ﻣﺆﺷﺮات ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﻜﻴﺎن

اﻟ ــﺸ ــﺒ ــﺎب اﻹﺳـــﺮاﺋـــﻴـــﻠـــﻲ ﺑـــﺎﺗـــﻮا ﻳــﺘــﺤــﺎﺷــﻮن اﻟــﺘــﺠــﻨــﻴــﺪ اﻹﺟــــﺒــــﺎري ﺑــﻜــﻞ اﻟــﻮﺳــﺎﺋــﻞ

ﻓــﻲ اﻟــﺼــﺪام اﻟـﻘـﺘـﺎﻟـﻲ ﻻ ﻳﻜﻔﻲ اﻟـﻨـﻈـﺮ ﻟﻤﺎ ﻳــﺼــﻴــﺐ ﻃـــﺮﻓـــﺎ ﻣــﻨــﻬــﺎ ﺣــﺘــﻰ وإن ﺑــــﺪا وﻛــﺄﻧــﻪ اﻷﺿﻌﻒ، ﺑﻞ ﻳﺘﻮﺟﺐ اﻟﻨﻈﺮ ﻟﻤﺎ ﻳﺼﻴﺐ اﻟﻄﺮف اﻵﺧـــــﺮ. وﺣــﻴــﻦ ﻳــﻜــﻮن ذﻟـــﻚ اﻵﺧــــﺮ ﻣـﻔـﺘـﻘـﺪا ﻟﻠﺤﻖ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻘﺎﺗﻞ ﻷﺟﻠﻪ، ﻻ ﺑﻞ وﻟﻠﻤﻨﻔﻌﺔ اﻟﺘﻲ ﺗــﻮﺧــﺎﻫــﺎ ﻣــﻦ اﻻﻧــﻀــﻤــﺎم ﻟـﺤـﺎﻟـﺔ ﻋــــﺪوان ﻋﻠﻰ آﺧﺮﻳﻦ ﻳﻌﺮف أﺣﻘﻴﺘﻬﻢ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻘﺎﺗﻠﻮن ﻷﺟﻠﻪ، ﻓﺈن اﻧﺴﺤﺎﺑﻪ ﻣﻦ اﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﻫﻮ اﻟﻨﺘﺎج اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﻟﺘﻠﻚ اﻟﻤﻮاﺟﻬﺔ .. وﻫﺬا ﻣﺎ ﻳﺠﺮي اﻵن ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻣـﻮاﺟـﻬـﺎت »ﻓـﺪاﺋـﻴـﺔ« ﻳـﻘـﻮم ﺑﻬﺎ ﻓﻠﺴﻄﻴﻨﻴﻮن ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﻓﻲ اﻟﻀﻔﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺤﺘﻠﺔ ﻋﺎم ٧٦، ﺑﻞ وﻣــﺮارا ﻓﻲ ﻋﻘﺮ ﻣﺎ ﻛﺎن أﺻﺒﺢ دوﻟﺔ إﺳــﺮاﺋــﻴــﻞ ﻓـــﻲ ﻫـﺠـﻤـﺔ أﻧﺠﻠﻮ- ﻳــﻬــﻮدﻳــﺔ ﻋــﺎم ٨٤٩١. واﻟـــﺬي أدى ﻟﻬﺬا اﻻﻣــﺘــﺪاد ﻟﻠﻤﻘﺎوﻣﺔ ﺿﻢ اﻟﻀﻔﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻜﻴﺎن اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ »ﻋﻤﻠﻴﺎ« ﺑﺤﺪود وﻗﺪرة ﺗﻨﻘﻞ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ، ﻓﻴﻤﺎ ﻳــﺠــﺮي زﻋــﻢ ﺷـﺒـﻪ اﺳـﺘـﻘـﻼل ﻟـﻬـﺎ ﺗـﺤـﺖ ﺣﻜﻢ ﺳﻠﻄﺔ ﻣﻔﺮوﺿﺔ ﻣﻦ اﻻﺣﺘﻼل ﺑﺪﻻﻟﺔ ﻻ ﺗﻘﻞ ﻋﻦ ﻋﺪم ﺗﻤﺘﻌﻬﺎ ﺑﺸﺮﻋﻴﺔ اﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ ﻣﺘﺠﺪدة.

