Al-Watan (Qatar)

ندوات ثقافية وفكرية شهرية

- $

نظم فريق تحرير مجلة تجسير لدراسات العلوم الإنسانية والاجتماعي­ة البينية التابع لمركز ابن خلدون للعلوم الإنسانية والاجتماعي­ة بجامعة قطر «سيمنار تجسير» الأول عن بعد، وذلك يوم الأحد الماضى، وكانت الندوة بعنوان: «التجسير بين معاني التكليف والرُؤى ما بعد الإنسانوية»، والتي قدمها الدكتور مشاري الرويح، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة قطر. أدار الندوة الباحث عبدالعزيز الخال، أحد أعضاء فريق تحرير مجلة تجسير، والذي أشار، في بداية تقديمه للندوة، إلى أن سيمنار تجسير عبارة عن ندوة شهرية، تستضيف عالمًا أو

باحثًا للحديث عن واقع الدراسات التجسيرية، أو حول علاقة الحقل المعرفي الذي ينتمي إليه الباحث مع الحقول المعرفية التي تتقاطع مع تخصص الباحث في تناول الظواهر الإنسانية والاجتماعي­ة. وقد افتُتحت الندوة بكلمة الدكتور نايف بن نهار، مدير مركز ابن خلدون للعلوم الإنسانية والاجتماعي­ة بجامعة قطر، الذي نبه على حاجة التجسير بين العلوم المختلفة وتعزيزها في العالَم العربي، كما أشار إلى أن البدء بالدكتور مشاري الرويح كان موفقًا، باعتباره أحد رُواد التنظير الاجتماعي في العالَم العربي، حيث يمتاز بقدرة كبيرة في استكشاف البُنى الماورائية عن النظريات والمعارف المطروحة في العلوم الاجتماعية، مع قدرة على الربط بين العلوم المتباعدة، كما أشار الدكتور نايف إلى أن العلوم الشرعية فيها مداخل كثيرة للارتباط بالعلوم الاجتماعية، سواء أكان ذلك على مستوى أصول الفقه، أو المباحث الفقهية، أو علوم الحديث، وأن توظيف العلوم الاجتماعية في العلوم الشرعية والعكس بالعكس يُعد بِكرًا في العالَم العربي خصوصًا، والعالَم الإسلامي عمومًا، مع أن القرن الحادي والعشرين يُعد قرن التركيب، بخلاف القرن العشرين الذي كان مهتمًا بالتفكيك، فلا بد من الحاجة إلى التركيب بين الأفكار، وهذا لا يمكن بالتفكير الأحادي للمعارف التخصصية. وبدأ الدكتور مشاري حديثه بالإشارة إلى الفكرة الأساسية للمحاضرة، وهي حل المشاكل المعقدة والنقد المعرفي والقيمي في المشهد المعرفي الغربي، في ظل التوجه إلى الرُؤى ما بعد الإنسانوية في العالَم الغربي، حيث يمثل الرؤية ما بعد الإنسانوية نوعًا من الانحدار بالإنسانية من خلال التنازل عن التميز المعرفي والقيمي ومشاركته الفاعلة مع الحيوانات والجمادات، وذلك من خلال تقديم التكليف وما يرتبط به من معاني العلم والقدرة والعزيمة كبديل إسلامي لمواجهة هذه الظاهرة. وقد عرج الدكتور الرويح على مسارات المعرفية الغربية التي يسير عليها في التعامل مع الظواهر، حيث تعتمد على النمذجة المبنية على الرياضيات كمدخل تجسيري لحل المشاكل، كما تعتمد على الفلسفة كمدخل بيني للإرشاد والنقد القيمي والمعرفي، في حين لا يُوجد أي موقع للوحي في خريطة المعرفة الغربية.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Qatar