﻓﻲ اﻵﻳﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻟﻠﻨﺎس ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻓــﻲ ﻗـﻮﻟـﻪ ﺗـﻌـﺎﻟـﻰ: )ﻳــﺎ أﻳـﻬـﺎ اﻟــﻨــﺎس اﺗﻘﻮا رﺑﻜﻢ( ﺳﻮرة اﻟﻨﺴﺎء. وﻫﻮ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻳﺬﻛﺮ اﻟﻨﻌﻤﺔ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﺄن ﺧﻠﻘﻬﻢ واﻟﺬﻳﻦ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻬﻢ، وﻟﺬا ﺟﺎءت ﻛﻠﻤﺔ )رﺑﻜﻢ( ﺑﻤﻌﻨﻰ اﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ. وﻋــﺎدة ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺬﻛﺮ اﻟﻬﺪاﻳﺔ ﻓــﻲ اﻟــﻘــﺮآن اﻟــﻜــﺮﻳــﻢ ﻳــﺄﺗــﻲ ﻣـﻌـﻬـﺎ ﻟﻔﻆ اﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ )رب(.
َﺷـــــــــ ﱠﺪ َد ﻋــــــﺪ ٌد ﻣـــﻦ اﻟــﻌــﻠــﻤــﺎ ِء واﻟـﺪﻋـﺎِة ﻋﻠﻰ ﺿــﺮورِة ﺣﺮص اﻟﻤﺴﻠﻢ ﻋﻠﻰ أداء ﻓﺮﻳﻀﺔ اﻟﺤﺞ إذا ﻛﺎن ُﻣﺴﺘﻄﻴًﻌﺎ، ﺗﻠﺒﻴﺔ ﻟﺪﻋﻮة وﻧــــﺪاء اﻟــﻤــﻮﻟــﻰ ﻋــﺰ وﺟـــﻞ ﻋﻠﻰ ﻟـﺴـﺎن إﺑــﺮاﻫــﻴــﻢ ﻋﻠﻴﻪ اﻟـﺴـﻼم: ) َوأَﱢذن ِﻓﻲ اﻟ ﱠﻨﺎ ِس ﺑِﺎ ْﻟ َﺤﺞ ﻳَ ْﺄﺗُﻮ َك
ﱢٍ ًُ ِِ رﺟـﺎﻻ وﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺿﺎﻣﺮ َْ ﻳﺄﺗﻴﻦ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻓﺞ ﻋﻤﻴﻖ(.
وذﻫﺒﻮا إﻟﻰ أن اﻟﺤﺞ ﻳﻐﺴﻞ اﻹﻧـــﺴـــﺎَن اﻟــُﻤــﺴــﻠــﻢ ﻣــﻦ ذﻧــﻮﺑــﻪ وﻳﺠﻌﻠﻪ ﻛﻴﻮم وﻟﺪﺗﻪ أﻣﻪ، ﻛﻤﺎ أن اﻟﺤﺞ ﻓﻴﻪ ﺑـﺸـﺮى ﺑﺎﻟﻐﻨﻰ؛ ﻷن اﷲ ﻳــﺨــﻠــﻒ ﻋــﻠــﻰ اﻟــﺤــﺎج ﻣﺎ أﻧﻔﻘﻪ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﻣﺮﺿﺎﺗﻪ، ﻻﻓﺘﻴﻦ إﻟــﻰ ﻗــﻮل اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋــﻠــﻴــﻪ وﺳـــﻠـــﻢ: »واﻟـــﺤـــﺞ
ٌَ ﱠﱡ اﻟـــ َﻤـــ ْﺒـــ ُﺮو ُر ﻟــﻴــ َﺲ ﻟــﻪ ﺟـــــﺰاء إﻻ اﻟ َﺠ ﱠﻨ ُﺔ«.
