وﺣــﺪﺗــﻨﺎ ﻣﺼــــﺪر ﻗــــﻮﺗــــﻨﺎ

اﻟــــﻮﺣــــﺪة ﻛــﻘــﻴــﻤــﺔ اﺟــﺘــﻤــﺎﻋــﻴــﺔ أﺳــــــﺎس ﻟـــﻘـــﻮة اﻟ ـــﺤ ـــﻀ ـــﺎرات واﻷﻣـــــــﻢ واﻟــﻤــﺠــﺘــﻤــﻌــﺎت واﻷﺳـــــﺮ

ﺷـﻌـﺎر »وﺣـﺪﺗـﻨـﺎ ﻣـﺼـﺪر ﻗﻮﺗﻨﺎ« ﻋـﺒـﺎرة ﻟﻐﻮﻳﺔ ﻋـﻈـﻴـﻤـﺔ اﻟــﻤــﻌــﻨــﻰ ﻋـﻤـﻴـﻘـﺔ اﻷﺛـــــﺮ ﻋــﺒــﺮ اﻷزﻣـــــﺎن واﻷﻣﻜﻨﺔ وﻣـﺴـﺎرات اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻘﺪﻳﻢ واﻟﺤﺪﻳﺚ، درﺳﻨﺎ ﻣﺜﺎًﻻ ُﻣﺸﺎﺑًﻬﺎ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻗﻮة اﻟﻤﻌﻨﻰ واﻷﺛــﺮ، وﻧﺤﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎﻋﺪ اﻟـﺪراﺳـﺔ ﻓﻲ اﻟﺼﻐﺮ »اﻻﺗـﺤـﺎد ﻗـﻮة واﻟﺘﻔﺮق ﺿﻌﻒ« ﻗـﻮة اﻟﻌﺒﺎرﺗﻴﻦ وأﺛــﺮﻫــﻤــﺎ ﻳﻜﻤﻦ ﻓــﻲ ﺗـﻌـﺰﻳـﺰﻫـﻤـﺎ ﻟﻘﻴﻢ اﻟــﻮﺣــﺪة واﻟﺘﻌﺎﺿﺪ واﻟﺘﻜﺎﺗﻒ واﻟﺘﻌﺎون اﻟﻤﺆدي ﻟﻠﺘﻤﺎﺳﻚ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻲ، واﻟــﻮﺣــﺪة اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ اﻟﻤﻮﺻﻠﺔ ﻟﻠﻘﻮة واﻟﺘﻔﻮق واﻟﻨﺠﺎح.

وﻟﻨﺎ ﻓﻲ اﻵﻳﺎت اﻟﻘﺮآﻧﻴﺔ اﻟﻜﺮﻳﻤﺔ دﻋﻮة رﺑﺎﻧﻴﺔ ﻟﻠﻮﺣﺪة واﻻﺑﺘﻌﺎد ﻋﻦ اﻟﻔﺮﻗﺔ واﻻﻧﻘﺴﺎم

ُِْ ُﱠََََُِِِْٰ ََﱠﱠِ ِْ )واﻋﺘﺼﻤﻮا ﺑﺤﺒﻞ اﷲ ﺟﻤﻴﻌﺎ وﻻ ﺗﻔﺮﻗﻮا( ٣٠١ ﱢُ ََ ٌََََُ ًََْ َُ

ِِ )وﻻ ﺗﻜﻮﻧﻮا ﻛﺎﻟﺬﻳﻦ ﺗﻔﺮﻗﻮا واﺧﺘﻠﻔﻮا ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ

َُ ُُ َﺟﺎءﻫﻢ اﻟﺒﻴﻨﺎت وأوﻟﺌﻚ ﻟﻬﻢ ﻋﺬاب ﻋﻈﻴﻢ( ٥٠١آل ﻋﻤﺮان.

وأﺣـــــﺪاث اﻟــﺘــﺎرﻳــﺦ ﻣـﻠـﻴـﺌـﺔ ﺑـــﺎﻟـــﺪروس واﻟــﻌــﺒــﺮ اﻟﻤﻮﺿﺤﺔ ﻷﻫﻤﻴﺔ اﻟﻮﺣﺪة ﻓﻲ ﺑﻨﺎء اﻟﺤﻀﺎرات واﻷﻣﻢ، وﻣﺼﻴﺮﻫﺎ ﺑﻌﺪ اﻟﺘﺸﺮذم واﻻﻧﻘﺴﺎم.

