أﺣــــﺘــــﺎج ﻓــــﻲ اﻟــــــّﺮواﻳــــــﺔ إﻟـــــﻰ اﻟـــﻔـــﻮﺿـــﻰ ﻓــــﻲ ﻛـــــّﻞ ﺷــــــﻲءٍ ﻣــــﻦ ﺣـــﻮﻟـــﻲ ﻷﻧــــّﻈــــﻢ أﻓـــﻜـــﺎري

ﻧﻔﺴﻲ، وﺗـﻐـﺮﻳـﻨـﻲ ﺑـﺎﻹﻳـﺤـﺎء، وﺗـﻤـﻸ دواﺗــﻲ ﺑﺎﻟﺤﺒﺮ.

ﻛــّﻞ ﺷــﻲٍء ﻳـﺘـﺤـّﺮك أﻣــﺎﻣــﻲ أو ﻓــﻲ ﻣﺪى ﺑـــﺼـــﺮي ﻳـــﺸـــّﻮﺷـــﻨـــﻲ، ﻛـــــّﻞ ﺻــــــﻮ ٍت ﻳــﻄــﺮق ﻣﺴﺎﻣﻌﻲ ُﻳﻘﻒ ﺣﺎﺟ

ًﺰا ﻣﻦ ﺟـﺪاٍر إﺳﻤﻨﺘﻲ ﻋﺎل أﻣﺎم أﻓﻜﺎري، اﻟﺼﻤﺖ اﻟﺬاﺑﺢ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺤﺮوﻓﻲ ﻫـﻮ اﻟﺤﻴﺎة، أﻧـﺎ ﻛـﺎﺋـﻦ ﻳﻐﺮق ﻓﻲ

ُِ اﻟــﻌــﺰﻟــﺔ اﻻﺧــﺘــﻴــﺎرﻳــﺔ ﻣــﻦ أﺟـــﻞ أن ﻳـﺴـﻤـﺢ ﻷﺻﺎﺑﻌﻪ أن ﺗﻔﻜﺮ.

ﻟـــﻲ ﻣـــﻜـــﺎٌن واﺣــــــٌﺪ، ﻟـــﻮ ﻗــﻤــُﺖ ﺑـﺘـﻐـﻴـﻴـﺮه ﻓﻤﻌﻨﻰ ذﻟــﻚ أّﻧــﻨــﻲ ﺣـﻜـﻤـُﺖ ﻋـﻠـﻰ اﻷﻓــﻜــﺎر اﻟﺘﻲ وﻟﺪﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﻜﺎن اﻷول ﺑﺎﻟﻤﻮت.

رﺑــﻤــﺎ أﺣــﺘــﺎج ﻓــﻲ اﻟــﺮواﻳــﺔ إﻟــﻰ اﻟﻔﻮﺿﻰ ﻓﻲ ﻛـﻞ ﺷــﻲء ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻲ ﻷﻧـﻈـﻢ أﻓﻜﺎري،

ُّ أﻧــﺎ أﺳـﺘـﻤـﺘـﻊ ﺑــﻔــﻮﺿــﺎي، إﻧــﻬــﺎ ﺗــﻌــﻴــﺪ ﺗـﺮﺗـﻴـﺐ أﻓﻜﺎري، ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن أﺗﺴﻠﻞ إﻟﻰ اﻟﻔﻜﺮة إﻻ ﻋﺒَﺮ رﻛــﺎم ﻣﻦ اﻷوراق اﻟﻤﺒﻌﺜﺮة، واﻟﻜﺘﺐ اﻟ ُﻤﺘﻨﺎﺛﺮة. ﻋـﻦ اﻟـﺮﻛـﺾ ﻟـﺒـﺮﻫـﺔ، ﻟﻜﻲ أﺳـﺠـﻞ اﻟﻔﻜﺮة ﻋـﻠـﻰ اﻟــﻬــﺎﺗــﻒ. ﻻ ﺗﺴﺘﻬﻴﻨﻮا ﺑـﻬـﺬه اﻷﻓـﻌـﺎل اﻟﺒﺴﻴﻄﺔ، وﻫﺬه اﻷﻓﻜﺎر اﻟﺘﻲ ﺗﺒﺪو ﻋﺎﺑﺮة، إن ﻛﺘﺒﻲ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻟﺘﻜﻮن ﻟﻮﻻ أﻧﻨﻲ ﻗﻴﺪت

ّّ ﻛــﻞ ﻫــﺬا، أﻧــﺎ اﻟـﻴـﻮم ﻟــﺪي ﻋـﺸـﺮات اﻷﻓـﻜـﺎر اﻟــّﺼــﺎﻟــﺤــﺔ ﻟــﻌــﺸــﺮات اﻟــﻜــﺘــﺐ، ﻛـﻠـﻬـﺎ ﺗﻨﺘﻈﺮ دوَرﻫﺎ ﻟﺘﺨﺮج إﻟﻰ ﺣﻴﺰ اﻟﻮﺟﻮد. واﻟﺘﻜﻼن ﻋﻠﻰ اﷲ.

