ﺣـــﺎﻟـــﺔ إﻧﻜـــﺎر

اﻟﺼﻮرة: ﺳﻴﺪة ﺗﺮﺗﺪي ﻟﺒﺎس اﻟﺼﻼة.. أﻗﺪام ﺣﺎﻓﻴﺔ.. ﻳﺪ ﻓﻮق رأﺳﻬﺎ و أﺧﺮى ﺗﻤﺴﻚ ﺑﻬﺎ ﻃﻔﻼ ﻟﻢ ﻳﺘﺠﺎوز اﻟﺴﺎدﺳﺔ.. ﻋﻴﻨﺎن ﻣﻤﻠﻮءﺗﺎن ﺑﺤﺰن ﻣﻤﺰوج ﺑﻔﺰع.. وﻫﺎﻻت ﺳﻮداء ﺗﺤﻔﺮ ﺟﺤﺮﻳﻦ ﻏﺎﺋﺮﻳﻦ ﻓﻲ وﺟﻪ ﻳﺒﺪو ﻛﺄﻧﻪ اﻧﺘﺸﻞ ﻟﻠﺘﻮ ﻣﻦ ﺗﺤﺖ اﻷﻧﻘﺎض.. اﻟﺼﻮت: ﺣﺴﺒﻲ اﷲ و ﻧﻌﻢ اﻟﻮﻛﻴﻞ ﻓﻲ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﻴﻦ.. ﺣﺴﺒﻲ اﷲ و ﻧﻌﻢ اﻟﻮﻛﻴﻞ ﻓﻲ ﻛﻞ دوﻟـﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺎدرة أن ﺗﺴﺎﻋﺪ وﻣﺎ ﺳﺎﻋﺪﺗﻨﺎ ﺑﺈﺷﻲ )ﺑﺸﻲء(... ﺻﺎر ﻟﻨﺎ ﺛﻼﺛﺔ أﻳﺎم ﻣﺎ أﻛﻠﻨﺎ، ﻋﻴﺎﻟﻨﺎ اﻟﻠﻲ ﻣﺎ ﻣﺎﺗﻮا ﻣﻦ اﻟﻘﺼﻒ ﺑﻴﻤﻮﺗﻮا ﻣﻦ اﻟﺠﻮع ﻛﻞ ﻳﻮم.. ﺧﻠﻔﻴﺔ اﻟﺼﻮرة: رﺟﻞ ﻫﺰﻳﻞ ﺑﻤﻼﺑﺲ رﺑﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻣﻼﺑﺲ ﻧﻮم، ﻳﺠﻠﺲ اﻟﻘﺮﻓﺼﺎء ﻓﻮق ﻛﻮﻣﺔ ﻣﻦ اﻟﺮﻛﺎم..

ﻟﺤﻴﺔ ﺛﺎﺋﺮُة اﻟﱠﺸﻌﺮ ﻏﺰاﻫﺎ اﻟﺸﻴﺐ ﺗﺒﺪو ﻛﺄﻧﻬﺎ ﺟﺰء ﻣﻦ اﻟﺪﻣﺎر اﻟﺬي ﻳﻈﻬﺮ ﻓﻲ اﻟﺼﻮرة..

ﺳﻴﻘﺎن ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺑـﺄﻗـﺪام ﺣﺎﻓﻴﺔ ﺗﺘﺪﻟﻰ وﻗﺪ أﺧﺬت ﻧﻔﺲ ﻟﻮن اﻟﻐﺒﺎر..

