اﻻﺳﺘﻐﻔﺎر ﻣﻦ أﻋﻈﻢ أﺳﺒﺎب اﺳﺘﺠﻼب اﻟﺮﺣﻤﺔ

ﻗــﺎل ﻓﻀﻴﻠﺔ اﻟـﺸـﻴـﺦ ﻋــﺒــﺪاﷲ اﻟﻨﻌﻤﺔ ﻓــــﻲ ﺧــﻄــﺒــﺔ ﺻـــــﻼة اﻻﺳـــﺘـــﺴـــﻘـــﺎء اﻟــﺘــﻲ أﻟــﻘــﺎﻫــﺎ أﻣــــﺲ ﺑــﺠــﺎﻣــﻊ اﻹﻣـــــﺎم ﻣـﺤـﻤـﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪاﻟﻮﻫﺎب: إﻧـﻪ ﻣﺎ ﺗــﺰال ﻧﻌﻢ اﷲ ﺳــﺒــﺤــﺎﻧــﻪ ﺗــﺘــﻮاﻟــﻰ ﻋــﻠــﻰ ﺑــﻨــﻲ آدم ﻣﻨﺬ وﻻدﺗﻬﻢ وﺣﺘﻰ اﻟﻤﻤﺎت، وإﻧﻪ ﻣﺘﻰ ﻣﺎ ﺗﻀﺮع اﻟﻨﺎس إﻟﻰ اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﺎﻟﺪﻋﺎء اﻟﺼﺎدق وأﻇﻬﺮوا إﻟﻴﻪ اﻻﻓﺘﻘﺎر وﻟﺠﺆوا إﻟﻴﻪ واﺳﺘﻐﻔﺮوه وﻋﺮﻓﻮا ﻗﺪر ﻋﻈﻤﺘﻪ واﺗﺠﻬﻮا إﻟﻴﻪ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎدة واﺑﺘﻌﺪوا ﻋﻦ ﻣﺤﺎرﻣﻪ أرﻏﺪ ﻟﻬﻢ اﻟﻌﻴﺶ وأردف ﻟﻬﻢ اﻟﻨﻌﻢ وأرﺳﻞ ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﺴﻤﺎء ﻣﺪرارا وأﻣـــﺪﻫـــﻢ ﺑــﺄﻣــﻮال وﺑـﻨـﻴـﻦ وﺟــﻌــﻞ ﻟﻬﻢ ﺟﻨﺎت وﺟﻌﻞ ﻟﻬﻢ أﻧﻬﺎرا.

وأوﺿــــَﺢ ﺧـﻄـﻴـﺐ ﺟــﺎﻣــﻊ اﻹﻣــــﺎم أﻧـﻪ ﻣــﺘــﻰ ﻣـــﺎ اﺑـــﺘـــﻌـــﺪوا ﻋـــﻦ ﻫــﺪﻳــﻪ وﻧــﺒــﺬوا ﺷــﺮﻋــﻪ وﻏــﻔــﻠــﻮا ﻋــﻦ اﻟــﻄــﺎﻋــﺔ وﺑــــﺎرزوه ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﺑﺎﻟﻤﻌﺎﺻﻲ وﻋﻠﻘﻮا آﻣﺎﻟﻬﻢ ﻋﻠﻰ أﺳﺒﺎب واﻫﻴﺔ ﺣﺒﺲ ﻋﻨﻬﻢ اﻟﻘﻄﺮ ﻣﻦ اﻟﺴﻤﺎء وﻟﻮﻻ اﻟﺒﻬﺎﺋﻢ ﻟﻢ ﻳﻤﻄﺮوا.

