إﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳﺔ اﻹﺧﻮان ﻓﻲ ﻟﻨﺪن !

إﺑــﺮاﻫــﻴــﻢ ﻣﻨﻴﺮ ﺳــﺮد ﺗﺠﺮﺑﺘﻪ ﻓــﻲ ﻋـﻬـﺪ ﻋـﺒـﺪ اﻟــﻨــﺎﺻــﺮ.. وﺣـﺪﺛـﻨـﻲ ﺑــﻤــﺮارة ﻋــﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺣﺴﻨﻴﻦ ﻫﻴﻜﻞ

اﻟﺘﻘﻴﺖ اﻷﺳﺘﺎذ إﺑﺮاﻫﻴﻢ ﻣﻨﻴﺮ، رﺣﻤﻪ اﷲ، ﻛﺜﻴﺮا ﻓﻲ ﻟﻘﺎءات ﻋﺎﻣﺔ وﺧﺎﺻﺔ.

ﻗﺎل ﻟﻲ وأﻧﺎ أزوره ﻓﻲ اﻟﻤﺒﻨﻰ اﻟﺨﺎص ﺑﺠﻤﺎﻋﺔ اﻹﺧـــﻮان ﻓـﻲ ﻟـﻨـﺪن، وﻫــﻮ ﻣﺒﻨﻰ ﻗـــﺪﻳـــﻢ ﻣـــﺘـــﻬـــﺎﻟـــﻚ ﻓــــﻲ Cricklewood Borodway ﻳﺘﻜﻮن ﻣﻦ ﺛﻼﺛﺔ أدوار، ﻫﺬه ﻫﻲ اﻹﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻘﻮﻟﻮن إﻧﻬﺎ ﻟﺪﻳﻨﺎ.

ﻗﻠﺖ ﻟﻪ أﻧﺘﻢ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻟﺪﻳﻜﻢ إﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳﺔ ﻳﺎ أﺳﺘﺎذ إﺑﺮاﻫﻴﻢ.

ﺳﺄﻟﻨﻲ ﻫﻞ اﺳﺘﻄﻌﺖ اﻟﻮﺻﻮل ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ، وﻛــــﺎن ﻗــﺒــﻞ ﻳــﻮﻣــﻴــﻦ ﻳــﺼــﻒ ﻟــﻲ اﻟــﻤــﻜــﺎن، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛــﺎن ﺻــﻮت اﻟـﺴـﻴـﺪة زوﺟـﺘـﻪ ﻳﻌﺪل ﻣﻦ وﺻﻔﻪ ﺑﻄﺮﻳﻖ أﺳﻬﻞ، ﻗﻠﺖ ﻟﻪ أﻋﺮف ﻟﻨﺪن ﻣﻨﺬ ﺑﻌﺜﻨﻲ اﻷﺳﺘﺎذ ﻣﺤﻤﺪ ﺣﺴﻨﻴﻦ ﻫﻴﻜﻞ ﻟﺪراﺳﺔ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﻓﻴﻬﺎ، ﻓﺪار ﻋﻨﻪ ﺣﺪﻳﺚ.

ﺟــﻠــﺲ ﻗـﺒـﺎﻟـﺘـﻲ ﻓــﻲ ﻣـﻜـﺘـﺒـﻪ، ﻟـﻜـﻨـﻪ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ أن ﻳﺤﺠﺐ ﺿﻮء اﻟﺸﻤﺲ اﻟﻤﻨﺴﺎب ﺑــﻘــﻮة ﻓــﻲ ﻋـﻴـﻨـﻴـﻪ ﻣــﻦ اﻟــﻨــﺎﻓــﺬة ﻓــﻲ ﻳــﻮم ﻟﻨﺪﻧﻲ ﻣﺸﻤﺲ، ﻳﻮم ٥٢ ﻣﺎرس ٢٢٠٢.

أﻣـﺎ آﺧـﺮ ﻟﻘﺎء ﻟﻲ ﻣﻌﻪ ﻓﻜﺎن ﻣﺼﺎدﻓﺔ ﺑــــﻌــــﺪ ﺟـــــﻨـــــﺎزة وﻋــــــــــﺰاء اﻟــــﺸــــﻴــــﺦ ﻳـــﻮﺳـــﻒ اﻟﻘﺮﺿﺎوي.

ﻓــﻲ اﻟــﺼــﺒــﺎح اﻟــﺒــﺎﻛــﺮ وﺟـــﺪت رﺟـــﻼ ﻗﺪ ﺑﻠﻎ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﺮ أرذﻟــﻪ، ﻳﺠﻠﺲ ﻓﻲ ﻣﺪﺧﻞ ﻓـــﻨـــﺪق رﻳـــﺘـــﺎج ﻓـــﻲ اﻟــــﺪوﺣــــﺔ، ﻛــﻨــﺖ ﻗـﺪ

ﺗﻨﺎوﻟﺖ إﻓـﻄـﺎري ُﻣـﺒـﻜـًﺮا، ﻓﺤﻴﻦ وﺟﺪﺗﻪ ﺟـﺎﻟـًﺴـﺎ ﻛـﺎﻧـﺖ اﻟـﺴـﺎﻋـﺔ ﺗُﺸﻴﺮ إﻟــﻰ اﻟﺜﺎﻣﻨﺔ واﻟﻨﺼﻒ ﺻﺒﺎﺣﺎ، اﻧﺪﻫﺸﺖ ﻛﻤﺎ اﻧﺪﻫﺶ ﻟﻬﺬه اﻟﻤﺼﺎدﻓﺔ اﻟﻐﺮﻳﺒﺔ، ﻓﺒﺎﻷﻣﺲ ﻛﻨﺖ ﻣﻌﻪ ﻓﻲ ﻋﺰاء اﻟﺸﻴﺦ اﻟﻘﺮﺿﺎوي، ﺣﻴﺎﻧﻲ

ّﻣﻦ ﻗﺎﺋًﻼ ﺑﺒﺴﺎﻃﺘﻪ واﻷﻟﻤﻌﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻄﻞ ﻋﻴﻨﻴﻪ: أﻧــﺖ أول ﺷﺨﺺ ﻓـﻲ اﻟﻤﻌﺎرﺿﺔ ﻳـﻜـﺘـﺐ وﻳــﺘــﺤــﺪث ﻋــﻦ اﻟــﺜــﻮرة اﻹﻳــﺮاﻧــﻴــﺔ، ﻗﺮأت ﺗﻐﺮﻳﺪاﺗﻚ واﻧﺪﻫﺸﺖ ﻟﻬﺬه اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ اﻟﻤﺒﻜﺮة.

اﺑﺘﺴﻤﺖ اﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﻻ ﻳﻠﻤﺤﻬﺎ إﻻ ﻣﺤﺪﺛﻲ، ﺗﻘﺪﻳﺮا ﻟﻌﺰاء ﻧﺤﻦ ﻓﻴﻪ، ﻗﻠﺖ ﻟـﻪ: ﻣﻌﻨﻰ ﻫﺬا أﻧﻚ ﺗﺘﺎﺑﻊ ﻣﺎ أﻛﺘﺐ ﻣﻦ اﻧﺘﻘﺎدي ﻟﻜﻢ )أﻗﺼﺪ ﺟﻤﺎﻋﺔ اﻹﺧﻮان( ﻗﺎل ﻟﻲ ُﻣﺒﺘﺴًﻤﺎ: اﻛﺘﺐ ﻣـﺎ ﺗﺸﺎء ﺳﻴﺄﺗﻲ ﻳـﻮم وﺗﻤﻀﻲ ﻋﻠﻰ اﺳــﺘــﻤــﺎرة اﻟـﺠـﻤـﺎﻋـﺔ »ﻧــﻔــﺲ اﻟـﺠـﻤـﻠـﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻘﻮﻟﻬﺎ ﻟﻲ د. ﻣﺤﻤﻮد ﺣﺴﻴﻦ ﻛﻠﻤﺎ اﻟﺘﻘﻴﺘﻪ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻪ أو ﻣﻨﺎﺳﺒﺎت ﻋﺎﻣﺔ، ﺛﻢ ﻧﻀﺤﻚ وأﻧـــــﺎ أﻗـــــﻮل ﻟـــﻪ إذا اﻧــﻀــﻤــﻤــﺖ اﻟــﺠــﻤــﺎﻋــﺔ ﺳﺄﺧﺮﺑﻬﺎ ﻋﻠﻴﻜﻢ« .