ﻓــﻲ اﻟــﺒــﺪاﻳــﺔ، أﻛــــﺪ اﻟـﺸـﻴـﺦ د. ﻣــﺤــﻤــﺪ راﺷـــــﺪ اﻟـــﻤـــﺮي أﺳــﺘــﺎذ اﻟــﻌــﻘــﻴــﺪة اﻹﺳـــﻼﻣـــﻴـــﺔ ﺑـﻜـﻠـﻴـﺔ اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻗﻄﺮ، أن ﻓﺮﻳﻀﺔ اﻟﺤﺞ رﻛﻦ ﻣﻦ أرﻛﺎن اﻹﺳــﻼم وﻫﻲ اﻟﺮﻛﻦ اﻟﺨﺎﻣﺲ ﻣــﻦ أرﻛـــﺎن اﻟــﺪﻳــﻦ، واﻟــﺪﻳــﻦ ﻻ ﻳﻘﻮم إﻻ ﻋﻠﻰ ﻫﺬه اﻷرﻛﺎن، ﻓﺈذا ﻏــﺎب رﻛــﻦ ﻣــﻦ ﻫــﺬه اﻷرﻛـــﺎن ﻓﻘﺪ اﻹﻧﺴﺎن إﺳﻼﻣﻪ.
وﻗــــﺎل: ﺑـﻤـﺎ أن اﻟــﺤــﺞ رﻛـﻦ ﻣﻦ أرﻛﺎن اﻹﺳﻼم ﻓﻬﻮ ﻻ ﻳﻘﻞ أﻫــﻤــﻴــﺔ ﻋـــﻦ ﺑــﺎﻗــﻲ اﻟــﻔــﺮاﺋــﺾ ﻛﺎﻟﺼﻼة واﻟﺰﻛﺎة واﻟﺼﻴﺎم، إﻻ أﻧﻪ ﺗﺨﻔﻴﻔﺎ ﻣﻦ اﷲ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺎده ﺟـﻌـﻞ اﻟــﺤــﺞ ﻣـــﺮة ﻓــﻲ اﻟـﻌـﻤـﺮ، ﻟــﻴــﺲ ﻛــﺎﻟــﺼــﻼة، أو ﻛـﺎﻟـﺼـﻴـﺎم واﻟﺰﻛﺎة ﻓﻲ ﻛﻞ ﻋﺎم.
وأﺿـــﺎف: وﻣــﻦ ﺛـﻢ ﻧﺠﺪ أن اﷲ ﻗﺪ ﺧﻔﻒ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺎده ﺣﻴﻦ ﺟـﻌـﻞ اﻟـﺤـﺞ ﻓــﻲ ﻋـﻤـﺮ اﻹﻧـﺴـﺎن ﻣـﺮة، وﻟﻺﻧﺴﺎن أن ﻳﺤﺞ أﻛﺜﺮ ﻣـــﻦ ﺣــﺠــﺔ ﻧــﺎﻓــﻠــﺔ؛ ﻷن ﻟﻠﺤﺞ ﻧﺎﻓﻠﺔ ﻟﻜﻦ ﺑﺎﻟﻔﺮض ﺗﺒﺮأ ذﻣﺔ اﻟﻤﺴﻠﻢ اﻟﻤﺴﺘﻄﻴﻊ ﺑــﺄداء ﺣﺠﺔ واﺣﺪة.
وﺗﺎﺑﻊ: اﻟﺤﺞ ﻣﺮة ﻓﻲ اﻟﻌﻤﺮ »ﻟــﻤــﻦ اﺳـﺘـﻄـﺎع إﻟــﻴــﻪ ﺳـﺒـﻴـﻼ«، ﻓـــــﺈذا ﻋــﺠــﺰ اﻹﻧـــﺴـــﺎن ﺳﻘﻄﺖ اﻟﻔﺮﺿﻴﺔ ﻋﻨﻪ. وأوﺿــﺢ أن أم اﻟـﻤـﺆﻣـﻨـﻴـﻦ ﻋـﺎﺋـﺸـﺔ رﺿـــﻲ اﷲ ﻋـﻨـﻬـﺎ ﺳــﺄﻟــﺖ اﻟـﻨـﺒـﻲ ﺻـﻠـﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳـﻠـﻢ: »ﻳــﺎ رﺳـــﻮل اﷲ،
ٍََ ﻫﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺴﺎء ﻣﻦ ﺟﻬﺎد؟ ﻗﺎل: ﻧﻌﻢ، ﻋﻠﻴﻬﻦ ﺟﻬﺎد ﻻ ﻗﺘﺎل ﻓﻴﻪ؛ اﻟﺤ ﱡﺞ واﻟ ُﻌﻤﺮ ُة« )أﺧﺮﺟﻪ أﺣﻤﺪ واﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ(.