وﻗــﺎل إن اﷲ دﻋـﺎ ﻋـﺒـﺎده إﻟـﻰ ﺳﺎﺣﺔ

ﺟﻮده وﻛﺮﻣﻪ، » َوا ُﷲ ﻳَْﺪ ُﻋﻮ إِﻟَﻰ ا ْﻟَﺠﱠﻨِﺔ وا ْﻟـ َﻤـ ْﻐـ ِﻔـﺮ ِة ﺑِــﺈِْذﻧِــ ِﻪ«، وﺟﻌﻞ ﺑـﺎب اﻟﺘﻮﺑﺔ واﻟـﻤـﻐـﻔـﺮة رﺣــﻤــًﺔ ﻓـﻴـﺎﺿـًﺔ ﻳـﺮﺗـﻘـﻲ ﺑﻬﺎ اﻟﺘﺎﺋﺐ اﻟﻤﺴﺘﻐﻔﺮ ﻓﻲ ﺳﻠﻢ اﻟﺤﺴﻨﺎت.

وأﻛﺪ أن اﻻﺳﺘﻐﻔﺎر ﺑﺈذن اﷲ ﻳﺠﻠﺐ اﻟﻐﻴﺚ اﻟﻤﺪرار، وأﻧﻪ ﻣﻦ أﻋﻈﻢ أﺳﺒﺎب اﺳﺘﺠﻼب اﻟﺮﺣﻤﺔ واﻟﺨﻴﺮ واﻟﺒﺮﻛﺎت، ﻛﻤﺎ أﻧﻪ ﺟﺎﻟﺐ ﻟﻠﺨﺼﺐ واﻟﺒﺮﻛﺔ وﺳﺒﺐ ﻟـﻜـﺜـﺮة اﻟـﻨـﺴـﻞ واﻟـﻨـﻤـﺎء وﻣــﺼــﺪر ﻟﻠﻌﺰة

ِﻔـ ُﺮوا واﻟﻨﺼﺮِ واﻟﺘﻤﻜﻴﻦ »ﻓـُﻘـْﻠـُﺖ ا ْﺳـﺘَـْﻐـ ر ﱠﺑــﻜــ ْﻢ إﻧﱠـــ ُﻪ َﻛــﺎ َن َﻏــ ﱠﻔــﺎ ًرا، ﻳُــ ْﺮ ِﺳــ ِﻞ اﻟـ ﱠﺴـ َﻤـﺎ َء ﻋــﻠَــ ْﻴــ ُﻜــ ْﻢ ِﻣــــــ ْﺪ َرا ًرا، َوﻳُـــ ْﻤـــ ِﺪ ْد ُﻛـــ ْﻢ ﺑِـــﺄَ ْﻣـــ َﻮا ٍل

ََ وﺑﻨﻴﻦ وﻳﺠﻌﻞ ﻟﻜﻢ ﺟﻨﺎت وﻳﺠﻌﻞ ﻟﻜﻢ

ََ أَﻧﻬﺎرا«.

وﻧـــﻮه اﻟـﺨـﻄـﻴـﺐ ﺑــﺄﻧــﻪ ﺑـﻜـﺜـﺮة اﻟﺨﺒﺚ ﺗــﻨــﺘــﻘــﺺ اﻷرزاق وﺗـــﻨـــﺘـــﺰع اﻟــﺒــﺮﻛــﺎت وﻳﻌﻢ اﻟﻔﺴﺎد وﺗﻔﺸﻮ اﻷﻣــﺮاض وﺗﺴﻮد اﻟـــﻔـــﻮﺿـــﻰ وﺗـــﻀـــﻄـــﺮب اﻷﺣـــــــﻮال وإﻧـــﻪ ﺑـﺎﻟـﻤـﻌـﺎﺻـﻲ ﺗـــﺰول اﻟـﻨـﻌـﻢ وﺗـﺤـﻞ اﻟﻨﻘﻢ وﺑﺴﺒﺒﻬﺎ ﺗﺘﻮاﻟﻰ اﻟﻤﺤﻦ وﺗﺘﺪاﻋﻰ اﻟﻔﺘﻦ.