ﻳﻨﻈﺮ اﻟــﺮﺟــﻞ ﻧـﺤـﻮ اﻟـﺴـﻤـﺎء وﻛـــﺄن ﻻ ﺷـﻲء ﻳــﺪور ﺣﻮﻟﻪ، ﻳﺤﺮك ﺑﻴﻦ اﻟﺤﻴﻦ واﻵﺧــﺮ ﻳﺪه ﻛﺄن ﺛَّﻤﺔ ﺣـﻮار ﻳـﺪور ﺑﻴﻨﻪ وﺑﻴﻦ ﻣﻦ ﻫﻢ ﻓﻲ اﻟــﺴــﻤــﺎء.. ذﺑـــﺎب ﻛﺜﻴﻒ ﻳـﺤـﻮم ﺣــﻮﻟــﻪ، ﻟﻜﻨﻪ ﻻ ﻳﺸﻮش ﻋﻠﻰ »ﻫﺪوء« اﻟﺮﺟﻞ اﻟﺬي ﻳﺒﺪو ﻏﺎرﻗﺎ ﻓﻲ أﻓﻜﺎره وﻛﺄﻧﻪ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻣﻦ ﻓﻴﻠﻢ ﺳﻴﻨﻤﺎﺋﻲ ﺳﺮﻳﺎﻟﻲ.

ﻣﺮت أﻣﺎﻣﻲ ﻫﺬه اﻟﻠﻘﻄﺔ ﻣﻨﺬ أﻳﺎم، و ﻛﺎن ﻣـﻦ اﻟــﻮاﺿــﺢ أن اﻟـــﺬي ﺻـﻮرﻫـﺎ ﻛــﺎن ﻳـﺮﻳـﺪ أن ﻳﻨﻘﻞ ﻣﻌﺎﻧﺎة ﻫﺬه اﻷم اﻟﺘﻲ ﺗﺼﺮخ ﺑﺴﺒﺐ اﻟﻔﻘﺪ و اﻟﺠﻮع، ﻟﻜﻦ أﻛﺜﺮ ﻣﺎ أﺛـﺎر اﻧﺘﺒﺎﻫﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﻫﻮ اﻟﺮﺟﻞ اﻟﺘﺎﺋﻪ ﺧﻠﻔﻬﺎ، ﻣﺎﻫﻲ ﻗﺼﺘﻪ؟ ﻣﺎذا ﻳﺠﻮل ﺑﻔﻜﺮه؟ ﻛﻴﻒ اﺳﺘﻘﺮ ﻓﻮق اﻟﺮﻛﺎم؟ أﻳﻦ أﻫﻠﻪ؟ ﻣـﻦ ﻓـﻘـﺪ ﻓـﻲ ﻫــﺬه اﻟــﺤــﺮب؟ ﻣﺘﻰ ﻛـﺎﻧـﺖ آﺧﺮ ﻣﺮة ﺗﻨﺎول ﻓﻴﻬﺎ وﺟﺒﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ؟ ﻣﺎ اﺳﻤﻪ؟

ﻻ ﺷﻚ أﻧﻪ وﺳﻂ اﻟﻜﻢ اﻟﻬﺎﺋﻞ ﻣﻦ اﻟﺼﻮر اﻟﺘﻲ ﺗﺼﻠﻨﺎ ﻣﻦ ﺣﺮب ﻏﺰة ﻋﻠﻰ ﻣﺪار اﻟﺴﺎﻋﺔ، ﻣﻦ اﻟﺼﻌﺐ أن ﻧﺘﻮﻗﻒ أﻣـﺎم ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﻛﻞ ﺻﻮرة، ﻟﻜﻦ ﻣﺎذا ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬه اﻟﺼﻮر ﺗﺤﻤﻞ ﺣﻴﻮات ﻛﺎﻣﻠﺔ وﻗﺼﺼﺎ أﻗـﻞ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻧﻘﺪﻣﻪ ﻟﻬﺎ ﻫﻮ أن ﻧﺴﻤﻌﻬﺎ.

