اﻟﻨﺒــــــﻲ أﻋﻠـــــــﻢ اﻟﺨﻠــــﻖ ﺑﺸــﺮﻳﻌــــﺔ اﷲ اﻟــــــــــُﻤــــــــــﺤــــــــــﺪﺛــــــــــﺎت واﻟــــــــــــﺒــــــــــــﺪع ﻓــــــــــﻲ اﻟــــــــــﺪﻳــــــــــﻦ ﻣــــــــــﻦ أﺳــــــــــﺒــــــــــﺎب ﺗـــــــــﻔـــــــــﺮق اﻷﻣــــــــــﺔ

ﺗـــــﻌـــــﻈـــــﻴـــــﻢ ﺳــــــﻨــــــﺔ رﺳــــــــــــــــﻮل اّﷲ ﻣـــــــــﻦ اﻷﻣـــــــــــــــــــﻮر اﻟــــــــﻮاﺟــــــــﺒــــــــﺔ ﻋــــــﻠــــــﻰ ﻛـــــــــﻞ ﻣـــﺴـــﻠـــﻢ

اﻟﺪوﺣﺔ- :] أوﺿَﺢ ﻓﻀﻴﻠُﺔ اﻟﱠﺸﻴﺦ د. ﺛﻘﻴﻞ ﺑﻦ ﺳﺎﻳﺮ اﻟﺸﻤﺮي ﺧـﻼل ُﺧﻄﺒﺔ اﻟﺠﻤﻌﺔ اﻟﺘﻲ أﻟﻘﺎﻫﺎ ﺑﺠﺎﻣﻊ اﻹﻣﺎم ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪاﻟﻮﱠﻫﺎب أﱠن اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻰ أﻛﻤﻞ ﻟﻨﺎ اﻟﺪﻳﻦ ﻓﻘﺎل: »اﻟﻴﻮم أَﻛﻤﻠﺖ ﻟﻜﻢ

ُْ َْ ََ َِْْ َُ دﻳﻨﻜﻢ وأَﺗﻤﻤﺖ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻧﻌﻤﺘﻲ ورﺿﻴﺖ ﻟﻜ ُﻢ اْﻹِﺳﻼم دﻳﻨﺎ.. .«

ََ وﻗــــﺎل: ﻓــﻲ ﺣــﺪﻳــﺚ ﺟــﺎﺑــﺮ رﺿـــﻲ اﷲ ﻋﻨﻪ، ﻗﺎل: ﻛﺎن رﺳﻮل اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ ﻳﻘﻮل ﻓﻲ ﺧﻄﺒﺘﻪ ﻣﺤﺬرا ﻋﻦ اﻟﺒﺪع وﻋﻦ اﻷﻣﻮر اﻟﻤﺤﺪﺛﺔ وﺑﻴﺎن ﻣﺎ ﻓﻲ ﻛﺘﺎب اﷲ وﺳــﻨــﺔ رﺳــــﻮل اﷲ ﺻــﻠــﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳـﻠـﻢ ﻣـﻦ اﻟﺨﻴﺮ: »إﱠن أﺻــﺪق اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻛﺘﺎب اﷲ وأﺣﺴﻦ اﻟﻬﺪي ﻫـﺪي ﻣﺤﻤﺪ، وﺷـــﺮ اﻷﻣــــﻮر ﻣــﺤــﺪﺛــﺎﺗــﻬــﺎ، وﻛـــﻞ ﻣﺤﺪﺛﺔ ﺑﺪﻋﺔ، وﻛﻞ ﺑﺪﻋﺔ ﺿﻼﻟﺔ، وﻛﻞ ﺿﻼﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻨﺎر«.

وأﺿـــــــــﺎ َف اﻟـــﺨـــﻄـــﻴـــُﺐ: وﻓـــــﻲ ﺣــﺪﻳــﺚ ﻋــﺎﺋــﺸــﺔ، رﺿـــﻲ اﷲ ﻋــﻨــﻬــﺎ، ﻗــﺎﻟــﺖ: ﻗــﺎل رﺳـﻮل اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ: »ﻣﻦ أﺣــــﺪث ﻓــﻲ أﻣــﺮﻧــﺎ ﻫـــﺬا - أي ﻓــﻲ أﻣــﻮر اﻟـﺪﻳـﻦ واﻟـﻌـﺒـﺎدة - ﻣـﺎ ﻟﻴﺲ ﻣﻨﻪ ﻓﻬﻮ رد - أي ﻣــﺮدود ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺣﺒﻪ-«، وﻓـﻲ ﻫﺬا إﺑﻄﺎل ﻟﻜﻞ اﻟﻤﺤﺪﺛﺎت ﻓﻲ اﻟﺪﻳﻦ، ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻪ دﻟﻴﻞ ﻣﻦ ﻛﺘﺎب وُﺳﻨﺔ وﻣﻦ ُﺳﻨﺔ اﻟﺨﻠﻔﺎء اﻟـﺮاﺷـﺪﻳـﻦ، ذﻟـﻚ أن اﻟﻤﺤﺪﺛﺎت ﻓﻲ اﻟﺪﻳﻦ ﺳﺒﺐ ﻣﻦ أﺳﺒﺎب ﺗﻔﺮق اﻷﻣﺔ، ﻓــﻌــﻦ اﻟــﻌــﺮﺑــﺎض ﺑــﻦ ﺳــﺎرﻳــﺔ رﺿـــﻲ اﷲ ﻋـﻨـﻪ ﻗـــﺎل: ﺻـﻠـﻴـﺖ ذات ﻳـــﻮم ﻣــﻊ رﺳــﻮل اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ ﺛﻢ أﻗﺒﻞ إﻟﻴﻨﺎ أي ﺑﻌﺪ اﻟﺼﻼة ووﻋﻈﻨﺎ ﻣﻮﻋﻈﺔ ذرﻓﺖ ﻣﻨﻬﺎ اﻟﻌﻴﻮن ووﺟﻠﺖ ﻣﻨﻬﺎ اﻟﻘﻠﻮب، ﻗﺎل أﺣـــﺪﻫـــﻢ ﻳـــﺎ رﺳــــﻮل اﷲ ﻛــﺄﻧــﻬــﺎ ﻣـﻮﻋـﻈـﺔ ﻣﻮدع ﻓﻤﺎذا ﺗﻌﻬﺪ إﻟﻴﻨﺎ؟ )واﻟﻤﺮاد ﺑﺎﻟﻌﻬﺪ ﻫــﻨــﺎ اﻟــﻮﺻــﻴــﺔ( ﻗــــﺎل: أوﺻــﻴــﻜــﻢ ﺑـﺘـﻘـﻮى اﷲ واﻟﺴﻤﻊ واﻟـﻄـﺎﻋـﺔ وإن ﻋـﺒـﺪا ﺣﺒﺸﻴﺎ )ﻷن ﻓــﻲ اﻟـﺴـﻤـﻊ واﻟــﻄــﺎﻋــﺔ وﺣـــﺪة اﻷﻣــﺔ وﺟــﻤــﻊ اﻟــﻜــﻠــﻤــﺔ وﻋــــﺪم اﻻﻓـــﺘـــﺮاق وﻗـــﻮة اﻟـﺪﻳـﻦ واﺗــﺤــﺎد اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺑﺎﺟﺘﻤﺎع ﻋﻠﻰ إﻣـــــﺎم ﻟــﻬــﻢ، وإْن ﻋـــﺒـــًﺪا ﺣــﺒــﺸــًﻴــﺎ( وﻣــﻦ ﻳﻌﺶ ﺑﻌﺪي ﺳﻴﺮى اﺧﺘﻼًﻓﺎ ﻛﺜﻴًﺮا، ﻓﺒﻴﻦ ﻟـﻬـﻢ اﻟـﻨـﺒـﻲ ﺻـﻠـﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳــﻠــﻢ ﻣــﺎذا ﻳﻔﻌﻠﻮن ﻋﻨﺪ وﺟﻮد ﻫﺬا اﻻﺧﺘﻼف ﻓﻘﺎل: ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺑﺴﻨﺘﻲ- أي اﻟـﺘـﺰﻣـﻮﻫـﺎ وﺗﻤﺴﻜﻮا ﺑﻬﺎ- وﺳﻨﺔ اﻟﺨﻠﻔﺎء اﻟﺮاﺷﺪﻳﻦ اﻟﻤﻬﺪﻳﻴﻦ ﻣـﻦ ﺑـﻌـﺪي ﺗﻤﺴﻜﻮا ﺑﻬﺎ- وﻫــﺬا ﻣـﻦ ﺑﺎب اﻟـﺘـﺄﻛـﻴـﺪ ﻓــﻲ اﻟــﺘــﺰام اﻟﺴﻨﺔ- ﺗـﻤـﺴـﻜـﻮا ﺑﻬﺎ وأﻛﺪﻫﺎ زﻳـﺎدة ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﺑﻘﻮﻟﻪ: وَﻋّﻀﻮا ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﻨﻮاﺟﺬ- واﻟﻨﻮاﺟﺬ ﻫﻲ اﻷﺿﺮاس اﻟــﺨــﻠــﻔــﻴــﺔ واﻹﻣــــﺴــــﺎك ﺑــﻬــﺎ ﻳــﻜــﻮن أﻗـــﻮى ﻣـﻦ اﻷﺳــﻨــﺎن اﻷﻣﺎﻣﻴﺔ- وﻫــﻮ دﻟـﻴـﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﺎﻷﻣﺮ ﺑﻘﻮة، وﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻟﻮن ﻓﻲ اﻷﻣـــﺜـــﺎل، إذا أراد أن ﻳـﻨـﺠـﺰ أﻣــــﺮا ﻋﺾ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻨﺎﺟﺬه أي أﻧﺠﺬه وﺗﻤﺴﻚ ﺑﻪ ﺑﻘﻮة،