وﻟﻔﺖ اﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪاﷲ اﻟﻨﻌﻤﺔ إﻟﻰ أﻧﻪ ﻛــﺎن ﻣـﻦ ﻫﺪﻳﻪ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ أن ﻳﺘﻀﺮع إﻟــﻰ اﷲ ﻋـﺰ وﺟــﻞ ﺑﺎﻟﺪﻋﺎء واﻟـــﺼـــﻼة ﻟـــﻨـــﺰول اﻟــﻐــﻴــﺚ وﻳـــﺴـــﺄل اﷲ اﻟــﻠــﻄــﻒ واﻟــﻨــﻔــﻊ واﻟـــﺮﺣـــﻤـــﺔ، وإﻧــــﻪ ﻟﻤﺎ ﺿﻌﻒ اﻟﻨﺎس رﺑﻄﻮا اﻷﺳﺒﺎب ﺑﻤﺴﺒﺒﺎﺗﻬﺎ وﺗـﻮﻓـﺮت ﻟﺪﻳﻬﻢ اﻟﻨﻌﻢ وﻃﻐﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟــﻨــﻈــﺮة اﻟــﻤــﺎدﻳــﺔ أﺧــﺬ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﻨﺴﺐ اﻷﻣﻄﺎر إﻟﻰ اﻟﻤﻨﺎخ.

ﱠِ ٍُ وﻟﻔﺖ إﻟﻰ أﻧﻪ ﻋﻦ اﺑـﻦ ﻋﺒﺎس رﺿﻲ اﷲ ﻋــﻨــﻪ ﻗـــــﺎل: »ﻣــــﺎ ﻣــــﻦ ﻋــــﺎم ﺑـــﺄﻗـــﻞ َُْ ََﱢََْﱠُ

ﱠَ َﻣــﻄــﺮا ﻣــﻦ ﻋـــﺎم، وﻟــﻜــﻦ اﷲ ﻳـﺼـﺮﻓـﻪ

َُ َﺣﻴﺚ ﻳﺸﺎء«، ﺛﻢ ﻗﺮأ ﻫﺬه اﻵﻳﺔ »وﻟﻘﺪ ﺻــ ﱠﺮ ْﻓــ ٰﻨَــ ُﻪ ﺑَـ ْﻴـﻨَـ ُﻬـ ْﻢ ﻟِــ َﻴــ ﱠﺬ ﱠﻛــ ُﺮواْ َﻓــﺄَﺑَــ ٰٓﻰ أَ ْﻛـﺜَـ ُﺮ ٱﻟـﱠﻨـﺎِس إِﱠﻻ ُﻛــُﻔــﻮًرا« أي ﻟﻴﺬﻛﺮ ﻣـﻦ ﻣﻨﻊ اﻟﻘﻄﺮ ﻋﻨﻪ أﻧﻪ إﻧﻤﺎ أﺻﺎﺑﻪ ذﻟﻚ ﺑﺬﻧﺐ وﻗﻊ ﻓﻴﻪ ﻓﻴﻘﻠﻊ ﻋﻤﺎ ﻫﻮ ﻓﻴﻪ.

وﻓﻲ ﺧﺘﺎم ﺧﻄﺒﺘﻪ دﻋﺎ ﺧﻄﻴﺐ ﺟﺎﻣﻊ اﻹﻣــﺎم إﻟــﻰ ﺗﺠﺪﻳﺪ اﻟـﺘـﻮﺑـﺔ، ُﻣـﺸـﻴـًﺮا إﻟﻰ أﻧـﻪ ﻣـﺎ ﻋﻨﺪ اﷲ ﻻ ﻳﺴﺘﻨﺰل إﻻ ﺑﺎﻟﺘﻮﺑﺔ اﻟﻨﺼﻮح وأﻧﻪ ﻣﺎ ﻧﺰل ﺑﻼء إﻻ ﺑﺬﻧﺐ وﻣﺎ رﻓﻊ إﻻ ﺑﺘﻮﺑﺔ.

اﻟـﻠـﺠـﻮء إﻟــﻰ اﷲ ﻋـﻨـﺪ اﻟـﺸـﺪاﺋـﺪ ﻫــﻮ ﻟـﺠـﻮء إﻟــﻰ اﻟــﻘــﻮة واﻟﻤﻨﻌﺔ