ﻫﺬا اﻟﺮﺟﻞ ﻓﻲ ﺧﻠﻔﻴﺔ اﻟﺼﻮرة ﻟﻴﺲ ﻣﺠﺮد ﻇﻞ، واﻟﺴﻴﺪة اﻟﻬﺎرﺑﺔ ﻣﻦ اﻟﺪﻣﺎر ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺠﺮد »ﻧـــﺎزﺣـــﺔ«، ﻓــﺎﻟــﻨــﺎس ﻓــﻲ ﻏـــﺰة ﻟـﻴـﺴـﻮا ﻣﺠﺮد أرﻗﺎم، و ﻟﻴﺴﻮا إﻣﺎ ﻧﺎزﺣﻴﻦ أو ﺷﻬﺪاء. ﻣﻦ ﻣﻨﺎ ﺗﻮﻗﻒ أﻣﺎم ﺻﻮر ﺿﺤﺎﻳﺎ اﻟﻌﺪوان اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ ﻋــﻠــﻰ ﻏــــﺰة ﻋــﻠــﻰ ﺷـــﺎﺷـــﺔ اﻟــﺘــﻠــﻔــﺰﻳــﻮن أو ﻋﻠﻰ ﻫﺎﺗﻔﻪ، وﺣﺎول أن ﻳﻀﻊ ﻧﻔﺴﻪ وأﻓـﺮاد ﻋﺎﺋﻠﺘﻪ ﻣﻜﺎﻧﻬﻢ؟ ﻓﻘﻂ ﺑـﻬـﺬه اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣـﻦ اﻟﻤﻤﻜﻦ أن ﻧﺴﺘﺸﻌﺮ ﻣﺪى آﻻم اﻟﻨﺎس وﻣﺪى ﻗﺴﻮة ﻣﺎ ﻳﻌﻴﺸﻮﻧﻪ، ﻓﻔﻲ ﻛﻞ ﻟﻘﻄﺔ ﻣﻦ ﻋﺸﺮات اﻵﻻف ﻣﻦ اﻟﻠﻘﻄﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺄﺗﻴﻨﺎ ﻳﻮﻣﻴﺎ ﻣﻦ وﺳﻂ رﻛﺎم ﻏﺰة، ﻟﻘﻄﺔ واﺣـﺪة، ﻟﻮ ﺣﻠﻠﺘﻬﺎ ﻟﻮﺟﺪت ﻛﻤﻴﺔ ﻣﺮﻋﺒﺔ ﻣﻦ اﻟﺨﻮف، و اﻟﺒﺆس و اﻟﺤﺰن و اﻟﻬﻠﻊ و اﻟﺴﺨﻂ و اﻟﺠﻮع و اﻟﻌﻄﺶ واﻟﻐﻀﺐ.. ﻟﻜﻦ ﻣـﻦ ﻟﺪﻳﻪ اﻟـﻮﻗـﺖ ﻟﻴﺘﻤﻌﻦ ﻓـﻲ اﻟـﺼـﻮر؟ وﺣﺘﻰ وإن ﺗﻮﻓﺮ اﻟﻮﻗﺖ رﺑﻤﺎ ﺻﺎر ﻣﻌﻈﻤﻨﺎ ﻳﻐﻤﺾ ﻋﻴﻨﻪ أو ﻳﺸﻴﺢ ﺑﻮﺟﻬﻪ ﻋﻨﻬﺎ.