ﺗﻤﺴﻜﻮا ﺑﻬﺎ وﻋﻀﻮا ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﻨﻮاﺟﺬ، ﺛﻢ ﺣﺬرﻫﻢ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺑﺄﺳﻠﻮب اﻟﺘﺤﺬﻳﺮ، وإﻳﺎﻛﻢ وﻣﺤﺪﺛﺎت اﻷﻣﻮر- أي اﻟﺒﺪع اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺼﻞ ﻓﻲ اﻟﺪﻳﻦ ﻟﻴﺲ ﻟﻬﺎ دﻟﻴﻞ ﻣﻦ ﻛﺘﺎب اﷲ وﻻ ﻣـﻦ ﺳﻨﺔ رﺳــﻮل اﷲ وإﻳـﺎﻛـﻢ وﻣﺤﺪﺛﺎت اﻷﻣﻮر ﻓﺈن ﻛﻞ ﻣﺤﺪﺛﺔ ﺑﺪﻋﺔ وﻛﻞ ﺑﺪﻋﺔ ﺿﻼﻟﺔ- إﺑﻄﺎل ﻟﺠﻤﻴﻊ اﻟﻤﺤﺪﺛﺎت، واﻟﻨﺒﻲ ﺻـﻠـﻰ اﷲ ﻋـﻠـﻴـﻪ وﺳــﻠــﻢ ﻗــﺎل ﺑـﻠـﻔـﻆ ﻋـﺎم ﺑـﻞ أﻗــﻮى ﻟﻔﻆ ﺳــﻮر ﻫــﺬه اﻟﻮﺻﻴﺔ ﺑﺴﻮر ﺑﺄﻗﻮى ﻟﻔﻆ ﻣﻦ أﻟﻔﺎظ اﻟﻌﻤﻮم وﻫﻮ ﻛﻞ.