ﺗﺘﻀﺎﻓﺮ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﻓﻲ ﻃﻘﻮس اﻟﻜﺘﺎب أو ﻣــﻜــﻮﻧــﺎت ﺗـﻜـﺎد ﻻ ﻳﺨﻠﻮ ﻣﻨﻬﺎ ﻃـﻘـﺲ ﻷي واﺣــــﺪ ﻣـﻨـﻬـﻢ، ﻟــﻌــﻞ اﻟــﻘــﻬــﻮة، ﻟـﻴـﺲ ﺷـﺮﻃـﺎ ﻣــﺬاﻗــﻬــﺎ اﻟــﻤــﺮ أﺣــﻴــﺎﻧــﺎ، رﺑــﻤــﺎ ﻟــﻮﻧــﻬــﺎ، رﺑـﻤـﺎ

ٍُ ًُ ّّ راﺋــﺤــﺘــﻬــﺎ، ورﺑـــﻤـــﺎ دﺧــﺎﻧــﻬــﺎ اﻟـﻤـﻨـﺒـﻌـﺚ ﻓﻲ ﺳﺤﺎﺋَﺐ ُﻣﺘﺼﺎﻋﺪة ﻣﺜﻞ راﻗﺼﺔ أﺳﻄﻮرّﻳﺔ ﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻠﻬﺎ أﺛﻴﺮة ﻋﻨﺪ اﻟﻜﺜﻴﺮﻳﻦ. ﺳﻴﻘﻮل ﻟﻚ ﻓﻲ اﻟّﻨﻬﺎﻳﺔ؛ راﺋﺤﺘﻬﺎ ﻗﺎدﻣٌﺔ ﻣﻦ ﻣﻜﺎٍن ﺑﻌﻴﺪ، ﻣﻜﺎٍن ﻗﺎدٍر ﻋﻠﻰ أْن ﻳﺠﻌﻠﻨﻲ أﺗﻮّﻏﻞ ﻓـــﻲ ﻣــــﺪاﺋــــَﻦ ﻣـــﺴـــﺤـــﻮرة، ﺗــﺨــﻄــﻔــﻨــﻲ ﻣـﻦ ﺣﺘﻰ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻓﺠﺮا، أو ﺣﺘﻰ أﺳﻤﻊ اﻟﻨﺪاء ﻣﻦ أﺣﺪ اﻟﻤﺴﺎﺟﺪ اﻟﻘﺮﻳﺒﺔ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻴﺎن. إذا ﻛﻨﺖ ﻓﻲ اﻟﺴﻴﺎرة، ﻳﺤﺪث ﻣﺎ ﻳﺤﺪث

ُّ ﻣـﻌـﻲ ﻓــﻲ اﻟـــﻔـــﺮاش، ﺗـﻬـﺒـﻂ اﻷﻓــﻜــﺎر ﻋـﻠـﻲ وأﻧـﺎ أﻗـﻮدﻫـﺎ، أرﻛﻨﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻄﺮﻳﻖ ﻋﺸﺮات اﻟــــﻤــــﺮات ﻷﺳـــّﺠـــﻞ اﻟــُﻤــﻼﺣــﻈــﺎت، وأﺗـــﺎﺑـــﻊ، أﻛﺘﺸﻒ أّﻧﻨﻲ ﺗـﺄّﺧـﺮُت ﻋﻦ ﻣﻮﻋﺪي ﻧﺼَﻒ ﺳﺎﻋﺔ. ﻟﺪي ﻋﺬر وﺟﻴﻪ، اﻷﻓﻜﺎر اﻟﻌﻈﻴﻤﺔ

ُّ ﻗﺪ ﻻ ﺗﻬﺒﻂ ﻋﻠﻰ اﻟﺪﻣﺎغ إﻻ ﻣـﺮة واﺣـﺪة، ﻋــﻠــﻲ أن أﺳـﺠـﻠـﻬـﺎ ﻋـﻠـﻰ اﻟــﻔــﻮر، وإﻻ ﻓـﺈﻧـﻬـﺎ ﺳﺘﻄﻴﺮ ﻓﺠﺄة ﻛﻤﺎ ﻫﺒﻄﺖ ﻓﺠﺄة، وﺣﻴﻨﺌﺬ ﻻ ﻳﻜﻮُن ﻫﻨﺎك ﺳﺒﻴٌﻞ إﻟﻰ اﻹﻣﺴﺎِك ﺑﻬﺎ.

وأﻧﺎ أرﻛُﺾ ﻓﻲ اﻟّﺴﺎﺣﺔ اﻟّﺸﻤﺎﻟّﻴﺔ ﻟﻠﺒﻴﺖ ﺗــﺰورﻧــﻲ اﻷﻓــﻜــﺎر ﺑـﺎﻟـّﻄـﺮﻳـﻘـﺔ إّﻳـــﺎﻫـــﺎ، وإْن ﻛﺎﻧﺖ أرق أو أﻋﻤﻖ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ، ﻻ أدري ﻣﺎ اﻟّﺴﺒﺐ، ر ّﺑﻤﺎ اﻟّﺮﻳﺎﺿﺔ ﺗُﺴﺎﻋُﺪ ﻋﻠﻰ ﺗـﺠـﻠـﻲ اﻟـﻌـﻘـﻞ، وﺻــﻔــﺎء اﻟــﻨــﻔــﺲ، ﻓﻴﻨﻌﻜﺲ ﻋﻠﻰ ﻣﺮآﺗﻬﻤﺎ ﻣﺎ ﻛﺎن رﻗﻴﻘﺎ ﻋﻤﻴﻘﺎ. أﺗﻮﻗﻒ

اﻟــﻜــﺘــﺎﺑــﺔ ﻗــﺪ ﺗـﻤـﻨـﻌـﻨـﻲ اﻟـــﻨـــﻮم، ﻻ أﻗــﺼــﺪ اﻟﺴﻬﺮ ﺣـﺘـﻰ وﻗــﺖ ﻣـﺘـﺄﺧـﺮ ﻣـﻦ اﻟﻠﻴﻞ وأﻧـﺎ أﻛـــﺘـــﺐ، ﻻ. ﺑـــﻞ أﻗـــﺼـــﺪ أن اﻟـــﻔـــﻜـــﺮة اﻟــﺘــﻲ ﺗﺤﻮم ﻓـﻲ دﻣـﺎﻏـﻲ ﺗﻤﻨﻌﻨﻲ ﻣـﻦ أن أﻏﻔﻮ، إﻧﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﻓﻜﺮة واﺣــﺪة، ﻗﺪ ﺗﻨﻬﻤﺮ ﻋﻠﻰ رأﺳـــﻲ ﻋــﺸــﺮات اﻷﻓــﻜــﺎر ﻓــﻲ ذﻟــﻚ اﻟـﻠـﻴـﻞ، ﻻ أدري ﻟــﻤــﺎذا ﻟــﻢ ﺗـــﺄت ﻗـﺒـﻞ أن آوي إﻟـﻰ ﻓـﺮاﺷـﻲ؟! ﻟـﻤـﺎذا ﻟـﻢ ﺗﺄﺗﻨﻲ وأﻧــﺎ ﺟـﺎﻟـﺲ إﻟﻰ ﻣﻜﺘﺒﻲ؟! رﺑﻤﺎ ﻷّن اﻟﻬﺪوء واﻟّﺘﻔﻜﻴﺮ اّﻟﺬي ﻳﻤﻨﺤﻪ اﻻﺳﺘﺮﺧﺎء ﺑﺎﻻﺳﺘﻠﻘﺎء ﻓﻲ اﻟﻔﺮاش ﻫــﻮ اﻟـــﺬي ﻳﺴﺘﺪﻋﻴﻬﺎ ﺑـﻬـﺬه اﻟـﻜـﺜـﺎﻓـﺔ، إﻧـﻤـﺎ ﺗﻤﻄﺮ أﻓــﻜــﺎرا ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ، وﻟــﺬا أﺳﺘﻌﺪ ﻟﻬﺎ ﺑﻜﺘﺎﺑﺔ رؤوﺳﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻫﺎﺗﻔﻲ ﻓﻲ ﺧﺎﻧﺔ اﻟُﻤﻼﺣﻈﺎت، أﻛﺘُﺐ اﻟﻔﻜﺮة ا ّﻟﺘﻲ ﺗﻜﻮن ر ّﺑﻤﺎ ﺳﻄﺮﻳﻦ أو ﺛﻼﺛﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻬﺎﺗﻒ، أرﻛﻨﻪ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻧﻪ، وأﻋـﻮد ﻣﺤﺎوﻻ اﻟﻨﻮم ﺛﺎﻧﻴﺔ، ﺗﻬﺒﻂ

ُُ ﻋﻠﻰ رأﺳــﻲ ﻓـﻜـﺮة ﺟـﺪﻳـﺪة، أﻣــﺪ ﻳــﺪي وأﻧـﺎ ﻣﺴﺘﻠﻖ، أﺿﻴﻔﻬﺎ إﻟـﻰ ﺳﺎﺑﻘﺎﺗﻬﺎ، وﻫـﻜـﺬا..