اﻟــــﻮﺣــــﺪة ﻛــﻘــﻴــﻤــﺔ اﺟــﺘــﻤــﺎﻋــﻴــﺔ أﺳــــــﺎس ﻟــﻘــﻮة اﻟﺤﻀﺎرات واﻷﻣﻢ واﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت واﻷﺳﺮ، وﻗﻴﻤﻬﺎ اﻟﺴﺎﻣﻴﺔ وﺳﻠﻮﻛﻴﺎﺗﻬﺎ اﻟُﻤﺠﺘﻤﻌﻴﺔ، ﻳﺠﺐ أن ﺗﻐﺮَس

ﻓــﻲ ﻛــﻴــﺎن اﻷﺳــــﺮ ﻣـﻬـﻤـﺎ ﺻــﻐــﺮ ﻋـــﺪد أﻓـــﺮادﻫـــﺎ، وﺗﺴﻮد اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺜﺮ ﻋﺪد أﺳـﺮه، ﻟﺬا ﻣﻦ اﻟـﻤـﻬـﻢ اﻟﻌﻤﻞ ﺑﻜﻞ ﻗــﻮة ﻛــﺄﻓــﺮاد وأﺳــﺮ ﻟﻠﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ وﺣــﺪة اﻷﺳــﺮ وﺗﻤﺎﺳﻜﻬﺎ ﻣـﻦ اﻟﺘﻔﻜﻚ ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎﺗﻨﺎ، ﻟﺘﺤﺘﻔﻆ أﺳﺮﻧﺎ ﺑﻮﺣﺪﺗﻬﺎ اﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﻣﺼﺪر ﻗﻮﺗﻬﺎ.

وﺷـﻌـﺎر »وﺣـﺪﺗـﻨـﺎ ﻣﺼﺪر ﻗﻮﺗﻨﺎ« اﻟــﺬي دﺷﻨﻪ وزﻳﺮ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻛﺸﻌﺎر ﻟﻠﻴﻮم اﻟﻮﻃﻨﻲ ٢٢٠٢، ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﻳﻜﻮ َن ﻧﺼﺐ أﻋﻴﻨﻨﺎ ﺻﻐﺎ ًرا وﻛﺒﺎ ًرا أﻓﺮا ًدا وأ َﺳ ًﺮا، ﻣـﻮﻇـﻔـﻴـﻦ وﻣــﺴــﺆوﻟــﻴــﻦ، ﻣـﻮاﻃـﻨـﻴـﻦ وُﻣﻘﻴﻤﻴﻦ، ﻟﺘﺮﻗﻰ ﺑﻔﻀﻞ ﻣﻦ اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻰ، دوﻟﺘﻨﺎ

ﻗﻄﺮ وﺑﻮﺣﺪة أﻫﻠﻬﺎ وﻣﻦ ﻳﻌﻴﺶ ﻋﻠﻰ أراﺿﻴﻬﺎ إﻟﻰ ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟــﺮؤى واﻟﻐﺎﻳﺎت واﻷﻫــﺪاف اﻟﻤﺮﺻﻮدة ﻟﻜﺄس اﻟﻌﺎﻟﻢ »ﻣﻮﻧﺪﻳﺎل ﻗﻄﺮ ٢٢٠٢«.

وأن ﻳﺒﻘﻰ ﻫــﺬا اﻟـﺸـﻌـﺎر ﻧـﺒـﺮاس ﻫــﺪى وﺿــﻮءا ﺗـﻨـﻴـﺮ ﺷﻌﻠﺘﻪ دروب وﻣـﺴـﺘـﻘـﺒـﻞ ﺣــﻴــﺎة ﻛــﻞ ﻓـﺮد ﻣــﻨــﺎ، وﻫـــﺪًﻓـــﺎ ﻧـﺴـﻌـﻰ ﻣــﻦ ﺧــﻼﻟــﻪ ﺟـﻤـﻴـًﻌـﺎ ﻟـﺒـﻨـﺎء ورﻓﻌﺔ وﻃﻨﻨﺎ اﻟﻐﺎﻟﻲ ﻗﻄﺮ ﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺤﺪث اﻟﺮﻳﺎﺿﻲ اﻟﻤﻬﻢ ﻓﻘﻂ، ﺑﻞ إﻟﻰ ﻏﻴﺮه ﻣﻦ أﺣﺪاث اﻟــﺘــﻔــﻮق واﻟــﻨــﺠــﺎح واﻹﺑــــــﺪاع اﻟـﻤـﺤـﻠـﻲ واﻟـﻌـﺎﻟـﻤـﻲ اﻟُﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ، ﻟﺘﺒﻘﻰ راﻳــﺔ »ﻗﻄﺮ اﻟﻤﺠﺪ« ﻋﺎﻟﻴﺔ ﺧﻔﺎﻗﺔ ﺑﻴﻦ اﻷﻣﻢ.