أﻋﻠﻢ اﻟﺨﻠﻖ

وأﱠﻛــــَﺪ اﻟﺸﻴﺦ ﺛﻘﻴﻞ اﻟـﺸـﻤـﺮي أﱠن اﻟﻨﺒﻲ ﺻـﻠـﻰ اﷲ ﻋـﻠـﻴـﻪ وﺳــﻠــﻢ ﻫــﻮ أﻋــﻠــﻢ اﻟﺨﻠﻖ ﺑـﺸـﺮﻳـﻌـﺔ اﷲ وأﻧــﺼــﺢ اﻟـﺨـﻠـﻖ ﻟـﻌـﺒـﺎد اﷲ وأﻓﺼﺢ اﻟﺨﻠﻖ ﺑﻴﺎﻧًﺎ وأﺻﺪق اﻟﺨﻠﻖ ﺧﺒًﺮا، اﺟﺘﻤﻌﺖ ﻓﻴﻪ ﻫـﺬه اﻟﺼﻔﺎت اﻷرﺑــﻊ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ وﻫﻮ اﻟﺬي ﻗﺎل ﻓﻲ ﺑﻴﺎﻧﻪ وﻓﻲ ﻋﻤﻮم ﻟﻔﻈﻪ: ﻛﻞ ﺑﺪﻋﺔ ﺿﻼﻟﺔ، ذﻟﻚ أن ﻫﺬه اﻟﻤﺤﺪﺛﺎت ﻓﻲ اﻟﺪﻳﻦ واﻟﺒﺪع ﻓﻲ اﻟﺪﻳﻦ ﻫﻲ ﺳﺒﺐ ﻣﻦ أﺳﺒﺎب ﺗﻔﺮق اﻷﻣﺔ ﺑـﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﻃﻌﻦ ﻓـﻲ ﻛـﻤـﺎل اﻟـﺪﻳـﻦ ﻷن ﻣﻦ ﻳــﺤــﺪث ﺑــﺪًﻋــﺎ ﺟــﺪﻳــﺪة ﻳُﺘﻌﺒﺪ ﺑـﻬـﺎ وﻳـﺪﻋـﻮ اﻟﻨﺎس إﻟﻰ اﻟﺘﻘﺮب واﻟﺘﻌﺒﺪ ﺑﻬﺎ وﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻋﻠﻰ ﻫﺪي اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ وﻻ ﺧﻠﻔﺎﺋﻪ اﻟﺮاﺷﺪﻳﻦ ﻓﻘﺪ زﻋﻢ أن اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻧﺎﻗﺼﺔ، وأﻳـﻀـﺎ اﷲ ﻳﻘﻮل: اﻟﻴﻮم أﻛﻤﻠﺖ ﻟـﻜـﻢ دﻳـﻨـﻜـﻢ« وﻫــﻮ ﻳــﺄﺗــﻲ ﺑـﺘـﺸـﺮﻳـﻊ ﻓﻜﺄن اﻟـﺪﻳـﻦ ﻟـﻢ ﻳﻜﻤﻞ، وﻓﻴﻪ ﻗــﺪح ﺑﺎﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﻘﺮون اﻷوﻟـﻰ اﻟﻤﻔﻀﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﺨﻠﻔﺎء اﻟــﺮاﺷــﺪﻳــﻦ وﻣـــﻦ ﺑـﻌـﺪﻫـﻢ ﻣــﻦ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ اﻟـــﻜـــﺮام رﺿـــﻲ اﷲ ﻋـﻨـﻬـﻢ وﺳــﻠــﻒ ﻫــﺬه اﻷﻣﺔ واﻟﻘﺮون اﻟﻤﻔﻀﻠﺔ اﻟﺬﻳﻦ ﻟﻢ ﻳﻌﻤﻠﻮا

ﺑﺘﻠﻚ اﻟﻤﺤﺪﺛﺎت، زﻋﻤﻮا أن ﻋﻤﻠﻬﻢ ﻧﺎﻗﺺ ﻓـﻴـﺄﺗـﻲ ﻫــﺬا اﻟـﻤـﺒـﺪع ﻓﻴﻜﻤﻞ ﻫــﺬا اﻟـﺪﻳـﻦ، وﻫـــﺬا ﺧـﻄـﺮ ﻋـﻈـﻴـﻢ ﻷن اﻷﻣـــﺮ ﻻﺑـــﺪ أن ﻳﻘﻮم ﻋﻠﻰ أﺻــﻞ، واﻷﺻــﻞ ﻣﺎ ﺷﺮﻋﻪ اﷲ وﺷــﺮﻋــﻪ رﺳــﻮﻟــﻪ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ؛ ﻷن اﻹﻧـﺴـﺎن اﻟﻤﺴﻠﻢ إذا زاد ﻋﻠﻰ ﺗﺸﺮﻳﻊ اﷲ وﺗــﺸــﺮﻳــﻊ رﺳــﻮﻟــﻪ، وﺟـــﺎء ﺑــﺸــﻲء ﻣﻦ ﻛﻴﺴﻪ ﻟـﻴـﺲ ﻓــﻲ ﻛــﺘــﺎب وﻻ ﺳـﻨـﺔ وﻻ ﻓﻲ ﻫﺪي اﻟﺨﻠﻔﺎء اﻟﺮاﺷﺪﻳﻦ اﻟﻤﻬﺪﻳﻴﻦ، ﻓﻬﺬه ﻫﻲ اﻟﺒﺪﻋﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺒﺮأ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ ﻣﻦ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﻓﻤﻦ رﻏﺐ ﻋﻦ ﺳﻨﺘﻲ ﻓﻠﻴﺲ ﻣﻨﻲ.