ﺻــﺤــﻴــﺢ ﻟـــﻢ ﺗـــﺤـــﻆ ﺟــﻤــﺎﻋــﺔ اﻹﺧـــــﻮان داﺧﻠﻲ ﺳﻴﺎﺳﻴﺎ ﺑﺎﻹﻋﺠﺎب، وﻻ أﺗﺬﻛﺮ أن ﺿﺒﻄﺘﻨﻲ أﺳﻌﻰ إﻟﻰ دوﻟـﺔ ﻋﻠﻰ رؤﻳﺘﻬﻢ، ﻟــﻜــﻨــﻪ إﻋـــﺠـــﺎﺑـــﻲ ﺑــﺎﻟــﻌــﻤــﻞ اﻟــﻤــﻨــﻈــﻢ ﻟـﻬـﻢ وﻗـﺪرﺗـﻬـﻢ اﻟـﻬـﺎﺋـﻠـﺔ ﻋـﻠـﻰ اﻟـﺤـﺸـﺪ واﻟـﻄـﺮق اﻟﺪاﺋﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺪﻳﺪ ﺣﺘﻰ ﻳﻠﻴﻦ ﻟﻬﻢ،

ﻓـﻲ ﻟﻘﺎﺋﻲ ﻣـﻊ اﻷﺳــﺘــﺎذ إﺑـﺮاﻫـﻴـﻢ ﻣﻨﻴﺮ ﻓﻲ ﻟﻨﺪن اﻟﺬي اﺳﺘﻤﺮ ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺳﺎﻋﺘﻴﻦ ﻓﻲ ﺣﻀﻮر أﺣﺪ ﻗﻴﺎدات اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ اﻷﺳﺘﺎذ ﻣــﺤــﻤــﻮد اﻹﺑـــﻴـــﺎري، ﻛــﻨــﺖ ﻣــﺸــﻐــﻮﻻ ﺑﺤﻞ ﻟــﺨــﺮوج اﻟـﻤـﻌـﺘـﻘـﻠـﻴـﻦ، ﺟـﻤـﻴـﻌـﻬـﻢ، وﻛـﻨـﺖ أﺣــﺎول أن أﻋـﺮف وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ اﻟﺮﺟﻞ ﻓﻲ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻵﻧﻴﺔ واﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ، ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺸﻐﻠﻪ ﻧــﻔــﺲ اﻟــﻘــﻀــﺎﻳــﺎ وﻧــﻔــﺲ اﻟــﻬــﻢ اﻟــﺴــﻴــﺎﺳــﻲ، ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻤﻠﻚ اﻟﺤﻞ وﻻ ﻳﻌﺮف إﻟﻴﻪ ﻃﺮﻳﻘﺎ.

ﺗﺤﺪﺛﻨﺎ ﻓـﻲ ﻋـﺪة ﻗﻀﺎﻳﺎ وﻣﻮﺿﻮﻋﺎت ﻣﻦ ﺗﺄﺳﻴﺲ اﻹﻣﺎم اﻟﺒﻨﺎ اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ وﻣﺮﺣﻠﺔ ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ، ﺣﻴﺚ ﺗﻌﺮض ﻣﻨﻴﺮ ﻟﻠﺴﺠﻦ ﻣـﺮﺗـﻴـﻦ ﻓــﻲ زﻣــﻦ ﻋـﺒـﺪ اﻟــﻨــﺎﺻــﺮ، اﻷوﻟــﻰ ﺧﻤﺲ ﺳﻨﻮات وﻫﻮ ﻃﺎﻟﺐ ﻓﻲ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ، واﻟــﺜــﺎﻧــﻴــﺔ ﻋـــﺎم ٥٦٩١ ﻓـــﻲ ﻗــﻀــﻴــﺔ إﻋـــﺎدة إﺣﻴﺎء ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺟﻤﺎﻋﺔ اﻹﺧﻮان اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﺻﺪر اﻟﺤﻜﻢ ﺑﺎﻷﺷﻐﺎل اﻟﺸﺎﻗﺔ ﻟﻤﺪة ﻋﺸﺮ ﺳﻨﻮات، ﻗﻀﻰ ﻣﻨﻬﺎ ٩ ﺳﻨﻮات، ﺛﻢ ﻏﺎدر ﻣﺼﺮ ﻓﻲ ﻋﻬﺪ اﻟﺮﺋﻴﺲ أﻧﻮر اﻟﺴﺎدات ﻓﻲ اﻟﺴﺒﻌﻴﻨﻴﺎت وﻟﻢ ﻳﻌﺪ إﻟﻴﻬﺎ إﻻ زﻳﺎرة ﻟﻤﺮة واﺣــﺪة ﻓﻘﻂ ﻓـﻲ ﻋﻬﺪ اﻟـﺮﺋـﻴـﺲ ﻣﺮﺳﻲ، ﺑﻌﺪ أن أﺻﺪر اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻣﺮﺳﻲ ﻋﻔﻮا ﻋﺎﻣﺎ ﻓﻲ ﺷﻬﺮ ﻳﻮﻟﻴﻮ ٢١٠٢.