واﻟﺠﺪﻳﺪ اﻟﻼﻓﺖ ﻓﻲ ﻫـﺬه اﻟﻤﻮاﺟﻬﺎت ﻣﺎ ﻳـﻘـﻮم ﺑــﻪ أﻓـــﺮاد ﻓﻠﺴﻄﻴﻨﻴﻮن ﻏـﻴـﺮ ﻣﺴﺠﻠﻴﻦ ﻓﻲ أي ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺗﺤﺖ أي ﻣﺴﻤﻰ، وأﻳﻀﺎ ﺗﻜﺮار ﻫــﺆﻻء اﻷﻓـــﺮاد ﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺗﻬﻢ ﻟﺤﻴﻦ ﻳﺴﺘﺸﻬﺪون -ﻓﻲ اﻷﻏﻠﺐ- أو ﻳــﻘــﺒــﺾ ﻋــﻠــﻴــﻬــﻢ ﺟــﺮﺣــﻰ ﻳﺘﻜﺮر ﻗﺘﻠﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﻤﺤﺘﻞ. أي أن ﻫﺆﻻء ﻣـــﻦ ﻃــﺎﻟــﺒــﻲ اﻟــﺸــﻬــﺎدة ﻛـــﺮﺳـــﻮا ﻣـــﺎ ﺑــﻘــﻲ ﻣﻦ وﺟﻮدﻫﻢ ﻓﻲ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﻔﺎﻧﻴﺔ ﻟﻀﺮب ﻣﺤﺘﻠﻲ

أرﺿﻬﻢ اﻟﻤﺴﻠﺤﻴﻦ ﺳـﻮاء أﻛﺎﻧﻮا ﻋﺴﻜﺮﻳﻴﻦ أو ﻣﺴﺘﻮﻃﻨﻴﻦ. واﻟﻘﺒﻮل ﺑﺎﻟﺸﻬﺎدة اﻟﻤﺤﺘﻤﺔ ﻣﻦ ﺗﻜﺮار اﻟﻤﻘﺎوم ﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺗﻪ اﻟﻨﺎﺟﺤﺔ، ﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻘﻮي اﻟﻤﻘﺎوﻣﻴﻦ اﻷﻓـــﺮاد، وﺑﺎﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ﺑــﺎت ﻣﺼﺪر ذﻋﺮ وﺗﻠﺒﻚ ﻳﻮدي ﺑﺎﻟﻌﺴﻜﺮﻳﻴﻦ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﻴﻦ، ﻣــﺎ ﻳـﺮﻓـﻊ ﻣــﻦ ﻧﺴﺒﺔ اﻹﺻــﺎﺑــﺎت اﻟﻘﺎﺗﻠﺔ وﻏﻴﺮ اﻟﻘﺎﺗﻠﺔ ﻓﻲ ﺻﻔﻮﻓﻬﻢ.

