اﺳﺘﺨﺪام اﻷرﻗﺎم اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ اﻟﻬﻨﺪﻳﺔ
ﻣــﻄــﻠــﻮب إﻟـــــﺰام اﻟــﺠــﻬــﺎت اﻟــﺤــﻜــﻮﻣــﻴــﺔ واﻟــﺨــﺎﺻــﺔ ﺑــﺎﻋــﺘــﻤــﺎد اﻷرﻗــــــﺎم اﻟــﻌــﺮﺑــﻴــﺔ ﻓـــﻲ ﻣـﻜـﺎﺗـﺒـﺎﺗـﻬـﺎ
ﺗﺬﻛﺮ ﻛﺘﺐ اﻟـﺘـﺎرﻳـﺦ، أن اﻟﻔﻀﻞ ﻓـﻲ اﺧﺘﺮاع اﻷرﻗﺎم ﻳﻌﻮد إﻟﻰ ﺷﻌﻮب ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺑﻼد اﻟﺮاﻓﺪﻳﻦ اﻟﺬﻳﻦ وﺿﻌﻮا ﻗﻮاﻋﺪﻫﺎ اﻷوﻟﻰ ﻗﺒﻞ اﻟﻤﻴﻼد ﺑﻨﺤﻮ ٠٠٤٣ ﻋﺎم، إﻻ أن اﻟﻔﺮاﻋﻨﺔ ﺟﺎؤوا ﺑﻌﺪﻫﻢ ﺑﻨﺤﻮ ٠٠٣ ﻋﺎم، ﻟﻴﻄﻮروا ﻃﺮﻳﻘﺔ اﻟﻌﺪ إﻟﻰ ﺷﻲء ﺷﺒﻴﻪ ﺑﻤﺎ ﻧﺴﺘﺨﺪﻣﻪ اﻟﻴﻮم.
ﻛﺘﺒﺖ ﻗﺒﻞ ذﻟﻚ ﻣﻨﺬ ﺳﻨﻮات ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﺰاوﻳﺔ، ﻋﻦ ﺿﺮورة اﻟﺘﺤﻮل ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام اﻷرﻗﺎم اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﻤﻰ )زوًرا( ﺑﺎﻷرﻗﺎم اﻷﺟﻨﺒﻴﺔ ﺑﺪًﻻ ﻣﻦ اﻷرﻗــــﺎم اﻟـﻬـﻨـﺪﻳـﺔ، وﻃـﺎﻟـﺒـﺖ وﻗـﺘـﻬـﺎ ﺑﺎﺳﺘﺒﺪال اﻷرﻗـــﺎم اﻟﻬﻨﺪﻳﺔ اﻟـﺘـﻲ ﻣـﺎ زاﻟــﺖ ﺗﺴﺘﺨﺪم ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻣﻼﺗﻨﺎ وأوراﻗــﻨــﺎ اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ، وﻓــﻲ اﻟﺘﻘﺎرﻳﺮ اﻟﻤﺎﻟﻴﺔ واﻟﻤﺤﺎﺳﺒﻴﺔ ﺣﺘﻰ اﻵن.!
وﺗﻘﻮل اﻟﺮواﻳﺎت: إن اﻟﻌﺮب.. ﻛﺎﻧﻮا ﻓﻲ ﻗﺪﻳﻢ اﻟــﺰﻣــﺎن ﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻮن اﻟــﺤــﺮوف ﻟـﻠـﺪﻻﻟـﺔ ﻋﻠﻰ اﻷرﻗــﺎم ﻛﺘﺎﺑﺔ، أي أﻧﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﻜﺘﺒﻮن اﻷرﻗــﺎم ﺑﺎﻷﺣﺮف دون وﺟﻮد أﻋﺪاٍد ﺗُﻌ ّﺒﺮ ﻋﻨﻬﺎ.