ﺳــﺮد ﻋﻠﻲ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻟـﻪ ﻓـﻲ ﻋﻬﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ، وﺣﺪﺛﻨﻲ ﺑﻤﺮارة ﻋﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺣﺴﻨﻴﻦ ﻫﻴﻜﻞ وﻣﺎ ﺣﺪث ﻓﻲ اﻟﺴﺘﻴﻨﻴﺎت، وﻗﺎرن ﺑﻴﻨﻬﺎ وﺑﻴﻦ اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ.

ﺛﻢ ﻋﺪدت أﺳﺒﺎﺑﻲ ﺣﻮل اﻋﺘﺮاﺿﻲ ﻋﻠﻰ ﺣﻜﻢ اﻹﺧﻮان اﻟﺘﻲ اﺣﺘﺮﻣﻬﺎ اﻟﺮﺟﻞ رﻏﻢ ﻋـﺪم ﻣﻮاﻓﻘﺘﻪ ﻋﻠﻴﻬﺎ، وﻓـﻲ ﻓﻨﺪق رﻳﺘﺎج ﻓـﻲ اﻟﻠﻘﺎء اﻷﺧـﻴـﺮ ﺟﻠﺴﻨﺎ ﻣﻌﺎ ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺳﺎﻋﺔ ﺳﺄﻟﺘﻪ ﻋﻦ ﻋـﺪة أﺷﻴﺎء أﺟﺎﺑﻨﻲ ﻋﻦ ﺳـــﺆال ﻫــﻞ ﺗــﻮاﺻــﻞ اﻟـﻨـﻈـﺎم ﻣﻌﻬﻢ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺒﺎﺷﺮ أو ﺗﻮاﺻﻠﻮا ﻣﻌﻪ ﻷﺟﻞ اﻟﻤﻌﺘﻘﻠﻴﻦ واﻟــﻤــﺼــﺎﻟــﺤــﺔ اﻟــﺴــﻴــﺎﺳــﻴــﺔ، ﻓــﺄﺧــﺒــﺮﻧــﻲ أن اﻟﺘﻮاﺻﻞ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﻟﻢ ﻳﺘﻢ، ﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺷﺨﺼﻴﺎت ﻫﻨﺎ وﻫﻨﺎك، وداﺋﻤﺎ ﺣﻴﻦ أﻟـﺘـﻘـﻲ ﺷـﺨـﺼـﻴـﺔ ﻣـﻬـﻤـﺔ أﻓــﻀــﻞ ﻣـﻨـﺎﻗـﺸـﺔ ﻏﻴﺮ اﻟﻤﺄﻟﻮف اﻟﺬي ﻳﺴﺄﻟﻪ اﻟﻨﺎس ﻟﻬﺎ، ﻟﺬا ﺳﺄﻟﺘﻪ ﻋﻦ ﻣﺴﻠﺴﻞ اﻻﺧﺘﻴﺎر واﻟﺘﺴﺮﻳﺒﺎت اﻟﺘﻲ أذﻳﻌﺖ ﻓﻴﻪ، وﻋﻦ رؤﻳﺘﻪ ﻟﻠﺤﻞ اﻵن ﻓﻲ أزﻣﺔ اﻹﺧﻮان، ﻟﻜﻨﻲ ﻻ أﺳﺘﻄﻴﻊ ﺧﻴﺎﻧﺔ