وأﺑـــــﺎن أن اﻟــﺤــﺞ اﺟﺘﻤﻌﺖ ﻋﻦ أﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ أن رﺳﻮل اﷲ -ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ
ﱠَ ُّ وﺳّﻠﻢ- ﻗــﺎل: )إن اﻟﻌﺒﺪ ﻟﻴﺒﻠﻎ ﺑﺤﺴﻦ ﺧﻠﻘﻪ ﻋﻈﻴﻢ ﱠِ ِِ
َُ درﺟـــــﺎت اﻵﺧـــــﺮة وﺷــــﺮف اﻟــﻤــﻨــﺎزل وإﻧـــﻪ ﻟﻀﻌﻴﻒ
ﻓـﻴـﻪ ﻛــﺎﻓــﺔ ﻋـﻨـﺎﺻـﺮ اﻟـﻔـﺮاﺋـﺾ اﻷﺧـــــــــﺮى، ﻷن ﺑــﻌــﻀــﻬــﺎ ﻓـﻴـﻪ ﻋـــــﺒـــــﺎدات ﺑـــﺪﻧـــﻴـــﺔ، وﺑــﻌــﻀــﻬــﺎ ﻋــﺒــﺎدات ﻣـﺎﻟـﻴـﺔ واﻟــﺤــﺞ ﻋـﺒـﺎدة ﺑﺪﻧﻴﺔ وﻣﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ؛ ﻷن اﻟﺤﺎج ﻻﺑﺪ أن ﺗﺘﻮﻓﺮ ﻋﻨﺪه اﻟــﺮاﺣــﻠــﺔ واﻟــﻨــﻔــﻘــﺔ واﻟــﺘــﺬﻛــﺮة واﻹﻗـــــــﺎﻣـــــــﺔ ﻓـــﻜـــﻞ ذﻟـــــــﻚ ﻣــﻦ اﻻﺳﺘﻄﺎﻋﺔ.
وﺷﺪد ﻋﻠﻰ ﺿﺮورة ﺣﺮص اﻟﻤﺴﻠﻢ ﻋﻠﻰ أداء اﻟﻔﺮﻳﻀﺔ إذا ﻛـــﺎن ﻣـﺴـﺘـﻄـﻴـًﻌـﺎ، ﻣــﻮﺿــًﺤــﺎ أن اﻟــﻌــﻠــﻤــﺎء اﺧــﺘــﻠــﻔــﻮا ﻛــﻴــﻒ ﻳـﻜـﻮن اﻟﺤﺞ وﻫﻞ ﻳﻜﻮن ﺑﺎﻟﺘﺮاﺧﻲ أو ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻮر ﻟﻤﻦ اﺳﺘﻄﺎع.
وﻋﻠﻖ ﻗـﺎﺋـًﻼ: وﺧــﺮوًﺟــﺎ ﻣﻦ اﻟــﺨــﻼف وﺗﻠﺒﻴﺔ ﻟــﻨــﺪاء اﻟﻤﻮﻟﻰ ﻋﺰ وﺟﻞ اﻟﺬي أُِﻣﺮ ﺑﻪ إﺑﺮاﻫﻴﻢ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم: » َوأَﱢذن ِﻓﻲ اﻟ ﱠﻨﺎ ِس ﺑﺎﻟﺤﺞ ﻳﺄﺗﻮك رﺟـﺎﻻ وﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﱢٍ ََ ُِ َﱟ َٰ ٍﱢ
ََ ْْ ََ ﺿﺎﻣﺮ ﻳﺄﺗﻴﻦ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻓﺞ ﻋﻤﻴﻖ .«(٢٧) ﻧـﺠـﺪ أن اﻟــﺤــﺞ ﻳﻜﻮن ﺑـــﺎﻟـــﻤـــﺒـــﺎدرة، ﻓــﻤــﺘــﻰ اﺳــﺘــﻄــﺎع اﻹﻧﺴﺎن ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺒﺎدر ﺗﻠﺒﻴﺔ ﻟﻨﺪاء إﺑﺮاﻫﻴﻢ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم، وﺗﺄدﻳﺔ ﻟــﻠــﻔــﺮﻳــﻀــﺔ، وﺗــﺒــﺮﺋــﺔ ﻟــﺬﻣــﺘــﻪ، ﺧﺼﻮﺻﺎ إذا ﻛﺎن ﻟﻢ ﻳﺤﺞ ﺣﺠﺔ اﻹﺳﻼم إذا ﻛﺎن ﻣﺴﺘﻄﻴﻌﺎ.
وﻗــــــــــﺎل: إن اﻻﺳـــﺘـــﻄـــﺎﻋـــﺔ ﺗــﺨــﺘــﻠــﻒ اﻟــــﻴــــﻮم ﻋــــﻦ اﻟـــﺰﻣـــﻦ اﻟــــﻤــــﺎﺿــــﻲ؛ ﻷن اﻻﺳــﺘــﻄــﺎﻋــﺔ اﻟﻴﻮم ﺗﺸﻤﻞ اﻟﺘﺼﺮﻳﺢ وﺗﺸﻤﻞ اﻟـﺘـﺬﻛـﺮة وﺗﺸﻤﻞ اﻹﻗــﺎﻣــﺔ، ﻣﺎ ﻳﻌﻨﻲ أﻧﻪ إذا ﻛﺎن اﻹﻧﺴﺎن ﻏﻨﻴﺎ وﻟﻴﺲ ﻟﺪﻳﻪ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﻓﻬﻮ ﻏﻴﺮ ﻣــﺴــﺘــﻄــﻴــﻊ وﻛــــﺬﻟــــﻚ اﻟــــﻤــــﺮأة، وﻟﻜﻦ ﻣﺘﻰ ﻣﺎ ﺗﻮﻓﺮت ﺷﺮوط اﻻﺳﺘﻄﺎﻋﺔ ﻟﺪى اﻹﻧﺴﺎن وﻛﺎن ﻗـﺎدرا ﻣﺎدﻳﺎ وﺑﺪﻧﻴﺎ ﺑﺎﻟﻐﺎ ﻋﺎﻗﻼ ﻣﻜﻠﻔﺎ واﻧﺘﻔﺖ اﻟﻤﻮاﻧﻊ ﻓﻴﺠﺐ ﻋﻠﻴﻪ أن ﻳـﺒـﺎدر ﺑﺎﻟﺤﺞ ﻟﻘﻀﺎء ﺗﻠﻚ اﻟﻔﺮﻳﻀﺔ.
ﺑــــــﺪوره، ﻗــــﺎل اﻟــﺸــﻴــﺦ ﺷﻘﺮ اﻟــﺸــﻬــﻮاﻧــﻲ اﻹﻣـــــﺎم واﻟـﺨـﻄـﻴـﺐ ﺑــــــــﻮزارة اﻷوﻗــــــــﺎف واﻟـــﺸـــﺆون اﻹﺳـــﻼﻣـــﻴـــﺔ: ﺑــﻌــﺪ أن أﻛـﺮﻣـﻨـﺎ اﷲ ﺑﺘﻤﺎم اﻟﺼﻴﺎم، ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺸﺒﺎب ﺑﻌﺪ اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ أو اﻟــﺰواج ﻳﻜﻮن ﻗﺪ أﺧـﺮج اﻟﺰﻛﺎة ﻣﻦ ﻣﺒﻠﻎ ﻳﺪﺧﺮه، وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻟﻢ ﻳﺒَﻖ ﻋﻠﻴﻪ إﻻ أداء اﻟﺮﻛﻦ اﻷﺧﻴﺮ ﻣﻦ أرﻛﺎن اﻹﺳﻼم، اﻟﺬي ﺟﻌﻠﻪ اﷲ ﻟﻤﻦ اﺳﺘﻄﺎع إﻟﻴﻪ ﺳﺒﻴﻼ.
وﻗــــــﺎل: ﻛــﺜــﻴــﺮ ﻣـــﻦ اﻷﻓـــــﺮاد ﻓــــﻲ أﻣـــــﻢ اﻟـــﻌـــﺎﻟـــﻢ اﻟـﻤـﺨـﺘـﻠـﻔـﺔ ﺷــﺮﻗــﻬــﺎ وﻏــﺮﺑــﻬــﺎ ﻳــﺤــﺮﺻــﻮن ﻋﻠﻰ ﺗﺤﺼﻴﻞ اﻟــﻤــﺎل ﻣــﻦ أﺟﻞ أداء ﻫـــــﺬه اﻟـــﻔـــﺮﻳـــﻀـــﺔ وﻫــــﺬا اﻟــــﺮﻛــــﻦ ﺧــــﺎﺻــــﺔ اﻟــﻤــﺴــﻠــﻤــﻴــﻦ اﻟﻬﻨﻮد واﻵﺳﻴﻮﻳﻴﻦ واﻷﻓﺎرﻗﺔ، ﺣﻴﺚ ﻳﺠﻤﻌﻮن اﻟﻤﺎل ﻟﻌﺸﺮات اﻟﺴﻨﻮات ﻣﻦ أﺟﻞ أداء ﻓﺮﻳﻀﺔ اﻟﺤﺞ.
وأﺿـــﺎف: وﻛــﺎن اﻟـﺤـﺎل ﻫﻨﺎ أن اﻟــﻨــﺎس ﻳﻨﺸﻐﻠﻮن ﺑﻔﺮﻳﻀﺔ اﻟﺤﺞ، وﻟﻜﻦ ﻻ ﻳﺤﺘﺎﺟﻮن ﻫﺬا اﻟﻮﻗﺖ واﻟـﻤـﻘـﺪار، وﻟﻜﻦ اﻟﻴﻮم ﺻﺎر اﻟﻨﺎس ﻓﻲ ﻏﻔﻠﺔ ﻋﻦ ﻫﺬا اﻷﻣــﺮ ﻟﻘﻠﺔ اﻟــﻮازع اﻟﺪﻳﻨﻲ ﻟﺪى ﺑﻌﺾ اﻟـﻨـﺎس وﻛـﺜـﺮة اﻻﻧﺸﻐﺎل ﺑﺎﻟﺪﻧﻴﺎ وﻣﻠﻬﻴﺎﺗﻬﺎ وﻣﻠﺬاﺗﻬﺎ، ﺑـﻌـﻴـﺪا ﻋــﻦ اﻻﻫـﺘـﻤـﺎم ﺑـﺎﻵﺧـﺮة واﻟﺪﻳﻦ واﻟﺤﺮص ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻼل واﻟــﺤــﺮام، ﻣﺎ ﺟﻌﻞ اﻟﺤﺞ ﻟﻴﺲ ﻣــــﻦ اﻷﻣــــــــﻮر اﻟــــﺤــــﺎﺿــــﺮة ﻓـﻲ اﻟﺬﻫﻦ، ﺣﻴﺚ ﻳﻬﺘﻢ اﻟﻜﺜﻴﺮون ﺑــﺎﻟــﺴــﻔــﺮ ﻟــﻠــﺴــﻴــﺎﺣــﺔ ﻓـــﻲ ﺣﻴﻦ ﺿﻌﻒ اﻫﺘﻤﺎﻣﻬﻢ ﺑﺎﻟﺴﻔﺮ ﻷداء اﻟــﻌــﺒــﺎدة، وإﻧــﻪ ﻟﻴﺒﻠُﻎ ﺑـﺴـﻮِء ُﺧـﻠـِﻘـﻪ أﺳـﻔـَﻞ درﺟـــٍﺔ ﻓﻲ ﺟﻬﻨﻢ(
ﺣﺪﻳﺚ ﺣﺴﻦ.
ﻓﺮﻳﻀﺔ اﻟﺤﺞ.
وأرﺟـــــــــــﻊ ذﻟـــــــﻚ إﻟـــــــﻰ ﻋــــﺪة اﻋﺘﺒﺎرات؛ ﻣﻨﻬﺎ ﺗﺰاﺣﻢ اﻷﺳﻔﺎر، ﺣﻴﺚ ﺑﺎت اﻟﺴﻔﺮ أﻣًﺮا ﻣﻴﺴﻮًرا، وﻟـﻪ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻣﺎ أدى إﻟــﻰ أن اﻹﻧــﺴــﺎن ﻟـﻢ ﻳﻌﺪ ﻳﻔﻜﺮ ﻓﻴﻪ ﻛﺎﻟﺴﺎﺑﻖ، ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﺗﺰاﺣﻢ اﻻﻫــــﺘــــﻤــــﺎﻣــــﺎت، ﻛـــﺎﻻﻫـــﺘـــﻤـــﺎم ﺑــﺎﻟــﺒــﻴــﺖ واﻟــﺘــﺮﺑــﻴــﺔ واﻷﺳـــــﺮة، واﻻﻧﺸﻐﺎل ﺑﺎﻟﻤﺘﻊ اﻟﺪﻧﻴﻮﻳﺔ ﺑﻌﻴﺪا ﻋﻦ اﻷﺧﺮوﻳﺔ.
وﻟـــﻔـــَﺖ إﻟــــﻰ أن ﻛــﺜــﻴــًﺮا ﻣﻦ اﻟــــﻨــــﺎس ﻫــــﺮﺑــــﺎ ﻣــــﻦ اﻟـــﺰﺣـــﺎم وأﺟﻮاء اﻟﺤﺞ اﻟﺤﺎرة ﻳﺮﺟﺊ أداء اﻟـﻔـﺮﻳـﻀـﺔ ﻟـﻤـﺎ ﺑـﻌـﺪ اﻟﺨﻤﺴﻴﻦ واﻟــﺴــﺘــﻴــﻦ ﻣـــﻦ اﻟـــﻌـــﻤـــﺮ، رﻏــﻢ أن أداَءه اﻟﻔﺮﻳﻀَﺔ وﻫــﻮ ﻗـﺎدر وﺑـﺼـﺤـﺔ ﺟـﻴـﺪة أﻓــﻀــﻞ، ﻻﻓـﺘـﺎ إﻟـــﻰ أن ﻫــﻨــﺎك آﺑــــﺎء ﻣﺴﻠﻤﻴﻦ أذﻛـﻴـﺎء ﻳُﻨَﱢﺸﺌﻮن أﺑـﻨـﺎءﻫـﻢ ﻋﻠﻰ اﻟــﻌــﺒــﺎدة وﺑــﻤــﺠــﺮد أن ﻳﻜﻤﻞ اﻟﻄﻔﻞ ٥١ ﻋﺎﻣﺎ ﻳﺸﺠﻌﻮﻧﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻔﺮ ﻷداء اﻟـﻌـﻤـﺮة وﻣــﻦ ﺛﻢ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﺄداء ﺗﻠﻚ اﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ﻣﻨﺬ اﻟـﺼـﻐـﺮ وﻳــﻜــﻮن ﺣــﺮﻳــﺼــﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ اﻟـﻌـﺒـﺎدات اﻟﻌﻈﻴﻤﺔ اﻷﻣـﺮ اﻟــــﺬي ﻳـﺠـﻌـﻠـﻪ ﺣــﺮﻳــﺼــﺎ ﺧــﻼل ذﻟﻚ ﻋﻠﻰ أداء ﻓﺮﻳﻀﺔ اﻟﺤﺞ.
ﻣـﻦ ﺟﺎﻧﺒﻪ، أوﺿـــﺢ اﻟﺸﻴﺦ ﺛــــﺎﺑــــﺖ اﻟـــﻘـــﺤـــﻄـــﺎﻧـــﻲ اﻹﻣـــــــﺎم واﻟــﺨــﻄــﻴــﺐ ﺑــــــﻮزارة اﻷوﻗــــﺎف واﻟـﺸـﺆون اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ أن اﻟﺤﺞ ﻣــﻦ أرﻛــــﺎن اﻹﺳــــﻼم اﻟﻤﻘﻴﺪة ﺑــﺎﻻﺳــﺘــﻄــﺎﻋــﺔ، وذﻟــــﻚ ﺑﻨﻌﻤﺔ ﻣــﻦ اﷲ ﺗـﻌـﺎﻟـﻰ، ﻻﻓــﺘــﺎ إﻟــﻰ أن ﻋــﻠــﻤــﺎء ُﻛــــﺜُــــًﺮا ﻟـــﻢ ﻳـﺘـﻴـﺴـﺮ ﻟﻬﻢ اﻟـﺤـﺞ - وﻣﻨﻬﻢ ﺷﻴﺦ اﻹﺳــﻼم اﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ- ﻷﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﺪﻳﻬﻢ اﻻﺳـــﺘـــﻄـــﺎﻋـــﺔ ﻟــــﺰﻳــــﺎرة اﻟــﺒــﻴــﺖ اﻟــﺤــﺮام. وﻗــــﺎل: اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻰ ﻗﻴﺪ اﻟﺤﺞ ﺑﺎﻻﺳﺘﻄﺎﻋﺔ ﺣﻴﻦ ﻗﺎل ﻋﺰ ﻣﻦ ﻗﺎﺋﻞ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻓـﻲ ﺳــﻮرة آل ﻋــﻤــﺮان: »َوِﷲ َﻋــﻠَــﻰ اﻟـــ ﱠﻨـــﺎ ِس ِﺣـــ ﱡﺞ اﻟــﺒَــ ْﻴــﺖ َﻣــ ِﻦ ا ْﺳﺘَ َﻄﺎ َع إِﻟَ ْﻴ ِﻪ َﺳﺒِﻴ ًﻼ ، و َﻣﻦ َﻛ َﻔﺮ
