اﻟﻤﺸــﺎﻛﻞ اﻟﻨﻔﺴﻴــﺔ أﺣـﺪ أﺳﺒـﺎب اﻟﺘﻌــﺎﻃﻲ

أﻛــــــﺪ د. ﺧــــﺎﻟــــﺪ اﻟـــﻤـــﻬـــﻨـــﺪي، اﻻﺳــــــﺘــــــﺸــــــﺎري اﻟــــﻨــــﻔــــﺴــــﻲ، أن اﻹدﻣـــﺎن ﻳﺒﺪأ ﺑﺎﻟﺘﺪرﻳﺞ وﻳﻜﻮن ﻓـﻲ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ﻣـﻦ ﺧــﻼل ﻋﻘﺎﻗﻴﺮ أﺑـﺮزﻫـﺎ »ﻻرﻳــﻜــﺎ« ﻳﺘﻢ ﺻﺮﻓﻬﺎ ُﻣﺴﻜﻨﺎت ﻵﻻم اﻟﻌﻈﺎم ﻳﺤﺼﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ أو ﺑـﺄﺧـﺮى ﻗﺪ ﻳـــﻜـــﻮن ﻣــــﻦ ﺑــﻴــﻨــﻬــﺎ ﻣــــﻦ ﺧـــﻼل ﺻـﺪﻳـﻖ أو ﻳﺠﺪﻫﺎ ﻓـﻲ اﻟﻤﻨﺰل ﺛﻢ ﻳﺰﻳﺪ اﻟﺸﺒﺎب اﻟﺠﺮﻋﺔ ﺑﻬﺪف اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﻧﺸﻮة اﻟﻤﺨﺪرات ﺛــــﻢ ﻳــﻨــﺘــﻘــﻠــﻮن ﻓــﻴــﻤــﺎ ﺑـــﻌـــﺪ إﻟـــﻰ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺗﻌﺎﻃﻲ ﻣﺎدة »اﻟﺸﺒﻮ«.

وأوﺿــــﺢ أن ﺟـﻬـﻮد اﻟﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑــﻤــﺨــﺎﻃــﺮ اﻧــﺘــﺸــﺎر اﻟــﻤــﺨــﺪرات ﻣﺒﻌﺜﺮة ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺤﺎﻟﻲ ﺑﻴﻦ أﻛـﺜـﺮ ﻣــﻦ ﺟـﻬـﺔ ﻓــﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، ﻣـــﺎ ﻳـﻔـﻘـﺪﻫـﺎ اﻟـــﻘـــﻮة واﻟـﻔـﺎﻋـﻠـﻴـﺔ وأﻧﻬﺎ ﺑﺤﺎﺟﺔ إﻟﻰ وﺿﻌﻬﺎ ﺗﺤﺖ إﺷﺮاف ﺟﻬﺔ واﺣﺪة.

وﻗــــــﺎل: وﻓـــﻘـــﺎ ﻟـــﻺﺣـــﺼـــﺎءات اﻟـــﻌـــﺎﻟـــﻤـــﻴـــﺔ ﻓـــــﺈن ﺣــــﻮاﻟــــﻲ ٥٢٪ ﻣـﻦ اﻟﻤﺪﻣﻨﻴﻦ ﻛـﺎﻧـﻮا ﻣﺼﺎﺑﻴﻦ ﺑـــﺄﻣـــﺮاض ﻋـﻘـﻠـﻴـﺔ وﻟــــﻢ ﻳــﺠــﺪوا رﻋﺎﻳﺔ ﻃﺒﻴﺔ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻣﻨﺬ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ﺑــﺴــﺒــﺐً اﻟـــﻨـــﻈـــﺮة اﻻﺟــﺘــﻤــﺎﻋــﻴــﺔ، ﻣـﻀـﻴـﻔـﺎ إﻧــﻬــﻢ ﺑـﺎﻟـﺘـﺎﻟـﻲ ﺗـﺤـﻮﻟـﻮا إﻟـﻰ ﻣﺘﻌﺎﻃﻴﻦ ﻟﻠﻤﺨﺪرات ﺑﻌﺪ أن وﺟـــــﺪوا ﻓـﻴـﻬـﺎ اﻟــﻨــﺸــﻮة اﻟـﺘـﻲ ﺳــﺎﻫــﻤــﺖ ﻓـــﻲ ﺗــﻬــﺪﺋــﺔ اﻟـﻨـﺸـﺎط اﻟﻔﻜﺮي اﻟﺬي ﻳﻌﺎﻧﻮن ﻣﻨﻪ ﺟﺮاء ﻣﺮﺿﻬﻢ اﻟﻌﻘﻠﻲ. وﻟﻔﺖ إﻟﻰ أن ﻫﺬه ﻫﻲ أﺻﻌﺐ أﻧﻮاع اﻟﺤﺎﻻت اﻟﺘﻲ ﺗﻤﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺒﻴﺐ اﻟﻨﻔﺴﻲ إذ ﻛﻴﻒ ﻳﻨﺘﺰع ﻧﺸﻮة اﻟﻤﺨﺪرات اﻟـــﺘـــﻲ ﺷــﻌــﺮ ﺑــﻬــﺎ ﻫــــﺬا اﻟــﻤــﺪﻣــﻦ وﻳﺴﺘﺒﺪﻟﻬﺎ ﺑﺘﻌﺎﻃﻲ ﻋﻘﺎر دواﺋﻲ ﻣﻬﺪئ ؟ ُﻣﻔﻴًﺪا ﺑﺄن ﻧﺴﺒﺔ اﻟﺸﻔﺎء ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﺤﺎﻻت ﻻ ﺗﺘﻌﺪى ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ٥ إﻟﻰ ٠١٪

وأﺷﺎر إﻟﻰ أن ﻫﻨﺎك أﺷﺨﺎﺻﺎ آﺧـــﺮﻳـــﻦ ﻳــﻘــﻌــﻮن ﻓـــﻲ اﻹدﻣـــــﺎن ﺑﺴﺒﺐ ﻣﺸﺎﻛﻞ ﻧﻔﺴﻴﺔ أﻳـﺎ ﻛﺎﻧﺖ أﺳــﺒــﺎﺑــﻬــﺎ ﺳــــﻮاء ﻛــﺎﻧــﺖ ﺗـﺼـﺪﻋـﺎ أﺳﺮﻳﺎ أو ﺣﺎﻻت ﻃﻼق أو ﻏﻴﺮ ذﻟـــﻚ وﻣـﺜـﻞ ﻫـــﺆﻻء اﻷﺷـﺨـﺎص ﻳﺒﺤﺜﻮن ﻋﻦ وﺳﻴﻠﺔ ﻹﻳﻘﺎف ﻣﺎ ﺗﺴﺒﺒﻪ ﻟﻬﻢ ﻫﺬه اﻟﻤﺸﻜﻼت ﻣﻦ إﺣﺒﺎط أو اﻛﺘﺌﺎب، ﻻﻓﺘﺎ إﻟﻰ أن ﻣﺜﻞ ﻫﺆﻻء اﻟﻤﺮﺿﻰ ﻳﻤﺜﻠﻮن ﻣﺎ ﻳــﺘــﺮاوح ﺑﻴﻦ ٠٣ إﻟــﻰ ٠٤٪ ﻣﻦ اﻟﺤﺎﻻت.

وﻧــــــــــــّﻮه ﺑــــــــﺄن ﻣــــﺜــــﻞ ﻫــــــﺆﻻء اﻷﺷﺨﺎص ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺤﺘﺎﺟﻮن إﻟﻰ رﻋـــﺎﻳـــﺔ ﻣـــﻦ اﺳـــﺘـــﺸـــﺎري ﻧﻔﺴﻲ ﻏﻴﺮ أن ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﺴﺒﺐ اﻟﻮﺻﻤﺔ اﻻﺟــﺘــﻤــﺎﻋــﻴــﺔ ﻻ ﻳــﺬﻫــﺒــﻮن إﻟــﻰ اﻻﺳﺘﺸﺎري اﻟﻨﻔﺴﻲ ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺮة اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻳﻜﻮﻧﻮا ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺤﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﻋــــﻼج دواﺋــــــﻲ، ﺣــﻴــﺚ ﻳـﻜـﻮﻧـﻮن ﺷﺨﺼﻴﺎت ﻣﻦ اﻟﺴﻬﻞ اﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋﻠﻴﻬﺎ وﻳﻨﺠﺮﻓﻮن إﻟــﻰ ﺗﻌﺎﻃﻲ اﻟﻤﺨﺪرات وﺗﺼﺒﺢ اﻟﻤﺨﺪرات ﻫــﻲ اﻟـﺒـﺪﻳـﻞ اﻟـﺮﺋـﻴـﺴـﻲ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻬﻢ ﻟﻠﺸﻌﻮر ﺑﺎﻟﺮاﺣﺔ اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ.

وﻗــــــــﺎل إن ﻓــــــﺮص اﻟـــﻌـــﻼج ﺑـﺎﻟـﻨـﺴـﺒـﺔ ﻟـﻤـﺜـﻞ ﻫـــﺬه اﻟــﺤــﺎﻻت ﻛـــﺒـــﻴـــﺮة، وﻣــــﻦ ﺛـــﻢ ﻳــﻤــﻜــﻦ أن ﻳـــــﻌـــــﻮدوا ﻟـــﻴـــﻜـــﻮﻧـــﻮا أﺷـــﺨـــﺎﺻـــﺎ ﻣﻨﺘﺠﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ.

وﻗـــــــــﺎل إن اﻟـــــﻤـــــﺪﻣـــــﻦ ﻫــﻮ

ذﻟـــﻚ اﻟـﺸـﺨـﺺ اﻟــــﺬي ﻳﺘﻌﺎﻃﻰ اﻟــــُﻤــــﺨــــﺪرات ﺑــﻜــﻤــﻴــﺎت ﻛـﺒـﻴـﺮة وﺧﻼل ﻣﺪة زﻣﻨﻴﺔ ﻗﺼﻴﺮة أو ﺑﻌﺒﺎرة أوﺿﺢ ﻫﻮ اﻟﺬي ﻳﺘﻌﺎﻃﻰ ﺑﺸﻜﻞ ﻳﻮﻣﻲ وﺑﻜﻤﻴﺎت ﻛﺒﻴﺮة.

وﻧﻮه ﺑﺄﻧﻪ ﺑﺨﻼف اﻟﻤﺪﻣﻨﻴﻦ ﻓــــﺈن ﻫــﻨــﺎك اﻟـﻤـﺘـﻌـﺎﻃـﻴـﻦ وﻫــﻮ ﻣـﺼـﻄـﻠـﺢ ﻳــﻄــﻠــﻖ ﻋــﻠــﻰ اﻟـﻨـﺴـﺐ اﻟﺒﺎﻗﻴﺔ ﻣﻦ اﻟـﺤـﺎﻻت، ُﻣﻀﻴًﻔﺎ: إن ﻣــــﺜــــﻞ ﻫـــــــــﺆﻻء ﻳـــﺘـــﻌـــﺎﻃـــﻮن اﻟــــــﻤــــــﺨــــــﺪرات ﻋــــﻠــــﻰ ﻓــــﺘــــﺮات ﻣﺘﻔﺮﻗﺔ.

وأﻛﺪ أن أﻛﺜﺮ اﻟﻔﺌﺎت ﺳﻘﻮﻃﺎ ﻓــــﻲ ﺑــــﺮاﺛــــﻦ اﻟــــﻤــــﺨــــﺪرات ﻫـﻢ اﻟﺸﺒﺎب اﻟﺬﻳﻦ ﺗﺘﺮاوح أﻋﻤﺎرﻫﻢ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ٣١ إﻟﻰ ٥٢ ﻋﺎﻣﺎ، ﻣﺸﻴﺮا إﻟـﻰ أن أﻛﺒﺮ ﻧﺴﺒﺔ ﺗﻌﺎط ﺗﻜﻮن ﺑـــﺎﻟـــﻨـــﺴـــﺒـــﺔ ﻟــــﻄــــﻼب اﻟـــﻤـــﺮﺣـــﻠـــﺔ اﻹﻋـــــﺪادﻳـــــﺔ ﺗـﻠـﻴـﻬـﺎ اﻟـــﺜـــﺎﻧـــﻮي ﺛﻢ اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﺠﺎﻣﻌﻴﺔ.