Al-Watan (Qatar)

عام من الشلل السياسي بالعراق

- جاسم الشمري كاتب عراقي

يُنظر للحكومة، أيّ حكومة، على أنّها الأداة الرسميّة، والمَرْكب الآمن المتين الرصين القادر على إدارة الدولة رغم الأمواج المُتلاطمة في عالم السياسة، وقساوة الحياة وتقلّباتها، والعاملة بعزم على توفير الاحتياجات الضروريّة للمواطنين، وترتيب السلالم القويّة لبلوغ مراحل الأمان والبناء والتطوّر! وهذه المواصفات للحكومة المطلوبة لم نجدها، بوضوح، في أيّ حكومة تَسلمت حكم العراق، وبالذات بعد العام 2003، ينبغي التركيز، بداية، على التكييف الدستوريّ والقانونيّ للمُماطلة في انتخاب رئيسي الجمهورية والوزراء، فقد سبق للمحكمة الاتّحاديّة، صاحبة الشأن بحلّ الخلافات الدستوريّة، أن أكّدت يوم 7 أيلول/ سبتمبر 2022 أنّها لا تملك صلاحيّة حلّ البرلمان كون الأمر خارج صلاحياتها، ولكنّها أثبتت -وهذا الذي يَهمّنا- أنّه «لا يجوز لأيّ سلطة الاستمرار في تجاوز المُدد الدستوريّة، وأنّ الجزاء الذي يُفرض على البرلمان، لعدم قيامه بواجباته الدستوريّة، هو حلّ المجلس، وفقا للمادّة )/64 أوّلا( من دستور العام 2005 » ! ولقد تجاهلت القوى السياسيّة قرار المحكمة، الذي سحب البساط الشرعيّ والدستوريّ من تحت أقدام الجميع، وواصلت لأكثر من عام مناحراتها المُرعبة والسقيمة، ولم تلتفت لأحد!

ولا نعلم هل مفهوم «الحلّ» يعني المُضي بالمشاورات، أم يُفترض حلّ البرلمان لنفسه والدعوة لانتخابات مُبكّرة؟ وبعد هذه الضجة الدوليّة والمحلّيّة رُتّبت، وعلى عجالة الخميس الماضي، جلسة توافقيّة للبرلمان، وتمّ خلالها انتخاب عبد اللطيف رشيد كرئيس للجمهوريّة، وبعدها بدقائق كلّف الرئيس المُنْتَخَب مرشّح الكتلة الأكبر محمد شياع السوداني، لتشكيل حكومته خلال 30 يوما! ولا ندري هل ستكون حكومة السوداني بداية لمرحلة توافقيّة

صافية أم سنكون وسط أزمات مُتلاطمة وحادّة؟ ثمّ ما الذي تغيّر، ميدانيّا، حتّى يَدخل الصدر وأتباعه في مرحلة الصمت العام وهم الذين قلبوا العراق رأسا على عقب بمعارضتهم السِلْميّة والمسلّحة لعام كامل؟ إنّ بناء الدولة السليمة يكون بحكومة تُتقن فنّ الحكم، فهل ستُتقن حكومة السوداني، إن شُكلت، فنّ الحكم أم ستكون كسابقاتها ؟ ومن أبسط الواجبات المُلحّة للحكومات المُعتبرة رعاية المبادئ الحافظة لكرامة المواطنين وسلامتهم، وحفظ سيادة الوطن الداخليّة والخارجيّة، وهذه المبادئ ليست مجرّد قوانين وأنظمة مُدرجة في لوائح رسميّة، بل يُفترض العمل بموجبها وتطبيقها لحفظ هيبة الوطن وأمن المواطنين لن يُبنى العراق بالكلام المعسول والتوافقات الفوضويّة، ولكن يُبنى بالهمم العالية، والحكومات الأصيلة، والبرلمانا­ت المُراقبة وغير المُجامِلة للحكومات، وهذه الأدوات ستُمهّد الطريق، وتُعبّد المسالك لغد مليء بالسلام والبناء والرفاهية!

القدس المحتلة- قنا- اقتحم مئات المستوطنين المتطرفين أمس المنطقة الغربية من المسجد الأقصى المبارك في حماية مشددة من قوات الاحتلال الإسرائيلي.

وأفادت مصادر محلية بأن المستوطنين أدوا طقوسا تلمودية عند الجدار الغربي للمسجد المبارك في سادس أيام عيد العرش اليهودي، مشيرة إلى أن المستوطنين سيستأنفون اليوم الأحد وغدا الاثنين اقتحاماتهم للمسجد مع محاولات لتقديم القرابين النباتية داخله.

يأتي ذلك في ظل تواصل الدعوات المقدسية للحشد والرباط في المسجد الأقصى المبارك، للتصدي لاقتحامات المستوطنين ومخططات الاحتلال. كانت جماعات الهيكل المزعوم عقدت يوم الخميس الماضي القمة الحاخامية الثانية في تاريخ المسجد الأقصى، برعاية عضو الكنيست الإسرائيلي يوم توف كالفون، وسط حماية شرطة الاحتلال، حيث أدى الحاخامات وأتباعهم صلوات جماعية علنية، واستعرضوا اجتماعهم بالصور في الساحة الشرقية للمسجد الأقصى، كما جددوا دعوتهم لـ «جماعات الهيكل» إلى مواصلة الحشد لاقتحامات غد وبعد غد، ودعوة جمهور اليمين المتطرف إلى المشاركة فيها بشكل واسع.

من جهة اخرى أصيب 10 فلسطينيين، أمس، برصاص الجيش الإسرائيلي خلال اقتحام قوة عسكرية قرية قراوة بني حسان، غربي مدينة سلفيت، شمالي الضفة. وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان مقتضب وصل الأناضول نسخة منه إن إصابتين خطيرتين «برصاص الاحتلال الحي في الصدر وصلتا مستشفى سلفيت الحكومي».

 ?? ??
 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Qatar