دور اﻷﺳﺮة واﻟﻤﺪرﺳﺔ ﻓﻲ وﻗﺎﻳﺔ اﻷﺑﻨﺎء ﻣﻦ اﻟﺴﻤﻨﺔ
إﱠن ﻣـــﺴـــﺆوﻟـــﱠﻴـــﺔ ﺗـــﺮﺑـــﻴـــﺔ اﻷﺑــــﻨــــﺎء ﺗـــﻘـــﻊ ﻋـﻠـﻰ اﻟﻮاﻟﺪﻳﻦ ﻓﻲ اﻟﻤﺮﺗﺒﺔ اﻷوﻟـﻰ، وﻧﻌﻨﻲ ﺑﺎﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻣــﻌــﻨــﺎﻫــﺎ اﻟــﺸــﺎﻣــﻞ وﻻ ﻧــﻌــﻨــﻲ ﺗــﻮﻓــﻴــﺮ اﻟــﻄــﻌــﺎم، واﻟـﺸـﺮاب واﻟﻜﺴﺎء واﻟﻌﻼج وﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ أﻣﻮر اﻟــﺪﻧــﻴــﺎ، ﺑــﻞ ﺗـﺸـﻤـﻞ ﻛــﺬﻟــﻚ ﻣــﺎ ﻳـﺼـﻠـﺢ اﻹﻧــﺴــﺎن وﻳﺴﻌﺪه ﻣﻦ ﻏﺮس اﻟﻘﻴﻢ واﻟﻔﻀﺎﺋﻞ اﻟﻜﺮﻳﻤﺔ واﻵداب واﻷﺧـﻼﻗـﻴـﺎت واﻟــﻌــﺎدات اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻟـﻤـﺤـﺎﻓـﻈـﺔ ﻋـﻠـﻰ اﻟـﺼـﺤـﺔ اﻟــﺘــﻲ ﺗــﺪﻋــﻢ ﺣـﻴـﺎة اﻟــﻔــﺮد وﺗــﺤــﺜــﻪ ﻋــﻠــﻰ أداء دوره ﻓــﻲ اﻟــﺤــﻴــﺎة، وإﺷﻌﺎره ﺑﻤﺴﺆوﻟﻴﺘﻪ ﺗﺠﺎه ﻣﺠﺘﻤﻌﻪ ووﻃﻨﻪ.
وﻳـﺘـﻀـﻤـﻦ أﺳــﻠــﻮب اﻟــﺤــﻴــﺎة ﻋـﻨـﺎﺻـﺮ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ وﺳـــﻠـــﻮﻛـــﻴـــﺔ وﻋــــــــﺎدات ﺣــﻴــﺎﺗــﻴــﺔ ﺗــﻐــﺬﻳــﻬــﺎ ﻗـﻴـﻢ ﻣــﺸــﺘــﺮﻛــﺔ وﺗــﻘــﺎﻟــﻴــﺪ ﻣـــﺘـــﻮارﺛـــﺔ وﻧــــﻤــــﺎذج ﻣـﻦ اﻟــﺘــﻮاﺻــﻞ واﻟـﺘـﺨـﺎﻃـﺐ واﻟـﻠـﻐـﺔ وﻏــﻴــﺮﻫــﺎ، ﺣﻴﺚ ﻳﺘﻌﻠﻢ اﻟـﻔـﺮد أﺳـﻠـﻮب ﺣﻴﺎﺗﻪ وﻧﻤﻂ ﺗﺼﺮﻓﺎﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺰل وداﺧـﻞ أﺳﺮﺗﻪ، وﻳﻜﻮن ذﻟﻚ ﻣﻨﺬ اﻟﺼﻐﺮ ﻓﺘﻜﺴﺒﻪ ﻋــﺎدات وﻃـﺮﻗـﺎ ﺣﻴﺎﺗﻴﺔ ﺳـﻮاء ﺗﻠﻚ اﻟﻤﺆدﻳﺔ إﻟﻰ اﻟﺘﻤﺘﻊ ﺑﺼﺤﺔ ﺟﻴﺪة، أم ﺗﻠﻚ اﻟﻤﺆدﻳﺔ ﻟﻠﻤﺮض، وﻣﻦ اﻟﺼﻌﻮﺑﺔ اﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﻌﺎدات؛ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺼﺒﺢ ﻣﻊ اﻟﻮﻗﺖ ﺟﺰءا ﻣﻦ أﺳﻠﻮب ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ، ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺘﺮﺳﺦ ﻫﺬه اﻟﻌﺎدات.
ﻓﺎﻷﺳﺮة ﻟﻬﺎ دور ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻲ اﺗﺨﺎذ اﻟﻤﻮاﻗﻒ وﺗﺮﺳﻴﺦ اﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺎت ﺑﻴﻦ أﻓﺮادﻫﺎ، ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺘﻐﺬﻳﺔ اﻟﺴﻠﻴﻤﺔ وﻣـﻤـﺎرﺳـﺔ اﻷﻧﺸﻄﺔ اﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ واﻻﺑﺘﻌﺎد ﻋﻦ اﻟﺴﻤﻨﺔ، واﻻﻧﻄﻼﻗﺔ اﻷوﻟـــﻰ ﺗـﻜـﻮن ﻣـﻦ داﺧــﻞ اﻷﺳـــﺮة، ﻓﻬﻲ ﺣﺠﺮ اﻷﺳﺎس ﻟﺬﻟﻚ.
ﺗــﻌــﺘــﺒــ ُﺮ اﻟــﺴــﻤــﻨــﺔ ﻣــﺸــﻜــﻠــ ًﺔ ﻋــﺎﻟــﻤــﻴــ ًﺔ ﺻــﺤــﻴــ ًﺔ ﺧــﻄــﻴــﺮًة ﻳــﻌــﺎﻧــﻲ ﻣــﻨــﻬــﺎ ﻣــﻌــﻈــُﻢ ﺑــﻠــﺪان اﻟــﻌــﺎﻟــﻢ وﺧـــﺎﺻـــﺔ ﻣــﻨــﻄــﻘــﺔ اﻟــﺨــﻠــﻴــﺞ اﻟـــﻌـــﺮﺑـــﻲ، ﻧـﺘـﻴـﺠـﺔ ﻟﻤﻌﺪل اﻧﺘﺸﺎرﻫﺎ اﻟﻮاﺳﻊ وﻣﻀﺎﻋﻔﺎﺗﻬﺎ اﻟﺼﺤﻴﺔ اﻟﻜﺜﻴﺮة، وﺧﺎﺻﺔ ﻋﻠﻰ أﻣﺮاض ﺷﺮاﻳﻴﻦ اﻟﻘﻠﺐ.
٦- اﺧﺘﻴﺎر اﻷﻃﻌﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺘﻮي ﻋﻠﻰ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺨﻀﺮاوات.
٧- اﺧــﺘــﻴــﺎر اﻟــﻠــﺤــﻮم اﻟـﻘـﻠـﻴـﻠـﺔ اﻟـــﺪﻫـــﻮن ﻣﺜﻞ )اﻷﺳﻤﺎك اﻟﺴﻠﻤﻮن واﻟﺘﻮﻧﺔ( واﻟﺪﺟﺎج.
٨- اﻟﺘﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ اﺳﺘﻬﻼك اﻟﺪﻫﻮن ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم واﺳﺘﺒﺪاﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﺪﻫﻮن اﻟﻤﺸﺒﻌﺔ.
