ﺑﻌﺪ وﻗﻮع اﻟﻔﺄس ﺑﺎﻟﺮأس ﺗﺘﻜﺸﻒ اﻷﻣﻮر
ﻧﻌﻴﺶ ﻋﺼًﺮا ﺗﺘﺰاﻳﺪ ﻓﻴﻪ اﻟﺘﻨﺎﻗﻀﺎت ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ واﻟﻤﺼﺎﻟﺢ اﻟﺴﻠﻄﻮﻳﺔ ﺑﺼﻮرة ﻣﺘﺴﺎرﻋﺔ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﻤﺮء إدراك ﻣﻐﺰاﻫﺎ واﻷﺳﺒﺎب اﻟﻤﺴﺘﺘﺮة ﺧﻠﻔﻬﺎ إﻻ ﺑﻌﺪ وﻗﻮع اﻟﻔﺄس ﺑﺎﻟﺮأس.
ﻣﻌﻈﻢ ﻫﺬه اﻟﺘﻨﺎﻗﻀﺎت ﺗﺤﺪث ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﺪول اﻟﻜﺒﺮى اﻟـﺘـﻲ ﺗـﺘـﺸـﺪق ﻋـﺒـﺮ وﺳــﺎﺋــﻞ إﻋـﻼﻣـﻬـﺎ ﺑـﺎﻟـﺪﻳـﻤـﻘـﺮاﻃـﻴـﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﻮد أﻧﻈﻤﺘﻬﺎ.
ﻣـﻨـﺬ أﻳـــﺎم ﻧـﺸـﺮت ﺻﺤﻴﻔﺔ laprees اﻟـﻔـﺮﻧـﺴـﻴـﺔ ﺻــﻮرة ﻛﺎرﻳﻜﺎﺗﻮرﻳﺔ ﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﻮزراء اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻤﺎ ﻳﺤﺪث ﻓـــﻲ ﻏــــﺰة، وﺳـــﺮﻋـــﺎن ﻣـــﺎ ﺗـــﻢ ﺳـﺤـﺒـﻬـﺎ ﺑــﻌــﺪ ﺿــﻐــﻂ اﻟـﻠـﻮﺑـﻲ اﻟﻤﺪاﻓﻊ ﻋﻦ اﻟﻜﻴﺎن اﻟﻤﺤﺘﻞ، وﻟﻜﻦ ﻣﻊ ذﻟﻚ ﺗﻢ ﺗﺪاوﻟﻬﺎ ﻣـــﻦ ﻗــﺒــﻞ ﻣــﺴــﺘــﺨــﺪﻣــﻲ ﺷــﺒــﻜــﺎت اﻟـــﺘـــﻮاﺻـــﻞ اﻻﺟــﺘــﻤــﺎﻋــﻲ، ﻓــﺎﻧــﺘــﺸــﺮت ﺑــﺴــﺮﻋــﺔ ﻓــﺎﺋــﻘــﺔ واﻧــﻜــﺸــﻔــﺖ اﻟــﻘــﻮى اﻟـﺴـﻴـﺎﺳـﻴـﺔ ﺧﻠﻔﻬﺎ، ﻫﺬا اﻹﺟﺮاء ﻳﻌﻮد ﺑﻨﺎ ﻟﺘﻌﻠﻴﻖ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻋــﻠــﻰ ﺣـــﺎدﺛـــﺔ اﻟـــﺮﺳـــﻮم اﻟـﻤـﺴـﻴـﺌـﺔ ﻟــﻠــﺮﺳــﻮل اﻷﻋـــﻈـــﻢ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ اﻟﺘﻲ أﺛــﺎرت ﻣﻮﺟﺔ ﻏﻀﺐ ﻋﺎرﻣﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻲ ُﻣﺨﺘﻠﻒ أﻧﺤﺎء اﻟﻌﺎﻟﻢ، وﺑﱠﺮرﺗﻬﺎ اﻟــﺤــﻜــﻮﻣــﺔ اﻟـﻔـﺮﻧـﺴـﻴـﺔ وﻗــﺘــﻬــﺎ ﺑــﺄﻧــﻬــﺎ ﺣــﺮﻳــﺔ ﺗـﻌـﺒـﻴـﺮ، ﺑﻴﻨﻤﺎ اﻟﺒﺮﻟﻤﺎن اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻳﺒﺤﺚ ﺧﻠﻒ ﺗﺪاول ﺻﻮر اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﻦ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻟﺘﺠﺮﻳﻤﻬﺎ
وﻣﻦ اﻟﺘﻨﺎﻗﻀﺎت ﻛﺬﻟﻚ ﺗﺼﺮﻳﺤﺎت اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻷﻣﺮﻳﻜﻲ اﻟﺴﺎﺑﻖ دوﻧﺎﻟﺪ ﺗﺮاﻣﺐ اﻟﺘﻲ ﺗﻢ ﺗﺪاوﻟﻬﺎ ﻣﺆﺧﺮا ﻓﻲ ﺧﻄﺎﺑﻪ اﻟﻤﻮﺟﻪ ﻟﻨﺎﺧﺒﻴﻪ، ﺑﺄﻧﻪ ﻓﻲ ﻋﻬﺪ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﺘﻲ ﺳﺒﻘﺘﻪ ﺗﻢ ﺗـﻜـﻮﻳـﻦ ﻣـﺠـﻤـﻮﻋـﺎت إﺳـﻼﻣـﻴـﺔ ﻓــﻲ ﺑـﻌـﺾ اﻟـــﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ وأﻃــﻠــﻖ ﻋـﻠـﻴـﻬـﺎ ﻣــﻦ ﻗـﺒـﻠـﻬـﻢ ﺻـﻔـﺔ اﻹرﻫــــﺎب ﻟـﻴـﺘـﺴـﻨـﻰ ﻟﻬﻢ اﻟﺘﻐﻠﻐﻞ ﻣـﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻓـﻲ ﻫــﺬه اﻟـــﺪول ﺑﺤﺠﺔ ﻣﺤﺎرﺑﺘﻬﺎ، ﺑﻴﻨﻤﺎ اﻟـﻬـﺪف اﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻫـﻮ اﺳﺘﻐﻼل ﺧـﻴـﺮات ﻫـﺬه اﻟﺒﻼد ﻣﻦ ﻣﻮارد ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﻨﻔﻂ واﻟﻐﺎز.
اﻷﻣﺜﻠﺔ ﻓﻲ واﻗﻌﻨﺎ اﻟﻤﻌﺎﺻﺮ ﻛﺜﻴﺮة وﻟﻜﻦ ﺗﺒﻘﻰ اﻟﻬﻴﻤﻨﺔ واﻟﺴﻴﻄﺮة ﻟﻠﻄﺮف اﻷﻗــﻮى ﻳﺤﺮﻛﻬﺎ وﻓـًﻘـﺎ ﻟﻤﺼﺎﻟﺤﻪ أﻳًـﺎ ﻛـﺎﻧـﺖ اﻟـﻨـﺘـﺎﺋـﺞ، واﻷﺿــــﺮار اﻟـﻨـﺎﺟـﻤـﺔ ﻋـﻨـﻬـﺎ ﻣــﻦ اﻧـﺘـﻬـﺎﻛـﺎت ﺻﺎرﺧﺔ ﻟﺤﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن، اﻟﺬي ﻛﺎن ﻳﻨﺎدي ﺑﺤﻔﻆ ﺣﻘﻮﻗﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻬﻢ ﻓﻲ ﻛﻞ وﻗﺖ وﺣﻴﻦ.
أﻣـــﺎ آن ﻟـــﻠـــﺪول اﻟـﻤـﺴـﺘـﻀـﻌـﻔـﺔ واﻟــﻤــﻨــﺘــﻬــﻚ ﺣــﻘــﻮﻗــﻬــﺎ أن ﺗﺴﺘﻮﻋﺐ اﻟــﺪروس ﺑﻌﺪ أن ﺗﻜﺸﻔﺖ اﻷﻣــﻮر وﺗﻜﺮر وﻗﻮع اﻟــﻔــﺄس ﺑـــﺎﻟـــﺮأس، ﺑـــﺄن ﻳــﻮﺣــﺪوا ﺻـﻔـﻮﻓـﻬـﻢ وﻳـﻌـﻤـﻠـﻮا وﻓـﻖ اﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺎت ذات ﻧﺘﺎﺋﺞ واﻗـﻌـﻴـﺔ ﻣـﺤـﺪدة ﺗﺠﻌﻞ ﻣﻨﻬﻢ دوﻻ ﻗـــﻮﻳـــﺔ ﻟــﻴــﺲ ﻣـــﻦ اﻟــﺴــﻬــﻮﻟــﺔ اﺧــﺘــﺮاﻗــﻬــﺎ أو اﻟــﺘــﻼﻋــﺐ ﺑﻤﺼﺎ ﻟﺤﻬﺎ .
Falobaidly@hotmail.com