ََ ﻓـــﺈن اَﷲ ﻏــﻨــﻲ ﻋــﻦ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ )٧٩(« . وأﺿـــــﺎف: اﻟــﺤــﺞ ﻣﻦ أﻓﻀﻞ اﻷﻋﻤﺎل واﻟﻘﺮﺑﺎت وﻗﺪ
ُُ ََ ﺳـــﺌـــﻞ اﻟــﻨــﺒــﻲ ﺻــﻠــﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ
ﱡْ وﺳﻠﻢ أي اﻷﻋﻤﺎل أﻓﻀﻞ؟ ﻗﺎل: إﻳ َﻤﺎ ٌن ﺑـﺎ ِﷲ و َرﺳـﻮﻟِـ ِﻪ ﻗﻴ َﻞ: ﺛُﻢ
ﱞﱠِ ﻣــــﺎذا؟ ﻗـــﺎل: ﺟــﻬــﺎد ﻓــﻲ ﺳﺒﻴﻞ
ﱠَُ اﷲ ﻗﻴﻞ: ﺛــﻢ ﻣـــﺎذا؟ ﻗــﺎل: ﺣﺞ َﻣ ْﺒ ُﺮو ٌر. )ﺻﺤﻴﺢ اﻟﺒﺨﺎري(.
وﺗﺎﺑﻊ: وﻓﻲ ﺻﺤﻴﺢ اﻟﺒﺨﺎري أﻳﻀﺎ ﻋﻦ أم اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ رﺿــــﻲ اﷲ ﻋــﻨــﻬــﺎ ﻗـــﺎﻟـــﺖ: »ﻳـــﺎ
ََ ََ ُِ ََُُ َِ ﱠَ رﺳﻮل اﷲ ﺗﺮى اﻟﺠﻬﺎد أﻓﻀﻞ
َِ اﻟﻌﻤﻞ، أﻓﻼ ﻧﺠﺎﻫﺪ؟ ﻗﺎل: ﻟﻜﻦ أﻓ َﻀ َﻞ اﻟ ِﺠ َﻬﺎ ِد َﺣ ﱞﺞ َﻣ ْﺒ ُﺮو ٌر«.
وﻗـــــــــــــﺎل: إن اﻷﺣـــــــﺎدﻳـــــــﺚ اﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﻓـﻲ ﻓﻀﻞ ﻓﺮﻳﻀﺔ اﻟﺤﺞ وآﺛﺎرﻫﺎ اﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﻛﺜﻴﺮة، وﻣـــﻨـــﻬـــﺎ ﻣــــﺎ أﺧــــﺮﺟــــﻪ اﻹﻣـــــﺎم اﻟـــﺒـــﺨـــﺎري ﻓـــﻲ ﺻـﺤـﻴـﺤـﻪ ﻋﻦ أﺑـــﻲ ﻫـــﺮﻳـــﺮة رﺿـــﻲ اﷲ ﻋﻨﻪ ﻗــــﺎل: ﻗــــﺎل رﺳــــﻮل اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋـﻠـﻴـﻪ وﺳـــﻠـــﻢ: »اﻟـــﻌـــﻤـــﺮة
َْ إﻟﻰ اﻟ ُﻌ ْﻤ َﺮ ِة َﻛ ﱠﻔﺎ َر ٌة ﻟِﻤﺎ ﺑ ْﻴﻨﻬ َﻤﺎ، واﻟ َﺤ ﱡﺞ اﻟ َﻤ ْﺒ ُﺮو ُر ﻟﻴ َﺲ ﻟﻪ َﺟـ َﺰا ٌء إﻻ اﻟ َﺠ ﱠﻨ ُﺔ«.
