اﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﻟﺴﻠﺒﻴﺔ

ﻋـــﻠﱠـــﻤـــﺘـــﻨـــﻲ اﻟـــــﺤـــــﻴـــــﺎة أن ﺗــﻨــﺎزﻟــﻚ ﻋـــﻦ ﺣــﻘــﻮﻗــﻚ ﻓـﻲ أﻳﺔ ﻋﻼﻗﺔ إﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺗﻤﺎرﺳﻬﺎ ﻳـﺠـﻌـﻠـﻚ ﺗـﻔـﺴـﺪﻫـﺎ وﺗﻨﺴﻔﻬﺎ ﺑﺤﻤﺎﻗﺘﻚ ﻧﺴﻔﺎ، ﻓﺘﺴﺘﺤﻴﻞ » َﻗﺎ ًﻋﺎ َﺻﻔَﺼًﻔﺎ ّﻻَ ﺗََﺮ ٰى ِﻓﻴﻬﺎ ِﻋَﻮ ًﺟﺎ َوﻻ أَْﻣﺘًﺎ«.

ﻓــــــﺄﻧــــــﺖ ﺣـــــﻴـــــﻦ ﺗــــﺮﺿــــﻰ ﺑﺎﻟﺪﻧﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻚ وﺗﻘﺒﻞ ﺑـــﺄﻗـــﻞ ﻣــــﻦ اﺳــﺘــﺤــﻘــﺎﻗــﺎﺗــﻚ ﺗــــﻨــــﺤــــﺮف ﺑـــﺴـــﻔـــﻴـــﻨـــﻚ ﻋــﻦ ﻣـــﻘـــﺎﺻـــﺪﻫـــﺎ وﺗـــﻨـــﺘـــﻬـــﻲ ﺑــﻚ اﻷﻣـــــﻮر ﻋــﻠــﻰ ﻏــﻴــﺮ ﻣــــﺮادك وﻫـــــــــﻮاك. أﻧــــــﺖ؛ ﻧـــﻌـــﻢ أﻧـــﺖ وﺣــــــــــﺪك ﺗـــﺘـــﺤـــﻤـــﻞ ﺟــــــــﺰءا ﻛﺒﻴﺮا ﻣﻤﺎ آﻟﺖ إﻟﻴﻪ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ واﻟﻌﻮاﻗﺐ ﺣﻴﻦ ﻇﻨﻨﺖ ﺧﻄﺄً أن ﺗـــﻨـــﺎزﻟـــﻚ ﻳــﺤــﺎﻓــﻆ ﻋـﻠـﻰ ﺗـــﻮازن اﻟـﻌـﺮﺑـﺔ وﻳـﻀـﻤـﻦ ﻟﻬﺎ اﻻﺳﺘﻤﺮارﻳﺔ واﻟﺒﻘﺎء، أراك ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮ ﻗﻨﺎﻋﺔ ﺗﺎﻣﺔ!

ﻛـــﻢ ﻣـــﻦ ﻋـــﻼﻗـــﺔ اﻧــﺘــﻬــﺖ

ﺑــــــﺈﺧــــــﻔــــــﺎٍق ﻣــــــﺮﻋــــــﺐ وﻟــــﻢ ﻳـــﻜـــﻦ ﺳـــﺒـــﺐ ﻣــــﺎ آﻟـــــﺖ إﻟــﻴــﻪ ﻣـــﻦ ﻧــﻬــﺎﻳــﺎ ٍت ﺗــﻌــﻴــﺴــٍﺔ ﺳــﻮى أن أﺻــــﺤــــﺎﺑــــﻬــــﺎ ارﺗـــــﻀـــــﻮا ﺑــﺄﻗــﻞ اﻟــﻘــﻠــﻴــﻞ ﻓــﻲ ﺣــﻴــﻦ أن ﻋﻄﺎءﻫﻢ ﻛـﺎن ﺑﻼ ﺳﻘﻒ أو ﺣﺪود. ﻧـــــﻤـــــﺎذج ﻻ ﺗـــﺤـــﺼـــﻰ وﻻ