واﻟــﺪور ﻻ ﻳﻜﻤﻦ ﻓـﻲ اﻟﺒﻴﺖ ﻓﻘﻂ، وإﻧـﻤـﺎ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﻌﺎون ﺑﻴﻦ اﻷﺳﺮة واﻟﻤﺪرﺳﺔ، ﺣﻴﺚ ﻳﻜﻤﻦ دور اﻟﻤﺪرﺳﺔ اﻟﻮﻗﺎﺋﻲ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ:
١- إدﺧـــــــﺎل ﺑــــﺮاﻣــــﺞ اﻟـــﺘـــﻐـــﺬﻳـــﺔ ﻣــــﻦ ﺿـﻤـﻦ اﻟﻤﻨﺎﻫﺞ اﻟـﺪراﺳـﻴـﺔ، وذﻟــﻚ ﻣـﻦ ﺧـﻼل دﻣﺠﻬﺎ ﻣﻊ ﺣﺼﺺ اﻟﻌﻠﻮم واﻹﺣﻴﺎء واﻟﺘﺪﺑﻴﺮ اﻟﻤﻨﺰﻟﻲ، وﻳﺠﺐ اﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ أﻫﻢ اﻟﻤﺸﺎﻛﻞ اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ.
٢- ﺗﻮﻓﻴﺮ اﻷﻏـﺬﻳـﺔ ذات اﻟﻘﻴﻤﺔ اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ اﻟــــﻤــــﺪارس وﻓـــــﺮض اﻟـــﺮﻗـــﺎﺑـــﺔ اﻟــﺼــﺤــﻴــﺔ ﻋـﻠـﻰ اﻟﻤﻘﺼﻒ اﻟﻤﺪرﺳﻲ ﻟﺘﻼﻓﻲ ﺣﺪوث اﻟﺘﺴﻤﻤﺎت اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ.
٣- ﺗﺸﺠﻴﻊ اﻷﻃــﻔــﺎل ﻋﻠﻰ ﻣــﺰاوﻟــﺔ اﻟﺮﻳﺎﺿﺔ واﻟﻤﺸﻲ ﺳـﻮاء ﺧﻼل دروس اﻟﺮﻳﺎﺿﺔ أو أﺛﻨﺎء اﻟﻔﺴﺤﺔ.
٤- اﻟـﺘـﻘـﻠـﻴـﻞ ﻣــﻦ ﺗــﻘــﺪﻳــﻢ اﻷﻏـــﺬﻳـــﺔ اﻟــﺪﺳــﻤــﺔ وذات اﻟﺴﻌﺮات اﻟﺤﺮارﻳﺔ اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﻘﺼﻒ اﻟﻤﺪرﺳﻲ أو ﻓﻲ اﻟﺒﻴﺖ.
٥- اﻻﻫــﺘــﻤــﺎم ﺑـﺘـﻘـﺪﻳـﻢ اﻟـﻨـﺼـﺎﺋـﺢ ﻓــﻲ اﻟــﻤــﻮاد اﻟﺪراﺳﻴﺔ اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺴﻤﻨﺔ واﻟﻮﻗﺎﻳﺔ ﻣﻨﻬﺎ.
٦ـ- اﻻﻫــﺘــﻤــﺎم ﺑــــﻮزن اﻟــﻄــﻔــﻞ ﺑـﺸـﻜـﻞ دوري ﻟﻤﺘﺎﺑﻌﺔ ﺣﺎﻟﺘﻪ اﻟﺼﺤﻴﺔ، وذﻟﻚ ﺑﻌﻤﻞ ﻗﻴﺎﺳﺎت ﺣﻴﻮﻳﺔ داﺧﻞ اﻟﻤﺪرﺳﺔ.
٧- ﺗﻜﺜﻴﻒ ﺣﻤﻼت اﻟﺘﻮﻋﻴﺔ ﻋﻨﺪ اﻷﻃﻔﺎل ﻣﻦ ﺧﻼل اﻹذاﻋﺔ اﻟﻤﺪرﺳﻴﺔ واﻟﻨﺸﺎﻃﺎت اﻟﺼﻴﻔﻴﺔ اﻷﺧﺮى.