العــــالـــم مطـــالـــب بــــدعــــم الســــودان

فــي ظــل الــظــروف االستثنائية الـتـي يعيُشها الـشـعـب الـسـودانـي الـشـقـيـق، نتيجة الــحــرب الـتـي شـردتـهـم وجـلـبـت الــمــوت والــدمــار للسودان الحبيب، وقفت دولــة قطر إلـى جانب األشـقـاء، ودعتهم -منذ اليوم األول لتفجر األوضاع األمنية- إلى الجنوح لصوت العقل والحكومة واالنخراط في عملية سياسية تفضي لحل شامل يوطن األمن واالستقرار في ربوع السودان، وقد دعمت قطر كافة الجهود اإلقليمية والـدولـيـة إلنـهـاء الــصــراع والـتـوصـل لحل سياسي شامل ُيرضي جميع األطـــراف الُمتحاربة، وفـي الشأن السوداني، أوضح المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية أن قطر كانت -منذ اليوم األولمـن الداعمين لمنصة «منبر جـــدة»، وتـدعـم مخرجاتها وجهود السعودية في هذا الشأن، وهي مستمرة في موقفها الداعم لعودة المباحثات عبر هذا المنبر، مؤكدا أن الوضع اإلنساني في السودان وصل لمرحلة خطيرة، ومن أجل ذلك كثفت دولة قطر جهودها اإلنسانية مؤخرا من أجل تجنب حدوث كارثة إنسانية تفاقم من معاناة األشقاء، حيث وصلت خالل أسبوع 3 طائرات قطرية تحمل المساعدات اإلنسانية ليصل إجمالي عدد الطائرات إلى 16 طائرة حملت جميعها 1966 طنا من المساعدات اإلغاثية العاجلة.

طالبت دولة قطر المجتمع الدولي بااللتفات للقضية السودانية، وأال يهملها في سياق تعدد المآسي إقليمًيا ودولًيا، ففي الوقت الذي تناسى العالم المأساة اإلنسانية لماليين السودانيين جراء الظروف األمــنــيــة الـصـعـبـة، ونــحــن فــي منتصف شـهـر رمــضــان الــمــبــارك، جـاءت قطر لتضع العالم أمـام مسؤولياته تجاه الشعب السوداني الذي ينتظر موقًفا دولًيا حازًما ُيوقف القتال، وُيكثف من تقديم المعونات اإلغاثية العاجلة، وفي هذا الصدد أوفدت قطر قبل أيام سعادة وزير الدولة للتعاون الدولي بوزارة الخارجية للسودان حيث تسعى قطر لتذكير العالم بضرورة الوقوف على طبيعة األوضاع اإلنسانية على األرض في السودان، خاصة مع تراجع العديد من المانحين عـن وعــودهــم الـتـي قطعوها الـعـام الـمـاضـي بجمع 1.5 مليار دوالر خــالل مؤتمر المانحين حيث أوفــت قطر بتعهدها بمبلغ 50 مليون دوالر وذلك انطالقا من مسؤولية قطر األخوية، وواجبها األخالقي واإلنساني تجاه األشقاء، فالسودان الشقيق عانى على مدى عقود، من الحروب واالضطرابات والمشاكل السياسية والعقوبات التي خنقته ودمرت اقتصاده وجعلته تحت وطأة عقاب جماعي أّثَــر على شعبه وتسبب له بـأزمـات كبيرة، وعلينا جميًعا الوقوف إلى جانب هذا الشعب الشقيق للخروج من محنته.