واﻷﻫــﻢ ﻫﻮ أن اﻟﺸﺒﺎب اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﻴﻦ ﺑﺎﺗﻮا ﻳﺘﺤﺎﺷﻮن اﻟﺘﺠﻨﻴﺪ اﻹﺟــﺒــﺎري ﺑﻜﻞ اﻟـﻮﺳـﺎﺋـﻞ، واﻟﺘﻲ ﺗﺄﺗﻲ ﻓﻲ ﻣﻘﺪﻣﺘﻬﺎ ﺗﺮك اﻟﺒﻼد وﺗﻨﺎﻣﻲ اﻟــﻬــﺠــﺮة اﻟـﻤـﻌـﺎﻛـﺴـﺔ. واﻷﺧـــﻴـــﺮة ﺛـﺒـﺘـﺖ ﺑﻜﻮن أﻋـﺪاد اﻟﺸﺒﺎب اﻟﻴﻬﻮد اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻬﺎﺟﺮون ﻳﺮﺗﻔﻊ ﺑﺎﺿﻄﺮاد، ﻻ ﺑﻞ وﺷﺎﺋﻊ ﺗﺤﻔﻴﺰ اﻷﻫﻞ ﻷﺑﻨﺎﺋﻬﻢ ﺑﺎﻟﻬﺠﺮة اﻟﻤﻌﺎﻛﺴﺔ، ﻣـﺎ ﻳﻌﻨﻲ أن ﻛﺘﻠﺔ ﻏﻴﺮ ﻳـﺴـﻴـﺮة وﻣـﺘـﻨـﺎﻣـﻴـﺔ ﻣــﻦ اﻟــﺴــﻜــﺎن اﻟــﻴــﻬــﻮد ﻫﻢ ﻣﻦ ﻛﺒﺎر اﻟﺴﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﻌﻮل ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﻲ ﺣﻞ اﻟﺤﺮب، واﻗﺘﺼﺎدﻳًﺎ ﻫﻢ ﻳﻤﺜﻠﻮن ﻋﺒﺌًﺎ ﻣﻌﻴﺸًﻴﺎ وﻟـﻴـﺴـﻮا ﻣﻨﺘﺠﻴﻦ. ﻧﺴﺒﺔ ذوي اﻻﺧﺘﺼﺎﺻﺎت اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻣــﻦ اﻟـﺸـﺒـﺎب اﻟﻤﻬﺎﺟﺮ ﻷﻣـﺮﻳـﻜـﺎ ﻫﻲ اﻷﻋـــﻠـــﻰ، ﻣــﺎ ﻳــﺤــﺮم دوﻟــــﺔ اﻟــﻜــﻴــﺎن ﻣــﻦ راﻓــﺪ أﺳﺎﺳﻲ ﻟﺒﻘﺎﺋﻬﺎ وﺗﻄﻮرﻫﺎ. وﻳﺴﻬﻞ ﻫﺬه اﻟﻬﺠﺮة وﻳﻌﺰزﻫﺎ ﻛﻮن أﻣﺮﻳﻜﺎ ﺗﻀﻢ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٠٤٪ ﻣﻦ ﻣﺠﻤﻮع ﻳﻬﻮد اﻟﻌﺎﻟﻢ. وﻟﻜﻦ ﻫﻲ ﻟﻴﺴﺖ وﺣﺪﻫﺎ اﻟــﺘــﻲ ﻳــﺮﻏــﺐ اﻟـﺸـﺒـﺎب اﻟـﻴـﻬـﻮد اﻟـﻬـﺠـﺮة إﻟﻴﻬﺎ، ﺑـﻞ ﻫﻨﺎﻟﻚ دول ﻏــﺮب أوروﺑـــﺎ وﻛـﻨـﺪا وﺣﺘﻰ أﺳﺘﺮاﻟﻴﺎ.

وأﺳــﺒــﺎب ﻫــﺠــﺮة اﻟـﺸـﺒـﺎب اﻟــﻴــﻬــﻮدي، ﻛﻤﺎ

ﻛﺎﺗﺒﺔ أردﻧﻴﺔ اﻟﺸﺒﺎب اﻟﻌﺮﺑﻲ واﻟﻌﺎﻟﻤﺜﺎﻟﺜﻲ، ﻣﻨﻬﺎ اﻟﻤﻌﻴﺸﻴﺔ، ﻛﻮن اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ ﻣﺘﺮﻧﺤﺎ وﺗﺸﻴﻊ ﻓﻴﻪ اﻟﺒﻄﺎﻟﺔ. وﻫﺬا ﻳﻌﻮد ﻟﻜﻮن دوﻟﺔ اﻟﻜﻴﺎن ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﺳﻤﺘﻬﺎ اﻻﺷﺘﺮاﻛﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺑﺪأت ﺑﻬﺎ وأﺻﺒﺤﺖ رأﺳﻤﺎﻟﻴﺔ ﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﻓﺌﺔ ﺛﺮﻳﺔ، ﻣﺎ ﻳﺴﻢ إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﺑﺬات ﺳﻤﺎت اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺜﺎﻟﺚ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻟﻤﻌﻴﺸﻴﺔ واﻟﺘﻲ ﺗــﺆدي ﻟﻬﺠﺮة ﺷﺒﺎﺑﻬﺎ ﻃﻠﺒﺎ ﻟﻠﻤﻌﻴﺸﺔ.. وأﻳ ًﻀﺎ ﻃﻠﺒًﺎ ﻟﻸﻣﺎن.

واﻟﻤﺸﻜﻠﺔ اﻷﻫــﻢ ﻟﻠﻜﻴﺎن اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ ﻫﻲ ﻛـــﻮن ﻧـﺴـﺒـﺔ ﻋـﺎﻟـﻴـﺔ ﻣــﻦ ﺷـﺒـﺎﺑـﻬـﺎ ﻋﻠﻤﺎﻧﻴﻴﻦ ﻻ ﻳﺆﻣﻨﻮن ﺑﺎﻟﻴﻬﻮدﻳﺔ. وﻫــﺬا ﻳﻨﺴﻒ ﺟــﺪوى ﻛﻞ اﻟﻤﺰاﻋﻢ اﻟﺘﻲ ﺑﺮرت إﻗﺎﻣﺔ اﻟﻜﻴﺎن ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﻹداﻣـــﺔ ﻣﺼﺎﻟﺢ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﻓـﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ واﻟﺬي ﺗﻬﺪد ﻣﻊ ﺗﻮاﻟﻲ اﻧﺤﺴﺎر ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻧﻔﻮذﻫﺎ ﺑــــﺪﻻ ﻣــﻦ ﺑـﻘـﻌـﺔ ﻓــﻲ أﻣــﺮﻳــﻜــﺎ اﻟـﺠـﻨـﻮﺑـﻴـﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻄﺮوﺣﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ زﻋﻤﺎء اﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ، ﻣـﺎ ﻳﻨﻔﻲ ﺻﺤﺔ زﻋــﻢ اﻟﺴﻨﺪ اﻟـﺪﻳـﻨـﻲ »ﺑــﺄرض اﻟــﻤــﻴــﻌــﺎد«. وﻫــــﺆﻻء اﻟـﺸـﺒـﺎب ﺑــﺎﺗــﻮا ﻳـﺘـﺰوﺟـﻮن ﻓﺘﻴﺎت ﻣﻦ ﺑﻨﺎت ﺗﻠﻚ اﻟـﺪول. وذرﻳﺔ ﻫﺆﻻء ﻻ ﺗﺼﺒﺢ ﻳﻬﻮدﻳﺔ ﻛﻮن ﻫﺬا ﻳﻨﻄﺒﻖ ﻓﻘﻂ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ أﻣﻬﻢ ﻳﻬﻮدﻳﺔ. وﺣﺎل ﻣﻤﺎﺛﻞ ﻟﻬﺬا ﻳﻮﺟﺪ ﺑﻜﺜﺮة ﻓﻲ ذات اﻟﻜﻴﺎن اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ ﻛﻮن ﻋﺪﻳﺪ ﺷﺒﺎﺑﻪ وﺷﻴﻮﺧﻪ زوﺟﺎﺗﻬﻢ ﻟﺴﻦ ﻳﻬﻮدﻳﺎت، ﻣﺎ ﻳﺴﻘﻂ وﺻﻒ ﻳﻬﻮدﻳﺔ دوﻟﺔ أﻗﻴﻤﺖ ﺑﺰﻋﻤﻬﺎ.

ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻫﺬا اﻟﺤﺎل، ﻧﺠﺪ ﺷﻌﺒًﺎ ﻋﺮﺑًﻴﺎ ﻣﺴﻠًﻤﺎ ﺣﻘﺎ ﻓﻲ ﻏﺎﻟﺒﻴﺘﻪ اﻟﺴﺎﺣﻘﺔ، وﻳﺆﻣﻦ ﺑﺎﻟﺸﻬﺎدة ﻓﻴﺆﺛﺮ ﻣﻘﺎوﻣﺔ ﻣﺤﺘﻠﻲ وﻃﻨﻪ وﻳـﻮاﻇـﺐ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻠﻴﺎﺗﻪ »اﻟﻔﺮدﻳﺔ« واﻷﻛﺜﺮ ﺟﺪوى ﻟﺤﻴﻦ ﻳﻨﺎل اﻟﺸﻬﺎدة ﻓﻴﻐﺎدر وﻃﻨﺎ أﺣﺒﻪ ﻟﺠﻨﺔ ﺧﻠﺪ ﻻ أﻗﻞ. وﻫـﻮ ﺷﻌﺐ ﻳﺘﻜﺎﺛﺮ ﺑـﻐـﺰارة ﻛﺠﺰء ﻣﻦ ﻧﻀﺎﻟﻪ اﻟــﺬي ﺗﻘﺪم ﻓﻴﻪ اﻷرواح ﺳﺨﻴﺔ. ﻓﻴﻤﺎ اﻟﺸﻌﺐ اﻟﻴﻬﻮدي ﻳﺘﻘﻠﺺ ﺗﻌﺪاده ﺑﺎﺳﺘﻤﺮار، وﺟﺰء ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻤﻦ ﺑﻘﻮا ﻣﻨﻪ ﻻ ﻳﺼﺪﻗﻮن اﻟﺮواﻳﺔ اﻟﻴﻬﻮدﻳﺔ ﻟﺸﻌﺐ ﻣﺨﺘﺎر وﻷرض ﻣﻴﻌﺎد وﻳﺮﻓﻀﻮن أن ﻳﻘﻀﻮا ﺿﺤﺎﻳﺎ ﻷﺳﺎﻃﻴﺮ اﻷوﻟﻴﻦ.