ﺑﺤﻜﻢ ﻋﻤﻠﻲ ﻓﻲ ﻏﺮﻓﺔ أﺧﺒﺎر ﻟﻘﻨﺎة إﺧﺒﺎرﻳﺔ، ﺗﺘﻤﺤﻮر ﻛﻞ اﻟﺘﻐﻄﻴﺔ ﺣﻮل اﻟﺼﻮرة. اﻟﺨﺒﺮ ﻣﻬﻢ ﻃﺒﻌﺎ، ﻟﻜﻦ اﻟـﺼـﻮرة ﻫﻲ اﻟﺮﻛﻴﺰة واﻷﺳــﺎس، وإنً ﻟﻢ ﺗﺘﻮﻓﺮ اﻧﺘﻬﻰ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻧﻲ ﻟﻴﺘﺤﻮل إﻟـﻰ ﻋﻤﻞ إذاﻋــﻲ أو ﻣﻘﺎل ﻓﻲ ﺟﺮﻳﺪة. ورﺑﻤﺎ ﺳﺎﻋﺪ ﻇﻬﻮر »ﻛﺘﻴﺒﺔ« ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻣﻦ »اﻟﻨﺎﺷﻄﻴﻦ اﻟﺼﺤﻔﻴﻴﻦ« ﻓــﻲ ﻫــﺬه اﻟﻨﺴﺨﺔ ﻣــﻦ اﻟﺤﺮب ﻋﻠﻰ ﻗﻄﺎع ﻏﺰة ﻋﻠﻰ إﻓﺸﺎل ﻣﺨﻄﻂ إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻟـﺘـﺤـﻮﻳـﻞ ﻏـــﺰة إﻟـــﻰ ﻧـﻘـﻄـﺔ ﻣﻈﻠﻤﺔ ﺑـﻌـﺪ ﻗﻄﻊ اﻻﺗﺼﺎﻻت و اﻟﻜﻬﺮﺑﺎء ﻋﻠﻰ أﺟـﺰاء ﻛﺒﻴﺮة ﻣﻦ اﻟــﻘـﻄــﺎع، ﻟﺘﺮﺗﻜﺐ ﻣــﺠـﺎزرﻫــﺎ دون ﺗﺸﻮﻳﺶ، ﻓﻠﻢ ﺗﻨﻘﻄﻊ اﻟـﺼـﻮر ﻣﻨﺬ اﻟـﻴـﻮم اﻷول ﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺴﺎﺑﻊ ﻣﻦ أﻛﺘﻮﺑﺮ وإﻟـﻰ اﻟﻴﻮم، وﻇﻠﺖ ﻏﺮف اﻷﺧﺒﺎر وﺻﻔﺤﺎت اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺗﻨﻘﻞ اﻟﺼﻮر ﻛﻤﺎ ﺗﺼﻠﻬﺎ، ﺣﺘﻰ وإن ﻛﺎن ﻻ ﺗﻌﻜﺲ ﻓﻲ أﺣـﻴـﺎن ﻛﺜﻴﺮة إﻻ ﺟﺎﻧﺒﺎ ﺻﻐﻴﺮة ﻣـﻦ وﺣﺸﻴﺔ اﻟﺠﻴﺶ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ و ﻣﺠﺎزره ﻓﻲ ﺣﻖ اﻷﻃﻔﺎل واﻟﻨﺴﺎء.

ﻟﻜﻦ ﻣﺎ اﻟﺬي ﺣﺼﻞ ﻣﻨﺬ ذﻟﻚ اﻟﻴﻮم؟ وﻛﻴﻒ ﺗﺤﻮﻟﻨﺎ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻫﺪﻳﻦ ﻣﺘﻔﺎﻋﻠﻴﻦ ﻣﻊ ﻣﺎ ﻳﺼﻠﻨﺎ ﻣــﻦ ﺻـــﻮر، إﻟـــﻰ ﻣـﺸـﺎﻫـﺪﻳـﻦ »ُﻣـَﻄـﺒﱢـﻌـﻴـﻦ« ﻣﻊ اﻟﻘﺼﻒ و اﻟﻤﻮت واﻟﺘﻌﺬﻳﺐ و اﻟﻨﺰوح و اﻟﻤﻮت أﻣـــﺎم اﻟـﻜـﺎﻣـﻴـﺮات، وﻛـــﺄن اﻟﻤﺸﻬﺪ -ﻟﻔﺮط ﻣﺎ اﻟﻤﺎﺿﻴﺔ- أﺻﺒﺢ ﻳﺘﻜﺮر ﻋﻠﻰ ﻣﺪار اﻟﺴﺘﺔ أﺷﻬﺮ أﺻﺒﺢ ﻣﺄﻟﻮﻓﺎ ﻳﻤﻜﻦ اﺳﺘﻬﻼﻛﻪ ﻓﻲ ﺻﻤﺖ ﻗﺪ ﻳﺼﺒﺢ ﻣـﻊ اﻟـﻮﻗـﺖ أﺷﺒﻪ ﺑﺼﻤﺖ اﻟـﻮاﻗـﻒ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻴﺎد، ﻟﻜﻦ ﺗﺬّﻛﺮ وأﻧـﺖ ﺗﻔﻌﻞ ذﻟﻚ أن أﺳﻮأ ﻣﻜﺎن ﻓﻲ ﺟﻬﻨﻢ ﻣﺤﺠﻮز ﻟﻬﺆﻻء اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺒﻘﻮن ﻋـﻠـﻰ اﻟـﺤـﻴـﺎد ﻓــﻲ أوﻗــــﺎت اﻟـﻤـﻌـﺎرك اﻟﺤﻴﺎدﻳﺔ اﻟﻜﺒﺮى.