اﻟﻤﻘﺎﻻت اﻟﻤﻨﺸﻮرة ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻦ آراء أﺻﺤﺎﺑﻬﺎ ﻓﻘﻂ وﻻ ﺗﻌﺒﺮ ﺑﺎﻟﻀﺮورة ﻋﻦ رأي اﻟﺠﺮﻳﺪة ﻛﻠﻤﺎت اﻟـﺮﺟـﻞ اﻟﺘﻲ ﺑـﺪأﻫـﺎ ﺑﺎﻟﻘﻮل »ﻫـﺬا اﻟﻜﻼم ﻟﻚ« أي أﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻟﻠﻨﺸﺮ، اﻧﺘﻈﺮت ﻣﻌﻪ ﺣﺘﻰ ﺟﺎء اﻟﻀﻴﻒ اﻟﺬي ﻛﺎن ﻳﻨﺘﻈﺮه وﻫــﻮ اﻟﻤﺴﺘﺸﺎر أﻳـﻤـﻦ اﻟــﻮرداﻧــﻲ وﺻﺪﻳﻖ آﺧﺮ. وأذﻛﺮ أﻧﻲ ﻧﺸﺮت ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﻤﺴﺎﺣﺔ ردودا ﻣﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎﻻت ﻟﻲ ﻋﻦ اﻹﺧﻮان ﻗــﺒــﻞ ﻋـــﺪة أﻋـــــﻮام، ﻧــﺸــﺮت ﻫـــﺬه اﻟــــﺮدود وﻗﺘﻬﺎ، وﻗﺪ ﻛﺘﺒﻬﺎ ﺑﺄﺳﻠﻮب أدﺑـﻲ وذاﻛـﺮة ﺣﺎﺿﺮة.

ﺗﺬﻛﺮت وأﻧﺎ أﻛﺘﺐ ﻋﻦ ﻗﺎﻣﺔ ﺗﺎرﻳﺨﻴﺔ ﻛـــﺒـــﻴـــﺮة داﺧــــــﻞ ﺟـــﻤـــﺎﻋـــﺔ اﻹﺧـــــــــﻮان ﻣـﺜـﻞ إﺑﺮاﻫﻴﻢ ﻣﻨﻴﺮ ﺟﻤﻠﺔ ﻛﺘﺒﺘﻬﺎ إﺣﺪاﻫﻦ ﺑﻌﺪ ﻣﺄﺳﺎة ﻣﺎ ﺣﺪث ﻓﻲ راﺑﻌﺔ:

ﺳـــﺒـــﺤـــﺎن اﷲ اﻟــــــﺬي ﺳـــﺨـــﺮ ﻟـــﻺﺧـــﻮان اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺳـﺎﻣـﻲ ﻛـﻤـﺎل اﻟــﺪﻳــﻦ ﻋـﺪوﻫـﻢ اﻟﻠﺪود ﻟﻠﺪﻓﺎع ﻋﻨﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺷﺎﺷﺔ اﻟﺠﺰﻳﺮة.

ﺻﺤﻴﺢ أﻧـﻨـﻲ ﻻ أرﻏـــﺐ ﻋـﻠـﻰ اﻟﻤﺴﺘﻮى اﻟــﻔــﻜــﺮي واﻟــﻌــﻘــﺎﺋــﺪي واﻟــﺴــﻴــﺎﺳــﻲ ﺑـــﺪور ﻟــﻺﺧــﻮان ﻓــﻲ ﺣـﻜـﻢ ﻣــﺼــﺮ، ﻟـﻜـﻦ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺟــﺎء ﺑـﻬـﻢ اﻟــﺼــﻨــﺪوق اﺣــﺘــﺮﻣــﺖ اﻻﺧـﺘـﻴـﺎر اﻟﺸﻌﺒﻲ وأﺷﺪت ﺑﻪ، وﻋﻨﺪﻣﺎ ﺣﺪﺛﺖ راﺑﻌﺔ ﻛﺎن ﻣﻮﻗﻔﻲ واﺿﺤﺎ ﻻ ﻟﺒﺲ ﻓﻴﻪ.