ﺗﻌﻈﻴﻢ اﻟ ُّﺴﻨﺔ

وﻗﺎَل اﻟﺨﻄﻴﺐ: إﱠن ﺗﻌﻈﻴﻢ ﺳﻨﺔ رﺳﻮل اﷲ ﺻـﻠـﻰ اﷲ ﻋـﻠـﻴـﻪ وﺳــﻠــﻢ ﻣــﻦ اﻷﻣـــﻮر اﻟــﻮاﺟــﺒــﺔ ذﻟـــﻚ أﻧــﻬــﺎ ﺗــﺄﺗــﻲ ﺑـﻌـﺪ ﻛــﺘــﺎب اﷲ

وﻫـﻲ اﻟﻤﻔﺴﺮة ﻟﻪ واﻟﻤﺒﻴﻨﺔ ﻟﻪ ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣــﻦ ﺗــﺸــﺮﻳــﻌــﺎت اﻹﺳــــﻼم وﻋــﻘــﺎﺋــﺪه وﻛــﻞ أﻣـﺮ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻬﺬه اﻟﻌﺒﺎدات ﻓـﺈن ﻣﺮﺟﻌﻬﺎ إﻟــﻰ ﻛـﺘـﺎب اﷲ وﺳــﻨــﺔ رﺳــﻮﻟــﻪ ﺻـﻠـﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳـﻠـﻢ، ﻓﻬﻤﺎ اﻟﻮﺣﻴﺎن اﻟـﻠـﺬان ﻟﻬﻤﺎ اﻟﻤﺮﺟﻌﻴﺔ اﻟﻌﻠﻴﺎ ﻓﻲ اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺷﻲء ﻓﺈذا اﺑﺘﻌﺪ اﻟﻨﺎس ﻋﻦ ﺳﻨﺔ رﺳﻮل اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳـﻠـﻢ وﺗــﻬــﺎوﻧــﻮا ﺑﻬﺎ وﺣﻘﺮﻫﺎ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻓـﺈﻧـﻬـﻢ ﻓــﻲ اﻟـﻨـﻬـﺎﻳـﺔ ﺳﻴﻄﻌﻨﻮن ﻓـﻲ ﻛﺘﺎب اﷲ، وﻟـﻬـﺬا أﻣـﺮﻧـﺎ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳـﻠـﻢ ﺑـﺎﻟـﺘـﺰام ﺳﻨﺘﻪ »ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺑﺴﻨﺘﻲ«، وإن اﻟﺘﺰام ﺳﻨﺔ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ ﻓـﻲ اﻻﻋـﺘـﻘـﺎدات وﻓــﻲ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻌﺒﺎدات ﻓﺈن ﻫﺬا ﻫﻮ اﻟﺘﺰام اﻟﺴﻨﺔ، وﻣﻦ أﺣﺪث ﺑﺪﻋﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻓﻲ ﻛﺘﺎب اﷲ وﻻ ﺳﻨﺔ رﺳﻮل اﷲ وﻻ ﻓﻲ ﻫﺪي اﻟﺨﻠﻔﺎء اﻟﺮاﺷﺪﻳﻦ ﻣﻦ اﻋﺘﻘﺎد أو ﻗﻮل أو ﻋﻤﻞ ﻓﻬﻮ اﻟﻤﺒﺘﺪع اﻟـﺬي ﺣـﺎد اﷲ ورﺳﻮﻟﻪ ﻓﻲ ﻫـﺬه اﻷﻣـﻮر. وﻗـــﺎل: أن ﻣــﻦ ﺗﻌﻈﻴﻢ اﻟﺴﻨﺔ واﻟﺘﺰاﻣﻬﺎ واﺣــﺘــﺮاﻣــﻬــﺎ وﺗــﻘــﺪﻳــﺮﻫــﺎ وﺑـــﻴـــﺎن ﻋﻈﻤﺔ ﺣﻤﻠﺘﻬﺎ أن اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ أﻣـﺮﻧـﺎ وأﻛــﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ أن ﻳﺘﻤﺴﻜﻮا ﺑﻬﺎ، ﻧﺴﺄل اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻰ أن ﻳﺠﻌﻠﻨﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﻠﺘﺰﻣﻴﻦ ﺑﻬﺪي ﻧﺒﻴﻪ اﻟﺴﺎﺋﺮﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﻧﻬﺞ ﺧﻠﻔﺎﺋﻪ اﻟﺮاﺷﺪﻳﻦ.