ﻗﺒﻞ أﻳﺎم ﺑﺜﺖ ﻗﻨﺎة اﻟﺠﺰﻳﺮة ﺻﻮرا ﺧﺎﺻﺔ، ﺗُـﻈـﻬـﺮ ﻃــﺎﺋــﺮة ُﻣــَﺴــّﻴــﺮة إﺳـﺮاﺋـﻴـﻠـﻴـﺔ ﺗﺴﺘﻬﺪف أرﺑــﻌــﺔ ﻣـﺪﻧـﻴـﻴـﻦ ﻏـﻴـﺮ ﻣﺴﻠﺤﻴﻦ ﻓــﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺧـﺎﻟـﻴـﺔ ﻓــﻲ ﻏـــﺰة، وﻛـــﺎﻧـــﻮا ﻳــﺒــﺪو ﻣــﻦ ﻫﻴﺌﺘﻬﻢ وﻣﺸﻴﺘﻬﻢ وﺗﻔﺎﺻﻴﻠﻬﻢ أﻧﻬﻢ ﻟﻴﺴﻮا ﻣﻘﺎﺗﻠﻴﻦ. ﺗـﺤـﻮﻟـﺖ ﺟـﺜـﺚ ﺛــﻼﺛــﺔ ﻣـﻨـﻬـﻢ ﻋـﻠـﻰ اﻟــﻔــﻮر ﺑﻌﺪ اﺳـﺘـﻬـﺪاﻓـﻬـﻢ إﻟـــﻰ أﺷـــﻼء ﻣـﺘـﻨـﺎﺛـﺮة، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻧﺠﺎ اﻟـــﺮاﺑـــﻊ واﺑـﺘـﻌـﺪ ﻟﺒﻀﻊ أﻣــﺘــﺎر ﺑـﻌـﺪ أن رأى ﻣﺎ ﺣﺼﻞ ﻟﺮﻓﺎﻗﻪ، ﺛﻮان ﻣﻌﺪودات وﺗﻌﻮد اﻟ ُﻤ َﺴﻴﺮة ﻻﺳﺘﻬﺪاﻓﻪ، ﻟﻴﺘﺤﻮل ﻫﻮ اﻵﺧـﺮ إﻟـﻰ ﻏﺒﺎر ﻓﻲ اﻟﻬﻮاء ﻓﻲ رﻣﺸﺔ ﻋﻴﻦ.

ﻛــﺎﻧــﺖ ﺻـــﻮرة ﻗـﺎﺳـﻴـﺔ وﺻـــﺎدﻣـــﺔ، ﻛـــﺎن ﻣﻦ اﻟﻤﻤﻜﻦ أن ﺗﺘﺴﺒﺐ ﻓــﻲ ﺛــــﻮرات واﻧـﺘـﻔـﺎﺿـﺎت ﺷﻌﺒﻴﺔ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﺣﺼﻠﺖ ﻓﻲ ﻧﻄﺎق ﺟﻐﺮاﻓﻲ آﺧــــﺮ، ﻓـﻬـﻞ ﺻــﺮﻧــﺎ ﻟــﻬــﺬه اﻟـــﺪرﺟـــﺔ ﻻ ﻧﻜﺘﺮث ﻟـﻤـﻮت اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ؟ أم أن اﻹﺳـﺮاﺋـﻴـﻠـﻲ اﻟـﺬي ﻛﺎن ﻳﺮاﻫﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﻮت ﺿﻤﺎﺋﺮﻧﺎ ﻗﺪ ﻧﺠﺢ ﻓﻲ اﻟﺮﻫﺎن، وﺻﺎر ﻳﻌﺮف أن ﻃﻮل ﻣﺪة اﻟﺤﺮب ﺳﻴﻘﺘُﻞ اﻹﺣــﺴــﺎس ﻓﻴﻨﺎ، وﻳﺠﻌﻠﻨﺎ ﻧـﺪﺧـﻞ ﻓﻲ »ﺣﺎﻟﺔ إﻧﻜﺎر«.