وﻧــــــﻮه ﺑــﻤــﺎ ﺻـــﺢ ﻋـــﻦ اﻟـﻨـﺒـﻲ ﺻــﻠــﻰ اﷲ ﻋــﻠــﻴــﻪ وﺳـــﻠـــﻢ ﻣﻦ أﻧــﻪ ﻗـــﺎل: » ﺗــﺎﺑِــﻌــﻮا ﺑـﻴـﻦ اﻟـﺤـﱢﺞ واﻟﻌﻤﺮِة، ﻓﺈﻧﻬﻤﺎ ﻳَﻨﻔﻴﺎِن اﻟﻔﻘﺮ
ََِ واﻟﺬﻧﻮب، ﻛﻤﺎ ﻳﻨﻔﻲ اﻟﻜﻴﺮ ﺧﺒﺚ اﻟــﺤــﺪﻳــﺪ واﻟـــﺬﻫـــﺐ واﻟــﻔــﻀــﺔ، وﻟﻴﺲ ﻟﻠﺤﱠﺠِﺔ اﻟﻤﺒﺮورِة ﺛﻮاٌب إﱠﻻ اﻟـــﺠـــﻨـــُﺔ«. ُﻣــﺸــﻴــًﺮا إﻟـــﻰ أن اﻹﻧﺴﺎن اﻟﻐﻨﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﺤﺞ؛ ﻷن اﷲ ﻳﺨﻠﻒ ﻋﻠﻴﻪ ﺧﻴﺮا ﻷﻧﻪ أﻧﻔﻖ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ اﷲ.
وﺷــــــﱠﺪَد ﻋــﻠــﻰ ﺿـــــﺮورة أن ﻳــﻜــﻮن اﻟــﺤــﺞ ﻣــﻦ ﻣـــﺎل ﻧﻈﻴﻒ ﻃﺎﻫﺮ ﺣﺘﻰ ﻳﻜﻮن ﻣﻘﺒﻮﻻ وأن ﻳــﺒــﺮئ اﻹﻧـــﺴـــﺎن ذﻣــﺘــﻪ ﺑﻘﻀﺎء دﻳﻨﻪ أوًﻻ وﻳﺘﺨﱠﻴﺮ اﻟﺤﻼل ﻷﱠن اﷲ ﻃﻴٌﺐ ﻻ ﻳﻘﺒُﻞ إﻻ ﻃﻴﺒًﺎ.
وﻧﺼﺢ ﻣﻦ ﻋﺠﺰ ﻋﻦ اﻟﺤﺞ ﺑــﺈﺣــﻴــﺎء ﺳـﻨـﺔ اﻟـﻨـﺒـﻲ ﺻـﻠـﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ اﻟﻮاردة ﻓﻲ اﻟﺤﺪﻳﺚ اﻟــــﺬي ﻳــﻘــﻮل ﻓــﻴــﻪ رﺳــــﻮل اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳــﻠــﻢ: »ﻣــﻦ
َﺛ َﺻـﻠﱠـﻰ اﻟَﻔﺠَﺮ ﻓـﻲ َﺟـﻤـﺎﻋـٍﺔ، ﱠﻢ ﻗﻌﺪ ﻳﺬﻛﺮ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺣﺘﻰ ﺗﻄﻠﻊ
ٍُِ ٍَََ َﱠَ ُُ
َْ اﻟــﺸــﻤــﺲ، ﺛــﻢ ﺻــﻠــﻰ رﻛـﻌـﺘـﻴـﻦ،
ﱠﱠ ﱠِ ﻛــﺎﻧــﺖ ﻛــﺄﺟــﺮ ﺣــﺠــﺔ وﻋــﻤــﺮة، ﺗﺎ ﱠﻣ ٍﺔ ﺗﺎ ﱠﻣ ٍﺔ ﺗﺎ ﱠﻣﺔ«.
اﻟ ـﺸ ـﻴ ـﺦ ﺷ ـﻘ ـﺮ اﻟــﺸــﻬــﻮاﻧــﻲ: اﻷﻓـــﺎرﻗـــﺔ ﻳﺠﻤﻌﻮن اﻟـــﻤـــﺎل ﻟـــﻌـــﺸـــﺮات اﻟــﺴــﻨــﻴــﻦ ﻷﺟــــﻞ اﻟــﺤــﺞ
اﻟــﺸــﻴــﺦ ﺛــﺎﺑــﺖ اﻟــﻘــﺤــﻄــﺎﻧــﻲ: ﻃـــﻬـــﺎرة اﻟــﻤــﺎل
واﻟﺘﺤﻠﻲ ﺑﺎﻟﺤﻠﻢ واﻟﺼﺒﺮ ﻟﻤﻦ أراد ﻗﺒﻮل اﻟﺤﺞ