اﻟــﺘــﻮﻋــﻴــﺔ ﺑــﻄــﺮق اﻻﺳـــﺘـــﻔـــﺎدة ﻣـــﻦ ﻛـــﻞ ﻧ ـﻌ ـﻤ ـﺔ ﺑــﻴــﻦ أﻳــﺪﻳــﻨــﺎ ﻓـــﻲ اﻟــﻤــﻨــﺎزل ﺑــﺎﺗــﺖ أﻣـــــًﺮا ﻣـﺤـﺴـﻮًﻣـﺎ

اﻷﻛــﺴــﺪة اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ وﺗــﺴــﺎﻋــﺪ ﻋـﻠـﻰ ﻣﺤﺎرﺑﺔ اﻟﺠﺬور اﻟﺤﺮة واﻟﻮﻗﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ اﻷﻣﺮاض واﻟﻤﺸﺎﻛﻞ اﻟﺼﺤﻴﺔ.

أّﻣﺎ ﻋﻦ اﻟُﻤﻨﺘﺠﺎت اﻟﻠﺒﻨﻴﺔ واﻷﺟﺒﺎن، ﻓﻬﻞ ﻫﻨﺎك أﺳﻬﻞ ﻣﻦ ﺗﺤﻮﻳﻞ اﻟﺤﻠﻴﺐ اﻟﻄﺎزج أو اﻟﻤﺠﻔﻒ إﻟـﻰ ﻟﺒﻦ راﺋــﺐ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺰل، وﻣﻦ ﺛﻢ إﻟﻰ ﺟﻤﻴﺪ ﺟﺎف ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ اﺳﺘﺨﺪاﻣﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺪار اﻟﻌﺎم.

ﻛﻤﺎ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ إﻋﺎدة ﺗﺪوﻳﺮ اﻷﻏﺬﻳﺔ اﻟﻨﺒﺎﺗﻴﺔ ﺑﺠﻤﻊ ﻗﺸﻮرﻫﺎ وﺳﻴﻘﺎﻧﻬﺎ، واﻻﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻨﻬﺎ ﻓـــﻲ ﺗـﺤـﺴـﻴـﻦ اﻟـــُﺘـــﺮﺑـــﺔ، ﺑــــﺪًﻻ ﻋـــﻦ اﻷﺳــﻤــﺪة اﻟــﻜــﻴــﻤــﺎوﻳــﺔ. وﻟــﻤــﻦ ﻳــﺸــﺘــﻜــﻲ ﻣـــﻦ ﻓــﻀــﻼت اﻟﻄﻴﻮر ﻛﺎﻟَﺤﻤﺎم ﻣﺜًﻼ، ﻓُﻴﺴﺘﺤﺴﻦ ﺟﻤﻌﻬﺎ وﻧﺜﺮﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺮﺑﺔ ﻛﺄﻓﻀﻞ ﺳﻤﺎد ﻋﻀﻮي.

ُُ َِ ُِ ََ »ﻳﺎ ﺑﻨﻲ آدم ﺧﺬوا زﻳﻨﺘﻜﻢ ﻋﻨﺪ ﻛﱢﻞ ﻣﺴﺠﺪ َوﻛــﻠــﻮا ُْ ََُ َُ

َِ َِ واﺷــﺮﺑــﻮا وﻻ ﺗـﺴـﺮﻓـﻮا إﻧـــﻪ ﻻ ﻳﺤﺐ َْ ُْ ُُ اْﻟﻤﺴﺮﻓﻴﻦ« ﺻﺪق اﷲ اﻟﻌﻈﻴﻢ. اﻟﻔﺮد واﻟﻤﺠﺘﻤﻊ.

وﻻ ﺑﺪ أن ﻳﺒﺪأ اﻟﻤﺮء ﺑﻨﻔﺴﻪ، ﻻ ﻓﻲ اﻟﺘﺮﺷﻴﺪ اﻻﺳـﺘـﻬـﻼﻛـﻲ ﻓـﺤـﺴـﺐ، ﺑـــﻞ ﺑــﺈﻋــﺎدة اﻟـﺘـﺪوﻳـﺮ ﻣﻨﺰﻟﻴﺎ، واﺳﺘﻐﻼل ﻛـﻞ ﻣـﺎ ﻳﻤﻜﻦ اﻻﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻨﻪ ﺣﺘﻰ آﺧﺮ رﻣﻖ.

وﻛـــﻤـــﺜـــﺎل ﻟــﺘــﺮﺷــﻴــﺪ اﺳـــﺘـــﻬـــﻼك اﻟـــﻤـــﻴـــﺎه، ﺑــﺎﺳــﺘــﻄــﺎﻋــﺘــﻨــﺎ اﺳـــﺘـــﺨـــﺪام ﻣـــﻴـــﺎه ﻏــﺴــﻠــﻨــﺎ ﺑﻬﺎ اﻟـــﺨـــﻀـــﺎر، ﻓـــﻲ ري اﻟــﻨــﺒــﺎﺗــﺎت وﻓــــﻲ ﻏﺴﻞ اﻟﺴﻴﺎرات واﻟﺒﺎﺣﺎت إن ُوﺟﺪت!

وﻳـﻌـﺪ اﻟﺘﺠﻔﻴﻒ ﻣﻦ أﻗـﺪم اﻟﻄﺮق ﻟﺤﻔﻆ اﻟﻔﺎﻛﻬﺔ واﻟﺨﻀﺎر واﻟﺤﺒﻮب واﻟﻮرﻳﻘﺎت، ﻛﻤﺎ أّن اﻟﺘﺨﻠﻴﻞ ﺑﺎﻟﻤﺎء واﻟﻤﻠﺢ، ﻳﺠﻌﻠﻬﺎ ﻣﺼﺪرا ﻏﻨًّﻴﺎ ﺑﺒﻜﺘﻴﺮﻳﺎ اﻟﺒﺮوﺑﻴﻮﺗﻴﻚ اﻟﺼﺤﻴﺔ، اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﻛﺴﺮ اﻟﺴﻠﻴﻠﻮز ﺻﻌﺐ اﻟﻬﻀﻢ ﻓﻲ اﻷﻃـﻌـﻤـﺔ، واﻟﺒﻜﺘﻴﺮﻳﺎ اﻟﻤﻔﻴﺪة ﺗﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ إﺑـﻘـﺎء اﻷﻏـﺬﻳـﺔ اﻟُﻤﺨﻤﺮة آﻣﻨﺔ وأﻗــﻞ ﻋﺮﺿﺔ ﻟــﻠــﻔــﺴــﺎد، ﻓــﺎﻟــﻤــﺨــﻠــﻼت ﻣــﺼــﺪر ﻟــُﻤــﻀــﺎدات

ُﻣـﺴـﺘـﺪاﻣـﺔ، ﻓﻤﻨﺬ آﻻف اﻟﺴﻨﻴﻦ واﻟﺘﺠﺎرب ﻫــﻲ ﻣـﺼـﺪر اﻟـﺘـﻌـﻠـﻢ، أﻣـــﺎ اﻟـﻬـﺠـﺮات ﻓﻜﺎﻧﺖ

ِّ ﺳﺒﺒﺎ ﻓﻲ ﺗﻨﺎﻗﻞ اﻟﺨﺒﺮات ودﻋﻢ اﻟﺘﻄﻮر.

ﻟــﻜــﻦ اﻟــﺘــﻄــﻮر اﻟــــﺰراﻋــــﻲ ﻟـــﻢ ﻳــﻜــﻦ داﺋــﻤــﺎ ﻣـــﺤـــﻤـــﻮَد اﻟـــﻨـــﺘـــﺎﺋـــﺞ، وذﻟـــــﻚ ﺑــﺴــﺒــﺐ ﺗــﻼﻋــﺐ ﺷﺮﻛﺎت ﺗﺼﻨﻴﻊ اﻷﻏﺬﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﻴﻨﺎت اﻟﻨﺒﺎﺗﻴﺔ واﻟــﺤــﻴــﻮاﻧــﻴــﺔ، وﻛـــﺜـــﺮة اﺳـــﺘـــﺨـــﺪام اﻷﺳــﻤــﺪة اﻟﻜﻴﻤﺎوﻳﺔ واﻟﻬﺮﻣﻮﻧﺎت واﻟﻤﺒﻴﺪات اﻟﺤﺸﺮﻳﺔ، ﻟﺰﻳﺎدة اﻹﻧﺘﺎج ووﻗﺎﻳﺔ اﻟﻨﺒﺎﺗﺎت.

