Al-Watan (Qatar)

استعراض مسيرة العميدة المؤسسة لكلية العلوم الإنسانية والاجتماعي­ة

-

يستضيف المنتدى، الحدث السنوي المميز في نورثويسترن قطر، نخبة القادة المؤثرين في العالم في حوار مع عميد الجامعة ورئيسها التنفيذي مروان الكريدي حيث يتناولون القضايا المستمرة والمسائل العالمية الملحة. بدأ الكريدي الحوار بسؤال المالكي عن مسيرتها الشخصية والفكرية نحو تخصصها في هذا المجال، وأجابته المالكي بقولها: «لقد كان بحثي الشخصي عن الهوية»، مشيرةً إلى ما ألهمها كامرأة عربية للعمل في الأوساط الأكاديمية. خلال سنوات دراستها الأولى، تعرضت المالكي لنظريات الهوية اللغوية، والهوية الثقافية، واللغة والقوة، والتمثيل والانتماء، وتابعت: «ثم تعرفتُ على عالم ما بعد الاستعمار، وحينها تأثرت بشكل كبير». وأوضحت المالكي أنها كانت بحاجة إلى خوض تجربة الدراسة المكثفة، وفهم النظريات والأطر المختلفة حول المجتمع لتدرك أن هناك إطارًا يمكنها أن تضعه بنفسها. ومن خلال نظرية ما بعد الاستعمار فقط توصلت إلى إدراك الذات وبدأت في فهم أزمة هويتها. وقالت: «كنت سعيدة جدًا لأن المرحلة التالية من حياتي ستكون ترسيخ المعرفة بالعمل». وتحدثت المالكي عن التحديات التي واجهتها في بداية حياتها المهنية في الأوساط الأكاديمية كامرأة قطرية. وروت قائلة: «لم يسمع أحد عن توظيف أعضاء هيئة تدريس قطريين. لقد شككوا في قدرتي على الدخول والمنافسة على المستوى الوطني».

وتمكنت المالكي من تحويل هذا الشك إلى أداة تمكين ومهدت الطريق إلى ما هي عليه اليوم، وأضافت: «أنا لست نادمة على تلك الفترة من حياتي.. لقد أثبتت لي أكثر من ]فترات أخرى في الحياة[ قدرتي على النجاح»، وقد قامت المالكي بالتدريس في جامعة كارنيجي ميلون في قطر، حيث شغلت منصبها، وعززت علاقات طويلة الأمد، وحصلت على تقدير لعملها. وعندما قامت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر بتقدير عملها، طالبت المالكي بإنشاء مركز في المدينة التعليمية يكون بمثابة وسيط بين المؤسسات الأكاديمية والسكان المحليين. كان الهدف هو نقل المعرفة وترجمتها إلى محتوى هادف وملائم للسياق المحلي. أسست السيدة المالكي وشغلت منصب المدير التنفيذي لمعهد الترجمة التحريرية والفورية كجزء من جامعة حمد بن خليفة، وهو المعهد الذي يلتزم بتطوير البحث في مختلف مجالات دراسات الترجمة وخدمة المجتمع من خلال توفير تعليم اللغات الأجنبية وتقديم خدمات ترجمة وترجمة فورية عالية الجودة. وبصفتها باحثة في دراسات المرأة، تقاطع المساران الشخصي والمهني للمالكي حيث تم تعيينها عميدةً لكلية العلوم الإنسانية والاجتماعي­ة بجامعة حمد بن خليفة في عام 2016 لإنشاء كلية لم تكن موجودة من قبل، وقالت المالكي: «هنا تتشابك قناعتك الشخصية مع حياتك المهنية». وبالعودة لتجاربها المهنية والشخصية، تحدثت المالكي، مؤلفة كتاب «المرأة العربية في الأخبار العربية: الصورة النمطية القديمة والإعلام الجديد»، كيف لم يتغير الكثير بالنسبة للنساء العاملات بنظر الإعلام والجمهور منذ أن نشرت كتابها قبل 10 سنوات، وقالت إن النتائج لا تزال ملائمة لأن الكتاب كان فريدًا من نوعه من حيث «إنتاج معرفة أصيلة وأصلية حول هذا الجزء من العالم». وأكدت المالكي على الحاجة إلى إشراك النساء في الحوار، وأخبرت الجمهور أن أكثر ما يُمكّن المعلمين لضمان شمول منظور النوع الاجتماعي في المجتمع هو الاستمرار في «تثقيفهم وتوعيتهم وإبراز الإمكانات المتوافرة أمامهم» واختتم الكريدي الحوار بقوله: «آمل أن نكون قد أبرزنا اليوم الاحتمالات التي يمكن أن تتجلى بمثل هذه النقاشات». ومن الجدير بالذكر أن منتدى العميد العالمي في جامعة نورثويسترن قطر هو عبارة عن سلسلة من المحاضرات التي تستضيف قادة بارزين من الأوساط الأكاديمية ووسائل الإعلام والفنون والشؤون العامة.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Qatar