اﺳﺘﻤﺮ اﻟﻮﺿﻊ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻋﻠﻴﻪ إﻟـﻰ أن ﺟﺎء ﻋـﻬـﺪ اﻟﺨﻠﻴﻔﺔ اﻟـﻌـﺒـﺎﺳـﻲ أﺑــﻮ ﺟﻌﻔﺮ اﻟﻤﻨﺼﻮر، وﺗﻢ ﻓﻴﻪ اﺳﺘﺨﺪام اﻷرﻗــﺎم اﻟﻬﻨﺪﻳﺔ ﻋﻮﺿﺎ ﻋﻦ اﻻﻛﺘﻔﺎء ﺑﻜﺘﺎﺑﺔ اﻷرﻗـــﺎم ﺑـﺎﻷﺣـﺮف، وﻟـﻢ ﻳﻜﻦ اﻟﺼﻔﺮ ﻗﺪ اﺧُﺘِﺮع ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ ﺑﻌﺪ.
ﻓﻲ ﻋﺎم ١٧٧، وﻓﺪ إﻟﻰ ﺑﻼط اﻟﺨﻠﻴﻔﺔ اﻟﻌﺒﺎﺳﻲ أﺑﻮ ﺟﻌﻔﺮ اﻟﻤﻨﺼﻮر ﻓﻠﻜﻲ ﻫﻨﺪي، وﻣﻌﻪ ﻛﺘﺎب ﻣﺸﻬﻮر ﻓﻲ اﻟﻔﻠﻚ واﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺎت ﻫﻮ »ﺳﺪﻫﺎﻧﺘﺎ« ﻟﻤﺆﻟﻔﻪ ﺑﺮاﻫﻤﺎ ﺟﻮﺑﺘﺎ، اﻟـﺬي وﺿﻌﻪ ﺳﻨﺔ ٨٢٦ واﺳﺘﺨﺪم ﻓﻴﻪ اﻷرﻗﺎم اﻟﺘﺴﻌﺔ: ٨ ٧ ٦ ٥ ٤ ٣ ٢ ١ ٩ ﻗﺒﻞ أن ﻳﻀﻴﻒ اﻟﻌﺮب ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ اﻟﺼﻔﺮ.
وﻟــﺬﻟــﻚ ﺗـﺨـﻠـﺖ دول اﻟــﻤــﻐــﺮب اﻟــﻌــﺮﺑــﻲ ﻋﻦ اﺳﺘﺨﺪام اﻷرﻗﺎم اﻟﻬﻨﺪﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻣﺎ زاﻟﺖ ﺗﺴﺘﺨﺪم ﻓﻲ ﺑﻌﺾ دول اﻟﻤﺸﺮق اﻟﻌﺮﺑﻲ، إﻟﻰ اﺳﺘﺨﺪام اﻷرﻗﺎم اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ.
ﺑﺪأت أوﻟﻰ ﺧﻄﻮات اﺳﺘﺨﺪام اﻷرﻗﺎم اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ
رﺑﻤﺎ ﻗﺒﻞ ﻋﺸﺮ ﺳـﻨـﻮات، ﻓـﻲ دوﻟــﺔ ﻗﻄﺮ، ﺑﺄن ﻗﺎﻣﺖ وزارة اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﺑﺎﺳﺘﺒﺪال ﻟﻮﺣﺎت أرﻗﺎم اﻟﺴﻴﺎرات ﺑﺠﻤﻴﻊ أﻧﻮاﻋﻬﺎ إﻟﻰ اﻷرﻗــﺎم اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، ﻟﺴﻬﻮﻟﺘﻬﺎ ووﺿﻮح ﺷﻜﻞ اﻷرﻗﺎم اﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ.
ﻛــﻤــﺎ اﻧــﺘــﻬــﺠــﺖ ﺻـﺤـﻴـﻔـﺔ ] اﻟـﻘـﻄـﺮﻳـﺔ وﺑﻌﺾ اﻟﺼﺤﻒ اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻛﺘﺎﺑﺔ اﻷرﻗﺎم اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺤﺎﺗﻬﺎ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ اﻷرﻗﺎم اﻟﻬﻨﺪﻳﺔ.
وﻋﻠﻴﻪ، أرﺟﻮ ﻣﻦ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺸﻮرى اﻟُﻤﻨﺘَﺨﺐ، اﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ اﻗﺘﺮاح إﺻﺪار ﺗﺸﺮﻳﻊ ﻳﻠﺰم اﻟﺠﻬﺎت اﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ واﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺘﺤﻮل ﻻﺳﺘﺨﺪام اﻷرﻗﺎم اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ اﻟ ُﻤﻌﺎﻣﻼت واﻟ ُﻤﻜﺎﺗﺒﺎت.