Al-Watan (Qatar)

نمو متوسط إيجارات الشقق بالدوحة بالنصفالأو­ل

- أسماء الشاديلي

رصد تقرير صادر عن «بروبرتي فايندر» ارتفاعا قياسيا في مستويات الطلب والنشاط العقاري المحلي في النصف الأول من عام 2022 بشكل رئيسي بالتزامن مع اقتراب مونديال 2022 وقد أدى ذلك إلى جانب مستوى العرض المحدود في البلاد إلى ارتفاع الأسعار في كافة المناطق ولكافة أنواع الوحدات، وهو اتجاه لم نشهده منذ فترة طويلة من الزمن. لذلك فإن هذه الاتجاهات في الأسعار فريدة من نوعها. وفي الواقع، فقد سجلت الدوحة بشكل عام ارتفاعا بنسبة 23 % في متوسط سعر إيجارات الشقق لدى مقارنة النصف الأول من عام 2022 مع النصف الأول من عام 2021 . وبالمثل، شهدت الخور ارتفاعا مؤخرا في الطلب هي الأخرى، وارتفع فيها متوسط السعر بنسبة 38 % خلال النصف الأول وتشير التقديرات إلى أن هذا الاتجاه سيكون مؤقتا يتبعه انخفاض طفيف في الأسعار خلال عام 2023 بعد انتهاء المونديال حالما يعود الطلب للانخفاض، مما سيعمل على خلق مؤشر أكثر استقرارا لأسعار وحدات التأجير. وفي المقابل يواصل الطلب على الشقق اتجاهه الصاعد، وخصوصا على وحدات الإيجار المخدومة ووحدات التأجير قصير الأجل، ويُتوقع تعمق هذا الأثر في الجزء الأخير من هذا العام. ويُقدر مخزون قطر السكني بـ 308 آلاف وحدة سكنية مع طرح 700 وحدة إضافية في الربع الأول من عام 2022، وفق تقرير صادر عن فاليوسترات. ويستمر طرح عدد متزايد من الوحدات في السوق خصوصا في مناطق اللؤلؤة ولوسيل. من جهة أخرى، وردت تقارير تشير إلى نسبة إشـــغال تصل إلى 80 % في الوحدات السكنية. وعلى مستوى إيجارات الشقق السكنية

سجلت مناطق مثل الهلال والريان ارتفاعات سعرية من 3,325 ريالا إلى 4,500 ريال ومن 6,500 ريال إلى 9,000 ريال قطري على التوالي خلال النصف الأول من 2022 مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي وكان ارتفاع الأسعار في منطقة مارينا لوسيل من بين أعلى الارتفاعات، فقد سجلت صعودا من 9,000 ريال إلى 12,750 ريالا قطري. فمع تزايد الطلب على لوسيل، نجد ارتفاعا مقابلاً في أسعارها وعلى النقيض مما سبق، سجلت مناطق طريق الكورنيش وفريج بن محمود انخفاضات طفيفة في أسعار الإيجارات خلال الفترة ذاتها. وبالنسبة إلى إيجارات الفلل فقد تم تسجيل الاتجاهات ذاتها وهنا أيضاً يلعب العرض والطلب بطبيعة الحال دورا حيوياً وكانت العزيزية والمعمورة وأم صلال محمد من المناطق التي سجلت ارتفاعات ملحوظة في الأسعار خلال النصف الأول من عام 2022 ولا يزال المستأجرون يُقبِلون على الفلل بشكل كبير في قطر، وقد شجع انخفاض الأسعار في السنوات القليلة الماضية لإشغال أعداد متزايدة من هذه الوحدات. وعلى مستوى مبيعات الشقق فما زال سوق البيع يشهد ارتفاعا في الطلب خصوصا في ظل السماح للأجانب بتملك العقارات ومع هذا المستوى العالي من الطلب بالإضافة لمواصلة تسليم المزيد من الوحدات، لم تصل الأسعار بعد إلى مؤشر مستقر في النصف الأول من عام 2022. ويعود السبب بشكل أساسي للأعداد الكبيرة من الوحدات التي أصبحت جاهزة هذه الفترة، إلى جانب الجهود الحكومية في تشجيع الاستثمارا­ت المحلية والأجنبية كما أن هذا الاهتمام ما زال نتيجةً للميزات العديدة التي أعلِن عنها السنة الماضية لصالح المستثمرين في السوق العقاري القطري. من ناحية السعر، نجد أن منطقة السد سجلت ارتفاعا بمقدار 10,900 ريال قطري

للمتر المربع ليصل السعر إلى 14,423 للمتر المربع عند مقارنة النصف الأول 2022 مع نفس الفترة من عام 2021، وهو ما كان كنتيجة مباشرة لارتفاع عدد الإعلانات عن الشــــــق­ق خلال هذه الفترة بنسبة