ٍُ ﺗــﻌــﺪ ﻣــﻦ أﻧـــﺎس ﺗــﻤــﺎدوا ﻓﻲ اﻟــﺘــﻀــﺤــﻴــﺔ واﻟــــﺘــــﻨــــﺎزل ﻋــﻦ ﺣــﻘــﻮﻗــﻬــﻢ، ﻓـــﺈذا ﻣــﺎ زرﻋـــﻮه ﻳﺴﺘﺤﻴُﻞ ﺣﺼﺎ ًدا ﻣًﺮا ﺑﻤﺮارة اﻟﺤﺴﺮة وﺧﻴﺒﺔ اﻷﻣﻞ.

دﻓـﺎﻋـﻚ ﻋـﻦ ﺣﻘﻮﻗﻚ ﻓﻲ أﻳــــﺔ ﻋــﻼﻗــﺔ وﺗــﻤــﺴــﻜــﻚ ﺑــﺄن

ﺗــﻌــﺎﻣــﻞ ﺑـﻤـﺎ ﺗـﺴـﺘـﺤـﻖ ﻻ ﻳـﻌـﺪ ارﺗـــﻘـــﺎًء ﻓـــﻲ ﺳـــﻠـــﻢ اﻷﻃــﻤــﺎع اﻟــﺘــﻲ ﺗـﺸـﻴـﻨـﻚ وﺗـﻘـﻠـﻞ ﻣـﻨـﻚ، وﻣــﺎ أﺟــﻤــﻞ ﻗــﻮل زﻫــﻴــﺮ ﺑﻦ أﺑﻲ ﺳﻠﻤﻰ ﺣﻴﻦ أﻧﺸﺪ:

و«ﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﺬد ﻋﻦ ﺣﻮﺿﻪ ﺑﺴﻼﺣﻪ.. ﻳﻬﺪم .... «

وﺟــــﻤــــﻠــــﺔ اﻟـــــــﻘـــــــﻮل: إن ﺗــﻤــﺴــﻜــﻚ ﺑــﻤــﺎ ﺗــﺴــﺘــﺤــﻖ ﻫـﻮ ﺳـــﺒـــﻴـــﻠـــﻚ ﻟــــﻠــــﺤــــﻔــــﺎظ ﻋــﻠــﻰ اﺳـــﺘـــﻤـــﺮارﻳـــﺔ أﻳـــــﺔ ﻋـــﻼﻗـــﺔ، ورّﻳﻬﺎ ﺑﺈﻛﺴﻴﺮ اﻟﺤﻴﺎة، ﻷﱠن أﻏﻠﺐ اﻟﺒﺸﺮ ﻣﻊ ﺑﺎﻟﻎ اﻷﺳﻒ ﺣـﻴـﻦ ﺗـﺘـﻨـﺎزل ﻋــﻦ ﺣﻘﻮﻗﻚ ﺗﺼﻴﺮ ﻟﻬﻢ ﺣﻘﻮق ﻣﻜﺘﺴﺒﺔ ﺗـﺪﻓـﻌـﻬـﻢ إﻟــﻰ اﻟــﺘــﻤــﺎدي ﻓﻲ ﺳﺤﻘﻚ واﺳﺘﺒﺎﺣﺔ ﻣﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﻟﺪﻳﻚ ﻣﻦ ﻛﺮاﻣﺔ، وﺗﺨﻄﻲ ﻛﻞ ﺧﻄﻮﻃﻚ اﻟﺤﻤﺮاء اﻟﺘﻲ ﻓــﻘــﺪت ﺑــﺮﻳــﻘــﻬــﺎ ﺑــﺈﻫــﻤــﺎﻟــﻚ ﻟﻬﺎ وﺗـﻬـﺎوﻧـﻚ ﻓـﻲ ﺣﻤﺎﻳﺘﻬﺎ واﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ.