دول أوﺑﻚ+ ﻣﺴﺘﻤﺮة ﻓﻲ ﺗﺨﻔﻴﺾ اﻹﻧﺘﺎج
اﻧﺨﻔﺎض أﺳﻌﺎر اﻟﻨﱠﻔﻂ ﻫـﱠﺪأ اﻷﺟــﻮاء ﺑﻴﻦ دول أوﺑـــﻚ وأﻣـﺮﻳـﻜـﺎ ﺣـﺘـﻰ إﺷــﻌــﺎر آﺧـﺮ
رﻧﺪة ﺗﻘﻲ اﻟﺪﻳﻦ
ﺻﺤﻔﻴﺔ ﻟﺒﻨﺎﻧﻴﺔ
ﺑﻌَﺪ ﻛﱢﻞ ﻣﺎ أُﺛﻴﺮ ﻣﻦ ردوِد ﻓﻌٍﻞ ﺳﻠﺒﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻐﺮب إزاء ﻗﺮار أوﺑـﻚ+ ﻓﻲ اﻟﺸﻬﺮ اﻟﻤﺎﺿﻲ ﺑﺘﺨﻔﻴِﺾ إﻧﺘﺎِﺟﻬﺎ، اﺳﺘﻤﱠﺮت أوﺑﻚ+ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﻗﻔﻬﺎ ﺑﺘﺨﻔﻴﺾ اﻹﻧـﺘـﺎج ﻣﻠﻴﻮﻧَﻲ ﺑﺮﻣﻴﻞ ﻓـﻲ اﻟـﻴـﻮم ﺣـﱠﺘـﻰ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻫــﺬه اﻟـﺴـﻨـﺔ. واﻟـﺘـﺄﻛـﻴـﺪ ﺟـﺎَء ﻣـﻦ اﻟـﺮﺋـﻴـﺲ اﻟـﺴـﻌـﻮدي ﻟﺘﺤﺎﻟﻒ دول أوﺑــﻚ ودول ﺧـﺎرﺟـﻬـﺎ وزﻳــﺮ اﻟﻄﺎﻗﺔ اﻟﺴﻌﻮدي اﻷﻣﻴﺮ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺎن.
واﻗـــﻊ اﻟــﺤــﺎل أن ردة ﻓـﻌـﻞ اﻟــﻐــﺮب ﺗـﻐـﻴـﺮت إزاء ﻗـــﺮار أوﺑـــﻚ+ ﺑﺘﻘﻠﻴﺺ اﻹﻧــﺘــﺎج ﺑﻌﺪ أن اﻧﺨﻔﻀﺖ أﺳــﻌــﺎر اﻟﻨﻔﻂ ﻓـﻲ ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ. ﻓﻌﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻤﺜﺎل ﻗــﺎل ﻣـﺴـﺆول رﻓـﻴـﻊ ﻓـﻲ اﻟـﺮﺋـﺎﺳـﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻋﺸﻴﺔ زﻳــﺎرة اﻟــﺪوﻟــﺔ ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ إﻳﻤﺎﻧﻮﻳﻞ ﻣﺎﻛﺮون إﻟـﻰ واﺷﻨﻄﻦ ﺣﻴﺚ ﻣﻮاﺿﻴﻊ اﻟﻄﺎﻗﺔ ﺳﺘﻜﻮن ﻣﺤﻮر اﻟﻤﺤﺎدﺛﺎت ﺑﻴﻦ اﻟﺒﻠﺪﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺿـﻮء اﻟﺤﺮب اﻟﺮوﺳﻴﺔ ﻓﻲ أوﻛﺮاﻧﻴﺎ »أﺳــﻌــﺎر اﻟــﻨــﻔــﻂ ﺗـﻨـﺨـﻔـﺾ ﺑـﺴـﺒـﺐ ﺗــﺒــﺎﻃــﺆ اﻻﻗــﺘــﺼــﺎد اﻟـﺼـﻴـﻨـﻲ وأن ﻷوروﺑـــﺎ واﻟﻮﻻﻳﺎت اﻟﻤﺘﺤﺪة ﻣﺼﻠﺤﺔ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﻓﻲ أن ﺗﻜﻮن أﺳﻌﺎر اﻟﻨﻔﻂ ﻣﺴﺘﻘﺮة ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى ﻣﻘﺒﻮل«.
وﺑﻌﺪ ﺣــﺪوث ﺗﻮﺗﺮ ﺑﻴﻦ اﻟـﻮﻻﻳـﺎت اﻟﻤﺘﺤﺪة واﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﺗﻘﻠﻴﺺ أوﺑﻚ+ إﻧﺘﺎﺟﻬﺎ ﺗﺒﻴﻦ أن ﺗﺨﻔﻴﺾ إﻧﺘﺎج أوﺑﻚ+ ﻛﺎن ﻟﻪ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻣﺤﺪود أﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﻛﺎن ﻣﺘﻮﻗًﻌﺎ، إذ إﱠن ﻣﻌﻈﻢ أﻋﻀﺎء أوﺑﻚ ﻟﻢ ﻳﺘﻤﻜﻨﻮا ﻣﻦ إﻧﺘﺎج ﺣﺼِﺘﻬﻢ اﻟـﻨـﻔـﻄـﱠﻴـﺔ واﻟـﻨـﻘـﻄـﺔ اﻷﺳــﺎﺳــﻴــﺔ ﻟـﻨـﺎ ﻫــﻲ اﺳــﺘــﻘــﺮار أﺳـــﻮاق اﻟــﱠﻨــﻔــﻂ. ﻣــﺆﺷــﺮات أﺳـــﻮاق اﻟـﻨـﻔـﻂ اﻟـﻌـﺎﻟـﻤـﻴـﺔ ﺗـﻈـﻬـﺮ ﺗــﺮاﺟــﻌــﺎ ﻓــﻲ اﻟـﻄـﻠـﺐ ﻋـﻠـﻰ اﻟــﻨــﻔــﻂ، وأرﻗـــﺎم اﺳـﺘـﻬـﻼك اﻟـﻄـﺎﻗـﺔ ﻓــﻲ اﻷﺷــﻬــﺮ اﻟـﺴـﺒـﻌـﺔ اﻷﺧــﻴــﺮة ﺗـﻈـﻬـﺮ ﺗــﺮاﺟــﻌــﺎ ﻓــﻲ ﻃﻠﺐ اﻟﺼﻴﻦ أﻛﺒﺮ ﻣﺴﺘﻮرد ﻟﻠﻨﻔﻂ ﺑﺴﺒﺐ ﺗﺒﺎﻃﺆ اﻻﻗﺘﺼﺎد واﻹﻏﻼق اﻟﻤﺴﺘﻤﺮ إﺛﺮ ﺻﻌﻮد ﻛﻮروﻧﺎ. ﺷﻬﺪ ﻣﺴﺘﻮى ﺳﻌﺮ اﻟﻨﻔﻂ ﺗﺮاﺟﻌﺎ ﺧﻼل ﺷﻬﺮ ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ وﻗﺪ اﻧﺨﻔﻀﺖ أﺳﻌﺎره ﻓﻲ اﻷﺳﻮاق اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ اﻟﻮرﻗﻴﺔ إﻟﻰ أدﻧﻰ ﻣﺴﺘﻮى ﻣﻨﺬ ﻳﻨﺎﻳﺮ ﺧﻼل أﺳﺒﻮع.
