Al-Watan (Qatar)

الأثر الاقتصادي للمونديال

-

يعد تنظيم الفعاليات الرياضية المحلية والعالمية من القطاعات التي تتطلب إنفاقاً حكومياً مرتفعاً. وتزداد التكلفة بازدياد أهمية الفعالية. إلا أنه ومن منظور اقتصادي تعد هذه التكاليف استثماراً حقيقياً. وهذا ما ينسحب على تكلفة استضافة دولة قطر لبطولة كأس العالم 2022 م. فالتكاليف المرتفعة من المتوقع أن تنعكس في صورة عوائد على المديين القريب والبعيد. ما تكاليف استضافة بطولة كأس العالم؟ غالباً ما تتطلب استضافة كأس العالَم تكاليف مرتفعة نسبياً. وهذا ما ينسحب على دولة قطر. وهنا من الضروري التفرقة بين تكاليف استضافة البطولة وبين تكاليف البنية التحتية المرتبطة برؤية قطر الوطنية 2030 . فتكاليف البطولة المباشرة مرتبطة بإنشاء الملاعب ومرافقها. أما تكاليف تحديث البنية التحتية من شبكات طرق وفنادق ومرافق سياحية وترفيهية وغيرها فهي ترتبط بشكل مباشر برؤية

2030. أكثر من ارتباطها بتنظيم بطولة كأس العالم. إن إقرار رؤية قطر الوطنية كان في عام 2008 م. بينما فوز قطر بتنظيم بطولة كأس العالم كان عام

2010م. فالخطط المرتبطة بالرؤية الوطنية سبقت البدء بالتجهيز لتنظيم البطولة. وتحديث البنية التحتية كان سيتم بغض النظر عن استضافة البطولة من عدمها. فهي تكاليف استراتيجية تصبّ في خدمة الرؤية الوطنية بغضّ النظر عن أي أحداث أخرى. لذلك يجب الفصل بين التكاليف المباشرة لاستضافة بطولة كأس العالم وبين التكاليف المرتبطة برؤية قطر الوطنية 2030 م. ما عوائد بطولة كأس العالم في قطر؟ بالطبع تعد تكاليف تنظيم بطولة كأس العالم في قطر استثماراً حقيقياً. حيث بدأت عوائد هذا الاستثمار في الظهور من الآن. ومن المتوقع أن تزداد هذه العوائد لاحقاً. فعلى مستوى الناتج المحلي الإجمالي سجّل ارتفاعاً في الربع الرابع من عام 2021م بنسبة 2 % وفق الأساس السنوي. كما أشار صندوق النقد الدولي إلى أن الناتج المحلي الإجمالي القطري حقّق نمواً ثابتاً بمعدل 4.5 % خلال الفترة ما بين 2010 و 2020 م منذ فوز قطر بتنظيم بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 م. يعد قطاع السياحة من القطاعات المستفيدة من تنظيم قطر للبطولة العالمية. فمع توقع وصول أكثر من

1,5 مليون زائر إلى البلاد لمتابعة فعاليات في البطولة. سينعش ذلك بلا شك هذا القطاع الحيوي الذي شهد إقبالاً على الاستثمار به للاستفادة من ارتفاع الطلب على أماكن الإقامة خلال فترة البطولة. يأتي ذلك متزامناً مع تخطيط قطر للتحول إلى مركز إقليمي للسياحة ومضاعفة عدد السياح ليبلغ 6 ملايين سائح سنوياً بحلول 2030 م. كما أن أثر الاستضافة يمتد إلى سوق العقارات الذي يتوقع أن يشهد دفعة قوية. تشمل سوق الإيجار السكني الذي أخذ اتجاهاً تصاعدياً منذ عام 2015 م. حيث ارتفعت أسعار إيجار الشقق الممتازة بنسبة 10 إلى 15 % خلال الفترة الأخيرة. وقد توقعت وكالة ترويج الاستثمار في قطر جذب قطاع العقارات للاستثمارا­ت الأجنبية المباشرة بعد بطولة كأس العالم. بما يتماشى مع الرؤية القطرية بعيدة المدى لتحقيق التنوع الاقتصادي والتحول لمركز جذب اقتصادي ووجهة استثمارية عالمية. بالإضافة إلى ذلك فقد شمل الأثر الاقتصادي لتنظيم دولة قطر لبطولة كأس العالم لكرة القدم دول الخليج ومنطقة الشرق الأوسط. فعروض السفر والإقامة تخطت الدوحة لتشمل وجهات شهيرة مثل دبي ومسقط. فحجوزات الفنادق في الإمارات العربية المتحدة ممتدة لشهر فبراير وما بعده. كما يُرجّح أن يرتفع عدد زوار المملكة العربية السعودية بسبب كأس العالم. خاصة مكة لأداء مناسك العمرة بنسبة 106 % مقارنة بعام 2021 م. ونفس الأمر بالنسبة للبحرين والكويت والأردن وإيران وغيرها من دول المنطقة.

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Qatar