اﻟــﻨــﺒــﻲ ﻛــــﺎن أﺟـــــﻮد ﻣـــﺎ ﻳـــﻜـــﻮن ﺑــﺎﻟــﺨــﻴــﺮ ﻓـــﻲ ﺷــﻬــﺮ رﻣـــﻀـــﺎن اﻟــﻤــﺒــﺎرك
ﺧﻴﺮ ﻓﻲ ﻗﻄﺮ، وﻫـﺬه ﻓﺮﺻﺔ ﻟﺸﻜﺮ ﻧﻌﻢ اﷲ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺣﺘﻰ ﻳﺤﺎﻓﻆ اﷲ ﻟﻨﺎ ﻋـﻠـﻰ ﺑــﻼدﻧــﺎ وﻋــﻠــﻰ ﺛــﺮواﺗــﻨــﺎ، وﺣﺘﻰ ﻳـﺒـﺎرك ﻟﻨﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ اﻟﺨﻴﺮ اﻟﺬﻳﻦ ﺑﻴﻦ أﻳﺪﻳﻨﺎ، ﻓﻌﻠﻴﻨﺎ أن ﻧﺘﺼﺪق، ﻓﻴﺎ إﺧﻮاﻧﻲ ﺗـــﺼـــﺪﻗـــﻮا، ﺗـــﺼـــﺪﻗـــﻮا إن أردﺗــــــﻢ أن ﻳﺼﺮف اﷲ ﻋﻨﺎ اﻟﻜﺮوب واﻟﺤﺮوب، ﺗـﺼـﺪﻗـﻮا إن أردﺗـــﻢ أن ﻳـﺼـﺮف اﷲ ﻋﻨﻜﻢ اﻷوﺑــﺌــﺔ واﻷﻣــــﺮاض، ﺗﺼﺪﻗﻮا إن أردﺗــــــﻢ أن ﻳـــﻀـــﺎﻋـــﻒ اﷲ ﻟﻜﻢ اﻷﺟﺮ وأن ﻳﺒﺎرك ﻟﻜﻢ ﻓﻲ أﻋﻤﺎرﻛﻢ وأﺑﻨﺎﺋﻜﻢ.
وﺷﺪَد ﻋﻠﻰ أن اﻟﺼﺪﻗﺔ َﻛﻨﺰ ﻋﻈﻴﻢ وﻣﻈﻬﺮ ﺟﻤﻴﻞ ﻣﻦ ﻣﻈﺎﻫﺮ اﻹﺳﻼم ﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﻧُﺤﺎﻓَﻆ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻛُﺴﻨﺔ ﻟﻨﺒﻴﻨﺎ وأن ﻧُﺤﻴﻴﻬﺎ داﺋـــًﻤـــﺎ ﺗـﺰﻛـﻴـﺔ ﻷﻧﻔﺴﻨﺎ وإﺣــــﻴــــﺎء ﻟــﺴــﻨــﺔ ﻧـﺒـﻴـﻨـﺎ ﻋــﻠــﻴــﻪ اﻟــﺼــﻼة واﻟـــﺴـــﻼم، ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻓــﻲ ﺷـﻬـﺮ اﻟﺨﻴﺮ واﻟﻔﻀﻞ ﺷﻬﺮ رﻣﻀﺎن اﻟﻤﺒﺎرك.
ودﻋــــﺎ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ إﻟـــﻰ ﺗﻤﺜﻞ ﻗـﻮل اﻟـــﻨـــﺒـــﻲ ﺻـــﻠـــﻰ اﷲ ﻋــﻠــﻴــﻪ وﺳــــﻠــــﻢ: » اﻟﻤﺴﻠﻢ أﺧـﻮ اﻟﻤﺴﻠﻢ، ﻻ ﻳﻈﻠﻤﻪ، وﻻ ﻳُﺴﻠﻤﻪ )ﻳﻌﻨﻲ: وﻻ ﻳﺨُﺬﻟﻪ( وَﻣﻦ ﻛﺎن ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ أﺧﻴﻪ ﻛﺎن اﷲ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺘﻪ، و َﻣﻦ ﻓ َّﺮج ﻋﻦ ُﻣﺴﻠ ٍﻢ ُﻛﺮﺑ ًﺔ ﻣﻦ ُﻛﺮب اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻧَّﻔﺲ اﷲ ﻋﻨﻪ ُﻛﺮﺑًﺔ ﻣﻦ ُﻛﺮب ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ، وَﻣﻦ ﺳﺘﺮ ُﻣﺴﻠًﻤﺎ ﺳﺘﺮه اﷲ ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ«.
ﻓـﻘـﻂ ﻓــﻲ داﺧـــﻞ ﻗـﻄـﺮ وإﻧــﻤــﺎ ﺧــﺎرج ﻗﻄﺮ ﻫﻢ ﺑﺤﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﺑﺬﻟﻨﺎ وﻋﻄﺎﺋﻨﺎ ﻣـــﻤـــﺎ أﻧـــﻌـــﻢ اﷲ ﺑــــﻪ ﻋــﻠــﻴــﻨــﺎ، ﻓـﻨـﺤـﻦ أﻣــﺔ واﺣـــﺪة »إﻧـﻤـﺎ ﻫــﺬه أﻣﺘﻜﻢ أﻣﺔ واﺣـــــﺪة«، ﻟـﺬﻟـﻚ ﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﻧﺘﻀﺎﻣﻦ ﻣـﻌـﺎ ﻷﻧـﻨـﺎ أﻣــﺔ واﺣــــﺪة وﺟـﺴـﺪ واﺣــﺪ »إذا اﺷﺘﻜﻰ ﻣﻨﻪ ﻋﻀﻮ ﺗﺪاﻋﻰ ﻟﻪ ﺳﺎﺋﺮ اﻟﺠﺴﺪ ﺑﺎﻟﺴﻬﺮ واﻟـﺤـﻤـﻰ«. ﻛﻤﺎ ﻗﺎل ﻧﺒﻴﻨﺎ اﻟﻜﺮﻳﻢ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم.
وأﺿـــﺎف: اﻟﺤﻤﺪ ﷲ اﻟﻨﺎس ﻟﺪﻳﻬﺎ اﻟﻌﻈﻴﻢ ﻣــﻦ اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗـﻌـﺎﻟـﻰ، وأﻧـــﻪ إن ﻟـﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ذﻟــﻚ ﻓــﺈن ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ أن ﻳﺘﺼﺪق.
وﻧــــــﺼــــــﺢ ﺑــــــــــﻤــــــــــﺆازرة إﺧـــــﻮاﻧـــــﻨـــــﺎ اﻟُﻤﺴﺘﻀﻌﻔﻴﻦ اﻟُﻤﺴﺘﻬﺪﻓﻴﻦ ﺑﺎﻟﻘﺼﻒ اﻟـــﺼـــﻬـــﻴـــﻮﻧـــﻲ ﻓــــﻲ ﻗـــﻄـــﺎع ﻏـــــﺰة ﻋـﺒـﺮ اﻟـــﺼـــﺪﻗـــﺔ اﻟـــﺘـــﻲ ﺗـــﻮﻓـــﺮ ﻟــﻬــﻢ اﻟــﻄــﻌــﺎم واﻟـــﻐـــﺬاء واﻟــﻐــﻄــﺎء واﻟــــــﺪواء ﻓـــﻲ ﻇﻞ اﻟﻈﺮوف اﻟﺼﻌﺒﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻌﻴﺸﻮﻧﻬﺎ.
وﻗـــﺎَل: ﻟﺪﻳﻨﺎ إﺧــﻮة ُﻣﺴﻠﻤﻮن ﻟﻴﺲ
وأﺷــﺎر إﻟﻰ أن ﻗﻮل اﺑﻦ ﻋﺒﺎس أن اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ ﻛﺎن أﺟﻮد اﻟﻨﺎس ﻣﻔﺎده اﻻﺣﺘﺮاز ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﻈﻦ ﻇـﺎن أﻧـﻪ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ ﻛﺎن ﺟـــﻮاًدا ﻓﻲ رﻣﻀﺎن ﻓﻘﻂ وإﻧﻤﺎ ﻛﺎن ﺟـــﻮادا ﻓـﻲ رﻣـﻀـﺎن وﻏـﻴـﺮ رﻣـﻀـﺎن، ﻷن اﻟــﺠــﻮد ﺻﻔﺔ ﻣــﻼزﻣــﺔ ﻟﺸﺨﺼﻪ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ، ﻏﻴﺮ أﻧﻪ ﻛﺎن أﺟﻮد ﻣﺎ ﻳﻜﻮن ﻓﻲ رﻣﻀﺎن.
وأﺷـــﺎر إﻟـﻰ أن اﻟﻔﻌﻞ ﻓﻲ رﻣﻀﺎن ﻣﻀﺎﻋﻒ، ﻓﺎﻟﺤﺴﻨﺔ ﺑﻌﺸﺮ أﻣﺜﺎﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻏﻴﺮ رﻣﻀﺎن، وﻟﻜﻦ ﻓﻲ رﻣﻀﺎن ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﺣﺪ ﻣﺤﺪود ﻟﻤﻀﺎﻋﻔﺔ اﻷﺟﺮ، وذﻟﻚ ﻟﻔﻀﻞ اﻟﺼﻴﺎم، ﻷن اﷲ ﺟﻌﻞ أﺟـﺮ اﻟﺼﻴﺎم إﻟﻴﻪ دون ﺗﺤﺪﻳﺪ ذﻟﻚ اﻷﺟﺮ، واﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺟﻮاد ﻛﺮﻳﻢ.
وﻧــــــــﻮه ﺑــــــﺄن اﻟـــﺼـــﺪﻗـــﺔ ﻓــــﻲ ﺷـﻬـﺮ رﻣــﻀــﺎن اﻟــﻤــﺒــﺎرك ﻋﻈﻴﻤﺔ وﺛـﻮاﺑـﻬـﺎ ﻛﺒﻴﺮ، ﻷن ﻫﻨﺎك ﻣـﻦ ﻟﺪﻳﻪ ﻣﺮﻳﺾ ﻳﺤﺘﺎج إﻟﻰ ﻋﻼﺟﻪ، وﻫﻨﺎك ﻣﻦ ﻟﺪﻳﻪ أزﻣـﺔ وﻳﺤﺘﺎج إﻟﻰ ﻓﻚ ﻫﺬه اﻷزﻣـﺔ، ﻟــﺬﻟــﻚ ﻓــﻔــﻲ اﻟــﺼــﺪﻗــﺔ ﺳـــﺮ ﻣـــﻦ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﺠﻴﺐ وﻋﻈﻴﻢ.
وذﻛــــــَﺮ أن ﺑــﻌــﺾ اﻟـــﻨـــﺎس أﺣــﻴــﺎﻧًــﺎ ﻣـﻦ اﻟﻤﺘﻌﻠﻤﻴﻦ ﻳﺼﻌﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﻔﻆ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﺴﺎﺋﻞ ﻓﻴﺘﺼﺪق ﻓﻴﺤﻔﻈﻬﺎ، وﻫﻨﺎك ﻣﻦ ﻟﻪ اﺑﻦ ﻣﺮﻳﺾ ﻣﻨﺬ ﻓﺘﺮة ﻓــﻲ اﻟُﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﻓـﻴـﺘـﺼـّﺪق ﻓُﻴﺸﻔﻰ، وﻫـﻨـﺎك ﻣـﻦ ﻳﺤﺪث ﻷﺑﻨﺎﺋﻪ ﺣــﻮادث ﺳﻴﺎرات ﺷﻨﻴﻌﺔ ﺗﺪل ﻋﻠﻰ ﻫﻼك ﻣﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﻴﻨﺠﻮ ﻷﻧـــﻪ ﺗــﺼــﺪق. وأﻛــــﺪ أن اﻟﺼﺪﻗﺔ ﺗﺤﺠﺐ اﻹﻧﺴﺎن وﺗﺪﻓﻊ ﻋﻨﻪ اﻟﺒﻼء وﻓﻲ اﻟﺤﺪﻳﺚ »داووا ﻣﺮﺿﺎﻛﻢ ﺑـﺎﻟـﺼـﺪﻗـﺔ«، وﻟــﺬﻟــﻚ ﻓﺎﻟﺼﺪﻗﺔ ﺳﺮ ﻣﻦ اﻷﺳﺮار اﻟﻌﻠﻴﺔ. وأﺷــــــﺎر إﻟـــﻰ ﻗـــﻮل اﷲ ﻋـــﺰ وﺟـــﻞ:
َِ »وأَﻧﻔﻘﻮا ﻣﻦ ﻣﺎ رزﻗﻨﺎﻛﻢ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ
ََ َُ َْ أَن ﻳﺄﺗﻲ أَﺣـﺪﻛـﻢ اﻟﻤﻮت ﻓﻴﻘﻮل رب
ٍَ ﱢَ ٍَََ ﻟﻮﻻ أَﺧﺮﺗﻨﻲ إﻟﻰ أَﺟﻞ ﻗﺮﻳﺐ ﻓﺄﺻﺪق ََ َُ ًََﱠ
ِٰ وأَﻛﻦ ﻣﻦ اﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ )٠١(«، ﻻﻓﺘﺎ إﻟﻰ أن اﻟﻤﻴﺖ اﺧـﺘـﺺ اﻟﺼﺪﻗﺔ ﻣـﻦ ﺑﻴﻦ اﻷﻋــﻤــﺎل اﻟﺼﺎﻟﺤﺔ ﻟﻔﻀﻞ اﻟﺼﺪﻗﺔ، ﻷن ﻧﻔﻌﻬﺎ ﻋﺎم وُﻣﺘﻌٍﺪ ﻳﺼﻞ إﻟﻰ اﻟﻐﻴﺮ وﻻ ﻳﻘﻒ ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺣﺒﻪ.
وﺷــــﺪَد ﻋﻠﻰ ﺿــــﺮورة أن ﻳُــﺸــﺎرَك اﻟــﻤــﺮء اﻟـﻤـﺴـﻠـﻢ إﺧـــﻮاﻧـــﻪ اﻟــﻄــﻌــﺎم ﻓﻲ رﻣـﻀـﺎن ﺳﻌﻴﺎ ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ اﻷﺟـﺮ