وﻓـــﻲ ﻇـــﻞ اﻟــﺘــﺨــﻮف اﻟــﺤــﺎﻟــﻲ ﻣـــﻦ ﻧﻘﺺ اﻟـﻤـﻴـﺎه واﻟــﻐــﺬاء واﻟـــﻮﻗـــﻮد، ﻳـﺒـﺪو أن اﻟﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑُـﻄـﺮق اﻻﺳـﺘـﻔـﺎدة ﻣـﻦ ﻛـﻞ ﻧﻌﻤﺔ ﺑﻴﻦ أﻳﺪﻳﻨﺎ ﻓـﻲ اﻟـﻤـﻨـﺎزِل ﺑﺎﺗﺖ أﻣــًﺮا ﻣﺤﺴﻮًﻣﺎ، ﻓﻨﻘﺺ اﻟﻮﻗﻮد ﻳﺆّﺛﺮ ﻓﻲ زﻳﺎدة ﺗﻜﺎﻟﻴﻒ اﻟﺸﺤِﻦ، ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻛﻨﺎ ﻧﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﺑﻠﺪ آﻣﻦ وﻓﻲ ﻇﻞ ﺣﻜﻮﻣﺔ رﺷـﻴـﺪة ﻻ ﺗﺘﻮاﻧﻰ ﻋﻦ ﺑـﺬل اﻟﻤﺎل ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺗﻮﻓﻴﺮ اﻟـﻼزم، إّﻻ أن اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ واﺟﺒٌﺔ ﻋﻠﻰ

ﻟﻘﺪ ﺷﻬﺪ ﺟﻴﻠﻨﺎ أﺣﺪاﺛًﺎ وﺗﻐّﻴﺮات ُﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺣﻮل اﻟﻌﺎﻟﻢ، وﻓﻲ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ، ﻧــﺤــﻦ ﺟــﻴــٌﻞ ُﻣــــَﺮﻓــــﻪ ﻋــﻠــﻰ ﺣـــﺪ ﻗــــﻮل اﻵﺑــــﺎء واﻷﺟـﺪاد، وﻻ ﻋﻴﺐ ﻓﻲ ذﻟﻚ، ﺑﻞ اﻟﺤﻤﺪ ﷲ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﻌّﻠﻤﻨﺎه ﻋﻦ ﺻﺒﺮﻫﻢ وﻗﺪراﺗﻬﻢ ﻓﻲ اﻻﻛﺘﻔﺎء واﻻﺳﺘﻐﻨﺎء.

وﻣﻦ ﺣﺴﻦ اﻟﺤﻆ أن ﺑﻌﻀﻨﺎ ﻋﺎﺻﺮ اﻟﺬﻛﺎء اﻟـﻔـﻄـﺮي واﻟــﻤــﻬــﺎرات اﻟﻤﻜﺘﺴﺒﺔ ﻟﻠﻘﺪاﻣﻰ، ﻓﺎﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﻤﻨﺰﻟﻲ واﻻﺳـﺘـﻌـﺪاد ﻟﻠﻄﻮارئ، ﻛــﺎن ﻧـﻬـﺞ ﺣــﻴــﺎٍة ﻳـﺘـ

ّﺴـﻢ ﺑـﺎﻟـﺘـﺠـﺎرب اﻟـﻴـﺪوّﻳـﺔ واﻟﺘﺮﺑﻮّﻳﺔ، اﻟﺘﻲ ﺗﻨّﺺ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺪﻳﺮ اﻟﻨِﻌﻤﺔ، واﺗــﻘــﺎء ﻋــﺜــﺮات اﻟــﺰﻣــﻦ وﺗـﻘـﻠـﺒـﺎﺗـﻪ، ﻓﺴﺒﺤﺎن اﻟﺬي ﻋّﻠﻢ اﻹﻧﺴﺎن ﻣﺎ ﻻ ﻳَﻌﻠﻢ.

وﺑـــﻐـــﺾ اﻟــﻨــﻈــﺮ ﻋــــﻦ ﻛـــﺜـــﺮة اﻟـــــﻤـــــﻮارد أو ﻗـّﻠـﺘـﻬـﺎ، ﻳـﻈـّﻞ اﻟﺘﺤﺴﺐ ﻟﻠﺘﻘّﻠﺒﺎت اﻟُﻤﻨﺎﺧﻴﺔ واﻻﻗــﺘــﺼــﺎدﻳــﺔ ﻣـــﺤـــﻔـــﺰا ﻳــﻮﺟــﺐ اﻻﺳــﺘــﻌــﺪاد ﺑــﺎﻟــﺘــﻤــﻮﻳــﻦ واﻟـــﺘـــﺨـــﺰﻳـــﻦ، وإﻳــــﺠــــﺎد أﻋـــﻤـــﺎل