ﻫـﺬه ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻟﻄﺮﻓﻴﻦ اﻟﻤﺘﻨﺎزﻋﻴﻦ ﻋﻠﻰ أرض ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ واﻟﺘﻲ ﻇﻠﺖ ﻗﺎﺋﻤﺔ رﻏﻢ ﻃﻮال ﺳﻨﻲ اﻻﺣﺘﻼل، وﺗﺆﺷﺮ ﻋﻠﻰ ﻧﻬﺎﻳﺘﻪ اﻟﻤﺤﺘﻤﺔ. وﻟﻤﻦ ﻳﻈﻨﻮن أن ﻟﻠﻜﻴﺎن ﺳﻄﻮة ﻣﺘﺄﺗﻴﺔ ﻣﻦ دﻋــﻢ دول ﻓــﻲ اﻟــﻐــﺮب ﻟـﻬـﺎ، أو ﻣــﻦ ﺗﺮﺣﺎب ﺑﻌﺾ اﻟـﻌـﺮب ﺑﻬﺎ، ﻧﺬﻛﺮ ﺑـﺄن ذات ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ »وﻟـﻴـﺔ ﻧﻌﻤﺔ« اﻟـﻜـﻴـﺎن ﺗﻘﻠﺼﺖ ﻓـﻲ أﻗــﻞ ﻣﻦ ﺳﻨﻲ ﻗﻴﺎم دوﻟﺔ إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻣﻦ »إﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳﺔ ﻻ ﺗﻐﻴﺐ ﻋﻨﻬﺎ اﻟﺸﻤﺲ« ﻟﺪوﻟﺔ ﺟﺰﻳﺮة ﻣﻌﺰوﻟﺔ ﺣــﺘــﻰ ﻋـــﻦ ﺟــﻴــﺮاﻧــﻬــﺎ اﻷوروﺑــــﻴــــﻴــــﻦ، وﺗــﻘــﺪم ﺧﺪﻣﺎت ﻟﻌﺪﻳﺪ دول أﺧـﺮى ﻟﻤﺠﺮد ﻗﺒﻮﻟﻬﻢ ذﻛــﺮﻫــﻢ ﻛــﺄﻋــﻀــﺎء ﻓـﻴـﻤـﺎ ﻳـﺴـﻤـﻰ »اﻟــﻜــﻮﻣــﻮن وﻳـﻠـﺚ«، وﻫــﻮ زﻋــﻢ وﺟـﻮدﻫـﻢ ﺗﺤﺖ اﻟﻤﻈﻠﺔ اﻟﻤﻠﻜﻴﺔ اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ واﻟـﺘـﻲ ﻻ ﺳﻠﻄﺔ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻠﻤﻠﻜﺔ ﻓـﻲ ذات ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ. وﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ دوﻟـﺔ ﻋﻠﻰ أرﺿﻬﺎ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ، ﻓﻴﻤﺎ إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻛﻴﺎن ﻣﺴﺘﻌﻤﺮ ﻷرض ﻻ ﻳﻤﻠﻚ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﺰﻋﻤﻪ ﻣـﻦ ﺗـﺎرﻳـﺨـﻬـﺎ.. وﻳـﺠـﺪ ﻣـﻘـﺎوﻣـﺔ ورﻓــﻀــﺎ ﻣﻦ ﻓﺮق اﻟﻴﻬﻮد اﻟﻤﺘﺪﻳﻨﻴﻦ.