ﻛـﺎن اﻷﺳـﺘـﺎذ إﺑﺮاﻫﻴﻢ ﻣﻨﻴﺮ ﻳﺴﺘﻘﺒﻠﻨﻲ داﺋـﻤـﺎ ﺑﺎﻟﻀﺤﻚ واﻟـﻤـﺰح، وﻓـﻲ آﺧـﺮ ﻟﻘﺎء ﻗــﺎل ﻟــﻲ: اﻹﺧـــﻮة ﺣــﺠــﺰوا ﻟــﻲ ﻓــﻲ ﻓﻨﺪق رﻳﺘﺎج ﻷﻧﻬﻢ ﻗﺎﻟﻮا إﻧﻪ ﻓﻨﺪق ﺟﻴﺪ ﻻ ﺗﻘﺪم ﻓﻴﻪ اﻟﺨﻤﻮر، ﻗﻠﺖ ﻟﻪ ﻣﺎزﺣﺎ ﻛﻴﻒ ذﻟﻚ، ﺑﻞ ﻳﻮﺟﺪ »ﻧﺎﻳﺖ ﻛﻠﻮب« ﻓﻲ آﺧﺮ دور، أﻧﺎ ﺣﺠﺰت ﻓﻴﻪ ﻋﻠﺸﺎن ﻛﺪه! ﻟﻢ ﻳﻨﺘﺒﻪ ﺑﺪاﻳﺔ ﻟﻠﻤﺰﺣﺔ، ﻇﻬﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﻼﻣﺤﻪ، ﻣﻦ أﺣﺲ أﻧـــﻪ ﺧـــﺪع، ﺛــﻢ ﺿـﺤـﻚ وﻟـــﻢ ﻳـﺘـﻮﻗـﻒ ﻋﻦ اﻟﻀﺤﻚ، ﻓﺎﻟﻔﻨﺪق ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻪ ﻧﺎﻳﺖ ﻛﻠﻮب وﻻ ﻳﻘﺪم اﻟﻤﺸﺮوﺑﺎت اﻟﺮوﺣﻴﺔ.

ﻛــــﺎن اﻷﺳــــﺘــــﺎذ إﺑـــﺮاﻫـــﻴـــﻢ ﻣــﻨــﻴــﺮ دﻣــﺚ اﻷﺧـﻼق، ﺑﺴﻴًﻄﺎ ﻣﺘﻮاﺿًﻌﺎ، ﻟﻜﻦ اﻟﺨﻼف ﺑﻴﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﺘﻪ واﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎت اﻷﺧﺮى ﻓﻲ اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻗﺪ اﺗﺨﺬ ﻣﺴﺎﻓﺎت ﻛﺒﻴﺮة ﺑﻴﻨﻬﺎ، وﻗـــﺪ ﺣــﺮﺻــﺖ ﻋـﻠـﻰ أن أﻛـــﻮن ﺑــﻌــﻴــﺪا وﻻ ﻳﺴﺘﻘﻄﺒﻨﻲ ﻫﺬا أو ذاك ﻟﺠﺎﻧﺒﻪ، ﻓﻤﺸﺮوع اﻹﺧـــــــﻮان اﻟــﺴــﻴــﺎﺳــﻲ ﻓـــﻲ ﻣــﺮﺣــﻠــﺔ أﻓـــﻮل ﻣـﻨـﺬ ﻋــﺪة ﺳــﻨــﻮات، اﺳـﺘـﻄـﺎع اﻟـﻨـﻈـﺎم ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻣـﻄـﺎردﺗـﻬـﻢ ﻓـﻲ ﻛـﻞ ﻣـﻜـﺎن ﻳﺼﻞ إﻟﻴﻪ، واﺳﺘﻄﺎع ﻋﺒﺮ أدواﺗــﻪ ﺧﻨﻖ اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ وﻣﺤﺎﺻﺮﺗﻪ ﻓـﻲ اﻟـﺪاﺧـﻞ واﻟــﺨــﺎرج، ﻟﻜﻦ ﺟﻤﺎﻋﺔ اﻹﺧــﻮان ﻣﺜﻞ ﻃﺎﺋﺮ اﻟﻔﻴﻨﻴﻖ وﻫﻮ ﻃﺎﺋﺮ ﺗﻌﺮﻓﻪ اﻟﻤﺜﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺎ اﻹﻏﺮﻳﻘﻴﺔ ﺑﺎﺳﻢ ﻓـﻴـﻨـﻜـﺲ اﻟـــﺬي ﻳــﻮﻟــﺪ ﻣــﻦ رﻣـــﺎد اﺣــﺘــﺮاق ﺟـﺴـﺪه وﻳــﺠــﺪد ﻧﻔﺴﻪ وﻳـﻌـﻮد إﻟــﻰ اﻟﺤﻴﺎة ﻣﺮة أﺧﺮى.