مواءمة بيئة العمل للموظفين والعملاء
يحتفل العالم في شهر أكتوبر من كل عام بالشهر العالمي لمواءمة بيئة العمل Ergonomics() لتعزيز وخلق بيئة عمل مساندة وإيجاد طرق عمل دون المساس بسلامة وصحة الموظف، بالإضافة إلى منع وتقليل الاضطرابات العضلية الهيكلية بين الموظفين سعيا لتحسين الكفاءة والإنتاجية.
وتولي مؤسسة الرعاية الصحية الأولية أهمية كبرى لموائمة بيئة العمل واهمية ان تكون هذه البيئة موائمة للموظفين والعملاء الذين يتلقون خدماتهم من خلال 28 مركزا صحيا منتشرا في كافة ارجاء الدولة، ايمانا منها بان موائمة بيئة العمل تحفز الموظفين وتزيد من انتاجيتهم وتحسن من الأداء الوظيفي وجودة الخدمات التي يتم تقديمها للمراجعين. وفي هذا الصدد، تقول الدكتورة مريم عبد الله المسلماني، مدير إدارة الصحة والسلامة المهنية في مؤسسة الرعاية الصحية الأولية: إن شهر أكتوبر بأكمله مخصص لهذه المناسبة، وتؤمن المؤسسة بشدة بأن الوقاية خير من العلاج، وفي هذه المناسبة قمنا بداية بإرسال رسائل توعية لتشجيع الجميع على ممارسة مبادئ ونظم بيئة العمل الجيدة في مكان العمل، والتي تتمثل في القيام ببعض تمارين الإطالة على مدار اليوم خاصة لتلك العضلات التي يتم استخدامها بشكل مفرط أثناء العمل، وتجنب اتخاذ وضعية واحدة لأوقات طويلة مثل الجلوس المستمر، والعمل في أوضاع محايدة، وترتيب تصميم مكان العمل وغير ذلك من الأمور التي تدخل التغيير على الموظف وتكسر الروتين اليومي والجلوس لفترات طويلة على كراسي المكاتب أو أمام شاشات الحاسوب. ودائما ما تشارك المؤسسة ممثلة في إدارة الصحة والسلامة المهنية مع باقي المراكز الصحية في الاحتفال بهذه المناسبة من خلال القيام ببعض التمارين الصحية الخفيفة والمفيدة، والتوعية بأهمية التغذية الجيدة، وتوفير بعض الأدوات والهدايا الداعمة.
وأضافت الدكتورة مريم المسلماني: تنجم الاضطرابات العضلية الهيكلية المرتبطة بالعمل عن عوامل الخطر الموجودة في مكان العمل، ويعاني الموظفين الذين يقضون ساعات طويلة في العمل على جهاز الحاسوب بشكل دائم من هذه الاضطرابات جرّاء تحريك الذراعين واليدين بشكل متكرر عند الانحناء والاستقامة والقبض والإمساك ومد الذراع واليد لجلب شيء. ويمكن تقسيم الاضطرابات العضلية الهيكلية بشكل عام إلى أمراض المفاصل، والإعاقات الجسمية، واضطرابات العمود الفقري، والحالات المرضية الناجمة عن التعرض للصدمة وفقاً لمنظمة الصحة العالمية. ويندرج ضمن فئة الأمراض العضلية والهيكلية أكثر من 150 مرضاً ومتلازمة، منها التهاب المفاصل، وهشاشة العظام، وآلام الظهر المزمنة، وهي أمراض متفاقمة يصحبها ألم وتؤثر على حركة الجهاز العضلي الهيكلي )أي العضلات، والأوتار، والأربطة، والأعصاب، والفقرات، والأوعية الدموية، وغيرها(. وتشكل الاضطرابات العضلية الهيكلية عبئاً كبيراً على الافراد، والأنظمة الصحية، وأنظمة الرعاية الاجتماعية، وهي أحد أبرز أسباب المرض والإعاقة الجسدية في الدول المتطورة والنامية، كما ينجم عنها ازدياد نفقات الرعاية الصحية وأيام العمل المهدورة. وتشير دراسة عبء المرض العالمي 2010 إلى أن ألم أسفل الظهر كان أحد المسببات الرئيسية الثلاث لسنوات الحياة الصحية المفقودة في قطر. ويجب أن يعرف الموظف أن الألم والانزعاج الناجمين عن الاضطرابات العضلية الهيكلية يكونان في معظم الأحيان مرتبطين بالعمل، هذا ويمكن أن تؤدي معرفة عوامل الخطر التي يجب الانتباه لها وكيفية إجراء تعديلات بسيطة عليها إلى تحسين ظروف العمل بشكل كبير ومنع حدوثها. وتُظهِر أفضل ممارسات نظم موائمة بيئة العمل Ergonomics() في المؤسسات والشركات المختلفة التالي: انخفاضا في إجمالي تكاليف علاج الموظفين، انخفاض معدلات التغيب عن العمل، وتحسين الرضا الوظيفي، والمساهمة في طول العمر الوظيفي.