ﺑــﻌــﺾ أﺻــﺤــﺎب اﻟــﻤــﺼــﺎﻓــﻲ اﻟــﺼــﻴــﻨــﻴــﺔ ﺗــﻮﻗــﻒ ﻋــﻦ ﺷــــﺮاء ﻧــﻔــﻂ روﺳــﻴــﺎ، إﺿــﺎﻓــﺔ إﻟــﻰ أن اﻻﺗــﺤــﺎد اﻷوروﺑــــﻲ ﻳــﺒــﺪأ ﺑـﺘـﻨـﻔـﻴـﺬ اﻟــﻌــﻘــﻮﺑــﺎت ﻋـﻠـﻰ ﺷـﺤـﻨـﺎت اﻟﻨﻔﻂ اﻟـﺮوﺳـﻲ اﻟﻤﺼﺪرة ﻋﺒﺮ اﻟﺒﺤﺎر اﺑـﺘـﺪاء ﻣﻦ ٥ دﻳﺴﻤﺒﺮ، ﻣﺎ ﻳﻌﻨﻲ أن ﻛﻤﻴﺎت اﻟﻨﻔﻂ اﻟﺮوﺳﻲ ﺳﺘﻨﺨﻔﺾ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮ ﺣﺘﻰ وإن ﺗﻢ ﺗﺤﻮﻳﻞ ﺑﻌﺾ اﻟﺸﺤﻨﺎت اﻟﺮوﺳﻴﺔ إﻟﻰ آﺳﻴﺎ، وﻟﻜﻦ اﻟﻤﺒﻴﻌﺎت ﺗﻤﺖ ﺑﺘﺨﻔﻴﺾ أﺳﻌﺎرﻫﺎ إﻟﻰ اﻟـﺰﺑـﺎﺋـﻦ ﻓـﻲ اﻟﻬﻨﺪ وﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣـﻦ اﻟــﺪول اﻵﺳـﻴـﻮﻳـﺔ. ﻟﻘﺪ وﺻـﻞ ﺳﻌﺮ ﺑﺮﻣﻴﻞ ﺑﺮﻧﺖ ﻳﻮم اﻟﺠﻤﻌﺔ إﻟﻰ ٧٨ دوﻻًرا. وﺗﺠﺪر اﻹﺷـﺎرة إﻟﻰ أﱠن وزﻳـَﺮي اﻟﻄﺎﻗﺔ اﻟﺴﻌﻮدي واﻟﻌﺮاﻗﻲ أﺷﺎرا ﻗﺒﻞ اﺟﺘﻤﺎع أوﺑﻚ+ ﻓﻲ ٥ دﻳﺴﻤﺒﺮ إﻟﻰ إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ اﺗﺨﺎذ أوﺑــﻚ+ اﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻹﺟــﺮاءات إذا اﻗﺘﻀﻰ اﻷﻣـﺮ ﻣﻦ أﺟـﻞ اﺳﺘﻘﺮار اﻟﺴﻮق. إﻻ أﻧﱠﻪ ﻣﻦ اﻟﺼﻌﺐ إﺟﺮاء اﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﺨﻔﻴﺾ ﻣﻊ دول ﻋﺪﻳﺪة ﻓﻲ أوﺑـﻚ ﻟﻴﺲ ﻟﻬﺎ ﻗـﺪرة ﻹﻧﺘﺎج ﺣﺼﺘﻬﺎ إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺗﺨﻔﻴﺾ اﻹﻧﺘﺎج اﻟﺮوﺳﻲ ﺑﺴﺒﺐ اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت اﻷوروﺑﻴﺔ.
وﺣَﺪﻫﺎ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻬﺎ ﺗﺨﻔﻴﺾ ﺣﺼﺘﻬﺎ وﻫﻲ اﻟﻤﺼﺪر اﻷﻛﺒﺮ ﻟﻠﻨﻔﻂ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ. ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﻏﻀﺐ اﻟﻐﺮب ﻣﻦ دول اﻟﺨﻠﻴﺞ؛ ﻷﻧﻬﺎ ﺧﻔﻀﺖ إﻧﺘﺎﺟﻬﺎ ﻛﺎن اﻟﻘﺮار ﻣﺒﻨًﻴﺎ ﻋﻠﻰ أرﻗﺎم اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ واﻟﻄﻠﺐ اﻟﺬي ﻳﺘﺮاﺟﻊ. ﻓﻼ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻮم دول ﺗﺪاﻓﻊ ﻋﻦ ﻣﺼﺎﻟﺤﻬﺎ ﻟﺘﻤﻨﻊ ﺗﺪﻫﻮر أﺳﻌﺎر ﻧﻔﻄﻬﺎ. أوﺑﻚ+ أرادت ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺳﻌﺮ اﻟﻨﻔﻂ، إﻻ أن اﻟﻤﻌﻀﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺸﺮاﻛﺔ اﻟﺮوﺳﻴﺔ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻓـﻲ أوﺑــﻚ+ واﻟـــﺪول اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﺗـﺮﻳـﺪ ﻣﻌﺎﻗﺒﺘﻬﺎ ﻟـﻐـﺰو أوﻛـﺮاﻧـﻴـﺎ ﻓـﻲ ﺣﻴﻦ أن ﻣـﺼـﺎﻟـﺢ أوﺑـــﻚ ﺗـﻜـﻤـﻦ ﻓــﻲ ﺣـﻤـﺎﻳـﺔ ﺳـﻌـﺮ اﻟــﻨــﻔــﻂ. وﻫـــﺬا ﺑـﺤـﺪ ذاﺗـــﻪ ﻳﻨﺎﻗﺾ ﻣﺼﺎﻟﺢ ﺣﻠﻔﺎء اﻟــﺪول اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻓـﻲ اﻟﺨﻠﻴﺞ اﻟـﺬﻳـﻦ ﻳﺘﻤﻨﻮن ﻣﻮﻗﻔﺎ ﺧﻠﻴﺠﻴﺎ ﻣـﺒـﺘـﻌـﺪا ﻋــﻦ روﺳــﻴــﺎ. وﻟــﻜــﻦ اﻫــﺘــﻤــﺎم دول أوﺑـــﻚ اﻷول ﻫــﻮ اﻟــﺤــﺼــﻮل ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣـﻦ اﻟـﻌـﺎﺋـﺪات ﻣـﻦ ﻧﻔﻄﻬﺎ، ﻋﻠﻤﺎ أن اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ﻗـﺪﻣـﺖ ﻣﺴﺎﻋﺪات إﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻷوﻛﺮاﻧﻴﺎ ﺑﻤﺴﺘﻮى ٠٠٤ ﻣﻠﻴﻮن دوﻻر وﻫﻮ رﻗﻢ ﻣﻬﻢ.
ﺗـﺮﻳـﺪ دول اﻟـﺨـﻠـﻴـﺞ إﻇــﻬــﺎر ﺣـﻴـﺎدﻫـﺎ ﻓــﻲ ﻫــﺬا اﻟــﻐــﺰو اﻟــﺮوﺳــﻲ ﻷوﻛـﺮاﻧـﻴـﺎ، وﺷــﺮاﻛــﺘــﻬــﺎ ﻣــﻊ روﺳــﻴــﺎ ﻣـﻬـﻤـﺔ ﻣــﻦ أﺟــﻞ ﺣـﻤـﺎﻳـﺔ ﻣـﺴـﺘـﻮى ﻋــﺎﺋــﺪاﺗــﻬــﺎ.. ﻟﻜﻦ اﻧﺨﻔﺎض أﺳﻌﺎر اﻟﻨﻔﻂ ﺳﺎﻫﻢ ﻓﻲ ﺗﻬﺪﺋﺔ اﻷﺟﻮاء ﺑﻴﻦ دول أوﺑﻚ واﻟﻮﻻﻳﺎت اﻟﻤﺘﺤﺪة ﺣﺘﻰ إﺷﻌﺎر آﺧﺮ.
rntakieddine@gmail.com