56 %. وكانت الواجهة المائية إحدى المناطق الأخرى التي شهدت ارتفاعا كبيرا في وسيط السعر المعلَن عنه، فقد ارتفع من 15,500 إلى 17,460 ريالا قطريا للمتر المربع، والسبب في ذلك هو بشكل رئيسي الارتفاع المتصاعد للطلب في تلك المنطقة. وتابعت لوسيل بشكل عام اكتساب الزخم حيث نرى تحولها بسرعة إلى أحد الخيارات الأولى للاستثمار. وبالرغم من عدم وصول السوق إلى اتجاه ثابت لأسعار شقق البيع، إلا أن عدد التعاملات ما زال في صعود، خصوصا مع وصول الاستثمارا­ت لأعلى مستوياتها على الإطلاق. وفي قطاع مبيعات الفلل فإن الأمر المثير للاهتمام فيما يتعلق بهذا السوق هو أن بيع الفلل كان مسموحا فقط في عدد قليل من المناطق قبل بضع سنوات. ومنذ الإعلان عن المناطق الجديدة التي فُتحت للاستثمار العقاري، ارتفع مستوى الاهتمام أكثر فأكثر في فلل البيع، فعلي سبيل المثال تم تسجيل ارتفاع بنسبة 87 % على أساس سنوي في عدد إعلانات فلل البيع في منطقة الخليج الغربي خلال النصف الأول 2022 وهو ما يدل بشكل واضح على المخزون الجديد من الوحدات التي دخلت السوق. وقد لوحظ نفس الأمر في منطقة عين خالد التي سجلت ارتفاعا في عدد الإعلانات لنفس الشريحة وفي نفس الفترة الزمنية. وبالنسبة للأسعار فإنها مازالت تشهد تذبذبا حيث إنها لم تستقر بعد على اتجاه ثابت خلال السنتين الماضيتين، وهو ما يظهر بوضوح عند مقارنة سعر النصف الأول من عام 2022 مع النصف الأول من عام

2021. كما ساهم تنظيم السوق بقيادة

وزارة العدل في تذبذب الأسعار، وذلك مع توجه السوق نحو تبني نهج أكثر شفافية في التسعير. وقد ارتفع سعر المتر في منطقة الخيسة من6917 ريالا إلى 7,619 ريالا قطريا للمتر المربع في النصف الأول 2022 مقارنة مع النصف الأول 2021 ويأتي هذا كنتيجة مباشرة للزيادة في المخزون حيث تضاعف عدد الإعلانات في المنطقة حتى ثلاث مرات خلال نفس الفترة الزمنية المذكورة. أما مدينة لوسيل التي لم تكن تتوفر فيها الكثير من الفلل للبيع سابقا، فقد حققت هي الأخرى ارتفاعا في وسيط السعر المعلن عنه ليرتفع من 10,865 ريالا إلى 15,625 ريالا قطريا للمتر المربع في نفس الفترة. ومن المؤكد أن إضافة الفلل في هذه المنطقة كان وراء ارتفاع السعر المعلَن عنه. ويقول بلال عطعوط مدير قسم التأجير، في شركة الفردان العقارية: في قطاع العقارات المكتبية تشير التوقعات إلى تركز معظم الطلب على المساحات المكتبية في المواقع المتميزة مثل لوسيل والخليج الغربي ومشيرب قلب الدوحة. وتجدر الإشارة هنا إلى أن القرب من المطاعم ومراكز التسوق ومترو الدوحة وغيرها من وسائل الراحة يلعب دورا بالغ الأهمية في اختيار موقع المساحة المكتبية، فمنهجية تشجيع التوازن بين الحياة والعمل لدى الموظفين قد تكون أساسية في دفع الإنتاجية وتقوية أداء الأعمال على المدى الطويل. ويُتوقع اليوم من مساحات العمل أن توفر بيئة مناسبة تهيئ لأصحاب الأعمال أو الموظفين ما يلزمهم للازدهار. فالمكاتب المطلوبة اليوم تتميز بأنها قابلة للتعديل ويسهل الوصول إليها من المعالم الرئيسية. وتحظى العقارات المجهزة بأحدث متطلبات الأمن والتي توفر مساحات كافية لمواقف السيارات، بشعبية كبيرة. وفي هذه الأيام، تراعي كثير من المباني الحديثة تصاميم تُسهل التواصل بين الناس وتجعله أمرا ممتعا، حيث يسهل الوصول منها إلى منافذ متنوعة للطعام والشراب والنوادي الرياضية، علاوة على وجود طاقم مكرّس للخدمة المخصصة، مما يخلق مستوىً عاليا من القيمة المتميزة للمستأجر. وأيضا يهتم المطورون بفتح قنوات للاتصال المباشر للبقاء على اطلاعٍ على مستجدات احتياجات المستأجرين مما يساعد في الحفاظ على ثقتهم وخلق شعور بالمصداقية. وهذا بدوره يولد شعورا بالأمان لما يظهره من الالتزام بالشفافية والمسؤولية، خصوصا إذا رافقه تطبيق سياسات نظامية يُنص عليها بشكل صريح. كما أن الحرص على التعامل السريع المناسب مع الشكاوى والرد على الاستفسارا­ت هو من الجوانب الأخرى التي تجذب المستأجرين. فمثل هذه الجهود تلقى تقديرا من الزوار والموظفين على حد سواء، وهي تساعد عمليا في تسهيل حركتهم في مثل هذه العقارات التي تشعرهم بإمكانية الاعتماد عليها. ومن الطبيعي أن التكيف مع الاحتياجات المتجددة ومع تغيرات السوق وتجاوز التوقعات من خلال الاستعداد المستمر للتكيف مع الاتجاهات الناشئة يساهم في كسب ثقة المستأجر على المدى البعيد. ويتماشى هذا المستوى من الخدمة المتميزة مع ركائز رؤية قطر الوطنية 2030 الأساسية التي تهدف لتطوير البلاد على الأصعدة الاقتصادية والاجتماعي­ة والبيئية والبشرية، حيث يعمل على توفير مستوىً معيشي مرتفع لأبناء اليوم وأجيال المستقبل. وتبقى الفرصة سانحة أمام المطورين العقاريين لكسب ثقة العملاء من خلال العمل معهم جنبا إلى جنب بهدف تعزيز الصناعة، وفي نفس الوقت، يمكنهم الاستفادة والحفاظ على تقدمهم في هذه الصناعة المتنامية الواعدة.

 ?? ?? { لوسيل.. مدينة واعدة
{ لوسيل.. مدينة واعدة

Newspapers in Arabic

Newspapers from Qatar