ﻗـــــﻄـــــﺮ أﻛــــــــــــــــﺪت أن ﻻ ﻣــــﺴــــﺘــــﺤــــﻴــــﻞ ﺗـــــﺤـــــﺖ ﺷـــــﻤـــــﺲ اﻟــــﺤــــﻘــــﻴــــﻘــــﺔ واﻟـــــــﻮاﻗـــــــﻊ

ﺑــﻴــﻨــﻤــﺎ ﺗــﺘــﺠــﻪ أﻧـــﻈـــﺎر اﻟــﻌــﺎﻟــﻢ إﻟــــﻰ وﻃــﻨــﻲ اﻟــﻐــﺎﻟــﻲ ﻗــﻄــﺮ ﺗـــﺨـــﺮج ﺧــﻔــﺎﻓــﻴــﺶ اﻟـــﻈـــﻼم.. أﻟــﻢ ﻳﺼﺒﻬﻢ اﻟــﻴــﺄس؟ ﻣـﻨـﺬ اﺛــﻨــﻲ ﻋـﺸـﺮ ﻋـﺎﻣـﺎ وﻫــﻢ ﻳـﻤـﻠـﺆون اﻟـﺒـﺮﻳـﺔ ﻧـﺒـﺎﺣـﺎ، وﻣــﻊ ذﻟــﻚ ﻟﻢ ﻳﺼﺎﺑﻮا ﺑﺎﻟﻴﺄس وﻓﻘﺪان اﻷﻣــﻞ!! ﻛﺎن اﻷﻣﺮ ﻣﺮﺗﺒﻄﺎ ﺑﺄوﻫﺎﻣﻬﻢ ﻛﻴﻒ ﻟﻘﻄﺮ أن ﺗﺤﺼﺪ ﺷﺮف اﺳﺘﻀﺎﻓﺔ ﻛﺄس اﻟﻌﺎﻟﻢ؟ وﻛﺄن اﻹﻧﺠﺎز واﻹﻋﺠﺎز ﻣﺮﺗﺒﻂ ﺑﺤﺠﻢ اﻟﻜﻴﺎﻧﺎت واﻟﻜﺜﺎﻓﺔ اﻟﺴﻜﺎﻧﻴﺔ، وﻛﺄﻧﻨﺎ ﻓﻲ ﻗﻄﺮ ﻧﻌﻴﺶ ﻋﻠﻰ ﻫﺎﻣﺶ اﻟﻌﺎﻟﻢ، وﻛﺄﻧﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﻘﺮؤوا ﻋﻦ ﻣﺎﺿﻲ اﻟﺒﻠﺪان وﻻ ﻳﺴﺘﺸﺮﻓﻮن ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ اﻷﻣﻢ؟!

ﻧﻌﻢ ﻻ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﺑﻼ ﻣﺎض، وﻟﻜﻦ ﻻ ﺣﻴﺎة ﺑﻼ أﻣﻞ أو ﻋﻤﻞ وﻻ ﻧﻤﻮ ﺑﻼ ﺗﺤﺪ... ﻛﺎن ﻫﺬا اﻟﺤﻠﻢ درًﺳــﺎ ﻗﻄﺮﻳًﺎ ﺗﺤﺪدت ﻣﻼﻣﺤﻪ ﻋﺒﺮ اﻹرادة واﻟﺘﺤﺪي وﻋـﺪم اﻻﻟﺘﻔﺎت إﻟـﻰ ﺣﻘﺪ أو ﻏــﻴــﺮة اﻵﺧـــﺮﻳـــﻦ.. ﺗــﻨــﺎﺳــﻮا أن ﻗـــﺎدة ﻫــﺬا اﻟﻮﻃﻦ ورﻣﻮز ﻫﺬا اﻟﻮﻃﻦ دأﺑﻮا ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻷﻣﻨﻴﺎت وﺗﺤﻘﻴﻖ اﻷﺣـﻼم واﻟﻨﺠﺎح، وﻳﻘﻒ ﺧﻠﻒ اﻟـﺮﻣـﻮز أﺑﻨﺎء ﻫـﺬا اﻟﻮﻃﻦ واﻟﻤﻘﻴﻤﻮن ﻋﻠﻰ ﺛﺮاه اﻟﻐﺎﻟﻲ.. اﻷﻣـﻞ ﻋﻨﺪ ﺗﻠﻚ اﻷﺻــﻮات -اﻟﺘﻲ ﻣﺎ زاﻟﺖ

ﺧـﺮاﻓـﺔ ﺗﻌﻴﺶ ﻓـﻲ أذﻫﺎﻧﻬﻢ وﺣﺴﺮة ﺗﻨﺒﺢﺗﻘﻄﻊ أﻛﺒﺎدﻫﻢ، أﻳﻬﺎ اﻟﻤﺴﻌﻮرون.. اﻟﻨﺠﺎح ﻻ ﻳﺄﺗﻲ ﻋﺒﺜﺎ وﻗﻄﻊ ﻣﺸﺎوﻳﺮ اﻟﺤﻴﺎة ﻻ ﻳﺘﺤﻘﻖ إﻻ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ اﻟﺠﺎد، أﻳﻬﺎ اﻟﻤﺴﻌﻮرون.. اﻟﻨﺠﺎح ﻻ ﻳــﺄﺗــﻲ ﺑـﻀـﺮﺑـﺔ ﺣــﻆ وﻻ ﻳــﺄﺗــﻲ ﻣــﻦ ﻓــﺮاغ وﻟـﻜـﻦ اﻟـﻨـﺠـﺎح ﻣﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﺘﺼﻤﻴﻢ واﻹرادة واﻟﺘﺤﺪي.

وﻫــﻜــﺬا ﻗــﺪم وﻃـﻨـﻲ دروًﺳـــﺎ ﻟــﻶﺧــﺮ؛ ﺑــﺪًءا ﻣﻦ ﻋﺪم اﻻﻟﺘﻔﺎت إﻟﻰ ﻧﺒﺎﺣﻬﻢ، وﻛﺎن إﻳﻤﺎن ﻗﺎدﺗﻨﺎ ورﻣــﻮزﻧــﺎ أن اﻟﺤﻠﻢ ﻳﻘﻒ ﺧﻠﻔﻪ ﻣﻦ ﻳﻤﻠﻚ اﻟﻌﺰﻳﻤﺔ وﺷﻌﺐ وﻓﻲ وإرادة ﺣﺪﻳﺪﻳﺔ، ﻣﻦ ﻫﻨﺎ أﻛـﺪت ﻗﻄﺮ أن ﻻ ﻣﺴﺘﺤﻴﻞ ﻫﻨﺎك ﺗﺤﺖ ﺷﻤﺲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ واﻟﻮاﻗﻊ.

ﻧﻌﻢ.. ﻧﺒﺢ اﻟﺒﻌﺾ وراﻫﻦ اﻵﺧﺮ.. أن اﻟﻔﺸﻞ آت واﺳــﺘــﺄﺟــﺮ اﻟـﺒـﻌـﺾ اﻷﻗــــﻼم واﻷﺻــــﻮات اﻟﻤﺄﺟﻮرة واﻷدﻫــﻰ واﻷﻣــﺮ أن وﺟﺒﺔ دﺳﻤﺔ ﺧﻠﻘﺖ أﺣـﻼﻣـﺎ ﻏﻴﺮ واﻗﻌﻴﺔ، وﺗﻌﺎﻣﻞ اﻵﺧﺮ ﻣﻊ اﻟﻔﻨﺠﺎن وورق اﻟﻠﻌﺐ وﺷﻤﺮوخ وراﺋﺤﺔ اﻟﺒﺨﻮر ﺗﺰﻛﻢ اﻷﻧـﻮف، ﻟﻢ ﻳﺼﺪق أﺣﺪ ﻓﻬﻢ اﻟــﺤــﻜــﻤــﺔ اﻷزﻟـــﻴـــﺔ »ﻛــــﺬب اﻟــﻤــﻨــﺠــﻤــﻮن وﻟــﻮ ﺻﺪﻓﻮا«.

واﻵن وﻗـــﺪ ﻗــﻬــﺮﻧــﺎ اﻟـﻤـﺴـﺘـﺤـﻴـﻞ ﻓــﻲ ﻫــﺬا اﻟـﻮﻃـﻦ ﺑﻌﺰﻳﻤﺔ اﻟﺠﻤﻴﻊ.. أﻋﺘﻘﺪ أﻧــﻪ ﻗـﺪ آن اﻷوان أن ﺗﺴﻜﺖ وأن ﺗﺨﺮس ﺗﻠﻚ اﻟﻨﺒﺎﺣﺎت.. ﻛﻴﻒ ﻻ.. وﻗﺪ ﺣﻘﻘﺖ ﻗﻄﺮ ﻟﻠﻮﻃﻦ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻫﺬا اﻹﻧﺠﺎز اﻟﻜﻮﻧﻲ، ﺣﻘﻘﺖ ﻟﻸﻣﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻫﺬا اﻟﺘﺤﺪي أﻣﺎم رﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﻣﺸﺮق اﻷرض وﻣﻐﺮﺑﻬﺎ، وأن ﻗﻄﺮ ﻗﻄﻌﺖ ﻛﻞ اﻟﻤﺴﺎﻓﺎت ﺑﻞ ﻣﻼﻳﻴﻦ اﻷﻣﻴﺎل ﻓﻲ ﺧﻄﻮة واﺣـﺪة، ﻧﻌﻢ ﻗﺪﻣﻨﺎ ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ أن ﻗﻄﺮ ﻗـﺪ ﻗـﺪﻣـﺖ دروﺳــﺎ ﻟـﻠـﻌـﺎﻟـﻢ ﻓــﻲ ﻛــﻞ اﻟــﻤــﺠــﺎﻻت.. ﻓــﻲ اﻟـﺴـﻴـﺎﺳـﺔ واﻟﺮﻳﺎﺿﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎد، ودﻋﻢ اﻷﺻﺪﻗﺎء وﻓﻲ ﻧﺸﺮ اﻟﺴﻼم..

ﻋﺬرا إذا ﻛﻨﺖ أﻓﺘﺨﺮ ﺑﻮﻃﻨﻲ اﻟﺮاﺋﻊ وأﺑﻨﺎﺋﻪ اﻷروع.. إﻧﻬﺎ ﻗﻄﺮ وﻧﺤﻦ اﻟﻤﻌﺠﻮﻧﻮن ﺑﺜﺮاﻫﺎ.