Al-Watan (Qatar)

قطر تقف سدا أمام حملات التشكيك

اتخذت من العمل الجاد منهجا للرد على الشائعات

-

ورفضت الآلة الإعلامية الانصياع لمنطق الحقيقة بالتوقف عن الهجوم، رغم ما رصده العالم من منجزات تحضيرية مونديالية مبهرة قدمتها قطر على أرض الواقع، ليعيد البعض تدوير ورقة ضغط متمثلة بحقوق العمال من خلال معلومات زائفة تفتقد مصداقيتها بغياب السند، فكان من السهل تفنيد تلك الادعاءات مرة أخرى، ولكن عبر الجهات الرسمية الموثوقة، التي ساهمت في الرد على تلك المزاعم. القناعة الراسخة لدى العديد من المنصفين أن حقوق العمال لا تعدو كونها غطاء على أهداف أخرى يسطرها المهاجمون، ولدت بالأساس من رفض منح دولة عربية استضافة المونديال، فما التباكي على تلك الحقوق سوى ذريعة لمواصلة شن الهجوم غير المبرر، استنادا على شائعات لا أساس لها من الصحة، تماما كذاك التقرير الذي نشر في صحيفة أوروبية يدعي أن أعداد الوفيات في منشآت وملاعب المونديال منذ الفوز بالاستضافة وصل إلى 6500 عامل، دون أي إثبات أو مصدر موثوق يعتد به، مما يؤكد أن ما جرى لم يعد كونه فبركة إعلامية،

بغية إحداث تأثير تتداعى له جهات أخرى لاتخاذ خطوات عدائية ضد مستضيف المونديال تجسيدا للتباكي المزعوم. وتجاهل المدعون كل التقارير الرسمية الصادرة عن منظمات عمالية عالمية، إلى جانب الرقابة الحثيثة من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» الذي يشيد بشكل دائم بالمبادرات التي قامت، وتقوم بها دولة قطر من أجل حماية حقوق العمال وتلبية احتياجاتهم، وقد جاءت هذه المبادرات عبر الجهات المعنية محليا، وجهات دولية ذات مصداقية كبيرة في هذا الشأن، على رأسها منظمات عمالية وحقوقية،

لتثبت هذه المبادرات مدى الحرص على توفير البيئة المناسبة للعمال وحسب المعايير المعترف بها دوليا. وطالما دعت الجهات المعنية في قطر وعلى رأسها اللجنة العليا المشاريع والإرث، الجميع إلى الحوار في شأن ملف حقوق العمال، من خلال إبقاء الأبواب مفتوحة أمام كل من يريد أن يعرف الحقيقة قبل أن يمضي خلف حملات تشويه تنطلق من معلومات زائفة، فما انفك المسؤولون في اللجنة العليا للمشاريع والإرث يستثمرون كل مناسبة من أجل التأكيد على الدعوة المفتوحة من أجل حوار مباشر في شأن الخطوات العملية التي اتخذتها الدولة فيما يتعلق بملف العمال، وهو ما يؤكد أن التعامل مع تلك الحملات ظل يتم بتعقل وحكمة وحنكة.. وقد جاءت أحدث الشهادات التي تدحض المزاعم الأخيرة، من قبل نائب الأمين العام للاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» ألاسدير بيل الذي أكد أن كأس العالم FIFA قطر 2022 ستكون أول بطولة رياضية كبيرة تترك أثرا إيجابيا مستداما في مجال حقوق الإنسان. وحظي العمال الذين ساهموا في تنفيذ منشآت كأس العالم FIFA قطر 2022 بالكثير من التقدير، حيث ظلوا جزءا مهما من الاحتفاء بإنجاز كل ملعب من الملاعب سواء السبعة التي تم تشييدها خصيصا للحدث

أو استاد خليفة الدولي الذي أعيد تحديثه، ليتصدروا مشهد التنفيذ والاحتفاء من خلال صورهم التي طالما زينت جنبات الملاعب عرفانا بالمجهودات الكبيرة التي قاموا بها. وتجسد الحرص على حقوق عمال منشآت المونديال في المدينة العمالية التي شيدت في المنطقة الصناعية، التي تعتبر دليلا دامغا على الخدمات الإنسانية التي تقدم للعمال، بتوفرها على مجمعات سكنية ودور عبادة ومركز للشرطة ومركز صحي ومواقف للحافلات، كما تشمل منطقة ترفيهية وتجارية تتوفر على ملاعب ومراكز تجارية ومسارح وقاعات سينما، بالإضافة إلى المحال التجارية. وكان الاتحاد الدولي لنقابات العمال «جهة معترف بها دوليا » قد قطع الشك باليقين بشأن المعلومة المفبركة التي طالما شكلت بؤرة الادعاءات، وهي المتمثلة بوفاة ستة آلاف عامل في مشاريع كأس العالم FIFA قطر 2022 خلال السنوات العشر الأخيرة، حيث أكدت السيدة شاران بورو الأمين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال في حوار أجرته قبل أسبوعين مع «وكالة الأنباء الفرنسية»، أن المزاعم عن مقتل أكثر من ستة آلاف عامل خلال العقد الماضي، ليست سوى «اعتقاد خاطئ .» وأنصفت بورو كل ما قامت به دولة قطر من إصلاحات عندما قالت إن تحولا كبيرا شهدته الدولة المضيفة للمونديال على صعيد حقوق العمال، شمل إصلاح قوانين وتحسين الأجور وظروف العيش، وشددت على أن علاقة الاتحاد الدولي لنقابات العمال مع دولة قطر تحولت إلى «صديقين مقربين»، داعية الجماهير في العالم لزيارة قطر والاستمتاع بكأس العالم، ومؤكدة أن الرقابة على كل ما يخص العمال تبقى قائمة.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Qatar